الشباب يحشد قوته أمام الاتحاد العنيد في إياب دور الـ16 الآسيوي

الجزيرة الإماراتي يواجه مواطنه العين بشعار الفوز ولا غيره

من مباراة الاتحاد والشباب في ذهاب دور الـ16 الآسيوي (تصوير: عدنان مهدلي)
TT

يدخل الشباب وضيفه الاتحاد، ممثلا الكرة السعودية في دوري أبطال آسيا، في صراع مثير اليوم على بطاقة التأهل نحو الدور ربع النهائي، إذ يتلقيان مجددا هذا المساء في العاصمة السعودية الرياض في مرحلة إياب دور الـ16 للبطولة القارية، بعدما تقابل الطرفان الأسبوع الماضي في مكة المكرمة في مواجهة اقتنص فيها الاتحاد الفوز بهدف يتيم دون رد حمل توقيع المهاجم مختار فلاتة.

ويملك الاتحاد أفضلية التأهل بفرصتي الفوز بأي نتيجة أو حتى التعادل السلبي دون أهداف أو التعادل الإيجابي بأي نتيجة، فيما لن يجد الليث الشبابي أمامه إلا الفوز بأكثر من هدف إذا ما أراد اقتناص بطاقة العبور والمضي نحو دور الثمانية الذي ستلعب مبارياته الموسم المقبل.

صراع الفريقين الآسيوي بثوب محلي يحتدم هذا المساء، كونها المواجهة الأخيرة للثنائي في موسمهما الرياضي الذي يأمل الاتحاد في إنقاذه من الفشل، بعدما ودع كل البطولات المحلية بأدراج خاوية إثر حلوله بمراكز متأخرة على صعيد الدوري وخروجه من بطولتي كأس ولي العهد والملك. أما الشباب الذي نجح مؤخرا في تحقيق بطولة كأس الملك بعدما أخفق على صعيد الدوري وكأس ولي العهد فيأمل مدربه التونسي عمار السويح في إكمال مشواره التدريبي الناجح مع الفريق بقيادته نحو دور الثمانية.

الشباب المتوج أخيرا بلقب بطولة كأس الملك بعد فوزه على الأهلي في المباراة النهائية بثلاثة أهداف دون رد قدم مستوى فنيا جيدا في مواجهة الذهاب أمام فريق الاتحاد، إلا أنه لم ينجح في الوصول للشباك مفتقدا أفضلية التسجيل وحسابات الهدف بهدفين عند التعادل في مواجهة الإياب هذا المساء. فيما تمكن الاتحاد الذي لم يظهر بصورة فنية مميزة في اقتناص الفوز وتحقيق الأهم من المواجهة التي أقيمت على أرضه وبين أنصاره وجماهيره. ويعول خالد القروني، المدرب الوطني لفريق الاتحاد، هذا المساء، على مختار فلاتة هداف الفريق ونجمه في الفترة الأخيرة، وإلى جواره عبد الفتاح عسيري وفهد المولد، ومن خلفهما جمال باجندوح والحارس فواز القرني الذي ما زال يقدم مستويات مميزة.

أما فريق الشباب بقيادة مدربه عمار السويح فسيقاتل من أجل تسجيل هدف مبكر يمنحه الراحة والاطمئنان في بقية مجريات المباراة. ويعول السويح هذا المساء كثيرا على مجموعة من اللاعبين المميزين، يحضر في مقدمتهم البرازيلي رافينيا الذي بات يملك حلولا منوعة في الفريق على الصعيد الفردي والجماعي. إلى جوار رافينيا يبرز في الشباب كل من عمر الغامدي في المحور الدفاعي، وأحمد عطيف وحسن معاذ على الطرف الأيمن، حيث يمثل معاذ مصدر قوة هجومية، وهو قادر على قلب الموازين وحسم المباراة من كرة عرضية أو حتى تسديدة من خارج منطقة الجزاء، فيما يمثل وليد عبد الله حارس الفريق مصدر ثقة واطمئنان للاعبي فريقه وخط الدفاع بقيادة المرشدي والبيشي.

