الأمير علي بن الحسين: جاهزون للمشاركة في «خليجي 22» ولن نقبل أن نكون على حساب منتخب آخر

نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم ناشد الأسرة الآسيوية وضع مصلحة القارة فوق كل اعتبار

هل يشارك المنتخب الأردني في كأس الخليج المقبلة بالرياض؟ - الأمير علي بن الحسين
TT

ناشد الأمير علي بن الحسين نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أسرة الاتحادات الآسيوية بوضع مصلحة القارة فوق كل اعتبار خلال الكونغرس المقرر عقده في ساو باولو والذي سيشهد على الأرجح تصويتا لدمج منصبي رئيس الاتحاد الآسيوي ونائب رئيس الفيفا في منصب واحد.

ويرأس الشيخ سلمان بن إبراهيم الاتحاد الآسيوي منذ مايو (أيار) عام 2013. في حين انتخب الأمير علي نائبا لرئيس الفيفا في يناير (كانون الثاني) عام 2011.

وقال الأمير علي الذي يرأس أيضا الاتحاد الأردني واتحاد غرب آسيا لكرة القدم في مقابلة حصرية مع وكالة «الصحافة الفرنسية» على هامش منتدى سوكيريكس الآسيوي في البحر الميت: «أناشد جميع الاتحادات الوطنية وضع مصلحة الكرة الآسيوية فوق كل اعتبار والابتعاد عن جميع المصالح السياسية. لقد عرض هذا الاقتراح (دمج المنصبين) على التصويت العام الماضي في الجمعية العمومية وتم رفضه بأغلبية ساحقة، وبالتالي لماذا الإصرار على طرحه مجددا. في نهاية المطاف أعتقد بأن الكونغرس سيفكر بالدرجة الأولى في مصلحة كرة القدم وسنخرج بنتيجة إيجابية».

وكان الأمير علي بعث برسالة الشهر الماضي إلى جميع الاتحادات الوطنية الآسيوية بعد تقدم ثمانية اتحادات باقتراح لدمج المنصبين، وأعرب عن تحفظه الشديد لهذه الخطوة مطالبا بضرورة خلو اللعبة من المصالح الشخصية واستغلال المناصب.

وأضاف مخاطبا الاتحادات الآسيوية «أجد في استمرار فصل المنصبين حكمة ونفعا لكرة القدم في القارة حيث يسمح ذلك لنائب رئيس الاتحاد الدولي أن يرعى شؤون الكرة الآسيوية ضمن الاتحاد الدولي ويمكن رئيس الاتحاد الآسيوي من التركيز على واجبه الضخم أمام التحديات التي تواجهها الكرة الآسيوية وتنمية اللعبة وتطويرها. وإن الاتحاد الآسيوي ليس متفردا في تطبيق هذا النظام كما أن هناك اتحادا قاريا يمثل عنه أكثر من نائب واحد لرئيس الاتحاد الدولي».

وكشف الأمير أيضا «منذ تسلمي منصبي قبل أكثر من ثلاث سنوات كانت لدي أفكار تطويرية تخدم مصلحة الكرة الآسيوية وتتمحور حول قواعد ثابتة وهي تنمية قطاع الناشئين وتمكين دور المرأة وحماية وتطوير اللعبة وتمثيل فعال لمصالح الاتحادات الآسيوية الأعضاء، وعلى هذا الأساس انتخبت في منصبي بعد أن تعهدت بذلك في برنامجي».

يذكر أن القارة الأكبر في العالم تضم في تنفيذية الفيفا الأمير علي بن الحسين نائب رئيس الاتحاد الآسيوي (نائب رئيس)، الشيخ البحريني سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي (عضو)، الصيني زانغ جيلونغ رئيس الاتحاد الآسيوي السابق بالوكالة (عضو) والتايلاندي وراوري ماكودي (عضو).

وعن مدى رضاه عما تحقق للكرة الأردنية منذ أن تسلم منصبه قبل 15 عاما، قال مبتسما «عندما تسلمت منصبي كنت تقريبا في عمر بعض لاعبي المنتخب الأول. تطور المنتخب الأردني كثيرا في السنوات الأخيرة وأصبح ينافس بقوة على البطولات العربية والآسيوية وكنا قاب قوسين أو أدنى من بلوغ نهائيات كأس العالم بعد أن بلغنا الملحق وخسرنا أمام منتخب عريق هو الأوروغواي. عملنا على تحسين البنى التحتية وتشجيع ممارسة الرياضة في المدارس لأنها الأساس وقد حصدنا ثمار ذلك ليس فقط في مختلف الفئات العمرية والمنتخب الأول للرجال بل أيضا عل مستوى السيدات حيث نخوض حاليا التصفيات النهائية المؤهلة إلى كأس العالم للسيدات العام المقبل وهذا لم يكن أحد يحلم بالوصول إليه».

