يوسف السركال: ملف الاستضافة السعودي لا يخيفنا.. والعبرة بالأصوات

رئيس الاتحاد الإماراتي توقع ألا يغير اجتماع سلمان آل خليفة وأحمد عيد في موازين التنافس

يوسف السركال
TT

أكد يوسف السركال رئيس الاتحاد الإماراتي لكرة القدم أن بلاده لا تتخوف من فقدان فرصة استضافة نهائيات كأس آسيا 2019، كونها قدمت ملفا كاملا يحوي جميع ضمانات ومتطلبات الاستضافة، فضلا عن رغبة الرياضيين من شتى أنحاء القارة الوجود في الإمارات والاستمتاع بجمال منشآتها وملاعبها وهو الأمر الذي يراه مساعدا كبيرا لفوزهم بشرف التنظيم.

ووجد السركال أنه لا مانع من استعانتهم بالشركة التي أعدت ملف استضافة قطر لمونديال 2022 كون مثل هذه الشركات تعمل للجميع وليست مختصة بجهة أو دولة معينة.

واستبعد السركال في حوار لـ«الشرق الأوسط» أن يكون للعلاقة القوية ما بين البحريني سلمان آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي والسعودي أحمد عيد دور في توجيه الاستضافة الآسيوية، مشيرا أن أصوات أعضاء المكتب التنفيذي في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم البالغ عددهم 22 عضوا هي من ستحسم الموضوع في نهاية الأمر، مشيرا إلى أنه لا يتحسس من مثل هذه الاجتماعات ولا يرى أنها تستهدف القيام بفعل ما من خلف الكواليس. واعترف السركال أن علاقته مع الاتحاد السعودي ما زال يشوبها بعض الأمور إلا أنه رفض ذكرها وقلل من تأثيرها على الود ما بين الطرفين.

«الشرق الأوسط» التقت بنائب رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم رئيس الاتحاد الإماراتي لكرة القدم يوسف السركال فكان معه الحوار التالي:

* كيف ترى قدرة الإمارات على استضافة نهائيات كأس آسيا 2019؟

- دولة الإمارات بشكل عام قادرة على استضافة أي حدث رياضي وإنجاحه وإخراجه بأفضل مما يتصوره المنظم نفسه وفي 1996م سبق واستضفنا بطولة كأس آسيا ووضعنا علامة تميز في التنظيم والحمد لله وصل منتخبنا للنهائي لكن للأسف لم نربح، وكذلك استضفنا كأس العالم للشباب وكانت علامة بالنسبة للاتحاد الدولي، بالإضافة إلى استضافتنا في 2013 لكأس العالم تحت 17 سنة والتي أشاد بها الاتحاد الدولي لذلك أنا أرى أن استضافة دولة الإمارات لكأس آسيا هو نجاح للبطولة.

* هل قدمتم كل الضمانات المطلوبة للاستضافة؟

- نعم ملف الاستضافة كامل وقدمنا جميع ما يحتاجه الاتحاد الآسيوي من ضمانات.

* يستقبل اتحاد الكرة الإماراتي هذه الأيام وفد التفتيش القادم من الاتحاد الآسيوي للاطلاع على الاستعدادات الأولية لديكم، هل تتخوفون من شيء ما في هذه الناحية؟

- الإمارات دولة مضيافة ونحن نرحب بوفد التفتيش للاستمتاع بالجو وبالمنشآت الجميلة وفيما يتعلق بمعاينة المنشآت فأنا أقول لهم بأن الزيارة ستكون ممتعة وترفيهية لكم أكثر من معاينة المنشآت لأن المنشآت بدولة الإمارات متميزة.

* هل أصبح ملف الاستضافة جاهزا، وما الذي سيميزه عن الملفات الأخرى برأيك؟

- ملف الإمارات جاهز من حيث شروط التقدم لطلب الاستضافة ونحن حاليا شكلنا لجنة تخصصها فقط متابعة ملف كأس آسيا، هذه اللجنة يترأسها الأخ محمد بن ثعلوب رئيس اتحاد الإمارات للمصارعة والجودو والجوجيتسو بالإضافة إلى أعضاء من خارج الاتحاد وداخله من أجل إضافة معطيات جديدة للملف ليصبح أكثر تميزا.

