فان غال يتعهد بصنع تاريخ جديد ليونايتد.. و200 مليون إسترليني لدعم الفريق

المدرب الهولندي اشتهر بقوته وعناده.. والمراقبون يخشون أن تتحول عبقريته لقنبلة موقوتة في أولد ترافورد

فان غال أكد قدرته على إعادة مانشستر يونايتد لمنصات التتويج (أ.ب)
TT

تعهد المدرب الهولندي لويس فان غال بعد توقيعه عقد إشرافه على مانشستر يونايتد الإنجليزي لمدة ثلاثة أعوام خلفا للأسكوتلندي ديفيد مويز، بأن يصنع التاريخ بإعادة «الشياطين الحمر» إلى القمة بعد الخيبة التي عاشها في أول موسم له بعد اعتزال مدربه الأسطوري الأسكوتلندي أليكس فيرغسون.

ويصل فان غال إلى أولد ترافورد وفي جعبته عدد مهم من الألقاب توج بها مع أياكس أمستردام (الدوري المحلي ثلاث مرات والكأس المحلية مرة واحدة ودوري أبطال أوروبا مرة ومثلها في كأس الاتحاد الأوروبي وكأس الإنتركونتيننتال) وبرشلونة الإسباني (أحرز الدوري مرتين والكأس مرة والكأس السوبر الأوروبية مرة أيضا) والكمار (الدوري مرة واحدة) وبايرن ميونيخ الألماني (الدوري مرة واحدة والكأس وكأس السوبر مرة واحدة أيضا).

ويتعين على فان غال المعروف بـ«التقشف والقسوة والعناد» بناء فريق جديد مدعوما بميزانية تصل إلى 200 مليون إسترليني لتدعيم الفريق بلاعبين إضافيين، وعن ذلك قال: «لطالما كانت أمنيتي أن أدرب في الدوري الإنجليزي الممتاز، وأصبحت أعمل مدربا في مانشستر يونايتد، النادي الأكبر في العالم، فهذا أمر يجعلني فخورا جدا. لقد زرت أولد ترافورد في السابق كمدرب، وأعلم مدى روعته وحجم شغف جمهوره ومعرفته باللعبة».

وأضاف المدرب الهولندي البالغ من العمر 62 عاما: «هذا النادي يتمتع بطموح كبير. أنا أملك أيضا طموحا كبيرا، أنا متأكد من أننا سنصنع التاريخ».

ووعدت إدارة مانشستر يونايتد بوضع 200 مليون إسترليني تحت تصرف فان غال لاختيار اللاعبين الأكفاء الذين يمكنهم النهوض بيونايتد وإعادته لمنصات التتويج، وكذلك الصلاحيات في التخلص من الذين لم يثبتوا جدارتهم باللعب في هذا النادي العريق.

وبانتظار فان غال مهمة تجديد فريقه الجديد، خصوصا في خط الدفاع، بعد رحيل الثنائي ريو فرديناند والصربي نيمانيا فيديتش.

ويتشابه فان غال ذو الشخصية الحازمة المنضبطة في كثير من الأوجه مع فيرغسون الذي تولى تدريب أولد ترافورد بقبضة فولاذية طوال 26 عاما قبل انتقال المهمة لديفيد مويز لعشرة أشهر غير موفقة.

ويملك المدرب الهولندي مثل فيرغسون القدرة على إخراج كل مهارات لاعبيه تماما مثلما فعل خلال عمله في أياكس أمستردام حين قاد مجموعة من المواهب الشابة التي نشأت في هولندا للفوز بدوري أبطال أوروبا.

ونجح أيضا في تجربة محلية أخرى مع الكمار بعد موسمين مع برشلونة الذي قاده للفوز بلقبين للدوري وكأس إسبانيا قبل انتقاله لتجربة غير موفقة في تدريب المنتخب الهولندي فشل خلالها في التأهل لكأس العالم 2002.

وتولى فان غال تدريب بايرن ميونيخ في 2009 وقاده بسرعة للتتويج بعد موسم سيئ مع المدرب الألماني يورغن كلينسمان.

وحصل بايرن على الثنائية المحلية تحت قيادته، وتأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا في أول مواسمه مع النادي الألماني ليبدأ ما وصفه مسؤولو النادي آنذاك بـ«عصر بايرن الجديد مع فان غال».

