الشباب بطلا لكأس خادم الحرمين بثلاثية تاريخية في مرمى الأهلي

الملك عبد الله بن عبد العزيز رعى افتتاح ملعب «الجوهرة» وتوج البطل باللقب والميداليات الذهبية

خادم الحرمين الشريفين يسلم كأس الملك لرئيس نادي الشباب ولاعبيه في جدة أمس (واس)
TT

توج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، فريق نادي الشباب أمس، بلقب «كأس خادم الحرمين الشريفين»، بعد فوزه على الأهلي 3/ صفر في المواجهة النهائية التي جمعت الفريقين على ملعب مدينة الملك عبد الله في جدة، وهو الملعب الذي استقبله الرياضيون في السعودية بحفاوة بالغة مساء أمس، ورعى خادم الحرمين الشريفين حفل افتتاحه الرسمي وسط حضور 60 ألف مشجع.

وسلم الملك عبد الله بن عبد العزيز أعضاء فريق الشباب، كأس البطولة والميداليات الذهبية ومبلغا ماليا، في حين حصل لاعبو الأهلي على جائزة المركز الثاني ومبلغ مالي.

وبين شوطي المباراة بدأ حفل الافتتاح الرسمي بكلمة من وزير البترول والثروة المعدنية علي النعيمي، لكون شركة «أرامكو» التي تعمل تحت مظلتها هي التي أنجزت المشروع، تلتها كلمة وأبيات شعرية معبرة للأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب.

وفي مشهد نال إعجاب الحضور وراعي المناسبة، تقدم طفل إلى خادم الحرمين الشريفين بكرة مضيئة، بعد أن تدلى من مسافة عالية عبر حبال مخفية مررته من أمام المدرجات، ثم إلى المنصة الرئيسة. واستقبل خادم الحرمين الشريفين الطفل بإعجاب بالغ، وأدلى بكلمة مقتضبة قال فيها إنه يقدم هذا الصرح العملاق هدية للشعب السعودي، وتمنى للجميع التوفيق، ثم منح الطفل هدية خاصة أتبعها بهدية أخرى أوصاه بأن يحملها لشقيقه.

وعاد الطفل بالكرة المضيئة محلقا إلى منتصف الملعب، وضرب بها في مكان انطلاقتها في مشهد سينمائي مثير بدا من خلاله وكأن أرضية الملعب تفجرت بالكامل، ليبزغ من خلالها ملعب «الجوهرة».

وبعد نهاية المباراة انطلق حفل آخر بمناسبة افتتاح الملعب الجديد الذي شهد أمس حضور 60 ألف مشجع، وأطلقت الألعاب النارية، فيما شارك الفنانون عبد المجيد عبد الله ورابح صقر وراشد الفارس، كما شارك عدد من الفرق العالمية في تأدية عروض نالت إعجاب الحضور.

وتعد «كأس خادم الحرمين الشريفين» أولى البطولات الرسمية محليا، وانطلقت في عام 1975، وتحولت في العام نفسه إلى بطولة الكأس الرئيسة في كرة القدم السعودية حتى توقفت في عام 1990.

وانفرد الشباب بتحقيقه ثلاث بطولات لكأس الملك بشكلها الجديد منذ 2008 بعد أن كانت متوقفة منذ عام 1990، قبل أن تعود بنظام جديد يمنح الفرق أصحاب المراكز الثمانية على صعيد ترتيب الدوري المشاركة فيها تحت مسمى كأس الملك للأندية الأبطال، إذ دخلت هذا الموسم بهوية جديدة تمنح الفرق السعودية كافة المشاركة فيها عبر تصفيات أولية، قبل أن يتأهل فريقان إلى جوار فرق دوري الممتاز والدرجة الأولى.

وكان الشباب افتتح مشواره بحصد الألقاب في النسخة الأولى التي انطلقت موسم 2008 بعد أن التقى الليث نظيره الاتحاد ونجح في تجاوزه بثلاثية تناوب على تسجيلها كل من ناصر الشمراني وعبد الله الشهيل والبرازيلي كماتشو، ليعود الشباب مجددا لمعانقة اللقب في الموسم الذي يليه بعد أن قابل الاتحاد مجددا ونجح في تجاوزه برباعية سجلها ناصر الشمراني وحسن معاذ وفيصل السلطان وصالح الصقري في مرماه.