* ولكن ما مميزات الملف الإماراتي؟

- الذي يميز الملف في الوضع الحالي أنه وبلا فخر مقدم من دولة الإمارات ونحن نتميز فعليا عن الدول الأخرى بالمنشآت الجاهزة وبحب ورغبة في أن توجد الدول المشاركة في مختلف البطولات بدولة الإمارات، هذا ما يميزنا وطبعا لا أقصد بحديثي التقليل من الدول الأخرى فلديها أيضا الإمكانيات وهي قادرة على تنظيم البطولات ولكن الجو العام لدينا بالإمارات يخلق عند وفود الدول المشاركة حب الوجود بها، وهذا فيما يتعلق بما هو موجود في الملف الحالي، وعموما هناك مميزات أخرى لكن لن أصرح بها في الوقت الحاضر.

* الأمين العام للاتحاد الإماراتي لكرة القدم صرح بأن الشركة الألمانية التي قامت بإعداد الملف القطري لاستضافة كأس العالم 2022م هي نفسها من تتولى إعداد الملف الإماراتي لاستضافة أمم آسيا 2019، هل هذا صحيح؟

- حاليا شكلنا لجنة وعلى اللجنة أن تتخذ القرارات سواء من ناحية الاستعانة بهذه الشركة أو غيرها، فهذه الشركات جميعها شركات تجارية ومثل ما تخدم قطر، تخدم الإمارات والسعودية وتخدم أي دولة تتفق معها فالشركات متوفرة وإذا لم يقع الاختيار على هذه الشركة فستكون شركة أخرى، لن نربط أنفسنا بشركة واحدة وباسم واحد، الأمر متروك للجنة المعنية فنحن لم نوقع مع أي شركة ومن الممكن أن الأمين العام في تصريحه كان يقصد أن هذه الشركة هي من إحدى الشركات المميزة فقط.

* ولكن تصريحه كان واضحا بأن الإمارات ستستعين بالشركة التي أعدت الملف القطري لاستضافة كأس العالم 2022 م؟

- هذا لا يمنع، ولكن القرار النهائي للجنة المعنية بملف كأس آسيا.

* هناك ملفات منافسة تخص السعودية وإيران إضافة إلى تايلاند، أي الملفات تخشونها من بين هذه الملفات؟

- لابد أن نعمل حسابا لكل الدول المتقدمة لأننا في حال تنافس ومع ذلك نحن نرى في أنفسنا الكفاءة ولكن هذا لا يعني أن نستصغر الدول الأخرى فالدول المنافسة لديها إمكانيات وقادرة على إنجاح التنظيم.

* نعم ولكن بالتأكيد هناك ملف يعد هو المنافس الأقوى لملفكم، من هو برأيك؟

- دون شك أن الملف السعودي هو المنافس الأقوى لملف الإمارات، ولكن علينا ألا ننسى أيضا إيران وتايلاند فالجميع نعمل لهم حساب.

* استضافة الإمارات للبطولة عام 1996م وكذلك إيران، هل يقلص ذلك حظوظ هاتين الدولتين في الفوز بالاستضافة لصالح السعودية التي لم يسبق لها تنظيم البطولة؟

- هذا يعتمد على سياسة الاتحاد الآسيوي وكيف ينظر إلى نجاح البطولة، إذا كان سيتعامل مع هذا الملف بالنظر إلى من لم يسبق له الاستضافة فهناك دول كثيرة لم تحظ بذلك، أم إذا كان ينظر إلى من هو قادر على إنجاح الاستضافة والتنظيم فبالتأكيد ودون شك سينظر إلى ملف دولة الإمارات وفي النهاية القضية لا تتعلق بالاتحاد الآسيوي، الأمر يتعلق بكسب أصوات أعضاء المكتب التنفيذي بالاتحاد الآسيوي في قدرة اللجنة المعنية بطلب التنظيم وإقناعها لأعضاء المكتب التنفيذي بما ستفعله في هذا الشأن.

* كيف ترى الأخبار التي تتحدث عن تراجع حظوظ السعودية في استضافة كأس آسيا بسبب تعثر ضمانات بعض الجهات الحكومية لديها؟

- أهل مكة أدرى بشعابها وليس لدي تعليق لأنه أمر يتعلق بالشأن السعودي ولا أستطيع التحدث فيه.