لكن في الموسم التالي دخل المدرب - الذي لا يخشى الإدلاء بتصريحات مثيرة ويغضب من تضييق وسائل الإعلام عليه - في خلاف مع اللاعبين ومسؤولي النادي البافاري والإعلاميين لإصراره وقتها أنه وحده المسؤول عن أي شيء يخص الفريق ورفضه علانية أي مقترحات من رئيس النادي أولي هونيس والمدير التنفيذي كارل هاينز رومينيغه، إلى أن خرجت الأمور عن السيطرة، ورحل عن البايرن.

وعلق فان غال حينها قائلا: «هذه طبيعتي ولن أغيرها، ويدرك البايرن أنني من أسست للنجاح الذي قاد النادي الألماني لثلاثية الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا الموسم الماضي تحت قيادة يوب هاينكس وبعده المدرب الإسباني جوزيب غوارديولا».

وكانت ردود الفعل متباينة عبر شبكات التواصل الاجتماعي عقب تأكيد تعيين فان غال في منصب المدير الفني، ما بين المشيدين بعبقريته والقلقين من مزاج الرجل المتقلب في أن يكون «قنبلة موقوتة» في أولد ترافورد.

ولا يخفى أن فان غال قد سبق ووصف نفسه في الماضي بأنه يقع بين «الغطرسة» و«الابتكار»، وهو الشيء المطلوب في ظل الضغوط الشديدة المحيطة بمهمته.

وكان التعاقد مع فان غال بمثابة سر ذاع صيته كثيرا في عالم الساحرة المستديرة، ولكن عقده الذي يمتد لثلاثة مواسم سيعطيه الفرصة لإعادة بناء فريق جديد قادر على المنافسة، بعد أن عاش مانشستر أحد أسوأ مواسمه على مدار تاريخه.

وسيدرك ريان غيغز، المدرب المؤقت لمانشستر الذي تخلى عن مسيرته كلاعب من أجل العمل كمساعد للمدير الفني الجديد لفريقه، عن قرب الهوية الحقيقية لفان غال.

داخل الملعب، لا يوجد أي شك في أن فان غال يمتلك سجلا حافلا، حيث إن ألقاب الدوري الإسباني والألماني والهولندي، تظهر قدرته على إنجاز المهمة. ولكن الأمر يتعلق بشخصية الرجل الهولندي، حيث إن كل عشاق كرة القدم ينتظرون قدوم الملهم إلى أولد ترافورد، حيث المكان الذي عمل فيه سير أليكس فيرغسون بمنتهى الجرأة على مدار 27 عاما.

وبعد نهاية مشواره مع المنتخب الهولندي في مونديال البرازيل، سيقود فان غال مهمة انتحارية مع مانشستر يونايتد الذي عاش واحدة من أسوأ تجاربه الكروية على الإطلاق، في الموسم المنقضي. وفي الماضي، تسببت عدم رغبة فان غال في إرضاء غرور اللاعبين الكبار، في موجة من الخلافات، والآن يتحتم على لاعبي مانشستر أن ينالوا احترام مدربهم.

لكن نجوم يونايتد كانوا سباقين في الترحاب بفان غال وأبرزهم مهاجم الفريق واين روني قائلا: «من الرائع رؤية فان غال مدربا لمانشستر يونايتد. أتطلع للعمل معه».

ولم تنحصر كلمات الترحيب والمدح بمانشستر يونايتد وحسب، بل أشاد المدرب البرتغالي لتشيلسي جوزيه مورينهو، الذي عمل كمساعد لفان غال في برشلونة ثم حرمه لاحقا من إحراز لقب دوري أبطال أوروبا مع بايرن ميونيخ حين خسر الأخير نهائي 2010 ضد إنتر ميلان الإيطالي، بنظيره الهولندي قائلا إنه «مدرب رائع، وأنا سعيد لانضمامه إلي في البلد ذاته وفي الدوري الممتاز». وأضاف «لكن الأمر الأهم هو أنه شخص رائع، رجل رائع وأتمنى له كل الخير».

ومازح فان غال صديقه مورينهو قائلا: «هنأني مورينهو. كان أول من يبعث لي برسالة نصية وكان أول من رددت عليه. قال إنه يغار من لائحة الأندية التي دربتها.. خصوصا الكمار».

وسواء كان مغرورا أم لا، فإن فان غال قد يكون الشخصية التي يبحث عنها يونايتد منذ رحيل فيرغسون، وستكون علاقته بوسائل الإعلام تحت المجهر، ولكن في النهاية ستحدد النتائج داخل الملعب مدى نجاح التجربة.