الأهلي والشباب.. صدام تاريخي في «الجوهرة المشعة» بحثا عن «كأس الملك»

يلتقيان اليوم في ملعب الملك عبد الله بجدة وسط أجواء احتفالية بالمنشأة الجديدة

عماد خليلي - موسورو - الأهلي والشباب يستعدان لمنازلة تاريخية على الكأس الليلة
TT

بعد أن دخلا التاريخ من أوسع أبوابه، لكونهما أول فريقين ينالان شرف اللاعب على ملعب جدة الجديد «ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية»، يسعى الأهلي والشباب لتسجيل أسبقية تاريخية جديدة بالحصول على لقب بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، إذ سيدون التاريخ اليوم بأن الفائز باللقب هو أول فريق يتوج ببطولة في هذا الملعب.

وسيتزامن نهائي البطولة اليوم مع إقامة حفل الافتتاح للمدينة الرياضية الجديدة، وملعب «الجوهرة المشعة» في جدة بحضور عدد من الشخصيات الرياضية من مختلف قارات العالم.

ويسعى الشباب والأهلي لإنقاذ موسمهم المحلي من الفشل بتحقيق لقب آخر البطولات السعودية والكأس الأغلى من بين بطولات كرة القدم السعودية.

ولم يكن مشوار الشباب سهلا، إذ استهل طريقه بمواجهة سهلة أمام الكوكب القادم من دوري الدرجة الثانية، ونجح في تجاوزه بثلاثية مقابل هدف يتيم ، ليطير نحو دور الـ16 للبطولة، وبدأت سلسلة المواجهات الصعبة بملاقاة بطل الدوري وكأس ولي العهد النصر لينجح في إقصائه بهدفين مقابل هدف لأصحاب القمصان الصفراء.

وفي دور الثمانية قابل الشباب نظيره الهلال وصيف الدوري وكأس ولي العهد إلا أنه نجح في مواصلة رحلته وإقصائه الهلال بهدف قاتل للبرازيلي رافيينا الذي جاء بلمحة فنية كبيرة ليطير نحو نصف النهائي لمواجهة الاتفاق الذي تغلب عليه في مجموع المواجهتين 3 / 2 ليخطف بطاقة العبور نحو المواجهة النهائية.

في المقابل تمكن الأهلي من الوصول لنهائي البطولة بعدما أقصى الأنصار من دور الـ32 للبطولة بخماسية نظيفة دون رد ليطير لدور الـ16 وينجح في إقصاء العروبة بثلاثية نظيفة دون رد، ليواصل الأهلي رحلته نحو المباراة الختامية بعدما ألحق الطائي بمن سبق بثلاثية نظيفة في المواجهة التي جمعت بين الطرفين في دور ربع النهائي قبل أن تحضر المواجهة الأصعب في دور نصف النهائي بمواجهة غريمه التقليدي الاتحاد حيث نجح في تكرار فوزه بمواجهتي الذهاب والإياب بمجموع المباراتين بنتيجة بلغت خمسة أهداف مقابل ثلاثة للاتحاد.

ويعول الشباب المتألق في الفترة الأخيرة تحت قيادة مدربه التونسي عمار السويح على البرازيلي رافيينا في خط الوسط، والذي يسهم في تقديم كرة جميلة يصنع من خلالها الأهداف أو حتى يقوم بتسجيلها، وإلى جوار رافيينا يحضر عبد المجيد الرويلي وأحمد عطيف والصليهم والكولومبي توريس حيث تكمن قوة الشباب في خط وسطه مع مساندة ظهير الجنب حسن معاذ الذي عرف باختراقاته لمنطقة الجزاء أو حتى تسديداته من نقاط بعيدة.

وتبدو حراسة الشباب أكثر تميزا في الفترة الأخيرة بعد عودة وليد عبد الله لمستوياته المميزة وقدرته على بث روح الاطمئنان في نفوس لاعبيه، ورغم ضعفه الهجومي بعد إصابة نايف هزازي مطلع الموسم الحالي فإن الشباب يملك حلولا متعددة في الوصول لشباك خصمه إما عن طريق لاعبي الوسط أو حتى في الكرات الثابتة عبر تسديدات حسن معاذ القوية أو حتى الكرات الرأسية التي يتميز بها ماجد المرشدي.

ويبدو فريق الأهلي مشابها في أحواله الفنية لنظيره الشباب بعدما ارتفعت مستويات لاعبي الراقي وبدا أكثر تميزا مع نهاية الموسم، وتكمن قوة الأهلي في خط وسطه بوجود القائد تيسير الجاسم وإلى جواره البرازيلي موسورو ومصطفى بصاص ومن أمامهم في خط المقدمة وحيدا البرتغالي لويس ليال الذي يتجه لسلاح التسديدات القوية من خارج منطقة الجزاء.

