أتلتيكو يضرب موعدا مع الريال في نهائي «مدريدي» خالص بدوري الأبطال

انتقادات لطريقة مورينهو الدفاعية بعد خسارة تشيلسي.. وإسبانيا تحتفل بانتصار كرتها في البطولة القارية الأهم

كوستا مهاجم أتلتيكو (يسار) يحتفل مع زملائه بتسجيل ثاني أهداف فريقه في مرمى تشيلسي (أ.ف.ب) - تيري قائد تشيلسي يندب حظه باكيا بعد هزيمة فريقه (رويترز)
TT

استمتع أتلتيكو مدريد بواحدة من أمجد الليالي في تاريخه البالغ 111 عاما حين أقصى تشيلسي الإنجليزي من دوري أبطال أوروبا وتأهل ليواجه غريمه القوي ريال مدريد في المباراة النهائية.

وسيعبر الغريمان الإسبانيان الحدود للبرتغال ليخوضا النهائي في لشبونة في 24 مايو (أيار) الحالي بعدما لقن أتلتيكو مدريد مضيفه تشيلسي درسا في كيفية تنفيذ الهجمات المرتدة السريعة ليهزمه 3 - 1 في عقر داره في إياب الدور قبل النهائي ليضرب موعدا مع مواطنه ريال مدريد الذي جرد بايرن ميونيخ الألماني من اللقب بفوزه عليه 1 - صفر ذهابا و4 - صفر إيابا، في نهائي إسباني خالص للبطولة.

ووضع مهاجم أتلتيكو السابق فرناندو توريس تشيلسي في المقدمة في الدقيقة 36 لكن الفريق الإسباني رد سريعا بهدف التعادل عن طريق أدريان لوبيز قبل دقيقة واحدة من نهاية الشوط الأول وأضاف دييغو كوستا الهدف الثاني من ركلة جزاء في الدقيقة 60 ثم جاء هدف الحسم عن طريق أردا توران في الدقيقة 72 ليتفوق أتلتيكو 3 - 1 في مجموع المباراتين بعدما انتهت مباراة الذهاب في مدريد بالتعادل من دون أهداف.

وسيصبح أتلتيكو وريال أول فريقين من نفس المدينة يتقارعان في أي مباراة نهائية للمسابقات الأوروبية.

كما ستكون هذه المرة الـ17 التي يجمع فيها النهائي بين ناديين من نفس البلد وثاني نهائي إسباني خالص بعد عام 2000 حين سحق ريال منافسه فالنسيا بثلاثية.

وسيظهر أتلتيكو في النهائي للمرة الأولى منذ خسر أمام بايرن ميونيخ في مباراة إعادة عام 1974 بينما يسعى ريال لنيل اللقب العاشر.

وفي ضوء هذه المعطيات لن يغيب عن ذهن أحد أن ريال الأقوى والأغنى ستكون لديه فرصة قوية لتحقيق مراده في استاد لوش بلشبونة.

لكن دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو الذي احتفل بالهدف الثالث على طريقة نظيره مورينهو بالركض على خط التماس قال للصحافيين: «لا أرى في اللعب ضد الريال ميزة ولا مشكلة، الواقع أننا نعرف بعضنا البعض بشكل جيد جدا. سنلعب ضد فريق قوي للغاية اعتاد اللعب في هذه المناسبات الكبيرة. مر وقت طويل منذ وصلنا لهذا الموقف لذلك نشعر بالسعادة والإثارة».

في المقابل أقر البرتغالي جوزيه مورينهو الذي خسر في قبل النهائي للموسم الرابع على التوالي بأن الفوز ذهب للفريق الأفضل، وقال: «الشوط الأول كان لنا لكن المباراة انقلبت حين أنقذ حارسهم ضربة رأس من جون تيري، وفي نفس الدقيقة احتسبت ركلة جزاء لصالحهم ليتقدموا 2 – 1 بعد ذلك لم يكن هناك سوى فريق واحد.. وأصبحت المباراة تحت سيطرتهم».

