التنافس على أشده بين فرق الصدارة في إنجلترا وإيطاليا وإسبانيا

لنس يشذ عن القاعدة ويتصدر الدوري الفرنسي بفارق كبير.. وكييفو خطف الأضواء من أندية إيطاليا العريقة

TT

باريس ـ أ.ف.ب: خلف النصف الاول من البطولات الاوروبية المحلية لكرة القدم الذي اسدل الستار عنه الاحد الماضي بسبب الاحتفالات بأعياد السنة الجديدة باستثناء الدوري الانجليزي، اثارة وتنافسا قويين على مراكز الصدارة باستثناء الدوري الفرنسي الذي يتربع لنس على قمته بفارق مريح عن أقرب منافسيه.

في انجلترا، مر مانشستر يونايتد حامل اللقب بفترة صعبة مني خلالها بثلاث هزائم متتالية قبل ان يسترجع مستواه ويصعد الى المركز الخامس بفارق ست نقاط عن المتصدر نيوكاسل بعدما كان الفارق 9 نقاط.

وفاجأ نيوكاسل فرق القمة في انجلترا في المراحل الاخيرة بعد فوزه على ارسنال وليدز منتزعا الصدارة بفارق ثلاث نقاط عن مطارده ارسنال صاحب المركز الثاني وليفربول الذي تراجعت نتائجه في الآونة الاخيرة، حيث جمع نقطة واحدة من أصل 9 في مبارياته الثلاث الاخيرة قبل ان يستعيد نغمة الفوز بفوزه على مضيفه استون فيلا 2/1 أول من امس.

وفي ايطاليا خطف كييفو الوافد الجديد الى دوري الكبار الاضواء من الاندية المعروفة والعريقة خصوصا اندية الشمال يوفنتوس وانترناسيونالي وميلان وفريقي العاصمة روما ولاتسيو.

واذا كان انترناسيونالي يحتل صدارة الدوري بفضل فعالية مهاجميه كريستيان فييري والبرازيلي رونالدو العائد من اصابة، فان الحدث صنعه كييفو الذي يمثل احد احياء مدينة فيرونا (يضم 3 آلاف نسمة فقط)، حيث تمكن من تحدي عمالقة الكالتشيو بلاعبيهم المحترفين وامكانياتهم المالية الضخمة، وتصدر الدوري لأسابيع عدة قبل ان ينهي المرحلة الاولى في المركز الثالث بفارق خمس نقاط عن انتر، علما بأنه يملك مباراة مؤجلة ضد لاتسيو.

وهي المرة الاولى التي ينجح فيها فريق صاعد من الدرجة الثانية الى احتلال المركز الاول منذ موسم 82/83 عندما نال هذا الشرف نادي فيرونا جار كييفو في المدينة الواحدة الذي يحتل حاليا المركز السابع.

ويملك كييفو ثاني أقوى خط هجوم في الدوري برصيد 28 هدفا، وهو قدم افضل العروض في الدوري هذا الموسم ووقف ندا عنيدا امام الفرق الكبيرة، ولم يخسر الا بصعوبة امام يوفنتوس وامام ميلان بنتيجة واحدة 2/3، وفي المباراتين تعرض لظلم من الحكام، ثم فاز على انترناسيونالي 2/1 في عقر داره، قبل أن يسقط امام روما صفر/3 في المرحلة السادسة عشرة السبت الماضي.

وقال مدرب كييفو لويجي دل نيري (51 عاما): «حقق كييفو انتصاراته عن جدارة، ولم يقدم لنا اي فريق اي هدايا، والاهم هو الحفاظ على تركيزنا وعدم الافراط في الثقة لان هدفنا الاول هو البقاء في الدرجة الممتازة».

ويعتبر دل نيري ان حصول فريقه على 41 نقطة سينقذه من العودة الى الدرجة الثانية وقد قطع كييفو نصف الطريق تقريبا لانه يملك 29 نقطة حاليا في 16 مرحلة وهي نسبة اكثر من جيدة حتى لاحد الفرق العريقة.

ويقول رئيسه لوكا كامبيديلي مازحا: «صراحة لم أكن اتوقع ان يحقق فريقي هذه النتائج والمشكلة انه يتوجب علي الايفاء بتعهداتي تجاه اللاعبين في ما يخص المكافآت المالية».

