رئيسة البرازيل تؤكد جاهزية بلادها لاستضافة المونديال.. و«الفيفا» قلق من تأخر الملاعب

إدميلسون يعتقد أن نهائيا لكأس العالم بين البرازيل والأرجنتين قد يتحول إلى «كابوس» لجماهير بلاده

الجزء المنهار في ملعب ساو باولو أجل تسليم الاستاد الذي سيستضيف مباراة الافتتاح حتى مايو المقبل (أ.ف.ب)
TT

أكدت ديلما روسيف رئيسة البرازيل أن بلادها مستعدة تماما لاستضافة كأس العالم ولا داعي للقلق الذي يبديه رجال الفيفا من تأخر الأعمال في بعض الاستادات.

وقالت روسيف على حسابها الشخصي في موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي عبر الإنترنت أمس: «اليوم يمثل يوما خاصا للغاية إلى كل البرازيليين.. تفصلنا 100 يوم عن المونديال، وبلادنا في المراحل النهائية من الاستعدادات لهذا الحفل الكبير، البرازيليون مستعدون ليظهروا معرفتهم الجيدة بكيفية استقبال السائحين والمساهمة في نجاح كأس الكؤوس».

وتأتي تصريحات روسيف، بمثابة رد على تصريحات جيروم فالكه الأمين العام للاتحاد الدولي لكرة القدم بأنه ما زال يتعين على البرازيل بذل المزيد من الجهد والعمل لكي تكون جاهزة لاستضافة نهائيات كأس العالم.

وكان فالكه قد أشار لصحيفة «لانس» البرازيلية على هامش الإعلان عن تبقي 100 يوم على انطلاق المونديال بالقول: «لا يزال هناك الكثير من العمل ينبغي القيام به، ونحن نشعر بالقلق لأن الفترة المتاحة قصيرة للغاية أمامنا».

وتحدث فالكه منذ أيام قليلة عن التحدي الضخم الذي يواجهه (فيفا) في ظل تأخير انتهاء العمل في الملاعب التي ستحتضن مباريات البطولة ومن ضمنها ملعب ساو باولو الذي ستجرى عليه المباراة الافتتاحية للبطولة في 12 يونيو (حزيران) المقبل.

وأوضح فالكه أن التأخير سوف يؤدي إلى حدوث مشكلات متعلقة بترقيم مقاعد الملعب «وهذا هو الشيء الذي نود أن نتجنبه».

وذكر فالكه أن هذا هو المونديال الثالث له خلال فترة وجوده في الفيفا، والثاني له منذ أن أصبح مسؤولا وقال: «يمكنني القول إنه لم يكن مونديالا سهلا بالمرة.. إنها التجربة الأصعب».

وخلال الاجتماع السنوي لمجلس إدارة الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي عقد يوم السبت الماضي، أشار فالكه إلى أنه لم يجر الانتهاء حتى الآن من تركيب شبكة الاتصالات السلكية واللاسلكية في الملاعب، وقال: «لم يعد متبقيا سوى مائة يوم فقط على افتتاح البطولة التي ستجرى بملعب ساو باولو الذي ما زال غير جاهز حتى الآن ولن يكون جاهزا قبل 15 مايو (أيار) المقبل، وكما تعلمون فإن هناك تأخيرا في الانتهاء من ملعبين آخرين (في كوريتيبا وماناوس)».

لكن بعيدا عن الشأن التقني حاول لويس فيليبي سكولاري المدير الفني لمنتخب البرازيل طمأنة جماهير بلاده على جاهزية فريقه وقال: «نعرف أننا سنواجه منافسة قوية خلال مشوار المونديال، ولكن إقامة البطولة في البرازيل من شأنه أن يحفز اللاعبين الذين يتمتعون بالموهبة الفطرية للتتويج باللقب، رغم الأعباء الإضافية التي ربما يواجهها الفريق بسبب ضغط الجماهير التي تتطلع لتعويض الفشل في الفوز بمونديال 1950 الذي أقيم بالبرازيل».

وعن تقييمه للمنتخبات التي سيواجهها في الدور الأول، قال سكولاري: «منتخب كرواتيا يؤدي بشكل جيد ويعتمد عل أسلوب فني متميز. أسلوبه مشابه كثيرا لأسلوب منتخبات أميركا الجنوبية خاصة من ناحية الاستحواذ والتصرف بالكرة بشكل جيد. ويملك لاعبوه قدرات فنية عالية وهو ما ينطبق أيضا على منتخب الكاميرون، أما منتخب المكسيك فيعتبر منافسا تقليديا لنا. يقدم كرة عالية الجودة، هناك تاريخ من المواجهات بين البرازيل والمكسيك ودائما ما تكون صعبة».

