صراع ثلاثي ساخن على اللقب الإسباني وسط شكوك وحسابات معقدة في آخر جولتين

رونالدو يسجل هدفا ساحرا بمرمى فالنسيا في الوقت بدل الضائع لينقذ حلم الريال في المنافسة

رونالدو سجل هدفا رائعا لريال مدريد لينقذ فريقه من السقوط أمام فالنسيا (أ.ف.ب) - حسابات سيميوني مدرب أتليتكو تعقدت في آخر جولتين
TT

سجل المهاجم البرتغالي كريستيانو رونالدو أحد أفضل أهدافه وربما الأجمل في تاريخه، لينقذ فريقه ريال مدريد من الهزيمة ويمنحه تعادلا ثمينا 2/2 في الوقت بدل الضائع من مباراته مع ضيفه فالنسيا في المرحلة السادسة والثلاثين للدوري الإسباني لكرة القدم.

ورغم أن التعادل نتيجة مخيبة للنادي الملكي على ملعبه فإنه أشعل المنافسة على القمة خاصة بعد خسارة أتليتكو مدريد المتصدر أمام ليفانتي 2/صفر، وتعادل برشلونة الثاني مع خيتافي 2/2.

على استاد «سانتياغو بيرنابيو» في العاصمة مدريد، وبعد أن كان الفريق الملكي قد علم بسقوط منافسيه أتليتكو مدريد مهزوما وبرشلونة بالتعادل، توقع الجميع أن يلتهم أصحاب الأرض ضيفهم فريق فالنسيا، لكن الأخير كانت له الكلمة العليا حتى الدقائق الأخيرة وكاد يلحق بالريال الهزيمة الأولى في آخر خمس مباريات خاضها في الدوري ويفسد احتفالاته بالتأهل لنهائي دوري الأبطال على حساب بايرن ميونيخ الألماني، لولا نجاح رونالدو في إنقاذ الموقف في الوقت المناسب وانتزاع نقطة التعادل الثمينة في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع بهدف رائع إثر تمريرة عرضية لعبها دي ماريا من الناحية اليسرى وقابلها رونالدو بكعب الحذاء وظهره للمرمى لتسكن الكرة على يسار حارس فالنسيا.

وأنهى فالنسيا الشوط الأول لصالحه بهدف سجله المدافع الفرنسي جيرمي ماتيو في الدقيقة 44، وتعادل المدافع الآخر سيرخيو راموس لريال مدريد بهدف في الدقيقة 59 ليكون الرابع له في آخر ثلاث مباريات خاضها للفريق. ولكن دانيال باريخو أعاد التقدم للضيوف بالهدف الثاني لفالنسيا في الدقيقة 65، قبل أن يحرز رونالدو هدف التعادل في الوقت القاتل. وارتفع رصيد الريال إلى 83 نقطة في المركز الثالث بفارق نقطتين خلف برشلونة وخمس نقاط خلف أتليتكو مدريد المتصدر، وتتبقى للريال مباراة مؤجلة، فيما رفع فالنسيا رصيده إلى 46 نقطة ليتقدم إلى المركز الثامن.

وعقب اللقاء، أبدى الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد حسرته على إضاعة الفرصة السانحة بعد خسارة أتليتكو وتعادل برشلونة، لكنه أشار إلى أن هدف رونالدو سيلعب دورا حاسما في فرص النادي في الفوز بلقب الدوري. وقال أنشيلوتي «قلت للاعبين بالفعل إن الدوري سيتحدد في المراحل الأخيرة، وهذا ما يحدث الآن. كان أسبوعا شاقا على المنافسين، والآن عاد السباق مفتوحا أكثر من السابق».

في المقابل، وبعد أن تلقت فرص أتليتكو في الفوز باللقب صدمة كبيرة بالهزيمة الرابعة له في الدوري هذا الموسم، رغم الهدية المقدمة للفريق من برشلونة بعد تعادل الأخير 2/2 مع خيتافي، جاء تعادل ريال مدريد ليعيد له الآمال مرة أخرى. وقال غابي قائد أتليتكو «أنا فخور بالفريق.. حاولنا بكل ما في وسعنا، وكان أفضل لاعب في الفريق المنافس هو حارس المرمى». وأضاف «لا يمكننا التعامل بانفعال مع الأمر لأننا لا نزال في موقف أفضل ومصيرنا بين أيدينا. إذا فزنا بمباراتينا القادمتين سنتوج باللقب».

وقال راؤول غارسيا لاعب وسط أتليتكو «يجب أن ننسى ما حدث ونفكر في المباراة القادمة. يجب أن نواصل مشوارنا ونفوز في المباراة القادمة ثم بعد ذلك نقدم كل ما لدينا في آخر مباراة أمام برشلونة للتتويج».

قبل أسبوعين فقط من وصول قطار الدوري الإسباني لكرة القدم إلى خط النهاية، أصاب الجنون المسابقة وأصبحت الإثارة والحسابات المعقدة هي الشعار الأول للبطولة بغض النظر عن الأداء الفني والخططي. وجاءت نتائج المرحلة السادسة والثلاثين من المسابقة هذا الأسبوع لتزيد من اشتعال حدة المنافسة على اللقب وتعيد برشلونة وريال مدريد بقوة إلى المنافسة مع أتليتكو مدريد بعدما ساد الاعتقاد بأن اللقب سيستقر في أتليتكو صاحب المستوى الرائع هذا الموسم.

وأصبحت لكل من الفرق الثلاثة فرص رائعة للفوز باللقب، مما سيجعل المباريات الثلاث الباقية للريال في المسابقة بمثابة «حياة أو موت»، كما قد يجعل من المباراة بين برشلونة وأتليتكو في المرحلة الأخيرة مثل النهائي المثير على لقب إحدى بطولات الكأس، وقد يصبح شعار الفريقين في هذه المباراة «أكون أو لا أكون» في حالة تعثر الريال في أي من مباراتيه المقبلتين، ومنهما مباراة مؤجلة يخوضها بعد غد.

