اشتباكات وإطلاق نار بين محتجين ورجال الشرطة بالقرب من ملعب ماراكانا

الرئيسة البرازيلية دعت الشعب إلى تجنب الخلط بين الرياضة والسياسة

رجال مكافحة الشغب يلقون القبض على أحد المحتجين البرازيليين بالقرب من ملعب ماركانا (رويترز)
TT

أصيب متظاهر بجروح طفيفة بعد اشتباك محتجين مع الشرطة تخلله إطلاق نار قرب ملعب ماراكانا في ريو دي جانيرو حيث كانت الأرجنتين تخوض مواجهتها الأولى في مونديال البرازيل لكرة القدم التي انتهت بالفوز على البوسنة 2 - 1 الأحد.

وقد لجأت الشرطة إلى استخدام الغاز المسيل للدموع لمنع نحو 250 متظاهرا من الاقتراب من ملعب ماراكانا الذي سيستضيف أيضا نهائي كأس العالم في 13 يوليو (تموز) المقبل.

وتأتي الاحتجاجات في إطار التحركات المناهضة للمونديال التي انطلقت العام الماضي على خلفية إنفاق 11 مليار دولار لاستضافة كأس العالم، عوضا عن صرفها على الخدمات الاجتماعية للفقراء وتحسين التقديمات الصحية والتعليمية ووسائل النقل، بحسب ما يطالب المحتجون.

ورفع المتظاهرون لافتات كتب على إحداها «فليعد الفيفا إلى سويسرا»، واشتبك عدد منهم مع عناصر الشرطة لدى محاولتهم تخطي حاجزا أمنيا في اتجاه موقع المباراة. وارتفعت حدة التوتر بعدما أطلق رجل من داخل سيارته النار في الهواء وصرخ في وجه المتظاهرين طالبا منهم المغادرة، وادعى بعض المحتجين أن الرجل شرطي كان في ثياب مدنية.

وأفاد موقع إخباري محلي بأن بعض المتظاهرين توجهوا إلى حي آخر في ريو حيث عمدوا إلى تكسير الواجهات الزجاجية لثلاثة مصارف.

كذلك نظمت مظاهرة أخرى في بورتو أليغري حيث أبقت الشرطة المحتجين على مسافة بعيدة من الملعب الذي كان يحتضن مباراة فرنسا وهندوراس التي انتهت بفوز «الديوك» 3 - صفر، فيما سجلت أيضا مظاهرة لثلاثمائة شخص في العاصمة برازيليا تزامنا مع مباراة سويسرا والإكوادور التي حسمها المنتخب الأوروبي 2 - 1.

يأتي ذلك في الوقت الذي دعت ديلما روسيف الرئيسة البرازيلية مواطني بلادها إلى «عدم خلط كرة القدم بالسياسة» في رسالة مفتوحة إلى الشعب البرازيلي بعد عام كامل من تعرضها لصافرات استهجان خلال كلمة افتتاح بطولة العالم للقارات في ملعب برازيليا الدولي.

وقالت روسيف في رسالتها: «أنا وزميلاتي في الزنزانة لم يكن لدينا أدنى شك في ولائنا وتشجعينا للبرازيل لأن كرة القدم تأتي قبل السياسة»، في إشارة إلى مساندتها للمنتخب البرازيلي بقيادة بيليه في مونديال 1970 بالمكسيك رغم وجودها في السجن كمتهمة سياسية. وأشارت روسيف في رسالتها إلى أنه رغم أن الكثير من المعارضين السياسيين في تلك الحقبة كانوا يرون أن مساندة المنتخب البرازيلي يعد في باطنه دعما للحكم العسكري آنذاك، أكدت روسيف أنها وباقي زميلاتها لم يكونوا ينظرون إلى الأمر من هذا المنظور.وأضافت الرئيسة البرازيلية التي تعرضت لإهانات بالغة خلال حفل افتتاح مونديال البرازيل 2014 في ساو باولو: «لم تكن أبدا هذه هي معضلتي». وأوضحت روسيف أنه بمرور الوقت ومع مضي مونديال المكسيك قدما بدأ عدد المؤيدين لتلك الفكرة في التضاؤل حتى لم يبق أحد في نهاية الأمر يدعم مثل تلك الآيديولوجية الفكرية.

وتابعت: «مع تتابع المباريات تحول الجميع داخل السجن وخارجه إلى تشجيع المنتخب البرازيلي».

وشددت روسيف على أن: «المنتخب البرازيلي يأتي قبل الأحزاب ومصالح أي جماعة».

وأسفر تنظيم البرازيل لمونديال 2014 عن اندلاع الكثير من الاحتجاجات في مختلف أنحاء البلاد. ولم تكن هذه هي المرة الأولي التي تشير فيها الرئيسة البرازيلية إلى تاريخها السياسي النضالي التي شهدت خلاله الكثير من نوبات التعذيب. وأكدت روسيف أن الإهانات التي تلقتها في ثلاث مناسبات خلال حفل افتتاح المونديال يوم الخميس الماضي لن ترهبها أو تزعجها.

وقالت روسيف التي لمحت إلى تعرضها إلى اعتداءات جسدية وليست لفظية فقط في فترة الحكم الديكتاتوري: «لن تزعجني الاعتداءات اللفظية.. لن أفشل».

وظهر التذمر الشعبي من إقامة المونديال في بلاد السامبا منتصف العام الماضي عندما تعرضت ديلما روسيف بصحبة جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» إلى صافرات الاستهجان عند إلقائها لكلمة افتتاح بطولة العالم للقارات 2013.

على صعيد متصل، قال نيكلاس اريكسون مدير إدارة التلفزيون التابع للاتحاد الدولي لكرة القدم بأن منتجي تلفزيون الفيفا لم يتعمدوا إبعاد الكاميرات عن رئيس الاتحاد سيب بلاتر والرئيسة البرازيلية ديلما روسيف.

وأصدر المشجعون في ملعب نادي كورنثيانز صيحات استهجان وسخرية ضد روسيف عندما أظهرتها إحدى اللقطات على شاشة ضخمة بالاستاد وهي تحتفل بتسجيل منتخب بلادها لهدف في مرمى كرواتيا في المباراة الافتتاحية التي فازت بها البرازيل 3 - 1 يوم الخميس الماضي. وكانت صورة بلاتر سببا لصيحات استهجان في نسخ سابقة من كأس العالم عندما كانت تظهر على شاشات الاستادات ولوحظ في كأس العالم الحالية عدم إلقاء رئيسة البرازيل أو بلاتر لكلمة افتتاحية قبل انطلاق البطولة.

وأبلغ اريكسون الصحافيين: يركز فريق الإنتاج على ما يحدث على أرض الملعب ولذلك فالتركيز على كرة القدم. في بعض الأحيان يكون من الجيد تسليط الكاميرات على منصة كبار الشخصيات وقد شاهدتم ذلك في المباراة الأولى وكان ذلك سريعا.