خبراء: القروني أعاد روح الاتحاد.. والشباب قادر على قلب الطاولة

أكدوا أن فوز الهلال ذهابا على بونيودكور سهل مهمته في «الإياب»

فهد المولد
TT

تترقب الجماهير الرياضية مواجهة الحسم في مباراة الإياب لممثلي الكرة السعودية في دوري أبطال آسيا بعد أن نجحت ثلاثة فرق سعودية في التأهل إلى دور الـ16 (الهلال والشباب والاتحاد)، وضمن فريق سعودي التأهل إلى دور الثمانية.

غدا الثلاثاء ستكون مواجهة من العيار الثقيل تجمع الشباب والاتحاد، وكانت مباراة الذهاب انتهت اتحادية بهدف دون مقابل، ويحتاج الفريق الاتحادي للفوز أو التعادل بأي نتيجة لضمان التأهل، فيما يحتاج الشباب للفوز بهدفين نظيفين، في حين يلعب الهلال بعد غد الأربعاء أمام بونيودكور الأوزبكي ويحتاج إلى الفوز أو التعادل في المباراة التي ستكون على أرضه وبين جماهيره.

وللحديث عن الجانب الفني للفرق ونقاط القوة والضعف في كل فريق والفريق الأقرب لتحقيق التأهل، التقينا خبراء فنيين للحديث عن هاتين المواجهتين.

فمن جهته، أكد المدرب عمر باخشوين أن «مواجهة الشباب والاتحاد من أصعب المباريات، حيث ستتغير استراتيجية اللعب في كل فريق بعد نتيجة المباراة الأولى التي انتهت بفوز الاتحاد بهدف دون مقابل، وهي نتيجة غير مطمئنة، وبإمكان الشباب العودة لأنه فريق متمرس في بطولة دوري أبطال آسيا ويملك الحلول الفنية والعناصرية، وهذا بلا شك سيشكل ضغطا على الفريق الاتحادي الذي يسعى إلى حسم المباراة مبكرا من خلال تسجيل هدف يصعّب مهمة الفريق الشبابي».

وأضاف: «ومن خلال المستويات التي قدمها الاتحاد مع مدربه الوطني خالد القروني، نجد أن روح الفريق عادت في الفترة الأخيرة، واستطاع القروني بخبرته وعمله الجبار ومعرفته باللاعبين كون أغلبهم مثّل المنتخب الأولمبي الذي كان مدربا له؛ تقديم عمل مميز وواضح، وشاهدنا كيف تطور مستوى الفريق من مباراة إلى أخرى بغضّ النظر عن النتائج، واستطاع من خلال هذه المجموعة الشابة إيجاد توليفة أعادت هيبة الفريق رغم عدم وجود لاعبين أجانب، وكما هو معروف أن دوري عبد اللطيف جميل يشارك فيه أربعة لاعبين أجانب، وهم يعدون بمنزلة نصف الفريق، وهذا ما افتقده الفريق الاتحادي، ومع ذلك استطاع أن ينافس بقوة، ولو شارك هؤلاء الأجانب لقفز الاتحاد قفزات كبيرة في مستواه مع وجود المدرب الوطني خالد القروني».

وقال باخشوين إن «الفوز الاتحادي في مباراة الذهاب أعطى نوعا من الارتياح لجماهيره التي كان لها دور كبير ومؤثر في تحقيق الفوز، لكن في الوقت نفسه نتيجة الذهاب ربما تعطي الفريق الاتحادي نوعا من التخوف والتشتيت في التفكير لدى لاعبيه وجهازه الفني، فالفارق بهدف يعد نتيجة غير مطمئنة، وبالتالي أسلوب اللعب الذي سينتهجه الاتحاد في المباراة، سواء كان هجوميا أو دفاعيا، ربما يؤثر على أداء الفريق، خاصة أنه سيقابل فريقا معروفا بقوته. أضف إلى ذلك أنه إذا أردنا تقييم خطوط الفريقين، فهي متساوية باستثناء الدفاع الاتحادي الذي يعد من أضعف الخطوط، ويعيبه الارتباك وعدم التوازن، لكنه في المباراة الأخيرة تحسن نوعا ما». واستدرك: «يجب على المدرب خالد القروني العمل على إيجاد طريقة لمراقبة الهجوم الشبابي، خاصة في الكرات العرضية التي تشكل خطورة من خلال انطلاقة حسن معاذ كونه يجيد اللعب الهجومي ونقل الكرات بشكل إيجابي، لكن على مدرب الشباب الحذر من هجومية أطراف فريقه، فالفراغ الكبير الذي يتركه حسن معاذ ربما يشكل خطورة كبيرة في استغلال هذه الجهة، خاصة إذا عرفنا أن الظهير المساند عبد الله الأسطا مصاب، والبديل الواعد خبرته قليلة في ظل الخطورة المتناهية التي يشكلها الثلاثي المولد وعسيري ومختار فلاتة داخل منطقة الـ 18.. وعموما المباراة ستكون قوية وسريعة، وكما ذكرت الفرصة متكافئة لكل فريق، ومن الصعب ترشيح فريق على آخر، وعامل الجمهور سيكون له دور في المباراة».