وتبدو فرص كل من الفرق الثلاثة مختلفة إلى حد ما، حيث يحتاج أتليتكو لحصد أربع نقاط من مباراتيه الباقيتين في المسابقة حتى يتوج بطلا للدوري الإسباني بغض النظر عن نتائج منافسيه. أما الريال فيحتاج للفوز بكل من مبارياته الثلاث الباقية في المسابقة ومنها المباراة المؤجلة مع بلد الوليد والتي يخوضها غدا، لكنه يحتاج في الوقت نفسه إلى فوز برشلونة على أتليتكو في حالة فوز الأخير بمباراته في المرحلة قبل الأخيرة.

وفي المقابل، سيكون برشلونة بحاجة إلى الفوز في مباراتيه المقبلتين وفشل الريال في تحقيق الفوز بأي من مبارياته الثلاث المتبقية. وبهذا، يكون أتليتكو هو الوحيد من بين الفرق الثلاثة الذي يمتلك فرصه بيده فقط، ويمكنه حسم اللقب دون النظر لنتائج الآخرين، حيث يحتاج للفوز يوم الأحد المقبل في مباراته أمام فريق ملقة الذي يدربه الألماني بيرند شوستر الذي لعب في الماضي لكل من الريال وبرشلونة وأتليتكو نفسه، كما تولى تدريب الريال.

وليس هناك هدف يسعى ملقة لتحقيقه من خلال هذه المباراة بشأن ترتيبه في الدوري أو المنافسة على المقاعد الأوروبية أو حتى الهروب من شبح الهبوط، لكن ليفانتي أيضا لم يكن لديه ما يصبو لتحقيقه سوى زيادة رصيده من النقاط، ورغم هذا حقق الفوز 2/صفر على أتليتكو في مفاجأة كبيرة. ويختتم أتليتكو بقيادة مديره الفني الأرجنتيني دييغو سيميوني مسيرته في الدوري الإسباني هذا الموسم في ضيافة برشلونة باستاد «كامب نو»، وهي المباراة التي تثير سؤالا مهما وهو: هل يترك برشلونة الفوز لأتليتكو في هذه المباراة حتى لا يفوز الريال بلقب الدوري؟

ويحتاج الريال للفوز على بلد الوليد وسلتا فيغو وإسبانيول إذا أراد الدفاع عن فرصته في استعادة اللقب، لكنه يحتاج أيضا لمساعدة من برشلونة، حيث يتطلب الأمر فوز الفريق الكتالوني على أتليتكو في المرحلة الأخيرة.

وجاء التعادل مع ضيفه فالنسيا ليقلص من البدائل المتاحة أملم الريال ويحيط الفريق بحالة من الحزن بعدما أصبح بحاجة لمساعدة المنافس اللدود له حتى لا يذهب اللقب لمنافس آخر عنيد وهو خصمه وجاره أتليتكو. ويواجه الريال مشكلة حقيقية في مباراته بالمرحلة الخامسة والثلاثين، حيث يحل ضيفا على سلتافيغو صاحب المركز التاسع بفارق الأهداف خلف فالنسيا والذي يدربه لويس إنريكي لاعب ريال مدريد سابقا والذي ترك النادي الملكي إلى برشلونة، كما يحظى بكراهية شديدة من جماهير الريال. ولا يتوقف الأمر عند هذا، بل إن إنريكي من أقوى المرشحين لخلافة الأرجنتيني خيراردو مارتينو المدير الفني لبرشلونة بعد نهاية الموسم الحالي. ولهذا، ما من شك في أن سلتافيغو سيخوض المباراة بدافع هائل لتحقيق الفوز على الريال.

لكن موقف برشلونة لن يكون أقل صعوبة خاصة أنه سيحل ضيفا يوم الأحد المقبل على فريق إلتشي الذي يحتاج إلى النقاط الثلاث للمباراة بشدة من أجل تجنب الهبوط، ثم يختتم برشلونة مسيرته في الموسم الحالي بلقاء ضيفه أتليتكو.

وإذا لم يتعثر أي من الفرق الثلاثة في المباريات الباقية لها قبل الوصول للمرحلة الأخيرة من المسابقة، فسيحتاج برشلونة للفوز على أتليتكو مع التمسك بالأمل في تعثر الريال أمام إسبانيول لأن فوز برشلونة والريال في هذه الحالة سيكون معناه أن برشلونة سلم اللقب لمنافسه التقليدي العنيد ريال مدريد.

وإذا ظل هذا الصراع الشرس بين الفرق الثلاثة حتى المرحلة الأخيرة من المسابقة والتي تقام جميع مبارياتها في نفس التوقيت، فإن «الهواتف الذكية» ستكون حاضرة بقوة على مقاعد الأجهزة الفنية لمتابعة كل فريق ما يحدث في الملعب الآخر. والشيء الوحيد المؤكد هو أن التوتر سيظل حاضرا في الملاعب حتى اللحظة الأخيرة من المسابقة، وهو ما عبر عنه سيميوني قائلا «الدوري الآن لم يعد يسمح بأي مرح». ويتطلع أتليتكو تحت قيادة المدرب سيميوني للفوز بالدوري للمرة الأولى منذ أن حقق الفريق الثنائية المحلية في 1996. وفي واحد من أفضل مواسم أتليتكو في تاريخه تأهل الفريق لمواجهة ريال مدريد في نهائي دوري أبطال أوروبا بعد فوزه 1/3 على مضيفه تشيلسي الأسبوع الماضي.