الدراما الثلاثية تتواصل في الدوري الإسباني بين أتليتكو وبرشلونة وريال مدريد

الأحلام الأوروبية تهيمن على المراحل الأخيرة في المواجهات الإيطالية والألمانية

أنشيلوتي مدرب الريال (أ.ف.ب) - مارتينو مدرب برشلونة - سيميوني مدرب أتلتيكو (أ.ب) - رونالدو وميسي وكوستا.. ثلاثة عمالقة في ريال مدريد وبرشلونة وأتليتكو يحسمون لقب الدوري الإسباني
TT

يمكن لأتليتكو مدريد المتصدر حسم لقب الدوري الإسباني غدا في حال فوزه على ضيفه ملقة بالتزامن مع فشل وصيفه برشلونة في التغلب على مضيفه المتواضع إلتشي، بغض النظر عن نتيجة ريال مدريد مع مضيفه سلتا فيغو. وتشهد الجولة قبل الأخيرة من الدوري الإيطالي مواجهة ساخنة بين يوفنتوس الذي حسم اللقب الأحد الماضي أمام وصيفه روما، فيما تتنافس ستة أندية على المراكز المؤهلة إلى الدوري الأوروبي. وتشهد المرحلة الأخيرة من الدوري الألماني الكثير من المواجهات المرتقبة والحاسمة، حيث تتصارع ثلاثة فرق للحصول على المركز الرابع المؤهل لبطولة دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل.

الدوري الإسباني ينتظر عشاق كرة القدم المشاهد الأخيرة من فيلم الدوري الإسباني لكرة القدم في ظل الصراع الثلاثي بين أتليتكو مدريد وبرشلونة وريال مدريد. ولطالما كان الصراع ثنائيا بين ريال وبرشلونة، لكن دخول أتليتكو هذا الموسم أضفى نكهة خاصة، إذ يتربع على الصدارة قبل مرحلتين على نهاية الدوري بفارق ثلاث نقاط عن برشلونة وأربع عن ريال مدريد. لكن اللافت أن الفرق الثلاثة عجزت عن الفوز في المرحلة السابقة، في سابقة فريدة من نوعها، فخسر أتليتكو مدريد الباحث عن لقبه الأول منذ 1996 بعد تسعة انتصارات متتالية، على أرض ليفانتي العاشر 2 - صفر. وكان ريال مدريد حامل اللقب 32 مرة آخرها في 2012، في طريقه لخسارة مؤلمة على أرضه أمام فالنسيا الثامن، قبل أن ينقذه البرتغالي كريستيانو رونالدو أفضل لاعب في العالم ويسجل هدف التعادل (2 - 2) في الوقت القاتل بلمحة فنية رائعة. أما برشلونة، فأهدر فوزا كان في متناوله عندما عادله ضيفه خيتافي المتواضع 2 - 2 في الوقت القاتل.

سيناريو الفيلم المشوق استكمل الأربعاء الماضي عندما كان ريال في طريقه إلى الفوز على بلد الوليد المتواضع، لكنه صدم أولا بإصابة رونالدو ثم تلقى هدف التعادل في الدقائق الأخيرة، لتمنى آماله باستعادة اللقب بضربة قاسية. وهكذا سيكون أتليتكو مدريد قادرا على حصد اللقب المنتظر في هذه المرحلة، بحال فوزه على ضيفه ملقة الـ13 غدا، وعدم فوز برشلونة على أرض التشي الـ14 بغض النظر عن نتيجة ريال مدريد مع مضيفه سلتا فيغو التاسع. كما سيتوج لاعبو المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني حتى بحال تعادلهم وخسارة برشلونة وعدم فوز ريال مدريد.

ورأى سيمويني أن فريقه «في وضع مثالي» لإحراز اللقب رغم الخسارة أمام ليفانتي: «نحن في وضع مثالي، وكنا سنوقع على بياض للوصول إلى هذا المركز. خسرنا أمام ليفانتي لكن الأمور بيدنا. كي نضمن التتويج علينا الحصول على أربع نقاط من أصل ست، بغض النظر عن نتائج الفرق الأخرى». وتابع: «ستكون الأسابيع المقبلة مثيرة. يجب أن نعيش بهدوء ونعمل جيدا»، مشيرا إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في 24 مايو (أيار) الحالي في لشبونة، حيث سيواجه جاره وغريمه ريال مدريد.

