كوستاريكا تأمل في صناعة التاريخ بكأس العالم مجددا

بينتو: إنجازنا لن يتوقف عند هذا الحد > برانديللي: تلقينا خسارة مستحقة

رئيس كوستاريكا لويس غييرمو سوليس يحتفل بإنجاز بلاده (إ.ب.أ)
TT

في بطولة كأس العالم 1990 بإيطاليا، تأهل المنتخب الكوستاريكي إلى الدور الثاني (دورالـ16) للمرة الأولى في بطولات كأس العالم من خلال الفوز على المنتخب السويدي في إيطاليا. وبعد مرور 24 عاما، كانت إيطاليا أيضا هي طريق المنتخب الكوستاريكي إلى تكرار هذا الإنجاز مجددا من خلال الفوز الثمين 1 / صفر على المنتخب الإيطالي (الآزوري) مساء الجمعة في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الرابعة بالدور الأول للمونديال البرازيلي.

وكان استاد بيرنامبوكو بمدينة ريسيفي البرازيلية أول من أمس بمثابة بحر هائج يعج باللون الأحمر نظرا لكثرة المشجعين الذين احتشدوا في المدرجات لمؤازرة منتخب كوستاريكا في رحلته إلى المجد. وحتى صحافيي كوستاريكا الذين حرصوا على حضور المباراة لتغطية أحداثها لم يستطيعوا احتواء مشاعرهم بمجرد إطلاق الحكم إنريكي أوسيس صفارته معلنا نهاية المباراة. وعلى مسافة نحو ستة آلاف كيلو متر شمال غربي ريسيفي، تجمع آلاف من مشجعي المنتخب الكوستاريكي في المتنزه المركزي بالعاصمة الكوستاريكية سان خوسيه للاحتفال بهذا اليوم التاريخي لمنتخب بلادهم.

وفتح الفوز على المنتخب الإيطالي الطريق أمام المنتخب الكوستاريكي لبلوغ الدور الثاني (دورالـ16) للمرة الثانية في تاريخه وذلك بغض النظر عن نتيجة مباراته المقررة يوم الثلاثاء المقبل أمام نظيره الإنجليزي في الجولة الثالثة من مباريات المجموعة. ويرجح أن يعتلي المنتخب الكوستاريكي قمة المجموعة الرابعة (مجموعة الموت) والتي تنافس فيها مع ثلاثة من أبطال العالم السابقين. وقال الكولومبي خورخي لويس بينتو المدير الفني للمنتخب الكوستاريكي «كنا جديرين بهذه النتيجة. الفريق والبلد كله يشعران بالكبرياء الشديد. اجتهدنا بشدة من أجل هذا».

وأكد بينتو أن إنجاز منتخب كوستاريكا لن يتوقف عند التأهل إلى الدور الثاني الذي.

وقال بينتو: «لن نقف عند الإنجازات التي حققناها حتى الآن، فكأس العالم بالنسبة إلينا لم تنته بعد». وأضاف «لم يكن سهلا إيجاد الحلول أمام منتخب مثل إيطاليا ولاعبي الخبرة الذين تزخر بهم صفوفه». وتابع «كنا متخوفين من (أندريا) بيرلو ولكننا أغلقنا المساحات أمامه وساعد ذلك في عزل (ماريو) بالوتيللي». وختم: «حققنا نسبة استحواذ مهمة على الكرة، وذلك ليس سهلا أمام الطليان».

وحذر المدرب تشيزاري برانديللي المدير الفني للمنتخب الإيطالي لاعبيه قبل المباراة من الاستهانة بالفريق المنافس. كما أشاد كثيرا بالفريق الكوستاريكي بعد المباراة.

وقال برانديللي «استحق فريقي الهزيمة.. كان المنتخب الكوستاريكي أكثر منا كثيرا في قوة الأداء. لم نستطع إيقافهم». وقال برايان رويس، الذي سجل هدف المباراة الوحيد واستحق جائزة أفضل لاعب في المباراة، إن «فريقه كان مقتنعا دائما بأن الفوز على المنتخب الإيطالي ممكن». ولكنه ما زال يسعى للمزيد حيث قال «نشعر بالسعادة لتأهلنا إلى دور الـ16، ولكننا نرغب في التقدم لأبعد من هذا».

وقبل 24 عاما بالضبط، حجز منتخب هذا البلد البالغ تعداده أقل من خمسة ملايين نسمة مكانه في دور الـ16 لمونديال 1990 بإيطاليا وذلك للمرة الأولى في تاريخه حيث احتل المركز الثاني في مجموعته خلف المنتخب البرازيلي وذلك بفضل الفوز 2 / 1 على السويد كما سبق له الفوز على المنتخب الاسكوتلندي. ورغم كونه فريقا يعتمد على مجموعة من اللاعبين غير المعروفين بشكل كبير الذين يمكنهم فقط أن يحلموا بالراتب الذي يتقاضاه المهاجم الإيطالي ماريو بالوتيللي من ناديه، يطمح المنتخب الكوستاريكي الآن ليس إلى الفوز بصدارة المجموعة وإنما باجتياز دور الـ16 أيضا إلى دور الثمانية.

ولكن المدافع الكوستاريكي أوسكار دوارتي لم يشك أبدا في أن مديره الفني سيحصل على الكثير من التقدير والاحترام. وقال دوارتي «عملنا سويا لفترة طويلة، ونعلم بالضبط ما يريد المدرب منا أن نقدمه». ويحتاج المنتخب الكوستاريكي إلى التعادل فقط مع نظيره الإنجليزي يوم الثلاثاء المقبل إذا أراد ضمان صدارة المجموعة بغض النظر عن نتيجة المباراة الثانية في المجموعة بين منتخبي أوروغواي وإيطاليا التي تقام في نفس التوقيت.

أما مدرب إيطاليا تشيزاري برانديللي فقال: «قدمنا اليوم عرضا سيئا وكنا بطيئين جدا. فشلنا في العودة بنتيجة المباراة بعدما استقبلت شباكنا للهدف الأول».

وبخصوص المباراة المقبلة أمام الأوروغواي، قال برانديللي: «ستكون مباراة صعبة جدا، لعبنا أمامهم العام الماضي في كأس القارات وبعدما لعبنا بطريقة جيدة في الدقائق الـ35 الأولى، سيطروا علينا (فازت إيطاليا بركلات الترجيح في مباراة تحديد المركز الثالث».