انتقادات واسعة لهونيس ومطالبات باستقالته من رئاسة بايرن ميونيخ

اعترافاته بالتهرب الضريبي الواسع أثارت ضجة كبيرة في ألمانيا

هونيس رئيس بايرن ميونيخ لدى دخوله القاعة في ثاني أيام محاكمته (رويترز)
TT

وجهت شخصيات سياسية ودينية في ألمانيا انتقادات شديدة لرئيس نادي بايرن ميونيخ، أولي هونيس، بسبب اعترافه بأنه تهرب من دفع ضرائب أكثر بكثير مما كان يعتقد حتى الآن.

وطالب بيرند ريكسنجر، رئيس حزب اليسار الألماني، هونيس بالاستقالة فورا من منصبه على خلفية هذا التهرب الضريبي الواسع، وقال في تصريح لصحيفة «راينيشه بوست» الصادرة أمس، إن هونيس تهرب من دفع ضرائب بشكل لا يمكن تخيله، مضيفا: «لا يمكن له الآن أن يظل على رأس نادي بايرن ميونيخ، إذا أراد أن يكون شريفا فعليه أن يستقيل».

وعبر وزير مالية ولاية شمال الراين فيستفاليا، نوربرت فالتر بوريانس، العضو بالحزب الاشتراكي الديمقراطي، عن «ذهوله» بعد أن اعترف هونيس بأنه تهرب من دفع ضرائب قدرها 5.‏18 مليون يورو وقال إنه ليس من حق أحد أن يقرر كيف يستخدم أموال ضرائب من حق الصالح العام، وأضاف في تصريح لصحيفة «رور ناخريشتن»: «لا يمكن لأحد أن يسرق أموال الضرائب ثم يكرم فيما بعد بما فعله من أعمال خيرية بهذه الأموال».

وفي السياق نفسه حذر نيكولاوس شنايدر، رئيس مجلس الكنيسة البروتستانتية بألمانيا، من اعتماد أخلاق استثنائية للشخصيات الشهيرة في ألمانيا وقال في تصريح لصحيفة «كيلر ناخريشتن» الصادرة أمس إن محاكمة هونيس في ميونيخ تتعلق بتوحيد المقاييس الأخلاقية «رغم كل ما قدمه هونيس من خدمات لكرة القدم في ألمانيا، فليس من الممكن الاعتماد على هذه الخدمات لاعتماد أخلاق استثنائية».

ونجح هونيس في تحويل بايرن ميونيخ إلى أحد أغنى الأندية الأوروبية، خلال فترة توليه منصب المدير العام للنادي على مدار 30 سنة، حيث فاز بايرن بلقب كأس ألمانيا تسع مرات، ولقب البوندسليغا 16 مرة، ولقب دوري أبطال أوروبا مرة واحدة، بجانب لقب واحد في كأس الاتحاد الأوروبي. كما نجح في فترة رئاسته لجذب شركات كبرى مثل «أديداس» و«أودي» لرعاية الفريق والانضمام للمجلس الإشرافي لبايرن ميونيخ.

وتوج بايرن ميونيخ بلقب الدوري والكأس في 2010، ثم توج الفريق بثلاثية البوندسليغا وكأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه العام الماضي بعد تولي هونيس منصب رئيس النادي.

وكانت إدارة بايرن ميونيخ قد أكدت دعمها لهونيس ورفض المجلس الإشرافي في مايو (أيار) 2013 طلبا منه للتنحي عن منصبه كرئيس للمجلس الذي يضم تسعة أعضاء، لحين البت في قضيته من جانب السلطات.

وكان هونيس الذي يرتبط بالنادي الألماني منذ أكثر من 40 سنة لاعبا ومدربا، قد اختار طواعية الانسحاب من مجلس إدارة شركة آليانز للتأمين التي ترعى بايرن ميونيخ حتى لا تنعكس قضيته على الشركة.

وقال متحدث باسم آليانز خلال شهر سبتمبر (أيلول) الماضي إن هونيس أبلغ ماركوس ريس رئيس الفرع الألماني للشركة بالاستقالة إثر افتضاح أمر حساب مالي له في أحد مصارف سويسرا.

بينما لم تطالب شركتا «أودي» الألمانية لصناعة السيارات و«أديداس» لصناعة الملابس والأدوات الرياضية، ولكل منهما حصة في النادي باستقالة هونيس من رئاسة بايرن.

وأثارت قضية هونيس ضجة في ألمانيا ولا يعلم أحد إذا كان اعترافه الكامل بالتهرب قد يجعله يتفادى حكما بالسجن والاكتفاء فقط بسداد الضرائب والغرامة.

وقال هونيس: «لقد تهربت من دفع الضرائب وأريد أن أعرب عن أسفي لتصرفي المشبوه»، مشيرا إلى أنه يريد أن «يطوي هذه الصفحة المؤلمة» في حياته.

وفي الجلسة الأولى من المحكمة أيضا اعترف محامي هونيس بأنه وضع في تصرف المحكمة وثائق تؤكد أن قيمة التهرب من الضرائب بلغت 5.‏18 مليون يورو على الأقل.

ورغم تعبير هونيس عن أسفه لهذه القضية وتقدمه باعتذار للشعب الألماني فإن مستقبله في رئاسة بايرن ميونيخ أصبح في مهب الريح وربما تكتب كلمة «النهاية» الأسبوع المقبل بحكم المحكمة.