الاعتداء على حافلة نادي البقعة في دوري الأردن يدفع الحكومة لاتخاذ إجراءات أمنية حفاظا على الوحدة الوطنية

TT

أبدت الحكومة الأردنية اهتماما ملحوظا بالوقوف على الاسباب الحقيقية التي ادت لاعتداء فئة مندسّة على حافلة فريق نادي البقعة الاردني لكرة القدم، مما ادى الى نقل بعض اللاعبين والاداريين الى المستشفى لتلقي العلاج.

وكانت مجموعة من المشجعين المتعصبين امطروا حافلة البقعة بالحجارة في احد شوارع العاصمة عمان في طريق عودة فريق البقعة الى مقره بعد تعادله مساء الجمعة الماضي 1/1 مع شباب الحسين على استاد مدينة الملك عبد الله الثاني في منطقة القويسمة بالضاحية الشرقية من العاصمة.

حادث الاعتداء وقع في منطقة دوار الداخلية القريب من استاد عمان الدولي الذي كان شهد مباراة الفيصلي والقادسية وتزامن الاعتداء مع خروج آلاف المشجعين من مباراة الفيصلي والقادسية التي انتهت لصالح الفيصلي 2/ صفر، مما مهد امامه الطريق للاحتفاظ وللسنة الثالثة على التوالي بدوري الاردن.

وبسبب الاعتداء اضطر اتحاد الكرة الاردني للاستجابة لطلب البقعة فقرر تأجيل مباراة الفيصل والبقعة التي كانت مقررة امس الاثنين، لتقام هذه المباراة في وقت لاحق بحيث تكون خاتمة الموسم الكروي وتشهد تتويج الفيصلي بكأس الدوري والوحدات بلقب وصيف البطل.

وينتظر فرض احتياطات امنية مشددة في محيط استاد عمان يوم مباراة الفيصلي والبقعة، خاصة بعدما اشيع في مخيم البقعة ان مجموعة من انصار البقعة سيحاولون الثأر للاعتداء على لاعبيهم.

وكان الامير علي بن الحسين رئيس اتحاد الكرة الأردني اجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس نادي البقعة محمد عقل، مؤكدا استنكاره لحادثة الاعتداء وموجها بتحمل نفقات علاج لاعبي البقعة وصيانة حافلة البقعة من الاضرار التي لحقت بها. اما رئيس الوزراء الاردني، المهندس علي ابو الراغب فقد اوفد الى نادي البقعة رئيس المجلس الأعلى لرعاية الشباب مأمون نور الدين للاطمئنان على سلامة لاعبي البقعة وتأكيد رفض الحكومة لحادثة الاعتداء.

وبينما قام كبار المسؤولين في جهاز الأمن العام وامين عمان الكبرى نائب رئيس اتحاد الكرة الاردني وامين سر الاتحاد فادي زريقات بمعاينة موقع الاعتداء، فقد ترأس د. عوض خليفات نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اجتماعا مهما في مقر الوزارة حضره كبار المسؤولين في الجهات الرسمية والاجهزة الامنية لبحث الاعتداء واسبابه واعداد تقرير لمجلس الوزراء في خطوة جادة لاتخاذ اجراءات تنفيذية لمعالجة هذه الظاهرة التي اضحت، كما اكدت الصحف الأردنية، تهدد الوحدة الوطنية وتنذر بوقوع المزيد من احداث الشغب داخل وخارج الملاعب ما لم تكن هناك اجراءات حكومية وأمنية رادعة.

وأبدت الصحف الأردنية الصادرة امس وقبله اهتماما ملحوظا بمتابعة تفاصيل الاعتداء، حيث قالت صحيفة «الرأي»: لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى وما لم يتم وضع حد جاد وفوري للمسألة فسيظن القاصي والداني ان كرة القدم مأوى للمارقين الفاسدين، ان ما وقع لحافلة نادي البقعة يدفعنا لوضع النقاط فوق الحروف بجرأة مرة والى الأبد.

اما صحيفة «الدستور» فقالت: «مؤسف ان يقوم نفر من «الزعران» بقطع الطريق على حافلة نادي البقعة وعندما يجد هذا النفر تساهلا يتمادى في اعتدائه وما جرى ويجري من تجاوزات للجماهير وبعض المسؤولين يفترض عدم السكوت عنه وليس معقولا ان تبقى مباريات الكرة ميدانا لاثارة النعرات والتنفيس وذبح الأخلاق تحت شعار حب هذا الفريق او ذاك.

اما صحيفة «الاسواق» فقالت: ان توفير الحماية والأمن للاعبين بعد كل مباراة اصبح مطلبا ضروريا فرضته واقعة البقعة في ظل وجود بعض المندسين وان قضية الاعتداء بهذه الصورة تستدعي اتخاذ اجراءات حازمة بحق المتسببين والكشف عن اسمائهم امام الرأي العام وانزال اشد العقوبات بحقهم حتى لا تتكرر هذه الظاهرة مستقبلا.

وكان محمد عقل رئيس نادي البقعة اعلن ان عضو الادارة سائد المالوخ ما زال قيد العلاج الدقيق في المستشفى، بينما غادر اللاعبان خضر بدوان (الكابتن) ومحمد العربيد.