فوز ريال مدريد الساحق على بايرن ميونيخ يثير دهشة الإسبان ويسعدهم

«الفريق الملكي» اقترب من تحقيق حلم الفوز بدوري الأبطال للمرة العاشرة.. ورقم قياسي تهديفي جديد لرونالدو

راموس نجم ريال مدريد (رقم 4) يسدد برأسه محرزا ثاني أهدافه في مرمى بايرن ميونيخ (أ.ف.ب) - رونالدو يحتفل بهدفيه والانفراد بالرقم القياسي لأفضل هداف في موسم واحد
TT

سيطرت أجواء السعادة والدهشة على فريق ريال مدريد ووسائل الإعلام الإسبانية بعد الفوز الكبير والتاريخي 4/صفر على بايرن ميونيخ الألماني في عقر داره في إياب الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا.

وما كان يخشاه ريال مديد من عقبات في ميونيخ تحول إلى نزهة سهلة للاعبين في مواجهة من طرف واحد تقريبا.

ويدين النادي الملكي بتأهله إلى المباراة النهائية إلى نجميه قطب دفاعه سيرجيو راموس ومهاجمه الدولي البرتغالي كريستيانو رونالدو حيث سجل كل منهما ثنائية الأول في الدقيقتين 16 و20 من ضربتي رأس، والثاني في الدقيقتين 34 و90 من تسديدتين الأولى من داخل المنطقة والثانية من ركلة حرة مباشرة.

وكان ريال مدريد فاز 1 - صفر ذهابا على ملعب سانتياغو برنابيو في مدريد، فحاز أول بطاقة في المباراة النهائية المقررة يوم 24 مايو (أيار) المقبل على ملعب «النور» في العاصمة البرتغالية لشبونة.

وحطم رونالدو الرقم القياسي في عدد الأهداف المسجلة في موسم واحد في مسابقة دوري أبطال أوروبا رافعا رصيده إلى 16 هدفا هذا الموسم بفارق هدفين أمام شريكيه السابقين مهاجم برشلونة الدولي الأرجنتيني ليونيل ميسي (2011 - 2012) ومهاجم ميلان الإيطالي جوزيه التافيني (1962 - 1963).

ورفع رونالدو رصيده إلى 66 هدفا وبات ثالث أفضل مسجل في تاريخ المسابقة خلف مهاجم النادي الملكي وقائده السابق راؤول غونزاليز (71) وميسي (67).

وتبقى النقطة السوداء بالنسبة إلى النادي الملكي في المباراة هي تلقي لاعب وسطه تشابي ألونسو بطاقة صفراء ستحرمه من خوض النهائي.

وثأر النادي الملكي من الفريق البافاري وأزاحه من دور الأربعة على غرار ما فعله الأخير الموسم قبل الماضي عندما خرج على يديه بركلات الترجيح قبل أن يتوق مرارة الفشل أمام تشيلسي الإنجليزي على ملعب أليانز أرينا.

ورد راموس بالذات الاعتبار لنفسه كونه أهدر ركلة جزاء ترجيحية في نصف النهائي قبل عامين.

وحقق النادي الملكي فوزا تاريخيا على الفريق البافاري كونه الأول له على ملعب أليانز أرينا في 10 مواجهات بينهما (فاز بايرن 9 مرات مقابل تعادل واحد)، وواصل حلمه بالتتويج باللقب العاشر في المسابقة والأول منذ عام 2002.

وهو الفوز التاسع لريال مدريد على بايرن ميونيخ في تاريخ المواجهات بين الفريقين مقابل 11 خسارة وتعادلين. وفك ريال مدريد المتوج بين 1956 - 1960 و1966 و1998 و2000 و2002، النحس الذي لازمه في الدور نصف النهائي في الأعوام الثلاثة الأخيرة بعد سقوطه أمام مواطنه برشلونة (2011) وبايرن ميونيخ (2012) وبوروسيا دورتموند (2013).