وفي المنافسات نفسها، يملك العين الإماراتي بطل نسخة 2003 فرصة ثمينة للتأهل إلى ربع النهائي للمرة الخامسة في تاريخه، عندما يستضيف مواطنه الجزيرة اليوم الثلاثاء في إياب الدور الثاني لدوري أبطال آسيا لكرة القدم. وانتهى الفصل الأول من المواجهة الإماراتية الأولى من نوعها في البطولة لصالح العين 1/2 في الذهاب، ليخوض مباراة اليوم بفرصتي الفوز والتعادل للتأهل إلى ربع النهائي للمرة الخامسة بعد 2003 و2004 و2005 و2007.

أما الجزيرة فليس أمامه سوى فرصة الفوز (باستثناء الفوز 1/صفر) للتأهل إلى الدور المقبل الذي لم يصله طوال مشاركاته الخمس في البطولة. واستعد الفريقان جيدا لمباراتهما اليوم، بعدما عملا على إراحة عناصرهما الأساسية في الجولة الأخيرة في الدوري الإماراتي، عندما لعب العين والجزيرة مع الوصل والشارقة على التوالي وفازا بنتيجة واحدة 1/صفر.

وكان العين فاجأ الجزيرة في مباراة الذهاب بتقدمه بهدفين سريعين في أول 15 دقيقة عبر الغاني أسامواه جيان هداف البطولة حتى الآن برصيد 8 أهداف، وعمر عبد الرحمن، قبل أن يعود أصحاب الأرض في الشوط الثاني ويسجلوا هدفهم الوحيد عبر المدافع مسلم فايز. وقال الإيطالي والتر زينغا مدرب الجزيرة «إن النتيجة كانت ظالمة وغير عادلة على الإطلاق، لا سيما أن الجزيرة عاد بقوة في الشوط الثاني بعد البداية الكارثية له وقلص الفارق وكان يستحق تسجيل هدفين على الأقل». وتابع «الأمور لم تنته بعد، أثق كثيرا في قدرة فريقي على تحقيق الفوز على العين وانتزاع بطاقة التأهل من ملعب هزاع بن زايد».

ويراهن زينغا على مجموعة مميزة من اللاعبين لضرب كل التوقعات اليوم بوجود الرباعي الدولي الحارس علي خصيف وعلي مبخوت وخميس إسماعيل وأحمد ربيع والرباعي الأجنبي المغربي عبد العزيز برداه والبرازيلي جوسيلي دا سيلفا والإكوادوري فيليب كاسيدو والكوري الجنوبي شين هيونغ مين.

بدوره، اعترف الكرواتي زلاتكو داليتش، مدرب العين، بأن «الفوز في مباراة الذهاب لا يعني أن الأمور قد حسمت.. وتنتظرنا مواجهة أصعب وأقوى في الإياب». ولم يعرف العين الاستقرار الفني هذا الموسم، حيث أقال المدرب الأوروغواياني جورج فوساتي، ومن ثم عين الإسباني كيكي فلوريس بديلا له، قبل أن تتم إقالة الأخير أيضا ويحل داليتش مكانه. وتحسنت نتائج العين مع داليتش ولم يخسر في آخر عشر مباريات محليا وآسيويا، كما استعاد أكثر من لاعب مؤثر مستواه، لا سيما عمر عبد الرحمن وجيان الذي حصد مؤخرا لقب هداف الدوري الإماراتي للعام الثالث على التوالي.

ويشكل عبد الرحمن وجيان إضافة إلى الروماني ميريل رادوي والمغربي ياسين الغناسي والدولي الجديد محمد عبد الرحمن وهلال سعيد وثلاثي الدفاع الدولي إسماعيل أحمد ومحمد أحمد ومهند العنزي والمخضرم هلال سعيد نقطة الثقل في تشكيلة العين.