وتابع: «بدأ القطاع الخاص يدرك أهمية كرة القدم ويقوم بمساعدتنا كما أننا نعمل بشكل وثيق مع الحكومة لتطوير اللعبة. نحن اتحاد لا يملك ميزانية ضخمة قياسا ببعض الدول العربية، لكننا نجحنا بفضل خطة عمل أن نحقق النتائج المرجوة».

وأكد على ضرورة منح المدرب العربي فرصته وهذا ما قام به الاتحاد الأردني في السنوات العشر الأخيرة بعد أن أشرف على تدريب المنتخب الأول المصري الشهير محمود الجوهري ثم العراقي عدنان حمد ثم المصري حسام حسن حاليا.

وقال في هذا الصدد «إيماننا راسخ بقدرات المدرب العربي وخير دليل على ذلك النتائج التي يحققها المنتخب الأردني في السنوات الأخيرة. يفهم المدرب العربي عقلية اللاعبين وتقاليدهم وبالتالي علينا تشجيعه ومد يد العون له. يجب أن نعطي الفرصة أيضا للاعبين المعتزلين لمواصلة العمل في مجال كرة القدم أكان الأمر يتعلق في مجال التدريب أو المجال الإداري».

وتابع: «أنا راض تماما عن النتائج التي تحققت بإشراف المدرب الحالي ونأمل في تحقيق نتائج إيجابية في كاس آسيا في أستراليا مطلع العام المقبل».

وعن نجاحه في إقناع هيئة التشريع في الاتحاد الدولي للسماح باللاعبات المسلمات في ارتداء الحجاب، قال الأمير علي «أنا سعيد جدا لفتياتنا وشباننا فيما يخص قرار المجلس الدولي لكرة القدم الذي سمح بارتداء الحجاب خلال مباريات كرة القدم». وأضاف: «لقد أثبتت كرة القدم بأنها بالفعل للجميع».

وكان الأمير علي أحد أبرز الذين كافحوا لإيجاد حل يحول دون حرمان اللاعبات المحجبات من الظهور في المنافسات النسوية القارية والدولية، وبالتالي التوقف عن أي إجراءات تحرم أو تمنع اللاعبات المحجبات من حقهن بممارسة كرة القدم والظهور في منافساتها خاصة مع اتساع قاعدة كرة القدم النسوية مؤخرا في العالمين العربي والإسلامي.

وكان مجلس اتحاد كرة القدم (ايفاب) الذي يسن قوانين اللعبة الأكثر شعبية في العالم، سمح رسميا الشهر الماضي بارتداء الحجاب والعمامة خلال المباريات.

وكانت السلطات الإدارية لكرة القدم منعت حتى عام 2012 ارتداء الحجاب بحجة إمكانية التعرض للإصابات في العنق أو رأس اللاعبات، لكن المجلس قرر رفع هذا المنع من أجل تجربة ارتداء الحجاب على مدى عامين بطلب من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم. وعلى إثر هذه التجربة التي استمرت أشهرا عدة، عد المجلس «بأنه لا مؤشرات تعيق ارتداء الحجاب» إذا احترمت التعليمات التي وضعت من أجل تحقيق ذلك.

ورحب الأمير علي بإمكانية مشاركة منتخب الأردن في دورات الخليج في المستقبل وقال: «بالطبع سنرحب إذا دعينا للمشاركة لكن شرط ألا يكون هذا الأمر على حساب أي منتخب آخر».

وأبدى دعمه للكرة الفلسطينية التي تعاني الكثير من المشاكل خصوصا فيما يتعلق بتحركات رياضييها والعوائق التي تضعها دولة إسرائيل وقال في هذا الصدد «من واجبي دعم كرة القدم الفلسطينية والدفاع عن حقوقها العادلة. سيقوم رئيس الفيفا بزيارة فلسطين قريبا وسأنتظر النتائج التي ستسفر عنها هذه الزيارة آملين في أن تحل هذه المسألة لما فيه مصلحة الكرة الفلسطينية».

وعن الهدف الأساسي من استضافة منتدى كوسيريكس الآسيوية على المدى اليومين الأخيرين في البحر الميت، قال الأمير علي «الهدف الأساسي هو تطوير كرة القدم، وجود منتدى كوسيريكس آسيا في غاية الأهمية فهو يضم نخبة خبراء العالم ولا بد أن يعود بالنفع على القارة الآسيوية، نقوم بذلك من أجل كرة القدم في منطقتنا وأنها ليست سوى البداية».