تاريخ دل بوسكي يؤكد أن السنوات الست الماضية أهم من مباراتين سيئتين في المونديال

مدرب «الماتادور» يعتزم قيادة إسبانيا في كأس أوروبا رغم الخروج المذل من كأس العالم

رغم السقوط في المونديال دل بوسكي باق مدربا لإسبانيا (أ.ب)
TT

اعتقد الكثيرون أن مدرب المنتخب الإسباني لكرة القدم فيسنتي دل بوسكي (63 عاما) الذي قاد إسبانيا إلى التتويج العالمي الأول له عام 2010 ثم الاحتفاظ بكأس الأمم الأوروبية عام 2012، سيدفع ثمن الإخفاق الذريع والخروج المذل من الدور الأول لكأس العالم لكرة القدم في البرازيل. لكن دل بوسكي، الذي كان الاتحاد الإسباني لكرة القدم الثقة جدد الثقة به، أعلن أمس أنه يعتزم قيادة المنتخب الإسباني لبطولة الأمم الأوروبية (يورو 2016) المقرر إقامتها في فرنسا.

وأنهى دل بوسكي صمته بشأن مستقبله بالتأكيد على أنه سيبقى على رأس الجهاز الفني وأن الفريق لا يحتاج إلى إصلاح شامل للمنافسة على لقب بطولة أوروبا بعد عامين. وأبلغ دل بوسكي الصحافيين في إسبانيا «يمكننا تحقيق أشياء كثيرة أفضل سويا ونستطيع العودة إلى الطريق الصحيح. سنحاول الدفاع عن اللقب في بطولة أوروبا المقبلة». وتابع «لا نحتاج إلى ثورة شاملة وبدلا من ذلك يتعين علينا مواصلة السير في نفس الطريق مع إجراء بعض التغييرات الطفيفة».

وتولى دل بوسكي قيادة منتخب إسبانيا عام 2008 خلفا للمدرب الراحل لويس أراغونيس الذي قاد المنتخب الإسباني للحصول على (يورو 2008) الذي أقيم في سويسرا والنمسا. وقاد دل بوسكي منتخب إسبانيا للتتويج بكأس العالم في مونديال جنوب أفريقيا عام 2010، وكأس الأمم الأوروبية (يورو 2012) الذي أقيم في بولندا وأوكرانيا. وينتهي تعاقده الحالي في 2016. وقال دل بوسكي «أجريت اتصالات مع الاتحاد خلال هذه الفترة الصعبة وأكدوا أن السنوات الست الماضية أهم من مباراتين سيئتين». وتابع «يتعامل الاتحاد معي بإيجابية ويقدرون جهدي. نشعر أننا أقوياء وسوف نواصل عملنا كما فعلنا من قبل». واستطرد «نخطط للمباريات قبلها بفترة طويلة ونعلم أننا سنحتاج للقيام ببعض التغييرات على الفريق كما فعلنا في السابق».

وفي استطلاع للرأي أجرته وسائل إعلام إسبانية مؤخرا، دافع أغلبية المشاركين في الاستطلاع عن المنتخب الإسباني ومدربه دل بوسكي، وأبرزوا إنجازه في بطولة كأس العالم الماضية في جنوب أفريقيا عام 2010. وأجمعوا على أنه لا بد من الفخر كثيرا بما فعله المنتخب على مدار الستة أعوام الماضية. ولا يعتقد الذين شاركوا في الاستطلاع أن ما حدث يمثل «نهاية حقبة» كما تقول الصحافة الإسبانية، ويرون أن الفريق لديه حظوظه للمستقبل.

مشاعر اللاعبين تفاوتت إزاء السقوط المدوي في البرازيل، وقال تشابي ألونسو إن الحقبة الحالية انتهت: «ينبغي أن تتغير الأمور. الحقبات تنتهي بالخسارة، وهذه المرة كانت مريرة. لم يكن هذا الفشل متوقعا، لكن علينا أن نتعامل مع الحزن كما نتعامل مع الفرح». وأضاف: «أعتقد أننا لم نستطع المحافظة على مستوى الإقناع والتعطش. لقد ذهب النجاح وسعادة الماضي. ارتكبنا الكثير من الأخطاء وفقدنا سر المهنة، لم نكن جاهزين ذهنيا، جسديا وفي المجمل لم نكن بأفضل حال. إنه أمر مؤلم لكن هذه هي كرة القدم».

في المقابل ورفض قلب دفاع إسبانيا سيرخيو راموس اعتبار هذا الإقصاء نهاية مشوار هذا الجيل ونهاية مرحلة، وذكر: «لا أستطيع القول إنها نهاية مرحلة، فنحن هو الفريق المتوج بطلا للعالم ولأوروبا، وقد تركنا بصماتنا واضحة في تاريخ بلدنا، ويجب عدم نسيان ذلك أبدا». ورفض بدرو أيضا اعتبار ما حدث نهاية مرحلة، وأكد أن المنتخب الإسباني قادر على بلوغ النجاحات من جديد. ورفض دل بوسكي ما تردد بأن الكرة الإسبانية في حاجة إلى إحداث ثورة الآن، حيث قال «لا أعتقد أن هناك عددا من اللاعبين ينبغي عليهم الرحيل حاليا، إذا كنا بحاجة إلى الاعتماد على اللاعبين الصغار، فيتعين عليهم أن يثبتوا جدارتهم أولا بالانضمام إلى صفوف المنتخب».