يذكر أن الجزيرة تأهل إلى الدور الثاني بعد أن حل ثانيا في المجموعة الأولى برصيد 10 نقاط، بفارق 5 نقاط خلف الشباب السعودي، وجاء الاستقلال الإيراني ثالثا وله 7 نقاط، والريان القطري أخيرا بثلاث نقاط. وبدأ الجزيرة منافسات الدور الأول بقوة فتغلب على الريان 2/3، والشباب 1/3، وتعادل مع الاستقلال 2/2 ذهابا، ثم خسر أمام الاستقلال صفر/1، وجدد فوزه على الريان 2/3، قبل أن يخسر أمام الشباب 2/1 إيابا.

أما العين فتصدر المجموعة الثالثة في الدور الأول برصيد 11 نقطة، بفارق نقطة واحدة أمام الاتحاد السعودي، وحل لخويا القطري ثالثا برصيد 7 نقاط، وتراكتور سازي الإيراني أخيرا بخمس نقاط. وفاز العين على لخويا 1/2، وتراكتور سازي 1/3، وخسر أمام الاتحاد 2/1 ذهابا، وتعادل مع تراكتور 2/2 ومع الاتحاد 1/1 واكتسح لخويا 5/صفر إيابا.

وستكون فرصة غوانغجو ايفرغراندي الصيني حامل اللقب سهلة لمواصلة مشواره نحو ربع نهائي دوري أبطال آسيا لكرة القدم عندما يستضيف سيريزو أوساكا الياباني اليوم الثلاثاء في إياب الدور الثاني. وكان غوانغجو عاد من أوساكا الأسبوع الماضي بفوز كبير بخمسة أهداف مقابل هدف وضعه نظريا في دور الثمانية. ويسعى غوانغجو بقيادة المدرب الإيطالي الشهير مارشيلو ليبي إلى أن يكون ثاني فريق يحتفظ بلقبه في البطولة القارية بعد الاتحاد السعودي الذي حقق هذا الإنجاز عامي 2004 و2005. وكان غوانغجو توج بطلا في النسخة الماضية على حساب إف سي سيول الكوري الجنوبي بتعادله معه في النهائي 2/2 ذهابا في سيول، و1/1 إيابا في غوانغجو.

عانى غوانغجو في الدور الأول، وانتظر حتى الجولة الأخيرة لكي يحجز بطاقته إلى الدور الثاني، بعد أن تصدر ترتيب المجموعة السابعة برصيد 10 نقاط، بفارق نقطتين أمام شونبوك موتورز الكوري الجنوبي. وضمت المجموعة أيضا ملبورن فيكتوري الأسترالي، ويوكوهاما مارينوس الياباني. أما سيريزو أوساكا فحل ثانيا في المجموعة الخامسة برصيد 8 نقاط، بفارق 4 نقاط خلف بوهانغ ستيلرز الكوري الجنوبي.

ويواجه بوهانغ ستيلرز الكوري الجنوبي بطل 2009 مهمة سهلة نسبيا أيضا عندما يستضيف ضيفه ومواطنه شونبوك موتورز بطل 2006 بعد أن تغلب عليه في عقر داره ذهابا بهدفين مقابل هدف. وتصدر بوهانغ ترتيب المجموعة الخامسة برصيد 12 نقطة، وحل شونبوك ثانيا في المجموعة السابعة برصيد 8 نقاط. وكان شونبوك توج بطلا في 2006 بتغلبه في النهائي على الكرامة السوري إثر فوزه عليه 2/صفر ذهابا في جيونجو وخسارته أمامه 2/1 في حمص. ووصل شونبوك إلى النهائي عام 2011 قبل أن يخسر أمام السد القطري.

أما بوهانغ فأحرز اللقب عام 2009 بفوزه على الاتحاد السعودي 1/2 في طوكيو (أقيم النهائي حينها من مباراة واحدة).