بيليغريني: الفوز بالدوري الإنجليزي بداية حقبة النجاح لمانشستر سيتي

ليفربول خسر اللقب لكنه خرج من الموسم متصدرا قائمة أكثر الأندية ربحا في إنجلترا

بيليغريني يحتفل بكأس الدوري الإنجليزي في أول موسم له مع سيتي (رويترز) - رودجرز مدرب ليفربول خسر اللقب لكنه وضع النادي في صدارة الأكثر أرباحا
TT

بعد فوزه بلقب الدوري الإنجليزي لكرة القدم في أول موسم له مع الفريق، تعهد التشيلي مانويل بيليغريني مدرب مانشستر سيتي بأن يكون هذا اللقب هو مجرد بداية لفترة من النجاح المستمر، وسيبدأ الاستعداد على الفور للموسم الجديد على أمل حصد المزيد من الانتصارات.

وقاد بيليغريني (60 عاما) مانشستر سيتي إلى استعادة لقب بطل الدوري بفوزه على ضيفه وستهام يونايتد 2/صفر في المرحلة الثامنة والثلاثين الأخيرة، وأكد على أن فريقه يستطيع حصد المزيد من الألقاب في المواسم المقبلة. وهو اللقب الثاني لبيليغريني في موسمه الأول مع مانشستر سيتي خلفا للإيطالي روبرتو مانشيني، حيث قاده إلى كأس رابطة المحترفين الشهر الماضي على حساب سندرلاند (1/3).

وحسم مانشستر سيتي اللقب بعد موسم صعب وشاق بفارق نقطتين أمام ليفربول صاحب المركز الثاني. وقال بيليغريني «لم يكن الأمر سهلا.. أهم شيء هو أننا بدلنا طريقة اللعب التي يقدمها الفريق. أردت اللعب بأسلوب آخر، وكان من المهم أن أقدم الأسباب لهذا وأنال ثقة اللاعبين». وقال بيليغريني «الفرق الكبيرة لا ترضى بلقب واحد. هذا النادي ولاعبوه يستحقون ألقابا أخرى، من المهم الاحتفال بهذا اللقب، لكن علينا العمل اعتبارا من الأسبوع المقبل للموسم الجديد». وتابع «الآن نحن الأبطال. سنقوم بتحليل ما حققناه هذا الموسم: الأمور الإيجابية والأمور السلبية وأين يتعين علينا التطور. يجب أن نواصل التفكير مثل ناد كبير». وأردف قائلا «قدمنا موسما كبيرا وجميلا، ولكن يجب أن نواصل الانتصارات والتطور، وبالتالي يتعين علينا استئناف العمل في أقرب فرصة ممكنة حتى نكون أقوى فريق الموسم المقبل».

وأشار بيليغريني إلى أن مانشستر سيتي كان في السابق ناديا كبيرا، ولكن ليس فريقا كبيرا قادرا على المنافسة على الألقاب، وقال «الأمور تغيرت منذ 4 أعوام، ومالكو النادي يعملون بتواضع، والمسؤولون يحاولون تحسين كل شيء كل عام. كل شيء بدأ باللقب الأول قبل عامين مع مانشيني». وتحدث بيليغريني عن بدايته مع سيتي مطلع الموسم الحالي، وقال «عندما تسلمت مهمتي لم تكن العلاقات جيدة جدا بين اللاعبين، وكان ضروريا تهدئة الأمور وإقناعهم بأن هناك طريقة أفضل للعب. كما كان من الضروري أن تكون علاقتنا جيدة، وأن نكون قريبين من بعضنا البعض لتحقيق نتائج جيدة». وتابع «لم تكن البداية جيدة خاصة عندما كسبنا نقطة واحدة من أصل 18 خارج قواعدنا، وقتها قلت للاعبين يجب أن نغير شيئا ما، كانت ثقتهم كبيرة في مؤهلاتي وبعدها كنا أفضل فريق خارج القواعد».

وكشف بيليغريني عن مدى أهمية تغيير فلسفة الفريق الذي أنهى الموسم بأفضل خط هجوم، حيث سجل 102 هدف في الدوري الممتاز، و156 هدفا في مختلف المسابقات. وأكد «من السهل تسجيل هدف واحد وبعد ذلك التراجع إلى الدفاع واعتماد الهجمات المرتدة، لكن الفوز بالألقاب لا يتم بهذه الطريقة بالنسبة إلي.. لن أكون سعيدا». وأضاف «الطريقة التي فزنا بها باللقب هذا الموسم بتسجيل 102 هدف ورقم قياسي في عدد الأهداف في مسابقات أخرى، هي الطريقة التي يجب أن يعتمدها هذا الفريق بسبب نوعية اللاعبين الذين نملكهم».

وأصبح بيليغريني أكبر مدرب سنا يفوز بالدوري الإنجليزي للمرة الأولى منذ أن فاز به جو فاغان في 1984، لكن فاغان قاد ليفربول باللقب بعدما عمل مع هذا النادي على مدار 28 عاما. كما أصبح بيليغريني أول مدرب غير أوروبي يفوز بلقب الدوري الإنجليزي على مدار تاريخ البطولة. واعترف بيليغريني بأنه فقد أعصابه عندما خسر الفريق على ملعبه أمام ويغان أحد أندية الدرجة الأولى (الثانية فعليا) في مسابقة كأس الاتحاد الإنجليزي.