من جهته، مر ريال مدريد بأسبوع سيء للغاية بعد خسارته أربع نقاط في مباراتين، فعلق مدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي: «سيكون الفوز بـ(الليغا) صعبا للغاية. سنحاول الفوز في آخر مباراتين لكن اللقب صعب». ورفض أنشيلوتي تفضيل أتليتكو مدريد أو برشلونة للفوز باللقب علما بأنهما يلتقيان في المرحلة الأخيرة على ملعب «كامب نو»، وبحال تعادلهما بالنقاط يتم الاحتكام إلى نتيجة مواجهتهما المباشرة، وقد تعادلا ذهابا من دون أهداف، لذا فإن فوز برشلونة بأي نتيجة سيمنحه لقبه الثاني على التوالي وينقذ سمعة مدربه الأرجنتيني تاتا مارتينو، التي تشير التقارير إلى إقالته وتعيين لاعب الفريق السابق لويس إنريكي بدلا منه.

وعزا أنشيلوتي تراجع لاعبيه في الآونة الأخيرة إلى ضغط المباريات: «لقد افتقدنا إلى الطاقة الذهنية في المباريات الأخيرة. ما زال أمامنا الوقت للتحضير لنهائي دوري أبطال أوروبا». وعاد إلى تمارين الفريق الملكي رونالدو الذي عزز رصيده في صدارة ترتيب الهدافين أمام غريمه الأرجنتيني ليونيل ميسي هداف برشلونة مسجلا هدفه الخمسين هذا الموسم في كل المسابقات في مرمى فالنسيا، قبل أن يخرح مصابا في اللقاء الأخير.

ويعود برشلونة إلى ملعب التشي لأول مرة منذ 25 عاما عندما فاز 3 - صفر، باحثا عن تعزيز آماله بإحراز لقبه الخامس في آخر ست سنوات. وعلق الأرجنتيني ميسي على وضع الفريق الكتالوني: «يجب أن نستفيد ولا نتخلى عن الفرصة. نحن أفضل الآن من الأسابيع الأخيرة». وعن التقارير التي أشارت إلى خلافات في الفريق في الآونة الأخيرة، قال ميسي: «سمعنا أخبارا كثيرة هذه السنة، كان معظمها بلا معنى ولا يتعدى حاجز الأكاذيب، أنا بخير وحالتي جيدة». وعلق لاعب وسط برشلونة تشافي بعد مباراة خيتافي المخيبة: «لقد أخفقنا، لم يكن موسمنا جيدا، عاندنا الحظ ولم ننافس على مختلف الأصعدة. رغم الفوز بالكأس السوبر الإسبانية يجب أن ننسى هذا الموسم. يجب أيضا أن نمارس النقد الذاتي. باستثناء حصول معجزة، لقد فقدنا الدوري». وفي باقي المباريات، يلعب اليوم فياريال مع رايو فايكانو، وليفانتي مع فالنسيا، وغدا أتلتيك بلباو مع ريال سوسيداد، وريال بيتيس مع بلد الوليد، وإسبانيول مع أوساسونا، وخيتافي مع إشبيلية، وغرناطة مع الميريا.

الدوري الإيطالي يشهد غدا اختبارا صعبا للكبرياء الإيطالي عندما يلتقي بطل مسابقة الدوري الإيطالي بهذا الموسم يوفنتوس مع وصيفه روما في الجولة قبل الأخيرة من منافسات البطولة. وكان يوفنتوس ضمن الفوز بلقبه الثالث على التوالي بالدوري الإيطالي الأحد الماضي عندما خسر روما 1 / 4 أمام مضيفه كاتانيا، ولكن نادي العاصمة يسعى للثأر لهزيمته صفر / 3 أمام يوفنتوس التي مني بها في تورينو في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي.

من ناحية أخرى ما زالت التوترات خارج الملعب في تزايد مستمر، وما زالت السلطات تناقش الموعد الأنسب لإقامة المباراة بالاستاد الأولمبي بروما سواء في الفترة المسائية أو فترة العصر. وذلك على أمل تجنب المصادمات المتوقعة بين جماهير الفريقين، الذين تنتشر بينهم مشاعر الندية والخصومة. وكانت أحداث الشغب الجماهيري ألقت بظلالها على نهائي مسابقة كأس إيطاليا بين نابولي وفيورنتينا بالاستاد الأولمبي بروما السبت الماضي عندما شهدت إطلاق نار خارج الملعب.

ومع استمرار عجز الكرة الإيطالية عن معالجة مشكلة العنف الجماهيري، يخشى أن تشهد منافسات هذا الأسبوع مشكلات أخرى في دربي توسكانيا بين ليفورنو وفيورنتينا أو مباراة منطقة لومباردي بين أتالانتا وإيه سي ميلان.