ولمح سكولاري إلى أن المنتخب البرازيلي الذي قاده للتتويج بمونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان كان يملك خبرة أكبر من الجيل الحالي الذي يتمتع بالكثير من الحماس والحافز.

وتساءل سكولاري: «عام 2002، كانت خبرة الفريق عاملا أساسيا في إحراز اللقب، لكن من يدري ما إذا كان الحماس والحافز سيكونان بهذه الأهمية هذه المرة أيضا؟».

وأعرب مدرب منتخب البرازيل عن أمله في خوض المباراة النهائية، وقال: «يوم 13 يوليو (تموز) المقبل سأكون في أرض الملعب أستعد للنهائي. أستعد لإنشاد النشيد الوطني بكل فرح وحماس وعنفوان، وآمل أن يحذو لاعبو فريقي والجمهور البرازيلي حذوي أيضا».

ويستهل المنتخب البرازيلي، الذي يسعى للتتويج باللقب للمرة السادسة في تاريخه، مبارياته في كأس العالم بمواجهة نظيره الكرواتي في لقاء الافتتاح بملعب ساو باولو يوم 12 يونيو المقبل.

وعلى عكس التفاؤل الذي أبداه سكولاري يرى البرازيلي إدميلسون، المتوج مع منتخب بلاده بطلا لكأس العالم بكوريا الجنوبية واليابان عام 2002، أن نهائيا لمونديال 2014 بين راقصي السامبا ومنتخب الأرجنتين قد يتحول إلى «كابوس».

واعترف إدميلسون خلال مشاركته في احتفالية بمناسبة تبقي 100 يوم على انطلاق المونديال بأنه النهائي الذي يتمناه الكثير من البرازيليين، لكن استدرك محذرا بالقول: «لكنه قد يكون كابوسا، لأن الأرجنتين لديها منتخب كبير.. لديهم أفضل لاعب في العالم»، في إشارة إلى ليونيل ميسي، زميله السابق في الفريق الكتالوني.

وأضاف أدميلسون لاعب برشلونة السابق ضاحكا: «لكن بالتأكيد فإننا لن نتركهم يفوزون»، مشيرا إلى أن بلاده «تحلم بالتتويج باللقب العالمي السادس».

ويعتقد إدميلسون أن مواطنه دييغو كوستا اتخذ القرار الأفضل بتمثيل منتخب إسبانيا بطل العالم عوضا عن الانضمام للفريق البرازيلي.

وقال: «أعتقد أن دييغو يقدم موسما كبيرا مع أتلتيكو مدريد. إنه لاعب ليس معروفا للغاية في البرازيل، فكل نجاحه الرياضي كان في إسبانيا، والقرار كان الأصوب، أعتقد أننا في البرازيل لدينا لاعبون أفضل لتعويض غيابه. قراره كان موفقا، لأنه يملك القليل من الفرص في البرازيل ولم يجر استدعاؤه قط». وأبرز لاعب الوسط السابق التغيير الذي طرأ على المنتخب البرازيل منذ أن تولى تدريبه لويس فيليبي سكولاري أواخر 2012.

وقال: «سكولاري و(معاونه الفني كارلوس) باريرا يتكاملان.. ربما لا يكون سكولاري مدربا عظيما على المستوى الخططي، لكنه يقود المجموعة جيدا. باريرا قام بالكثير بفضل معارفه الخططية والفنية الكبيرة. أنا في الماضي لم أكن أطيق النظر إلى ذلك المنتخب البرازيلي الذي لم يكن يملك الكرة». وبعد أن توقع أن يكون نيمار مثل رونالدو البرازيل في 2002، أثنى إدميلسون على ديفيد لويز وتياغو سيلفا «كثنائي رائع في قلب الدفاع»، ومعترفا بأن منتخب السامبا ما زال لم يظهر الأداء الرفيع الذي قدمه في حقب سابقة.

وقال: «على الأرجح ليست البرازيل في 2014 هي نفسها في زمن رونالدينهو ورونالدو، لكنها أكثر فعالية، وتحقق نتائج. ذلك ما يعرف سكولاري كيف يستفيد منه جيدا».