رئيسة البرازيل روسيف: لن نسمح للاحتجاجات بتعطيل كأس العالم

صحافي إنجليزي يهاجم بلاتر ولولا ويتهمهما بالفساد

الحكومة البرازيلية ما زالت قلقة من تصاعد الاحتجاجات الشعبية قبل المونديال
TT

قالت رئيسة البرازيل ديلما روسيف إن بلدها لن يسمح بحدوث اضطرابات تعطل بطولة كأس العالم المقبلة لكرة القدم به.

جاء ذلك أثناء تفقدها قوات اتحادية للمساعدة في توفير الأمن للبطولة التي تبدأ في أقل من ثمانية أيام والتي ستقام مبارياتها في 12 مدينة برازيلية.

والاحتجاجات التي يحتمل أن تكون عنيفة واحد من أكثر الأمور المثيرة لقلق حكومة البرازيل والاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) مع اقتراب انطلاق البطولة في مدينة ساو باولو يوم 12 يونيو (حزيران) الحالي. وينظم البرازيليون الغاضبون بسبب المال العام الذي أُنفق لاستضافة البطولة ومظالم أخرى مظاهرات متفرقة منذ عام. وتفجرت بعض من أشد تلك المظاهرات عنفا في مدن ستستضيف البطولة بينها ريو دي جانيرو وساو باولو وبرازيليا حيث وقعت اشتباكات في الشوارع بين محتجين والشرطة.

وتحولت بعض المظاهرات إلى أعمال شغب أضرم خلالها المتظاهرون النار في صناديق القمامة وألقوا قنابل حارقة على قوات الشرطة التي ردت بالغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي ورذاذ الفلفل. وقالت روسيف أثناء لقاء مع مذيع في تلفزيون بانديرانتيس المحلي فجر أمس إن البلد لن يسمح للأنشطة الإجرامية بتعطيل البطولة. وأضافت «لن نسمح هناك بحدوث أي نوع من الاضطرابات التي تعرقل ذهاب الناس لمباريات كأس العالم.. الناس يمكنهم حضور مباريات المونديال. المظاهرات قانونية تماما. أعمال الشغب وإتلاف الممتلكات الخاصة والعامة وغيرها غير قانونية وغير ديمقراطية.. لأن ذلك جريمة.. في هذه الحالة إتلاف الممتلكات جريمة.. وكذلك الجريمة هي قتل شخص ما».

وتعرضت الشرطة البرازيلية لانتقادات العام الماضي لقمعها المتظاهرين بوحشية، مما غذى احتجاجات ضخمة. ويأمل مسؤولون أمنيون احتواء الفصائل التي تستخدم العنف قبل بدء أي اعتداء محتمل هذه المرة. وأضافت الرئيسة روسيف أنها حصلت على موافقة حكومات الولايات على وجود قوات اتحادية بها. وأضافت «عرضت عليهم (حكومات الولايات) دعم القوات المسلحة والشرطة الاتحادية وشرطة الطرق السريعة الاتحادية وقوات الأمن العام الوطنية. كل الحكام قبلوا ذلك وأتصور أنهم جميعا سيقبلونه، ومما رأيته حتى الآن سيتوافر لهم دعم القوات المسلحة».

وتنفق حكومة البرازيل في أنحاء البلاد 1.9 مليار ريال (856 مليون دولار) على الأمن من أجل بطولة كأس العالم وستنشر 100 ألف شرطي و57 ألفا من القوات لحراسة الاستادات والمطارات والفنادق والحدود.

من جانبه، عاد أندريو جنينج، الصحافي البريطاني الذي أثار أشهر فضيحة فساد في تاريخ الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، إلى انتقاد الاتحاد من جديد، كما أشار بأصابع الاتهام أيضا إلى الحكومة البرازيلية والاتحاد البرازيلي لكرة القدم بسبب التنازلات التي قدماها من أجل تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم.

وقال جنينج في تصريحات لصحيفة «فوليا دي ساو باولو»: «الفيفا لم يمنح حق تنظيم المونديال للبرازيل، ولكن من قام بذلك هو الفاسد جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد، بالاتفاق مع الفاسد الآخر ريكاردو تيكسيرا الرئيس السابق للاتحاد البرازيلي لكرة القدم.. العالم يدفع الآن ثمن هذا الفساد».

وأكد الصحافي البريطاني أن حكومة لولا دا سيلفا الرئيس البرازيلي السابق كان يجب عليها أن تكون أكثر صلابة في مواجهة الفيفا وعدم السماح له بالضغط عليها لتقديم تنازلات مثل تغيير التشريع الخاص بتنظيم المونديال، والذي اشتمل على بعض الإعفاءات الضريبية لصالح الفيفا والشركات العاملة معه.

يضاف إلى ذلك، تغاضي حكومة الرئيس السابق عن خرق القوانين البرازيلية عندما سمحت، تحت ضغط الفيفا، ببيع المشروبات الكحولية داخل الملاعب المضيفة لمباريات البطولة. وأضاف «ما فعله لولا هو تسليم بلاده الجميلة إلى هذه العصابة المفسدة.. لقد أعطت حكومته تسهيلات وإعفاءات ضريبية للفيفا، وسمحت ببيع المشروبات الكحولية داخل الملاعب.. كان يجب على لولا أن يكون أكثر صلابة في مواجهة هؤلاء منذ اليوم الأول». وأشار جنينج إلى أنه كان يجب على لولا أن يمنع تيكسيرا من تولي ملف تنظيم المونديال، وقال «ما كان يجب على لولا دا سيلفا أن يسند هذا الأمر إلى تيكسيرا لأنه لص».

وعلى صعيد آخر، أكدت النقابة الممثلة لشركات الاتصالات البرازيلية أن خدمة الإنترنت اللاسلكي «واي فاي» ستتوافر داخل ستة من أصل 12 ملعبا تستضيف مباريات بطولة كأس العالم بالبرازيل. وأشار البيان الصادر من النقابة المذكورة إلى أن الملاعب التي ستتوافر فيها هذه الخدمة هي ملعب ماراكانا بمدينة ريو دي جانيرو الذي يستضيف المباراة النهائية يوم 13 يوليو (تموز) المقبل، وماني جارينشا في برازيليا، وبانتانال في كويابا، وبيرا ريو في بورتو أليغري، وفونتي نوفا في سلفادور دي باهيا، وأمازوناس في مناوس. ولن تتوافر خدمة «واي فاي» في ملعب كورينثيانز بمدينة ساو باولو الذي يستضيف المباراة الافتتاحية للمونديال، بالإضافة إلى ملاعب مينيراو في بيلو هيروزونتي، وكاستيلاو في فورتاليزا، وبيرنامبكو في ريسيفي، وبيكسادا في كوريتيبا، وداس دوناس في ناتال.

وأوضح إدواردو ليفي أن الصعوبات التي واجهت توفير خدمة «واي فاي» داخل جميع الملاعب جاءت نتيجة المشكلات التفاوضية التي وقعت بين شركات الاتصالات وإدارات هذه الملاعب. وقال ليفي «فشلنا في توفير خدمة (واي فاي) داخل بعض الملاعب لأننا لم نحصل على الموافقة اللازمة لذلك».