* ما بين تراجع الملف السعودي وبقائه ما تعليقك على ما يتردد أن هناك وعودا للسعودية بمنحها تنظيم آسيا 2019م؟

- الوعود قد تحدث فنحن نتكلم عن 22 عضوا في المكتب التنفيذي فمن الممكن أن يحدث ذلك، ومثل ما هناك وعود للسعودية لمنحها الاستضافة هناك أيضا وعود مقدمة للإمارات من قبل بعض الأعضاء فهذه الوعود من مجموعة كبيرة من الأفراد قد تحدث وعموما لا يمكن أن يكون الوعد صادرا من جميع أعضاء المكتب التنفيذي، قد يكون صادر من البعض، وفي النهاية نحن نعلم جيدا أن مدى درجة تأثيره في القرار النهائي يعتمد على كيفية تسويقنا لملفنا.

* سمعنا عن الاجتماع الذي جمع بين أحمد عيد رئيس اتحاد السعودي لكرة القدم والشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد الآسيوي بعيدا عن وسائل الإعلام وأن الاجتماع تركز على موضوع الملف السعودي لاستضافه نهائيات كأس آسيا 2019م ولكن عند سؤال عيد عن فحوى الاجتماع تحفظ على الإجابة وقال إنه شخصي، كيف ترى ذلك؟

- مرت علينا تجارب عدة في الاتحاد الدولي، ومثال على ذلك جوزيف بلاتر فى 2006م كان متعاطفا مع جنوب أفريقيا ولكن التي فازت بالاستضافة ألمانيا فالعملية ليست مرتبطة بشكل وثيق بقرار رئيس الاتحاد الآسيوي مع الاحتفاظ بكل الاحترام له ولكن الأصوات قد تتشتت وهى التي تحدد الدولة المستضيفة، أما بالنسبة لموقف الشيخ سلمان من استضافة الإمارات أرى أنه موقف جيد وإيجابي فلا يوجد لدي أي حساسية من موقف الشيخ سلمان وعموما هو من يجيب على هذا السؤال وليس أنا.

* ألا ترى أنه يقف في صف الجانب السعودي ضد الإمارات؟

- لا أرى ذلك.

* هل تدخل المجاملات في قصص التنظيم خاصة بوجود ما يدل على ذلك، فقد رأينا لبنان تستضيف البطولة عام 2000م رغم أن البلاد كانت في حالة حرب ، وكذلك فيتنام في عام 2007م؟

- المجاملات لم يكن لها دور في استضافة لبنان لآسيا 2000م لأننا جميعنا وقف مع الملف اللبناني وعملنا بقوة كعرب وكنا مؤثرين في المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي واستطعنا أن نضغط على ماليزيا بأن تنسحب وأن نرجح الملف اللبناني على الملف الصيني في رغبة منا كأعضاء في المكتب التنفيذي وكان للشيخ عبد الله بن زايد دور كبير في هذا الوقت بتأثيره لأن هذه القرار اتخذ في دولة الإمارات وبالتحديد في أبوظبي، أما فيما يتعلق بفيتنام فهي لم تكن الوحيدة المستضيفة فقد كانت بالمشاركة مع تايلاند وإندونيسيا وماليزيا ففيتنام لوحدها كانت غير قادرة على استضافة الحدث ولم تكن العملية عملية مجاملة فكانت الفكرة من الاتحاد الآسيوي لدعم الكرة في منطقة الآسيان بأن تنظم البطولة عندهم لوضع اهتمام أكثر من السلطات في هذه الدول الأربع لرعاية كرة القدم.

* هل علاقتك برؤساء اتحادات كرة القدم بدول الخليج على ما يرام خصوصا الاتحاد السعودي؟

- العلاقة وبالأخص مع السعودية متميزة جدا ولا يوجد فيها أي نوع من أنواع التوتر أبدا، قد يكون هناك بعض الشوائب البسيطة ولن أذكرها ولكن العلاقة متميزة مع أحمد عيد ومع أعضاء مجلس إدارة الاتحاد السعودي ومع رؤساء كثير من الأندية السعودية.