ورغم حضور الشباب لنهائي النسخة الماضية 2013 ومواجهته للاتحاد فإنه فشل في تحقيق اللقب الثالث له في بطولة كأس الملك بشكلها الجديد، بعد أن خسر المباراة النهائية التي كان فيها المرشح الأول لاقتناص اللقب نظير إمكاناته الفنية الأفضل من الاتحاد الذي نجح في زيارة شباك الليث أربع مرات حرمته من التتويج باللقب.

وبالعودة إلى المباراة، كان الأهلي دخل بقائمة مكونة من: عبد الله معيوف في حراسة المرمى، وعقيل بلغيث وأسامة هوساوي ومحمد أمان ومنصور الحربي ووليد باخشوين وتيسير الجاسم وموسور وعبد الله المطيري وصالح الشهري ولويس ليال. في حين دخل الشباب بقائمة مكونة من: وليد عبد الله في حراسة المرمى، وحسن معاذ وسياف البيشي وماجد المرشدي وعمر الغامدي وأحمد عطيف وعبد المطلب الطريدي ورافينها وفيرناندو مينغادو وبدر السليطين ومهند عسيري.

وكانت الدقائق الأولى من المواجهة شهدت تبادلا سريعا للهجمات فضلا عن سعي كلا الفريقين لفرض سيطرته على منطقة وسط الميدان، في ظل أفضلية شبابية مدعومة بتحركات الثنائي الخبير أحمد عطيف والبرازيلي فيرناندو. وقبل مرور الدقائق الـ10 الأولى تحصل الشباب على ضربة جزاء بعد إعاقة المهاجم مهند عسيري داخل المنطقة المحظورة من قبل عبد الله المطيري عندما استقبل الأول كرة عرضية في مواجهة المرمى، وسط احتجاج أهلاوي ضد قرار الحكم المجري فيكتور كاساي. وتصدى البرازيلي فيرناندو للكرة ليضعها على يمين الحارس عبد الله معيوف لينال شرف تسجيل أول هدف في ملعب «الجوهرة».

وفي الدقيقة 17 ارتكب الحارس الأهلاوي عبد الله معيوف خطأ فادحا عندما تساهل مع كرة أعادها له زميله المدافع منصور الحربي، حيث حاول مراوغة البرازيلي رافينها من الشباب، لكن الكرة أفلتت من بين أقدامه، ليستقبلها المهاجم مهند عسيري ويضعها على يمينه كهدف ثان وسط حسرة معيوف وذهول الجهاز الفني وعلى رأسه المدرب البرتغالي فيتور بيريرا.

بعد هذا الهدف انتفض الأهلاويون بحثا عن تقليص النتيجة عبر هجمات مكثفة من الأطراف وسط استبسال دفاعي شبابي بقيادة ماجد المرشدي وسياف البيشي. وفي الدقيقة 20 سدد موسورو من الأهلي كرة خطيرة نحو المرمى الشبابي، لكن براعة الحارس وليد عبد الله حالت دون وصولها للشباك. وطالب الأهلاويون بضربة جزاء بعد سقوط اللاعب صالح الشهري داخل المنطقة على أثر احتكاكه بالمدافع سياف البيشي، لكن الحكم اعتبرها احتكاكا طبيعيا لا يستحق العقاب. وتعرض البرازيلي رافينها من الشباب لإصابة بعد دخول عنيف من قبل عقيل بلغيث من الخلف، واكتفى الحكم بإشهار البطاقة الصفراء للأخير.

وفي الشوط الثاني، وبينما كان الأهلاويون يمنون النفس بهدف مبكر يقلصون من خلاله الفارق ومن ثم يبحثون عن نتيجة التعديل، اقتنص المهاجم المتألق مهند عسيري هدفا ثمينا عزز به موقف فريقه عند الدقيقة الثانية من الشوط، مستغلا خطأ فادحا من الدفاع الأهلاوي الذي فشل في رد كرة طويلة من قدم الحارس وليد عبد الله من الشباب، حيث مرت الكرة من على رؤوسهم وسددها عسيري من فوق الحارس عبد الله معيوف، وبينما حاول عقيل بلغيث إنقاذ شباك فريقه من الهدف بإبعاده الكرة برأسه كان البرازيلي رافينها في المكان المناسب داخل المنطقة ليمررها سريعا إلى زميله عسيري الذي سددها من بين مدافعي الأهلي كهدف ثالث.

ولم تشهد المباراة أي أهداف أخرى، لكن اللاعب عقيل بلغيث تعرض للطرد بعد دخوله العنيف ضد البرازيلي فيرناندو مينغادو من الشباب. وأعلن الحكم فيكتور كاساي بإطلاق صافرة النهاية فريق الشباب بطلا للكأس.