ويتوقع حضور نحو 50 ألف مشجع لروما في الاستاد الأولمبي لمشاهدة آخر مباراة لفريقهم على ملعبه بهذا الموسم والتي طالب المدرب رودي غارسيا لاعبيه بالتركيز فيها. ويقيم يوفنتوس احتفالاته بلقب الدوري الإيطالي خلال مباراته الأخيرة بالموسم أمام كالياري في 18 مايو على ملعب استاد «يوفنتوس». ولكنه يستطيع تحسين رصيده من النقاط بهذا الموسم عن طريق الفوز في روما غدا.

وجمع يوفنتوس حتى الآن 96 نقطة أي أنه يحتاج لنقطة واحدة فقط الآن لمعادلة الرقم القياسي للنقاط الذي سجله إنتر ميلان في موسم 2006 - 2007 وبلغ 97 نقطة آنذاك. وبخلاف حسم لقب مسابقة الدوري الإيطالي، فقد حسمت أيضا المراكز المؤهلة لبطولة دوري أبطال أوروبا بالموسم المقبل، حيث حصل يوفنتوس وروما على بطاقات التأهل المباشر. بينما سيخوض نابولي، الذي يستضيف سامبدوريا غدا، الدور التمهيدي بالبطولة. ويشارك فريق فيورنتينا، صاحب المركز الرابع، في بطولة الدوري الأوروبي بعد بلوغه نهائي كأس إيطاليا. بينما تتنافس ستة فرق أخرى لا يفصلهم في الترتيب سوى أربع نقاط على بطاقتي التأهل الأخريين للبطولة الأوروبية الثانية وهذه الفرق هي: إنتر ميلان وإيه سي ميلان وتورينو وبارما وفيرونا ولاتسيو. ويلتقي إنتر مع لاتسيو، بينما يستضيف فيرونا فريق أودينيزي اليوم. فيما يلتقي تورينو مع بارما وبولونيا مع كاتانيا، في معركة للبقاء بدوري الأضواء، وكالياري مع كييفو وساسولو مع جنوا غدا.

الدوري الألماني يأمل هامبورغ العريق تفادي السقوط المباشر إلى الدرجة الثانية لأول مرة في تاريخه عندما يحل على ماينز السابع اليوم في المرحلة الـ34 الأخيرة من الدوري الألماني. ويحتل هامبورغ، بعد 31 عاما من تتويجه بطلا لأوروبا على حساب يوفنتوس الإيطالي 1 - صفر بهدف فيلكيس ماغاث، عندما كان يدربه النسموي أرنست هابل، المركز الـ16 بفارق نقطة عن نورمبرغ وصيف القاع الذي يحل على شالكه الثالث في مباراة صعبة ونقطتين عن إينتراخت براونشفايغ متذيل الترتيب الذي يزور هوفنهايم التاسع.

ويسقط آخر فريقين في الترتيب مباشرة إلى الدرجة الثانية، فيما يواجه ثالث القاع ثالث الدرجة الثانية في مباراتي ذهاب وإياب. لكن هامبورغ 2014 يختلف كثيرا، فدفع ثورستن فينك والهولندي برت فان مارفيك الثمن ثم فاز المدرب الآخر ميركو سلومكا ثلاث مرات فقط في 12 مباراة. وخسر كل من هامبورغ وبراونشافيغ مبارياته الأربع الأخيرة ونورمبرغ آخر ست مباريات.

وسيقدم درع الدوري لبايرن ميونيخ الذي حسم اللقب قبل سبع مراحل على ختام «البوندسليغا»، عندما يستقبل شتوتغارت على ملعب إليانز أرينا، فيما ضمن بروسيا دورتموند، الذي يزور هرتا برلين في العاصمة، المركز الثاني المؤهل مباشرة إلى دوري الأبطال. ويأمل شالكه ضمان نقطة التعادل لخطف المركز الثالث المؤهل إلى المسابقة القارية الأولى، إذ يبتعد بفارق ثلاث نقاط عن باير ليفركوزن الرابع والذي يستقبل فيردر بريمن الـ12. ويريد ليفركوزن تحقيق النقاط الثلاث وخوض ملحق التأهل إلى دوري الأبطال، بدلا من خسارته أو تعادله كي لا يفتح الباب أمام فولسبورغ، الذي يبتعد عنه بفارق نقطة ويستقبل بروسيا مونشنغلادباخ السادس، والذي يبتعد عنه بفارق ثلاث نقاط. ويلعب اليوم أيضا هانوفر مع فرايبورغ، وأوغسبورغ مع إينتراخت فرانكفورت.