في المقابل استعاد انترناسيونالي توازنه في المراحل الاخيرة من دور الذهاب خصوصا بعد عودة مهاجمه الدولي رونالدو، فشكل الى جانب زميله كريستيان فييري قوة ضاربة في الهجوم ونجح في انتزاع الصدارة بمساعدة غريمه التقليدي ميلان الذي ألحق الخسارة بكييفو 3/2 فازاحه عن المركز الاول.

ويملك انترناسيونالي أقوى خط هجوم في الدوري حاليا برصيد 31 هدفا منها 10 اهداف لفييري و9 للسيراليوني محمد كالون، في حين سجل رونالدو ثلاثة أهداف في اربع مباريات خاضها حتى الآن في الدوري، وهو اصيب بتمزق عضلي في فخذه في المباراة ضد بيتشينزا الاحد الماضي.

وعاد روما حامل اللقب والساعي الى الاحتفاظ به الى اجواء المنافسة بعد بداية مخيبة ونجح بالتالي في الارتقاء الى المركز الثاني بفارق نقطة واحدة عن المتصدر بعد خمسة انتصارات متتالية.

وتميزت مسيرة يوفنتوس وميلان بالتذبذب فبعد انطلاقة موفقة في بداية الدوري تراجع مستواهما وغابت النتائج الايجابية ما دفع ادارة ميلان الى ان تتخلى عن مدربها التركي فاتح تيريم والتعاقد مع لاعب الفريق الدولي السابق كارلو انشيلوتي الذي اعاد ترتيب الاوراق نسبيا. وانهى يوفنتوس وميلان الشطر الاول من الدوري على مقربة من اندية الصدارة فهما يحتلان المركزين الرابع والخامس بفارق ست وسبع نقاط على التوالي عن صاحب المركز الاول.

* معاناة برشلونة

* وفي اسبانيا وبعد بداية موسم مخيبة لحامل اللقب ريال مدريد استرجع اشبال المدرب فيسنتي دل بوسكي قواهم بعد ذلك، بفضل تأقلم القادم الجديد الى التشكيلة الفرنسي زين الدين زيدان مع طريقة لعب الفريق، واستعاد نسقه ومستواه اللذين سمحا لريال بالتصدر لمرحلتين قبل التخلي عنهما بفارق نقطة واحدة لمصلحة ديبورتيفو لا كورونا الاحد الماضي بعد تعادله مع مايوركا 1/1، وفوز الاخير على بيتيس 2/صفر.

وقبل الجولة التاسعة عشرة من الدوري كان الفارق بين المتصدر ديبورتيفو لاكورونا وصاحب المركز السابع فالنسيا ثلاث نقاط فقط، وهو ما يوضح التنافس الحاد بين فرق الصدارة، التي يوجد من بينها بيتيس الساعي الى استعادة امجاده، واتلتيك بلباو الذي تعاقد مع المدرب الالماني يوب هاينكيس، وبصفة اخص مفاجأة الدوري الافيس وصيف بطل مسابقة كأس الاتحاد الاوروبي الموسم الماضي.

وكان الافيس قد تصدر الترتيب لمرحلتين قبل ان يتخلى عنه لمصلحة ريال مدريد. وهي المرة الثانية في تاريخ النادي بعد الاولى في المرحلة الثالثة عام .1931 ويمر برشلونة العريق من فترة فراغ رهيبة، بسبب عدم الانتظام في النتائج فبعد تصدره الترتيب في المراحل الاولى انهى المراحل الـ19 التي اقيمت حتى الان في المركز الثامن بعدما كان ينتظر منه لعب الادوار الاولى في الدوري.

واذا كان التنافس على اشده في ايطاليا واسبانيا وانجلترا والمانيا، فان الحال يختلف في الدوري الفرنسي، ليس فقط في فارق النقاط المريح الذي يملكه المتصدر لنس والذي وصل الان 8 نقاط عن منافسيه ليون واوكسير وليل، وانما في الحالة المتدهورة لحامل اللقب نانت الذي يحتل المركز ما قبل الاخير بفارق نقطة واحدة امام صاحب المركز الاخير لوريان، ويصارع من اجل البقاء ضمن اندية الدرجة الاولى.