وأضاف المدرب باخشوين: «وإذا أردنا الحديث عن مواجهة الهلال وبونيودكور الأوزبكي، فأعتقد أن المباراة شبه محسومة، وفوز الهلال في مباراة الذهاب منح له الأفضلية في كل شيء، سواء من حيث الإمكانات أو العناصر بعكس خصمه. وإذا تابعنا تاريخ الفريقين في المسابقة، فسنجد أن الفريق الأوزبكي لم يقدم نفسه للمنافسة ولم يتأهل إلى مراكز متقدمة، وسبق للهلال أن فاز عليه صفر - 3. والمدرب الوطني سامي الجابر يستطيع أن يختار التشكيلة وأسلوب اللعب الذي يجعله متفوقا، خاصة أن المباراة على أرضه وبين جماهيره، وأعتقد أن الهلال سيحسم التأهل مبكرا».

من جانبه، تحدث المدرب الوطني بندر الجعيثين عن لقاء الاتحاد والشباب بالقول: «لن تكون المباراة سهلة للفريقين، خاصة للاتحاديين، فالفوز بهدف في مباراة الذهاب يعد نتيجة غير مطمئنة في الرد، لأن فريق الشباب يسعى من بداية اللقاء لتسجيل هدف مبكر من أجل العودة إلى المباراة، وبالتالي سيكون فيه اختلاف في طريقة الأداء التي سيلعب بها الشباب، وكما هو معروف أن الفريق خاض مباراتين؛ الأولى نهائي خادم الحرمين الشريفين أمام الأهلي، ومن ثم لعب أمام الاتحاد، وهذا بلا شك شكّل إرهاقا للاعبين وأسهم في تدني مستوى الفريق، بعكس الفريق الاتحادي الذي منح الراحة الكافية وتوج مجهوده بالفوز بهدف دون مقابل». وأضاف: «ومن خلال متابعتي للفريقين، نجد أن لديهما الإمكانات الفنية والمهارية، لكن أرجح كفة الشباب من خلال العناصر الموجودة والمراكز والعمل الجماعي الذي يتمتع به لاعبو الشباب، وهذه سيكون لها دور كبير ومؤثر في فرض سيطرته، خاصة في منطقة الوسط، وفي المقابل نجد أن فريق الاتحاد تنقص لاعبيه الخبرة، لكن يتميز بالحيوية والشباب والحماس والحضور والإصرار، لكن في مثل هذه المباراة الخبرة مطلوبة، وهذا ما نجده في الفريق الشبابي، حيث شاهدنا في مباراة الذهاب أنه الأكثر استحواذا على الكرة».

وقال الجعيثين: «وإذا تطرقنا لنقاط القوة والضعف في كل فريق، فسنجد الخط الدفاعي بفريق الاتحاد الأضعف، وكثيرا ما يخسر الفريق نتيجة عدم المتابعة والتركيز داخل منطقة الـ18، وأعتقد كما ذكرت أن قلة الخبرة لها دور في ذلك، وبالنسبة لفريق الشباب، نجد أن الإرهاق ربما يؤثر على أداء اللاعبين، لكن توقعاتي أنه أقرب للتأهل».

وتحدث عن مواجهة الهلال ضد وبونيودكور الأوزبكي قائلا: «الهلال تمكن بجدارة من الفوز في مباراة الذهاب، وهذا بلا شك يعطي اطمئنانا للمدرب الوطني سامي الجابر باللعب بأسلوب وفق قدرات لاعبيه وظروف المباراة، وشاهدنا في المباراة الأولى سيطرة الفريق الهلالي على مجريات اللعب وتسجيل هدف، مما يؤكد أنه قادر على حسم مباراة الرد؛ فهو الأفضل عناصريا ومهاريا بعكس الفريق الأوزبكي الذي لا يملك الحلول في ظل الإمكانات التي يمتلكها الهلال في جميع مراكزه، وأيضا وجود البديل الجاهز، ومع كل ما ذكرت يجب على الفريق الهلالي الحذر من المفاجآت والهجمات المرتدة التي ربما تشكل خطورة، ومتى ما تعامل الهلال بالكرات الأرضية واللمسة واللمستين والبُعد عما يحتاج إليه الخصم، خاصة في الكرات الطويلة، وامتصاص حماس لاعبي منافسه؛ ستكون المباراة له. وأتوقعها هلالية في ظل الحضور الجماهيري الكبير الذي دائما ما يساند الفريق».