بلجيكا تقلب النتيجة وتحرم الجزائر من انتصارها الأول منذ 1982

هدفا فيلايني ومارتينز قلبا الموازين في عشر دقائق

فيغولي نجم الجزائر يسدد ركلة الجزاء على يسار حارس بلجيكا لكن الهدف لم يكن كافيا لتحقيق الفوز (أ.ف.ب) - مارتينز يحتفل بهدفه الذي حسم الفوز لبلجيكا (رويترز)
TT

انتزع المنتخب البلجيكي لكرة القدم فوزا صعبا 2/ 1 على نظيره الجزائري أمس في أولى مباريات الفريقين بالمجموعة الثامنة لنهائيات كأس العالم المقامة حاليا بالبرازيل على ملعب جيوفيرنادور مالغاليس بمدينة بيلو هوريزونتي.

ورغم الهزيمة، قدم المنتخب الجزائري أداء رائعا على مدار شوطي المباراة، وكان ندا حقيقيا لمنتخب بلجيكا، الذي توقع كثير من المراقبين أن يكون الحصان الأسود في البطولة.

وافتتح سفيان فغولي نجم فالنسيا الإسباني النتيجة لمصلحة الجزائر في الدقيقة 25 من ركلة جزاء، مسجلا أول أهداف المنتخب الجزائري في بطولات كأس العالم منذ 28 عاما، قبل أن يقلب البديلان مروان فيلايني لاعب مانشستر يونايتد الإنجليزي، ودرايس مارتينز نجم نابولي الإيطالي الطاولة، بعدما سجلا هدفين للمنتخب البلجيكي في الدقيقتين 70، و80. وحصدت بلجيكا بهذا الفوز على ثلاث نقاط ثمينة، جعلتها في صدارة المجموعة مؤقتا قبل لقاء روسيا وكوريا الجنوبية لاحقا، فيما بقي رصيد الجزائر، الممثل الوحيد للكرة العربية في المونديال، خاليا من النقاط، وإن كان يمتلك حظوظا لا بأس بها للتأهل إلى الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخه.

وتعد هذه الهزيمة هي السادسة التي يتلقاها الفريق الجزائري في تاريخ مشاركاته في المونديال، مقابل الفوز في مباراتين والتعادل في مثلهما، ليفشل الفريق في منح العرب الانتصار الأول في المونديال منذ 16 عاما حينما فازت المغرب 3/ صفر على اسكوتلندا في مونديال 1998 بفرنسا.

كما يعتبر هذا الانتصار هو الثالث الذي تحققه بلجيكا على المنتخبات العربية في كأس العالم، مقابل التعادل في مباراة والخسارة في مثلها.

وتفوقت بلجيكا بهذا الفوز على الجزائر للمرة الثانية في تاريخ لقاءاتهما المباشرة، مقابل التعادل في مباراة واحدة.

وما زالت الفرصة متاحة أمام المنتخب الجزائري، الذي يشارك للمرة الرابعة في تاريخه بكأس العالم لتحقيق انتصاره الثالث في تاريخ مشاركاته في المونديال، عندما يواجه منتخبي روسيا وكوريا الجنوبية في بقية مشواره في المجموعة الثامنة. يذكر أن آخر فوز حققته الجزائر في المونديال يرجع إلى مونديال إسبانيا عام 1982 حينما تغلبت على تشيلي 3/ 2. وهي المرة الثانية التي تقلب فيها بلجيكا تخلفها صفر-1 إلى فوز في 22 مباراة في المونديال بعد الأولى ضد الاتحاد السوفياتي في 1986 عندما فازت 4/ 3.

وكانت الجزائر في طريقها لتحقيق الفوز عندما تقدمت بهدف فغولي وهو بالمناسبة الأول لها منذ مونديال 1986، ونجحت في سد كل المنافذ أمام البلجيكيين الذين عانوا الأمرين قبل أن يفكوا التكتل الدفاعي بفضل هدفي الاحتياطيين مروان فيلايني ومارتينز.

وهو الفوز الأول لبلجيكا على الجزائر في أول مباراة رسمية بينهما. وهما التقيا مرتين فقط سابقا وديا الأولى في 14 مايو (أيار) 2002 في بروكسل وانتهت بالتعادل السلبي، والثانية في 12 فبراير (شباط) 2003 والتي نتيجتها لبلجيكا 3/1 في عنابة.

وكانت الأفضلية للجزائر في البداية خاصة ناحية الاستحواذ على الكرة قبل أن تتحول إلى بلجيكا التي وجدت صعوبة كبيرة في اختراق خطي وسط ودفاع الجزائر في ظل الرقابة التي فرضها محاربو الصحراء على النجم ادين هازارد.

وغابت الفرص الحقيقية للتسجيل عن المرميين باستثناء تسديدتين لاكسل فيتسل تألق مبولحي في إبعادهما ولو بصعوبة. وكانت أول فرصة في المباراة عندما تلقى محرز كرة من مبولحي فتوغل داخل المنطقة وسددها بعيدا عن المرمى وردت بلجيكا بتسديدة قوية لاكسل فيتسل من خارج المنطقة ردها مبولحي بقبضتي يديه قبل أن يشتتها الدفاع (21).

وحصلت الجزائر على هجمة مرتدة قادها مدافع نابولي الإيطالي فوزي غلام فمرر كرة عرضية داخل المنطقة ناحية فغولي الذي تعرض للعرقلة من يان فيرتونغن فاحتسب الحكم المكسيكي ماركو رودريغيز ركلة جزاء انبرى لها نجم فالنسيا الإسباني بنفسه مفتتحا التسجيل في الدقيقة 25.

واندفعت بلجيكا بقوة مطلع الشوط الثاني بعد دخول مارتينز مكان الشادلي، وكاد فيتسل يستغل خطأ للحارس مبولحي في إبعاد كرة من ركلة ركنية بيد أن لاعب زينيت سان بطرسبورغ الروسي فوجئ بها فارتطمت برأسه ومرت بجوار القائم الأيسر في الدقيقة (48). وكاد مجاني يضيف الهدف الثاني برأسية إثر ركلة ركنية مرت بجوار القائم الأيسر في الدقيقة (57).

وتألق مبولحي وأنقذ مرماه من هدف التعادل بتصديه لتسديدة قوية لاوريغي من خارج المنطقة في الدقيقة 67. ونجح فيلايني في إدراك التعادل بضربة رأسية من مسافة قريبة إثر تمريرة عرضية من دي بروين ارتطمت بسقف العارضة وعانقت الشباك في الدقيقة 70.

ومنح مارتينز الفوز لبلجيكا عندما تلقى كرة على طبق من ذهب من هازارد إثر هجمة مرتدة سريعة فتوغل داخل المنطقة قبل أن يطلقها بيمناه قوية على يسار مبولحي في الدقيقة 80. وواصل مبولحي تألقه وأبعد رأسية فيلايني من مسافة قريبة إلى ركنية في الدقيقة 84.