والآن يتطلع أتلتيكو للانضمام لصفوة من الأندية الأوروبية التي سبق لها الفوز بجميع المسابقات الثلاثة للاتحاد القاري بعدما فاز بكأس الأندية أبطال الكؤوس في 1962 ورفع كأس الأندية الأوروبية في 2010 و2012، والآن لم يعد بينهم وبين ذلك الإنجاز إلا فوز واحد على ريال مدريد.

ويشعر الإسبان بالفخر لأن كرتهم سيطرت على نهائي البطولة الأهم بالقارة، حيث تصدر النهائي المدريدي المرتقب لدوري الأبطال جميع الصحف الإسبانية الصادرة أمس.

وجاء العنوان الرئيس لصحيفة «آس» الرياضية الصادرة في مدريد: «أتلتيكو المجيد، ديربي تاريخي». بينما اختارت صحيفة «ماركا» المنافسة لها عنوان: «أتلتيكو العظيم إلى نهائي تاريخي».

ووصفت صحيفة «إل بايس» انتصار أتلتيكو بأنه إنجاز رائع للكرة الإسبانية. فيما علقت شبكة «إيه بي سي» التلفزيونية على الأمر قائلة إنه «المكافأة العادلة لامتلاك فريقين بهذه الكفاءة العالية».

وسيكون هذا اللقاء ثاني دربي مدريدي تشهده البطولة الأوروبية بعد أن سبق أن التقى الجاران في قبل النهائي عام 1959 وحسم الريال المواجهة لمصلحته بالفوز 2 / 1 في الملحق الفاصل بسرقسطة بعدما انتهت مباراتا الذهاب والعودة في مدريد بالتعادل 2/ 2.

ولكن تاريخ كل من الفريقين مع بطولة دوري أبطال أوروبا مختلف تماما عن الآخر. فقد أحرز ريال مدريد لقب البطولة تسع مرات قياسية، بينما لم يصل أتلتيكو إلى النهائي سوى مرة واحدة من قبل في عام 1974 عندما خسروا صفر/ 4 أمام بايرن ميونيخ في النهائي المعاد بمدينة بروكسل بعدما انتهت مباراة النهائي الأصلية بالتعادل 1/ 1 بهدف ألماني قاتل قرب نهاية المباراة. وقال الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد معلقا على فوز جاره على تشيلسي: «استحق أتلتيكو التأهل للنهائي لأنه لعب أفضل من تشيلسي. الناس في مدريد سعيدة لأن النهائي سيكون مباراة ديربي».

وأضاف: «لا يوجد مرشح أقوى من الآخر للفوز في النهائي، خاصة أن أتلتيكو مستواه رائع حاليا، ولا يمكن الجزم بالنتيجة».

وسيحصل كل طرف من طرفي النهائي على 17 ألف تذكرة من اتحاد الكرة الأوروبي، على أن يجري توزيع التذاكر بطريقة اليانصيب على أعضاء كل ناد. وأكدت صحيفة «إل موندو» أنه من حسن الحظ أن النهائي سيجرى بمدينة لشبونة البرتغالية وليس في مدينة أخرى أكثر بعدا.

ويتوقع أن يسافر نحو 25 ألف مشجع لكل فريق لحضور النهائي، الكثيرون منهم من دون تذاكر. ويخطط كلا الناديين لنقل المباراة على شاشات عملاقة باستاديهما من أجل الجماهير التي تفضل البقاء في مدريد.

ولكن رغم كلمات أنشيلوتي الدبلوماسية، هناك شعور سائد بأن كلا الفريقين ربما كان يفضل مواجهة خصم مختلف في النهائي. وأظهرت استطلاعات الرأي التي أجرتها صحيفتا «ماركا» و«آس» على الإنترنت قبل مباراة تشيلسي مع أتلتيكو تفضيل الغالبية العظمى للمشاركين في هذه الاستطلاعات من جماهير ريال مدريد في أن يلتقي فريقهم في النهائي مع تشيلسي.