ويمتلك مانشستر سيتي تشكيلة ثرية أظهرت التزاما كبيرا بالنهج الهجومي، كما اتسم مدربه بيليغريني بالهدوء خاصة لدى مقارنته بالمدرب الإيطالي روبرتو مانشيني المدير الفني السابق للفريق الذي اتسم بسرعة الغضب قبل أن يرحل في مايو (أيار) 2013، وكلها أسباب أسهمت في النهاية في تتويج الفريق بطلا للدوري الإنجليزي.

وبعدما أنهى سيتي الموسم الماضي متأخرا بفارق 11 نقطة عن غريمه مانشستر يونايتد وخسر في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي أمام ويغان المتواضع وعانى من فشل آخر في دوري أبطال أوروبا، أقيل مانشيني بعدما أصبح التعثر يلاحقه في المراحل الأخيرة من مشواره مع الفريق. وظل مانشيني يتمتع بشعبية وسط المشجعين الذين لم يسعد معظمهم بتعيين بيليغريني خلفا له على اعتبار أنه غير معروف في إنجلترا رغم نجاحه في أميركا الجنوبية وإسبانيا. لكن تعيينه أثبت نجاحا كبيرا، ويعني الفوز بالدوري أنه انضم لمجموعة منتقاة من المدربين الذين نالوا اللقب في الموسم الأول بعد التعيين.

وبالكاد، واجه سيتي تهديدا على أرضه طيلة الموسم، لكن بدا لبعض الوقت أن التعثر خارج أرضه سيكلف الفريق الكثير. وعثر كارديف سيتي وأستون فيلا، وهما فريقان ضعيفان كافحا طيلة الموسم، على نقطة ضعف، ليهزم كل منهما سيتي في بداية الموسم مسجلا ثلاثة أهداف في شباكه. وتراجع مستوى الحارس الإنجليزي الدولي جو هارت واستبعد من التشكيلة الأساسية لفترة، لكن ورغم أن عدد المباريات التي حافظ فيها على نظافة شباكه كان أقل من المتوقع من فريق ينافس على اللقب، فإن غزارة التهديف عن طريق سيرجيو أغويرو وألفارو نيغريدو وإيدين دجيكو، ومن ورائهم ديفيد سيلفا وسمير نصري ويايا توريه، أسهمت في الحفاظ على آمال الفريق.

وفي انتصارين متتاليتين لسيتي على أرضه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أحرز الفريق سبعة أهداف في شباك نورويتش سيتي وستة في شباك توتنهام هوتسبير، قبل أن يسحق آرسنال المتصدر السابق 3/6 في ديسمبر (كانون الأول). وكان سهلا حين يصاب أحد المهاجمين أن يحل محله آخر، وبحلول منتصف يناير (كانون الثاني) كانت تشكيلة بيليغريني قد أحرزت ما يصل لمائة هدف في جميع المسابقات. وبسبب انشغال سيتي في كأس رابطة الأندية الإنجليزية حيث وصل للنهائي وانتصر على سندرلاند فإن الفريق ظل دائما يملك مباراة مؤجلة.

وحين خسر سيتي 3/2 أمام مضيفه ليفربول في أبريل (نيسان)، ثم تعادل 2/2 مع ضيفه سندرلاند، بعدها بثلاثة أيام أصبح ليفربول متفوقا بتسع نقاط في الصدارة وقد لعب مباراتين أكثر. وعند هذه النقطة بدأ ليفربول يتراجع مثل تشيلسي ليمهد الطريق لانتصار سيتي. وظل بيليغريني هادئا حتى النهاية، ووفقا لكلمات مايك سومربي أسطورة سيتي فإن طريقة لعب المدرب وأسلوبه في الإدارة كانا عاملين محوريين. وقال سومربي «المدرب جلب كرة قدم هجومية يحبها الناس مثلما كنا نفعل في الستينات». وأضاف «مدرب ليفربول بريندن رودجرز أراد أن يلعب بتلك الطريقة أيضا لأنها الطريقة الممتعة والجذابة، ودون التقليل من شأن تشيلسي ومدربه جوزيه مورينهو فإن مانشستر سيتي وليفربول قدما كرة قدم أكثر إمتاعا».

وعلى الرغم من خسارته لقب الدوري في الجولة الأخيرة، فإن ليفربول خرج من الموسم وهو متصدر قائمة أكثر الأندية ربحا في إنجلترا هذا الموسم، ومتفوقا على سيتي بفارق مليون إسترليني. وأظهرت إحصائية لصحيفة «الديلي ميل» البريطانية أمس أن ليفربول حصد 99 مليون إسترليني هذا الموسم، 22 مليونا جائزة المركز الثاني والباقي من حقوق البث، يليه مانشستر سيتي برصيد 98 مليون إسترليني، منها 24 مليونا جائزة الفوز بالدوري، ثم تشيلسي ثالثًا بمبلغ 95 مليون إسترليني منها 21 مليونا جائزة المركز الثالث. وجاء آرسنال في المركز الرابع أيضا بمبلغ 93 مليون إسترليني منها 20 مليونا جائزة الدوري، أما مانشستر يونايتد المتعثر هذا الموسم فحقق أرباحا قدرها 91 مليون إسترليني.

ورغم هبوطها للدرجة الثانية، جنت الفرق الثلاثة كارديف سيتي 64 مليون إسترليني، وفولهام 65 مليون إسترليني، ونورويتش سيتي 66 مليون إسترليني.