وحرم ريال مدريد منافسه البافاري من بلوغ المباراة النهائية الثالثة على التوالي والرابعة في السنوات الخمس الأخيرة (خسر أمام إنترميلان الإيطالي عام 2010 على ملعب سانتياغو برنابيو في مدريد وأمام تشيلسي عام 2012 على ملعبه أليانز أرينا).

كما فشل بايرن ميونيخ حامل اللقب 5 مرات في 1974 و1975 و1976 و2001 و2013 في أن يصبح أول فريق يحافظ على لقبه في النسخة الحديثة من المسابقة الأولى أي ابتداء من عام 1993 عندما تحول اسمها إلى دوري أبطال أوروبا.

والتقى بايرن ميونيخ مع ريال مدريد 22 مرة في المسابقات الأوروبية كلها في المسابقة الأولى (فاز 11 وتعادل مرتين وخسر 9)، بينها ست مواجهات في نصف النهائي، حيث تفوق بايرن في 1976 و1987 و2001 و2012 فيما خرج مدريد فائزا مرتين.

أما في مسابقة دوري أبطال أوروبا فتواجها 16 مرة سابقا، وبمباراة الإياب حطما الرقم القياسي من حيث عدد المواجهات بين فريقين في المسابقة القارية الأم الذي كان 15 بين برشلونة وميلان.

واستخلص ريال مدريد الدرس من مباراته أمام بوروسيا دورتموند الألماني في إياب الدور ربع النهائي عندما أهدر ركلة جزاء في بداية الشوط الأول وكاد يدفع الثمن غاليا لأن المباراة أفلتت من بين يديه وخسر بثنائية نظيفة كادت تعصف بأحلامه في المسابقة.

وعرف النادي الملكي كيف يستغل الفرص التي سنحت أمامه أمام البايرن في بداية المباراة وسجل راموس ثنائية حسم بها النتيجة مبكرا قبل أن يوجه رونالدو ضربة قاسية بإضافته الهدف الثالث والقاضية بالرابع في الدقيقة الأخيرة.

وقال راموس: «قدمنا عرضا قويا في ملعب صعب ووضعنا ريال مدريد في مكانه الطبيعي - على القمة».

وتعتبر النتيجة مفاجأة بكل المقاييس لأن ملعب ميونيخ كان دائما مزعجا للريال، لذا كانت الدهشة والسعادة بادية على الفريق الملكي وجمهوره والإعلام الإسباني.

وتصدر هذا الفوز الصفحات الأولى في جميع الصحف الإسبانية أمس، خاصة أن الريال فاز 5/صفر في مجموع المباراتين حيث سبق له الفوز على ملعبه ذهابا بهدف واحد فقط.

وأعربت معظم الصحف عن أملها في أن يساهم فوز الريال في تحفيز جاره أتلتيكو مدريد أمام تشيلسي في إياب المواجهة الأخرى بالدور قبل النهائي.

وأشارت صحيفة «إيه بي سي» إلى أمل الجماهير الإسبانية في أن يكون نهائي البطولة هذا الموسم إسبانيا خالصا وذكرت «نهائي مدريدي خالص سيكون مبهجا».

ووصفت صحيفة «آس» الإسبانية الرياضية فوز الريال بأنه «أحد أفضل ليالي دوري الأبطال. ليلة من الشجاعة والبطولة تناسب تاريخ ناد أحرز لقب دوري الأبطال تسع مرات».

كما أشادت صحيفة «ماركا» الإسبانية الرياضية بالإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني للريال الذي «فاجأ بايرن بخطة هجومية جريئة».

وأشادت الصحيفة أيضا بالمدافع راموس والمهاجم رونالدو مسجلي الرباعية، وذكرت: «راموس كان ساحرا ومروعا، بينما كان رونالدو هائلا وممتازا».

كما سارعت «ماركا» بالإشارة إلى أن رونالدو انفرد بالرقم القياسي لعدد الأهداف التي يسجلها أي لاعب في موسم واحد بدوري الأبطال.

