التحقيقات في قضية مونديال 2022 تحسم خلال ستة أسابيع

إنجلترا تستعد للمطالبة باستضافته في حال إقرار إعادة التصويت.. وبلاتيني يندد بزج اسمه

بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي
TT

أعربت مصادر بريطانية أمس عن نية تقدم الحكومة الإنجليزية بطلب لاستضافة مونديال 2022 في حال قرر الفيفا سحبها من قطر وإعادة التصويت عليها مجددا.

وسيعقد كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) اجتماعا عاما يومي 10 و11 يونيو (حزيران) الحالي في ساو باولو، على هامش انطلاق كأس العالم في البرازيل، لكن لا يتوقع أن يكون ملف قضية مونديال 2022 ضمن المواضيع المطروحة للمناقشة حيث ما زالت التحقيقات حول مزاعم وجود فساد في عملية الاقتراع الأولى عام 2010 التي صبت في صالح قطر.

ويتوقع المراقبون أن ينتهي فريق التحقيق الذي يرأسه المحامي الأميركي مايكل غارسيا (كبير محققي الفيفا) من عمليات فحص التقارير والمخالفات وعمل التحريات اللازمة خلال ستة أسابيع.

وكانت تقارير إعلامية بريطانية قد أشارت إلى أن حملة أستراليا الترويجية التي تنافست مع قطر لاستضافة مونديال 2022، وتكلفت 40 مليون دولار قد شهدت أيضا مخالفات وتخضع حاليا لدراسة كبير محققي الفيفا.

وذكرت صحيفة «سيدني مورنينج هيرالد» أن مديرة شؤون الشركات باتحاد الكرة الأسترالي سابقا بوني ميرسياديس خضعت لاستجواب كبير محققي الفيفا مايكل غارسيا حول السبل التي اتبعها مسؤولو ملف أستراليا لاستضافة مونديال 2022 من أجل تلقي دعم كبار مسؤولي كرة القدم في العالم.

كما استجوب غارسيا المدير المالي السابق باتحاد الكرة الأسترالي إيان لويس الذي أشارت الصحيفة إلى أنه ترك منصبه في 2010 بعدما أعرب عن قلقه بسبب عدم السماح له بالإشراف على عملية الإنفاق على ملف استضافة مونديال 2022.

وكان اتحاد الكرة الأسترالي أحجم عن الاستعانة بشرطة البلاد من أجل التحقيق في نتائج تحقيق أجري في العام الماضي يشير إلى أن مسؤول الفيفا المتهم بالفساد التريندادي جاك وارنر استولى على 462 ألف دولار من أموال الملف الأسترالي لاستضافة كأس العالم بعدما طلب الحصول على هذا المبلغ لتجديد استاد في ترينيداد.

وأكدت ميرسياديس للصحيفة الأسترالية أنها تعتقد أن اتحاد الكرة لم يبلغ الشرطة عن حادث السرقة المزعومة لأمواله من أجل إخفاء خطته بتقديم «ضمانات المساعدة في التنمية الدولية» إلى اتحادات كرة قدم فاسدة طمعا في الحصول على أصوات هذه الاتحادات. ونقلت الصحيفة عن ميرسياديس قولها، إن «ما كشفته صحيفة (صنداي تايمز) عن استغلال القطري محمد بن همام لكرم الضيافة والهدايا والإكراميات والوعود بتجديد استادات ليكسب الدعم لملف بلاده يأتي متوازيا مع الطريقة التي أنفقت بها أستراليا بعض أموالها خلال حملتها للفوز بتنظيم مونديال 2022».

وأضافت: «ما عليكم سوى أن تنظروا إلى أموال اتحاد الكرة الأسترالي التي دخلت حساب وارنر البنكي ولم ترد حتى الآن».

وكانت لجنة النزاهة باتحاد أميركا الشمالية والوسطى وجزر الكاريبي لكرة القدم (كونكاكاف) أجرت هذا التحقيق في عام 2013. من جانبه، أكد متحدث رسمي باسم اتحاد الكرة الأسترالي أن السرقة المزعومة من قبل وارنر لم يجر إبلاغ الشرطة عنها لأن الاتحاد كان ينتظر نتيجة تحقيق الفيفا الحالي قبل متابعة هذه القضية.

وفي بيان رسمي له رفض اتحاد الكرة الأسترالي «تلميحات قيامه بأي تصرف غير لائق خلال حملته لاستضافة نهائيات كأس العالم لعام 2022» مشيرا إلى أنه عرف عنه دعمه للمشروعات وأنه «أطلع الحكومة الأسترالية ومسؤولي كرة القدم الدوليين، بمن فيهم السيد غارسيا، بهذه الأنشطة في الأوقات المناسبة». وأوضح اتحاد الكرة الأسترالي أن الأموال التي خصصت لتمويل مشروع «مركز الامتياز» ذهبت إلى حساب بنكي لاتحاد كونكاكاف، ولكن أسيء استخدامها من قبل رئيس الاتحاد نفسه السابق وارنر. وقال البيان: «لقد ظل اتحاد الكرة الأسترالي على اتصال بكونكاكاف وفيفا عقب نتيجة تحقيق كونكاكاف وعلم أن غارسيا سيحقق في الأمر على نحو أكثر استيفاء بعد أن قدم اتحاد الكرة الأسترالي كل المعلومات وأبدى التعاون معه بشكل تام».

على جانب آخر ندد الفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أمس بالزج باسمه في قضية مونديال 2022 وقال في بيان له: «هناك شائعات لا أساس لها تهدف إلى تشويه صورتي». وجاء ذلك ردا على ما ذكرته صحيفة «ديلي تليغراف» البريطانية بأن القطري محمد بن همام التقى بلاتيني للتأثير عليه للتصويت لصالح ملف قطر.

وجاء في بيان النجم الفرنسي السابق: «لا أستغرب من بث شائعات لا أساس لها تهدف إلى تشويه صورتي في لحظة مهمة لمستقبل كرة القدم. لم يعد يفاجئني شيء!». في إشارة إلى اقتراب موعد فتح الترشح لرئاسة الفيفا حيث ينوي التقدم لمنافسة السويسري جوزيف بلاتر على المنصب.

وكشف بلاتيني، 58 عاما، أنه سينتظر نهاية الصيف ليعبر عن رغبته بالترشح من عدمها وقال: «أجد أنه من المدهش أن محادثة مع زميل في اللجنة التنفيذية لفيفا في تلك الحقبة (أوقف بن همام مدى الحياة) قد تتحول إلى مؤامرة. بالطبع التقيت بالسيد بن همام لعدة مرات في عام 2010، بما أننا كنا سويا في اللجنة التنفيذية في فيفا منذ عام 2002، في تلك المحادثات، كان موضوع النقاش الترشح إلى رئاسة فيفا. سعى بن همام في الواقع إلى إقناعي بالترشح إلى رئاسة الاتحاد الدولي في 2011».

ولم يخف بلاتيني أنه صوت لقطر في ملف مونديال 2022 بغية انفتاح كرة القدم أمام دول جديدة. وختم بلاتيني: «أريد التذكير أني العضو الوحيد في اللجنة التنفيذية الذي كشف عن تصويته، وهذا دليل على شفافيتي التامة، ولا أحد يملي علي ما يجب القيام به».