ويبدو الفريقين في حالة تقارب نسبي في الهوية الفنية مما يعني أن المباراة ستشهد حذرا متبادلا من الطرفين مع انحصار اللعب في وسط الميدان مقابل اعتماد الأهلي على التسديدات القوية من خارج منطقة الجزاء بعدما أظهرت نتائج إيجابية للفريق، مقابل التمريرات القصيرة والاختراق من العمق لصالح فريق الشباب وعبر لاعبه رافيينا.

وأجرى فريق الأهلي آخر حصصه التدريبية استعدادا للمواجهة وسط روح معنوية عالية، بحصة تدريبية على أرضية ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية، وحرص الجهاز الفني لفريق الأهلي بقيادة المدرب البرتغالي فيتور بيريرا على منح اللاعبين فرصة التأقلم مع أرضية الملعب الجديد من خلال إجراء تقسيمة خفيفة للاعبيه لعدم إجهاد لاعبيه تركزت على لعب الكرة من خلال لمسة واحدة والبناء الصحيح للهجمة مع التصويب نحو المرمى.

ومن المنتظر أن يدخل الأهلي بنفس تشكيلة مواجهتي الاتحاد في نصف نهائي البطولة مع إجراء تغير طفيف بالاستعانة بالمدافع عقيل بلغيث لتعويض غياب زميله علي الزبيدي الموقوف بالبطاقات الصفراء بينما أوكل بيريرا لصانع الألعاب البرازيلي المنضم حديثا للفريق روي نيتو مهام خاصة في إشارة للاستعانة باللاعب في أوقات محددة من اللقاء وقد منح المدرب أجزاء من التدريب لتنفيذ اللاعبين للكرات الثابتة مع التدرب على تنفيذ ركلات الترجيح تحسبا للجوء الفريقين لها وشهدت ركلات الترجيح تألق الحارس عبد الله المعويف في التصدي لكرات زملائه اللاعبين الذين دخلوا في تحد معه وسط أجواء حماسية جمعت بينهم وسعادة من مدرب الحراس لتألق حارس المرمى.

وحرص رئيس النادي الأمير فهد بن خالد وعدد كبير من شرفي النادي على متابعة آخر الاستعدادات من خلال وجودهم ومتابعتهم التدريب الأخير للفريق بالإضافة للتحفيز الكبير الذي حظي به اللاعبون من خلال وجود رئيس هيئة أعضاء شرف النادي الأمير خالد بن عبد الله في الحصة التدريبية قبل الأخيرة ومطالبته اللاعبين بتقديم كل ما لديهم من أجل رسم الفرحة على شفاه جماهيرهم التي لم تقصر في دعمهم واتجهت بعثة فريق الأهلي عقب تدريب الأمس إلى أحد فنادق جدة الكبرى لدخول في معسكر داخلي استعدادا للمباراة.

وكان مقر النادي قد شهد لليوم الثاني توافد أعداد كبيرة من الجماهير حتى ساعات متأخرة من مساء أمس الأربعاء بغية الحصول على تذاكر المباراة النهائية ولم تفلح محاولات منسوبي النادي في تهدئة الجماهير الأهلاوية الغاضبة من عدم التمكن من حضور المواجهة حيث عبر عدد كبير عن حزنهم على عدم التمكن من الحضور ومساندة فريقهم والاستمتاع بالمباراة من مدرجات الجوهرة المشعة في يوم الافتتاح ملقين باللائمة على آلية توزيع التذاكر ووضعها بالمجان مما زاد من الطلب عليها من قبل شرائح عدة من المجتمع.

وأنهى الشباب تحضيراته تحت إشراف مدربه التونسي عمار السويح، وبدأ السويح التدريبات بتمارين إحماء وتسخين، وقسم الفريق إلى ثلاث مجموعات أدت تدريبات تكتيكية داخل مربعات صغيرة في وسط الملعب، وركز من خلالها على التمرير من لمستين، والاستحواذ على الكرة، ليختتم التونسي المران بتقسيم الفريق إلى مجموعتين، الأولى ضمت القائمة الأساسية التي ستشارك في اللقاء، حيث أخضعهم إلى تدريبات على تنفيذ الكرات الثابتة، بينما ضمت المجموعة الثانية غير المشاركين وأدوا تقسيمة على منتصف الملعب طبقوا خلالها عددا من الجمل الفنية.

وعقد مدربا الشباب عمار السويح والأهلي فيتور بيريرا مساء أمس مؤتمرا صحافيا، وقال مدرب الشباب في بداية المؤتمر إن «المباراة ستكون صعبة سواء للشباب والأهلي ونتمنى مع افتتاح هذا الإستاد الجديد الذي نبارك فيه للأندية والرياضيين أن يكون حافزا للفريق لتحقيق النصر».

وأضاف أن «فريق الشباب سيلعب المباراة بالطريقة الأنسب التي ستخدمه خلال المباراة خاصة وأنه يلعب أمام فريق قدير مثل الأهلي»، مشيرا إلى أن جميع لاعبيه على استعداد تام لخوض هذا اللقاء متمنيا أن يقدم هذا الكأس للفريق الشبابي الذي وصل بكل جدارة واستحقاق.

