أثارت صور التقطها عدد من المشجعين لقائد المنتخب السعودي السابق صالح النعيمة، وهو جالس على رصيف مواقف السيارات في ملعب مدينة الملك عبد الله بجدة، في انتظار أن يأذن له المنظمون بالدخول من أجل متابعة المباراة النهائية على كأس خادم الحرمين أول من أمس، موجة من الغضب بين أوساط الرياضيين الذين استهجنوا هذا التعامل مع قائد تاريخي للأخضر سبق أن قاده لتحقيق كأس آسيا.
وطالب مغردون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بمحاسبة المتسبب في ذلك الموقف المحرج الذي تعرض له النعيمة في ليلة المباراة التي جمعت الأهلي والشباب على كأس الملك وفاز الأخير بلقبها، واصفين الأمر بـ«المهزلة» كون «جزء من تاريخ الرياضة السعودية بقي ساعات على الرصيف دون أدنى اعتبار»، وأطلق البعض هاشتاغا أطلقوا عليه «قائد المنتخب السعودي على الرصيف»، دعموا من خلاله النعيمة معنويا وطالبوا برد اعتباره.
يأتي ذلك في الوقت الذي نشر فيه مساعد مدرب فريق الأهلي الإماراتي وقائد إيطاليا السابق، فابيو كانافارو صورة على حسابه في موقع «تويتر» ومعه اللاعبون السابقون في المنتخب الإيطالي كريستيان فييري وجينارو غاتوزو وماركو ماترازي ولاعب المنتخب الإسباني وريال مدريد السابق ميشال سلغادو، وأرفق كانافارو الصورة معلقا عليها: «في استاد الملك عبد الله بجدة». حيث كان من ضمن الضيوف المدعوين لمتابعة حفل الافتتاح والمباراة النهائية، واستغرب البعض الاحتفاء بقائد المنتخب الإيطالي وتجاهل القائد السعودي رغم أن كليهما مدعو لنفس المناسبة ومن نفس الجهة.
وكان النعيمة قائد المنتخب السعودي السابق، عبر عن أسفه الشديد لحادثة منعه من دخول ملعب مدينة الملك عبد الله بن عبد العزيز، وحضور المباراة النهائية لكأس خادم الحرمين الشريفين، وقال لـ«الشرق الأوسط»: تلقيت دعوة من المهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية لحضور نهائي كأس الملك، والاحتفال بتدشين جوهرة جدة مدينة الملك عبد الله الرياضية، وقبلت الدعوة وحزمت حقائبي للسفر إلى جدة، وكنت متشوقا لحضور هذه المناسبة الكبيرة التي يحضرها والد الجميع الملك عبد الله بن عبد العزيز، ومع الأسف الشديد حضرت إلى جدة واتجهت للملعب لكن فوجئت بعدم السماح لي بالدخول، وعندما حاولت إقناعهم بأن لدي بطاقة دعوة رسمية، وبرقم المقعد، رفض رجال الأمن دخولي وكانت حجتهم الوحيدة أنه لا يوجد مقاعد فارغة، وأن الملعب ممتلئ.
ويضيف القائد الهلالي السابق: «أبلغني عدد من موظفي أرامكو بعد مغادرتي للملعب أن هناك ما لا يقل عن 35 مقعدا فارغا في الأماكن المخصصة لنا».
وكشف النعيمة أنه انتظر عشر دقائق بعد انطلاقة الشوط الأول، قبل أن يغادر «عدت إدراجي وأنا أشعر بمرارة شديدة وامتعاض كبير لسوء المعاملة، وعدم التقدير».
ورفض النعيمة تحميل رعاية الشباب واتحاد الكرة المسؤولية فيما حدث؛ وقال: رعاية الشباب لا تتحمل أي مسؤولية؛ لأن شركة أرامكو والجهة الأمنية هما من منعني، وقد تلقيت اتصالا من مدير مكتب الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب، وأبلغني استياء الأمير نواف شخصيا مما تعرضت له، واعتذاره وأنه بسبب انشغاله مع راعي المباراة لم يكن يعلم ما حدث لي، خصوصا أنهم يعدونني من رموز الرياضة في السعودية والوطن العربي.
ويضيف النعيمة: «يكفيني اعتذار الأمير نواف بن فيصل، كما أن الوقفة الجماهيرية من الأحبة والإعلاميين السعوديين خففت من صدمتي، وأنا لاعب لي تاريخي وخدمت هذه البلاد عبر نادي الهلال والمنتخب السعودي، وهو أمر يزيدني شرفا وفخرا ولم أكن أرغب بعد هذا التاريخ كقائد للمنتخب السعودي ونادي والهلال أن أجد هذه المعاملة، وهذا الجحود».
ووجهت إدارة المسؤولية الاجتماعية في نادي الهلال الدعوة للكابتن صالح النعيمة وأبنائه لحضور لقاء الإياب في دور الـ16 من دوري أبطال آسيا الذي سيجمع فريق الهلال وبوندكيور الأوزبكي في الرياض يوم الأربعاء 14 من الشهر الجاري، فيما كشفت مصادر بأن هناك نية من قبل مجلس الجمهور الهلالي لتكريم القائد السابق للنادي، ورد اعتباره عبر تيفو في مدرجات استاد الملك فهد الدولي.