قراءة في أحداث البطولة العربية لأبطال الدوري في الدوحة

تراجع مستوى الأندية الكبيرة والخاسر الأكبر الصفاقسي التونسي * الأهلي السعودي بدأ المسابقة جيدا ثم خسر أحلامه بالجملة

TT

يشير المراقبون لمنافسات بطولة الأندية العربية ابطال الدوري السابعة عشرة التي تجرى حاليا في الدوحة، الى ان المستوى الفني الذي تقدمه الفرق العربية المشاركة لم يرق الى المستوى المأمول الذي يتمناه اتحاد كرة القدم العربي وكذلك الجماهير المتابعة لمجريات البطولة.

ويؤكد المراقبون أن نهائيات الاندية العربية ابطال الدوري حظيت هذا الموسم بمشاركة فرق عربية متواضعة الاداء باستثناء فريقين هما الاهلي السعودي والصفاقسي التونسي، علما أن الفريقين المذكورين ظهرا بمستوى فني متراجع في منافسات هذه البطولة، حيث خرج الصفاقسي من الدور الاول في حين ان الاهلي خسر فرصة بلوغ المباراة النهائية عقب خسارته من مولودية وهران الجزائري في دور نصف النهائي بركلات الترجيح.

ويشدد المتابعون على ان الدليل بتراجع مستويات الفرق العربية المشاركة هو كثرة الاهداف التي بلغت في احدى المباريات سبعة اهداف نظيفة كانت هي نتيجة مباراة السد ومولودية وهران الجزائري التي تفوق فيها الاول، مع العلم أن الفريقين سيلتقيان اليوم الاثنين في نهائي كأس الاندية العربية ابطال الدوري.

ويظل المعدل التهديفي لمنافسات البطولة اربعة اهداف ونصف هدف في المباراة الواحدة متى ما علمنا ان الفرق السبعة خاضت 11 مباراة حتى نصف نهائي البطولة العربية واحرزت 49 هدفا خلالها.

وكانت اكبر النتائج فوز الاهلي السعودي على الريان القطري (5/صفر) وفوز السد القطري على حطين السوري (6/1) وفوز السد القطري على مولودية وهران (7/صفر) وفوز الريان القطري على الصفاقسي التونسي (5/صفر) وفوز السد القطري على مواطنه الريان (5/1).

ويعتبر فريق السد الاكثر تسجيلا للاهداف حيث احرز 19 هدفا في 4 مباريات فقط، مع العلم أن السد كانت بدايته في البطولة مخيبة للآمال اثر خسارته من اضعف الفرق المشاركة الاهلي اليمني (1/2)، إلا انه استعاد توازنه واستغل الاداء الفني المتواضع للفرق التي واجهها في الدور الاول وكذلك نصف النهائي ليصل الى نهائي البطولة.

اما فريق الاهلي السعودي فلم يقدم مستواه الفني المعروف عنه وواصل ما كان يقدم في منافسات الدوري السعودي، حيث يحتل المرتبة الخامسة حاليا بعد الجولة العاشرة، وفاز الاهلي في البداية على الريان القطري الضعيف (5/صفر) وتعادل في اللقاء الثاني مع الصفاقسي التونسي (2/2) وخسر في نصف النهائي من مولودية وهران الجزائري (2/3).

وفي ما يخص الصفاقسي التونسي فقد شهد اداؤه الفني تراجعا كبيرا مقارنة بالموسم الماضي لا سيما انه بطل بطولة الاندية العربية ابطال الدوري السادسة عشرة. وخاض الصفاقسي مباراتين فقط، الاولى امام الاهلي السعودي (2/2) والثانية خسارة كبيرة امام الريان القطري (1/5) وخرج على اثرها من الدور الاول علما بأنه كان من ابرز المرشحين للفوز بلقب البطولة، وعلى اثر هذه النتائج اقال النادي مدربه.

ولم يقتصر ضعف البطولة من الجانب الفني فقط، بل امتد الى ارباك جدولة الدوري بالانسحابات المتكررة دائما لا سيما في البطولات العربية، حيث انسحب قبل انطلاقة البطولة فريق العين الاماراتي وحل بديلا عنه الريان القطري الذي دخل مرماه احد عشر هدفا في ثلاث مباريات فقط.

وجاء الانسحاب الثاني على يد فريق الفيصلي الاردني بسبب احتساب الحكم ركلة جزاء في نظر انصار الفريق الاردني انها غير صحيحة ليعود بعد ذلك الفيصلي الى بلاده ليسبب خللا في تنظيم البطولة وليجد العقاب من الاتحاد العربي لكرة القدم بالمنع من المشاركة في البطولات العربية لعامين مقبلين لينضم بذلك الى جانب مواطنه الوحدات الذي اوقف في الموسم الماضي لعامين ايضا للاحداث المؤسفة التي شهدتها مباراته مع الاتحاد القطري في بطولة الاندية العربية ابطال الكؤوس التي جرت في الرياض العام الماضي.

وكاد الريان القطري ينسحب من البطولة بسبب مشاركة اللاعب الاجنبي اوتاكا النيجيري مع فريقه السد القطري إلا انه عاد بعد وساطات من اطراف متعددة في بلاده، وكان المشرف العام لفريق الاهلي السعودي الامير محمد العبد الله الفيصل قد لوح بانسحاب فريقه قبل نصف النهائي اذا ما تعرض الاهلي لاخطاء تحكيمية مثل التي شهدتها مباراة الصفاقسي التونسي في الاول من الشهر الجاري (2/2). ويرجع المتابعون الكرويون ظاهرة الانسحابات في البطولات العربية لا سيما الاخيرة منها، الى ضعف قرارات الامانة العامة في الاتحاد العربي لكرة القدم وعدم قدرتها على السيطرة على الفرق العربية اضافة الى ان مسؤولي الاندية العربية يفتقرون الى ثقافة الاحتراف الكروية، حيث ان مشاركتهم في اي بطولة لم تكن إلا للفوز فقط، اما الخسارة او حتى التعادل، فإن الانسحاب سيكون هو المصير وانهم ينتظرون اخطاء الحكام، حتى لو كانت صغيرة واستغلالها باثارة المشاكل والخلافات، ثم الانسحاب كما حدث في بطولات سابقة وآخرها التي تجرى في الدوحة.