وتحدث مدرب الأهلي قائلا: «لن نحتفل بالتأهل إلا بعد أن نحقق الكأس، ولا شك أن هذا اللقاء الذي اجتمعت فيه المباراة النهائية مع افتتاح المدينة الرياضية وإستادها الجديد يعد مهرجانا كرويا، وسيكون حافزا لنا لتحقيق الفوز واللقب الغالي مع انطلاقة افتتاحية أحدث مدينة رياضية على مستوى الشرق الأوسط».

وأبان أن فريق الشباب فريق كبير ومنظم ولديه إمكانيات عالية ولاعبين متميزين، مؤكدا أن المباراة ستكون قوية وممتعة للجميع وستكون تكتيكية من الطراز الأول.

وحول مفاتيح الفوز قال المدرب الأهلاوي: «فريقي خلال الفترة الماضية وصل إلى تحسن كبير والدليل الأرقام التي حققها وتأتي طريقة البحث عن الهدف بعد دراسة الخصم وهو ما نبحث عنه خصوصا أن فريقي يعتمد على حركة المهاجمين للأمام وفي المباراة الماضية استطعنا الوصول من خلال التهديف الخارجي».

وأضاف: «طالما الفريق يخلق فرصا فهذا مؤشر إيجابي للفريق، وسألعب بشكل تنظيمي ليتحقق لنا الفوز».

وأكد الأمير فهد بن خالد، رئيس النادي الأهلي، أن وصول الفريق إلى نهائي المسابقة الأغلى والتشرف بالسلام على خادم الحرمين الشريفين؛ هو البطولة الأغلى والأهم بالنسبة لكل الأهلاويين قبل التفكير في الميدان والجوانب الفنية، مشيدا بكل الجهود المبذولة من الأجهزة الفنية والإدارية ولاعبي الفريق الكروي الأول، والتي تكللت بالوصول إلى النهائي.

وتمنى رئيس النادي أن يوفق اللاعبون في تقديم المستوى الفني المميز والمقرون بتحقيق النتيجة المرجوة في النهائي لتحقيق اللقب وإضافته إلى سلسلة الألقاب والإنجازات التي حققها الفريق في هذه البطولة على وجه الخصوص.

من جهته، طمأن محمد الحارثي، مدير إدارة كرة القدم، محبي الأهلي على الجاهزية الفنية والمعنوية لكل اللاعبين، مؤكدا عزمهم الكبير وإصرارهم على بذل كل ما بوسعهم لتحقيق النهاية الأجمل لهذا الموسم وكسب لقب بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين وإسعاد الجماهير.

من جانبه، اعتبر قائد الفريق تيسير الجاسم أن مواجهة اليوم أمام الشباب ستجمع فريقين كبيرين يملكان كما وافرا من النجوم، مؤكدا أنهم كلاعبين تعاهدوا على تقديم كل ما لديهم لتحقيق اللقب الأغلى في الموسم الرياضي والعمل على إسعاد الجماهير وتعويض عدم التوفيق في بطولة الدوري، متمنيا أن تظهر المباراة بالصورة المطلوبة لتكن ختام مسك للموسم الرياضي الحالي.

وشدد لاعبو فريق الشباب على أنهم حققوا الهدف الأكبر والأسمى من بطولة كأس الملك، وهو الحضور أمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والسلام عليه، والمشاركة في احتفالية افتتاح ملعب (الجوهرة المشعة)، ومن ثم الفوز بلقب البطولة التي تعد البطولة الأغلى والأسمى على الصعيد المحلي، والخروج بلقب طال انتظاره في ظل الابتعاد عن البطولات الموسم الماضي والحالي. وأشار الحارس وليد العبد الله إلى أن السلام على خادم الحرمين الشريفين هو البطولة الأسمى لديهم كلاعبين، وقال: «بكل تأكيد يبقى تشريف خادم الحرمين الشريفين والسلام عليه هو البطولة الأكبر لنا كلاعبين، ويبقى حضوره وتشريفه لهذا اللقاء هو البطولة الكبرى لكل الرياضيين».

وأكد أن الشباب والأهلي جديران بتحقيق البطولة، وبين: «الفريقان قدما مستويات جيدة منذ بداية الموسم، وليس في هذه البطولة فحسب، وكانا من أكثر الفرق تأثيرا في النتائج وفي المستويات، والأقدر على الوصول للنهائي، وأعتقد أنهما جديران بالتأهل إلى نهائي الكأس، وهما متعطشان لتحقيق البطولة، وأتمنى أن يظهر اللقاء بمظهر يشرف الكرة السعودية ويكون لقاء النهائي جميلا وقويا، خصوصا أن مباريات النهائي يتوقع لها أن تكون في قمة المتعة والإثارة».