ميسي «المنقذ» قاد الأرجنتين إلى الدور الثاني متجاوزا الكمين الإيراني

منتخب «التانغو» ظهر بشكل متواضع وكان قريبا من تلقي خسارته الأولى في المونديال

كرة ميسي غير الظاهر في الصورة في الشباك الإيرانية (أ.ف.ب)
TT

قاد الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي منتخب بلاده للتأهل إلى الدور الثاني بنهائيات كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليا بالبرازيل، عقب فوز المنتخب الأرجنتيني 1- صفر على نظيره الإيراني في الوقت القاتل، في الجولة الثانية بالمجموعة السادسة على ملعب جيوفير نادور ماجاليس بمدينة بيلو هوريزونتي، أمس.

ورغم الفوز، لم يقدم المنتخب الأرجنتيني الأداء المنتظر، وظهر بشكل متواضع للغاية، وكان قريبا للغاية من تلقي خسارة مستحقة، لولا سوء الحظ الذي لازم لاعبي إيران الذين أهدروا عدة فرص مؤكدة في الشوط الثاني، بجانب الظلم التحكيمي الذي تعرض له المنتخب الآسيوي، بعدما تغاضى حكم المباراة الصربي ميلوراد مازيتش عن احتساب ركلة جزاء مستحقة لإيران في الشوط الثاني، قبل أن يخطف ميسي نجم برشلونة الإسباني هدف الفوز في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدل الضائع في الشوط الثاني ليمنح المنتخب الأرجنتيني ثلاث نقاط غالية.

ويعد هذا الهدف هو الثاني لميسي في المونديال البرازيلي، والثالث في تاريخ مشاركاته مع الأرجنتين في كأس العالم. وارتفع رصيد الأرجنتين بهذا الفوز إلى ست نقاط، ليظل متربعا على الصدارة، ويتأهل إلى الدور الثاني رسميا بغض النظر عن نتيجة مباراته الأخيرة في المجموعة مع نيجيريا يوم الأربعاء المقبل، بينما تجمد رصيد إيران عند نقطة وأصبح يتعين عليها الفوز على منتخب البوسنة في لقائهما الأخير في المجموعة يوم الأربعاء أيضا. ويعد هذا الفوز هو الأول للأرجنتين في تاريخ لقاءات الفريقين، بعدما تعادلا 1 - 1 في المباراة الودية الوحيدة التي جرت بينهما في شهر مارس (آذار) عام 1977. كما يعد هو الرابع في تاريخ لقاءات الأرجنتين مع المنتخبات الآسيوية في كأس العالم. وكانت الأرجنتين قد فازت في جميع مبارياتها الثلاث السابقة مع منتخبات القارة الصفراء في المونديال، علما بأن المنتخب الإيراني هو ثالث منتخب آسيوي يواجه منتخب التانغو، بعد منتخبي اليابان وكوريا الجنوبية.

بدأت المباراة بهجوم من جانب المنتخب الأرجنتيني، وسط تكتل دفاعي من قبل المنتخب الإيراني الذي نجح في إبعاد الخطورة عن مرمى حارسه علي رضا حقيقي، خلال الدقائق العشر الأولى. وسنحت أول فرصة للأرجنتين في المباراة، في الدقيقة 13، بعدما تلقى مهاجمه غونزالو هيغواين تمريرة بينية من فيرناندو غاغو، داخل منطقة الجزاء، لكنه فشل في ترويض الكرة جيدا ليلحق بها حقيقي في الوقت المناسب. وواصل حقيقي تألقه أمام الهجمات الأرجنتينية بعدما تصدى بنجاح للتسديدة التي صوبها سيرخيو أغويرو في الدقيقة 22، بعدما تلقى اللاعب الأرجنتيني تمريرة بينية من هيجواين داخل منطقة الجزاء، قبل أن يصوب كرة قوية، ولكن حقيقي كان في الموعد.

بدأ الشوط الثاني بإيقاع أسرع كثيرا من سابقه، وأضاع بابلو زاباليتا الفرصة الأولى للأرجنتين في هذا الشوط في الدقيقة 48، بعدما سدد كرة قوية على حدود منطقة الجزاء، ولكنها ابتعدت عن القائم الأيمن بقليل، قبل أن يرسل خو تمريرة عرضية من الناحية اليسرى لم تجد من يتابعها. وعلى عكس المتوقع، كاد رضا قوجان نجاد يحرز الهدف الأول لإيران في الدقيقة 52. بعدما تلقى تمريرة عرضية من بيجماد منتظري من الناحية اليمنى، ليسدد نجاد كرة متقنة برأسه أبعدها سيرخيو روميرو حارس مرمى الأرجنتين بقبضة يده بصعوبة شديدة. وتغاضى حكم المباراة الصربي عن ركلة جزاء واضحة كالشمس لمصلحة إيران في الدقيقة 54. بعدما تعرض ديجاجاه للعرقلة بشكل متعمد من زاباليتا داخل منطقة الجزاء.

استشعرت الأرجنتين الحرج، وقاد ميسي هجمة لمنتخب التانغو في الدقيقة 59 ليتوغل بالكرة قبل أن يسدد بقدمه اليسرى على حدود المنطقة، ولكنها ابتعدت عن القائم الأيمن. وجاء الرد من جانب إيران في الدقيقة 64 عن طريق إحسان حاجي صافي الذي سدد تصويبة صاروخية من خارج المنطقة، ولكنها اصطدمت بالدفاع الأرجنتيني قبل أن تخرج الكرة إلى ركلة ركنية نفذها ديجاجاه، ولكن أبعد الدفاع الأرجنتيني المرتبك الكرة بصعوبة شديدة عن المنطقة الخطرة. وجد المنتخب الإيراني نفسه مسيطرا على المباراة تماما، وسط تراجع حاد ومفاجئ في مستوى الأرجنتين، وأهدر ديجاجاه فرصة مؤكدة في الدقيقة 66 بعدما تلقى كرة عرضية من منتظري في الناحية اليمنى، ليسدد ديجاجاه الكرة برأسه كالصاروخ، ولكن أبعدها روميرو ببراعة شديدة بأطراف أصابعه إلى ركلة ركنية.

حاول المنتخب الأرجنتيني في الربع ساعة الأخير خطف النقاط الثلاث، وكثف من هجماته في الوقت الذي اعتمدت فيه إيران على سلاح الهجمات المرتدة، وكاد رضا قوجي نجاد أن يحرز من إحداها هدف الفوز لإيران، في الدقيقة 86، بعدما تلقى كرة أمامية لينفرد بمرمى روميرو، قبل أن يسدد كرة قوية على يسار الحارس الأرجنتيني الذي أبعدها بقبضة يده عن مرماه. وفي الوقت الذي تهيأ فيه الجميع لانتهاء المباراة بالتعادل السلبي، كان لميسي رأي آخر، بعدما أحرز هدف الفوز القاتل في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدل الضائع، بعدما تلقى تمريرة من خارج منطقة الجزاء، قبل أن يسدد كرة متقنة بقدمه اليسرى على يمين حقيقي لينتهي اللقاء بفوز غال وثمين لمنتخب التانغو على المنتخب الإيراني المكافح.