هامبورغ العريق يواجه الهبوط للمرة الأولى في تاريخه

أحلامه في البقاء ضمن الأندية الممتازة تصطدم برغبة بايرن في تضميد جراحه الأوروبية

فان دير فارت قائد الفريق (وسط) قد يعود لصفوف هامبورغ أملا في إنقاذه (إ.ب.أ)
TT

بينما يكافح هامبورغ بشدة لتجنب شبح الهبوط للمرة الأولى في تاريخه، تصطدم رغبة الفريق بإصرار شديد من بايرن ميونيخ على تضميد جراحه الأوروبية عبر البطولة المحلية. ويلتقي هامبورغ فريق بايرن ميونيخ غدا في المرحلة الثالثة والثلاثين قبل الأخيرة من الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا)، حيث يبدو الفوز مهما وضروريا لكلا الفريقين وسط الظروف التي يمر بها.

وراود الأمل هامبورغ في انتزاع النقاط الثلاث لهذه المباراة حتى تكون دعما مهما وقويا لمحاولته الهروب من شبح الهبوط الذي لم يجربه من قبل بصفته الفريق الوحيد في تاريخ (البوندسليغا) الذي لم يهبط لدوري الدرجة الثانية من قبل. ويحتل هامبورغ المركز السادس عشر (الثالث من مؤخرة جدول المسابقة) برصيد 27 نقطة وبفارق نقطة واحدة أمام نورنبرغ صاحب المركز قبل الأخير ونقطتين أمام إنتراخت براونشفيغ صاحب المركز الأخير، ولكن الفارق الذي يفصله عن شتوتغارت صاحب المركز الخامس عشر يبلغ خمس نقاط، مما يعني أنه لم يعد أمام هامبورغ أي مجال للخطأ.

ولكن آمال هامبورغ تلقت صدمة هائلة وبدأ تفاؤل الفريق بالتراجع بعد الهزيمة الثقيلة (0 - 4) التي مني بها بايرن الثلاثاء الماضي أمام ريال مدريد الإسباني في إياب الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا وخروج الفريق البافاري من رحلة الدفاع عن لقبه الأوروبي. وتسببت الهزيمة الثقيلة لبايرن أمام الريال في تحول تفاؤل هامبورغ إلى تفاؤل حذر خوفا من رد فعل بايرن ورغبته في تضميد الجراح. ومن الصعب إيجاد أسباب للاحتفال في هامبورغ حاليا، حيث يئن النادي العملاق تحت وطأة الديون المتراكمة، إضافة لوضعه المتردي في جدول الدوري الألماني قبل آخر مرحلتين من الموسم.

واعترف ميركو سلومكا، المدير الفني للفريق، بأن محاولة التقدم في جدول المسابقة تبدو صعبة للغاية في ظل اتساع الفارق مع شتوتغارت إلى خمس نقاط، مما يجعل الأولوية لدى الفريق حاليا هي الدفاع عن البقاء في المركز الثالث من مؤخرة جدول المسابقة وخوض دور فاصل أمام الفريق الذي يحتل المركز الثالث في دوري الدرجة الثانية، حيث يخوض الفريقان هذا الدور الفاصل على بطاقة المشاركة في دوري الدرجة الأولى بالموسم المقبل.

ورغم صعوبة الحصول على النقاط الثلاث من بايرن في مباراة الغد، تعالت بعض الأصوات الإيجابية في هامبورغ تطالب الفريق بالانقضاض على بايرن وتحقيق المفاجأة والفوز على حامل اللقب. وقال أوليفر كروزر، مدير الكرة بنادي هامبورغ، في تصريحات إذاعية أول من أمس: «الجرح عميق في بايرن بعد الهزيمة أمام الريال.. لن يكون لديهم بالتأكيد أي رغبة في استقلال الطائرة إلى هامبورغ. نستطيع أن نسبب لهم المشاكل، وسنفعل». ولكن هذا التفاؤل من كروزر يبدو مثيرا للجدل، خاصة أن بايرن قد يكون لديه الحافز أكثر من أي وقت آخر لتحقيق الفوز على هامبورغ، وذلك لتحسين صورته من ناحية وتطوير مستواه والروح المعنوية للاعبين قبل المواجهة الحاسمة مع بوروسيا دورتموند في 17 مايو (أيار) الحالي بنهائي كأس ألمانيا.

واضطر هامبورغ للدخول في معركة شرسة مع الإصابات على مدار الموسم، ولكن الهولندي رافاييل فان دير فارت، قائد الفريق، قد يعود لصفوف هامبورغ في هذه المباراة الصعبة أمام بايرن. وقال فان دير فارت: «تدربت في اليومين الماضيين وأشعر بأنني على ما يرام.. بالطبع، أتمنى أن يسقط بايرن. ولكن الفريق لن يقدم لنا هدايا. نحتاج ليوم سوبر». والمؤكد أن فرص هامبورغ في البقاء لن تتوقف على نتيجة مباراته أمام بايرن وإنما تدخل ضمن حسابات الفريق أيضا نتائج الفريقين الآخرين المرشحين للهبوط وهما براونشفيغ ونورنبرغ علما بأنهما يخوضان مواجهتين على ملعبيهما يمكن الفوز فيهما، حيث يلتقي الأول فريق أوجسبورغ، ويستضيف الثاني فريق هامبورغ غدا أيضا.

ومع فارق النقاط الهزيل بين هامبورغ والفريقين التاليين في جدول المسابقة، يملك هامبورغ أفضلية مهمة يحتاج للحفاظ عليها في مباراته أمام بايرن وهي فارق الأهداف. وقال كروزر: «لدينا الفرصة الأفضل من نورنبرغ وبراونشفيغ لننهي الموسم في المركز الثالث من مؤخرة جدول المسابقة». وقد يحتاج هامبورغ من أجل هذا إلى نتيجة جيدة في مباراته الأخيرة بالمسابقة التي يحل فيها ضيفا على ماينز، وهو ما قد يحتاج إلى تغيير جذري في مستوى الفريق الذي لم يحصد أي نقطة من المباريات التي خاضها خارج ملعبه منذ أن تعادل مع فولفسبورغ في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وسبق لهامبورغ الذي يوجد بهامبورغ، ثاني أكبر مدينة ألمانية، أن توج بطلا لأوروبا، ولكن مستواه ظل بعيدا عن المنافسة منذ سنوات طويلة، كما صارع من أجل البقاء في دوري الدرجة الأولى بعدة مواسم، علما بأن آخر بطولة أحرز لقبها كانت كأس ألمانيا في 1987.