وكان أتلتيكو تغلب على ريال مدريد في عقر داره «ستاديو بيرنابيو» في نهائي كأس إسبانيا الموسم الماضي، في أول فوز له بلقاء ديربي منذ عام 1999. كما اقتنص أتلتيكو أربع نقاط من مواجهتيه أمام ريال مدريد بالدوري الإسباني هذا الموسم، وإن كان النادي الملكي فاز مرتين على أتلتيكو بمسابقة الكأس.

ويتصدر أتلتيكو ترتيب الدوري الإسباني لهذا الموسم بفارق ست نقاط أمام ريال مدريد (صاحب المركز الثالث وله مباراة مؤجلة) مما يرشحه بقوة للفوز باللقب للمرة الأولى منذ عام 1996.

ولكن استطلاع للرأي أجرته «آس» بموقعها الإلكتروني أظهر أن 62 في المائة من قرائها يرون أن ريال مدريد هو المرشح الأقوى للفوز في لشبونة.

وأكد إنريكي سيريزو رئيس أتلتيكو مدريد قبل وقت قصير من مواجهة تشيلسي أنه كان يفضل مواجهة بايرن ميونيخ في النهائي الأوروبي. وقال سيريزو بعد فوز ناديه المذهل في ملعب «ستامفورد بريدغ»: «إنها أسعد ليلة بالنسبة لي كرئيس لهذا النادي. ولكنني آمل أن أشعر بسعادة أكبر في 24 مايو».

وأضاف: «لم نصل النهائي منذ 40 عاما، ولكننا الآن نستحق أن نكون هناك.. الفوز هنا ليس أمرا سهلا، ولكننا تفوقنا عليهم منذ الدقيقة الأولى». وأشاد سيريزو بالمدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني الذي نجح في تحويل أتلتيكو إلى فريق فائز خلال فترة العامين ونصف العام المذهلة التي أمضاها معه.

وقال سيميوني الذي يتمتع بشعبية عريضة بين جماهير أتلتيكو عقب مباراة تشيلسي: «أنفق الكثير من مشجعينا أموالا طائلة لحضور هذه المباراة، وأنا الآن سعيد للغاية من أجلهم. لقد حققنا هذا الفوز من أجلهم، فهم رائعون حقا».

لم يكن احتضان دييغو كوستا لمدربه سيميوني، بعد إحرازه للهدف الثاني لفريقه مجرد تعبير عن فرحته بالهدف فقط، ولكنه يدل في الوقت نفسه على مدى إيمان لاعبي المدير الفني الأرجنتيني به.

والقليل من جماهير أتلتيكو مدريد هم من حلموا بالإنجاز الذي حققه فريقهم، منذ أن وصل سيميوني لقيادة الفريق عام 2011، حيث كان مجرد التفكير في الوصول إلى نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا يعد ضربا من الجنون والهذيان.

ولكن تمكن المدرب الأرجنتيني بعد عامين ونصف العام من محو السمعة السيئة للفريق، الذي أشتهر بـ«الفريق الخاسر»، وأعاد سيميوني أتلتيكو إلى سابق عهده الرائع عندما كان لاعبا في صفوف الفريق، وقاده للفوز بالثنائية (الدوري والكأس عام 1996).

وقال كوستا مهاجم أتلتيكو ومسجل الهدف الثاني من ركلة الجزاء: «كان الفريق رائعا، فعلنا كل شيء لبلوغ النهائي. نستحق نحن وريال مدريد الظهور في النهائي».

في المقابل زادت حدة الانتقاد لطريقه جوزيه مورينهو،51 عاما، الدفاعية التي يعتمدها في تشيلسي وخرج نجم الفريق إيدين هازارد غاضبا بعد اللقاء ليقول: «تشيلسي ليس فريقا يلعب كرة القدم، يلعب فقط على الهجمات المرتدة».

وأضاف: «أتلتيكو استحق الفوز، كانت مباراة جيدة وصعبة».