سامي الجابر.. آماله التدريبية الزرقاء «تتحطم» بقرار شرفي

إدارة الهلال تتعاقد مع المدرب الروماني ريجيكامف لمدة موسمين

سامي الجابر - لورينتي
TT

بعد صمت مزعج لأنصار النادي، نطقت إدارة الهلال أخيرا عبر بيان صحافي نشر على موقع النادي الرسمي ظهر أمس، لتؤكد رحيل مدرب الفريق سامي الجابر بعد موسم تدريبي واحد من عقده الذي يمتد لثلاثة مواسم، معلنة في الوقت ذاته التعاقد بصورة رسمية مع الروماني لورينت ريجيكامف القادم من فريق ستيوا بوخارست الروماني بعقد يمتد لعامين بدءا من الموسم المقبل.

إدارة الهلال التي وضعت مصير مدربها الجابر بيد أعضاء الشرف الفاعلين والداعمين في الاجتماع الشرفي الذي عقد قبل عدة أيام في منزل نائب رئيس مجلس الإدارة السابق الأمير نواف بن سعد؛ كانت تدرك أن مصير المدرب الجماهيري معها انتهى بعد الرأي الشرفي، إلا أنها أجلت إعلان القرار حتى مساء الأمس لتفادي الغضب الجماهيري الكبير الذي عكسه موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بعد تسريبات جاءت إثر نهاية الاجتماع الشرفي، لتكتفي الإدارة الزرقاء حينها بإصدار بيان تؤكد فيه أبرز ما دار في الاجتماع دون التأكيد على رحيل الجابر أو بقائه.

الجابر الذي كان بمنزلة حلم لأقرانه المدربين الوطنيين الذين ظلوا لسنوات طويلة يحضرون بخجل ويحتلون مقاعد التدريب بصورة مؤقتة، وهو ما يعرف في الوسط الرياضي بمدرب الطوارئ، حيث اقتحم الجابر عالم التدريب بتفرغ كامل واحترافية كبيرة، وذلك بتوقيعه عقدا رسميا يمتد لثلاث سنوات مقابل مبلغ مادي معروف، إلا أنه لم يمض عقده كاملا بعد إقالته من تدريب الفريق الأزرق.

الجابر الذي اقتحم عالم التدريب عبر بابه الكبير بعدما تسلم دفة الأمور الفنية في فريقه الهلال، وهو المأخذ الكبير الذي انتقده كثيرون على هذه الخطوة التي تحمل مسارين لا ثالث لهما، إما النجاح أو الإقالة، وحدوث الأخيرة يعني ضريبة تلك الخطوة التي أقدم عليها الجابر الذي لم يفضل التدرج في مهمته من فرق متوسطة أو حتى فرق الفئات السنية في فريقه.

موسم الهلال بقيادة مدربه الجديد في عالم التدريب سامي الجابر لم يكن موفقا بصورة كبيرة، إلا أنه لم يختلف عن سابقه من المواسم الثلاثة الماضية، إلا أن ما أحدث الضجيج الكبير حول الجابر هو خسارته بطولة كأس ولي العهد من أمام غريمه التقليدي النصر، وهي البطولة التي داوم الهلاليون على تحقيقها لسبعة مواسم مضت، ليودع الهلال موسمه الحالي دون أي بطولة محلية، الأمر الذي لم يعتده أنصار الهلال منذ فترة طويلة.

وقررت إدارة نادي الهلال استبدال «الجابر» بالمدرب الروماني لورينت ريجيكامف بعقد احترافي لعامين بقيمة تصل إلى 2.5 مليون سنويا، ويتضمن مكافأة مقدارها 400 ألف يورو ثمنا للحصول على دوري أبطال آسيا الذي وصل الفريق الأول فيه إلى دور الثمانية.

وعبرت جماهير الهلال عن صدمتها من قرار إقالة الجابر واعتبرته غير منصف، بعد أن قاد الأخير الفريق الهلالي في المباريات الأخيرة من البطولة الآسيوية إلى التأهل لدور الثمانية الآسيوي وتحقيق نتائج إيجابية في المباريات الأخيرة.

وحاولت إدارة النادي وضع مبرراتها في إقالة سامي الجابر بتخفيف حدة الغضب الجماهيري من خلال الإشادة بالمدرب البديل، مشيرة إلى أنه من الأسماء التدريبية الصاعدة في القارة الأوروبية؛ إذ أحدث، بحسب البيان، نقلة تدريبية كروية بأسلوبه الفني المتميز، حيث أعاد «ستيوا بوخارست» للواجهة بعد غياب ست سنوات عن بطولة الدوري، محققا معه بطولة الدوري خلال الموسمين الماضيين، إضافة إلى كأس رومانيا الموسم الماضي، ووصافة كأس رومانيا هذا الموسم بعد أن فقد لقبه مساء الجمعة الماضي بخسارته بضربات الجزاء الترجيحية، كما حقق «ريجيكامف» لقب أفضل مدرب في رومانيا الموسم الماضي.

وقاد «ريجيكامف» فريق «ستيوا» لمراحل متقدمة من بطولة الدوري الأوروبي لكرة القدم رغم فارق الإمكانيات مع الفرق المنافسة، مما لفت أنظار المهتمين بكرة القدم العالمية نحو العمل الفني الذي يقدمه، مما يجعله مكسبا فنيا كبيرا لفريق الهلال الأول لكرة القدم الذي واجه منافسة مع عدة فرق خليجية للحصول على خدماته.

ومن المنتظر أن تعلن إدارة النادي الموعد الرسمي لوصول المدرب إلى الرياض، والالتقاء بمسؤولي النادي، ووضع اللمسات الأخيرة للموسم المقبل، وبحث كل ما يتعلق باستعدادات الهلال واحتياجاته الفنية مستقبلا.