وقال رونالدو: «ليس سهلا أن تفوز هنا، ولكننا سجلنا في وقت مبكر من المباراة. وهذا ساعدنا كثيرا على الفوز.. كنت أعلم أنني على بعد هدف واحد من تحقيق رقم قياسي. الفريق كله ساعدني. أشعر فعلا بالسعادة بالرقم القياسي الجديد ولكن ما أريده بالفعل هو الفوز في النهائي».

وأشاد رونالدو كثيرا بمدربه أنشيلوتي قائلا: «استحق الفريق التأهل للنهائي بعدما سقط في الدور قبل النهائي بالمواسم الثلاثة الماضية على التوالي. لجأ أنشيلوتي لتغيير كل شيء في الفريق.. العقلية والأداء الخططي وكل شيء». وأشادت صحيفة «إل موندو» الإسبانية بأنشيلوتي وقالت: «العبقري الخططي الذي يعلم أكثر من أي شخص آخر كيف يفوز بدوري الأبطال.. كان أهم صفقة أبرمها ريال مدريد هذا العام».

وقال المدرب الإيطالي الهادئ: «لعبنا مباراة متكاملة، واستحق الفريق التأهل للنهائي. فريقي يدهشني بشكل أكبر كل يوم.. الشوط الأول كان مثيرا. ركزنا على الضربات الثابتة لأننا كنا نعلم أن لديهم مشكلة في الدفاع أمام القائم البعيد.. هدفنا كان الوصول للنهائي. لم يكن هذا سهلا ولكننا فعلنا هذا بشكل رائع».

وبالنسبة لأنشيلوتي، كان الشيء الوحيد السلبي هو البطاقة الصفراء الذي حصل عليها لاعب الوسط المخضرم تشابي ألونسو لتحرمه من المشاركة في النهائي وعن ذلك قال: «كان هذا حظا سيئا لنا. إنه يشعر بالحزن للغياب عن النهائي ونحن كذلك، سنفتقده بالفعل».

وقال ألونسو: «أعتقد أنه كان إنذارا متسرعا على إعاقة للاعب باستيان شفاينشتايغر. إنه أمر مؤسف بالفعل.. ولكنه يوم مهم للنادي والفريق الذي حاول لسنوات عدة الوصول للنهائي».

في المقابل ستترك هذه الهزيمة المذلة جرحا لن يندمل قريبا للإسباني جوزيب غوارديولا مدرب بايرن الذي كان قد حقق أرقاما قياسية في المسابقة الأوروبية مع برشلونة سابقا، لكن رغم ذلك خرج ليدافع عن فلسفته التي تعتمد على الاستحواذ لفترات طويلة وقال: «أعلم أنها ليلة صعبة بالنسبة لنا ولي وللاعبين. السبب في لعبنا بشكل سيئ للغاية في الشوط الأول هو أننا لم نستحوذ على الكرة. لم نسيطر على الكرة كما فعلنا في المواجهتين أمام آرسنال ومانشستر يونايتد في المرحلتين السابقتين من البطولة وفي لقاء الذهاب أمام ريال مدريد». وأضاف: «لم نفعل هذا في الشوط الأول وعندما لا يتمكن الفريق من السيطرة أمام منافس كبير للغاية مثل ريال مدريد فإنه لا يملك أي فرصة».

وقال المدرب الإسباني: «الجدال بشأن أفكاري غير مهم. لا يمكنني تغيير ما أنا مقتنع به وهو اللعب بالكرة والهجوم بأكبر قدر ممكن».

وقال فيليب لام قائد بايرن: «حينما تتأخر مبكرا بهذا الشكل يصعب جدا التعديل، لقد أظهروا قدراتهم بالاعتماد على لاعبين يمتازون بالسرعة، نشعر بخيبة أمل كبيرة وكنا نأمل في تقديم الأفضل». وأضاف: «يتعين علينا أن نراجع أنفسنا وأن نبحث عن إجابات لأسئلة يتعين علينا أن نوجهها لأنفسنا. حينما تخسر بهدف ثم بأربعة يترك الأمر مرارة شديدة. الفريق يشعر بخيبة أمل كبيرة ويبدو هذا جليا».