18 ركلة ترجيح تحسم تتويج نابولي بلقب كأس «السوبر الإيطالي»

استضافة الدوحة للمباراة اختبار عملي لاستضافة مونديال 2022 في الشتاء

ركلات الترجيح الماراثونية انتهت بتتويج نابولي باللقب (أ.ب) - ليغري رأى أن يوفنتوس فرط في اللقب (رويترز)
TT

أكد الإسباني رافاييل بينيتيز المدير الفني لفريق نابولي الإيطالي لكرة القدم أنه يهدي لقب كأس السوبر الإيطالي إلى زوجته وجميع مشجعي الفريق، مشيرا إلى أن فريقه أحرز اللقب عن جدارة مع الاعتراف بأن يوفنتوس أيضا كان يستحق الفوز باللقب. وأحرز نابولي لقب كأس السوبر بعد تغلبه على يوفنتوس بركلات الترجيح إثر انتهاء الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل 1 / 1 والوقت الإضافي بالتعادل 2 / 2. وقال بينيتيز، في المؤتمر الصحافي بعد المباراة، «أهدي الكأس لزوجتي ولجميع مشجعي الفريق.. كنا نستحق كأسا كهذه».

وتذكر بينيتيز ما حصل معه عندما خاض نهائي دوري أبطال أوروبا مع ليفربول ضد ميلان ووجد نفسه متأخرا بـ3 أهداف في الشوط الأول. ولكن في الشوط الثاني استطاع ليفربول العودة وتحقيق التعادل 3 - 3. انتقلت المباراة بعدها إلى الأشواط الإضافية ورغم سيطرة ميلان على مجريات المباراة إلا أنها انتهت بشوطيها الأصلي والإضافي بنتيجة 3 - 3 فانتقلت المباراة إلى ركلات الجزاء والتي أضاع منها الميلان 3 ركلات وسجل منها ركلتين وسجل ليفربول 3 ركلات جزاء وأضاع ركلة واحدة فقط ليحقق ليفربول لقبه الخامس في دوري أبطال أوروبا.

وأوضح بينيتيز أن المعجزة التي حققها ليفربول آنذاك عادت من جديد مع نابولي ضد يوفنتوس في الدوحة مساء الاثنين عندما تأخر فريق نابولي مرتين أمام يوفنتوس ونجح في العودة حتى في الأشواط الإضافية، ليفوز بعد ذلك بركلات الجزاء الترجيحية. وأضاف بينيتيز: «الفوز لم يأت خلال المباراة ولكننا حققنا التعادل قبل النهاية مباشرة وكانت لدينا الشجاعة للعب حتى النهاية بهذا الأداء القوي.. أعتقد أن نابولي يسير على الطريق الصحيح والفريق في تطور مستمر.. قابلنا فريقا يتمتع بعزيمة كبيرة ولكننا حققنا الفوز بجدارة». وعن المستوى الذي وصل إليه نابولي وما إذا كان قادرا على تقييمه بنسبة مئوية، قال بينيتيز: «فريقنا يتطور باستمرار في 2014 ولا يمكنني تحديد هذا بنسبة مئوية وأتركها للإعلام والمشجعين».

وعن فوزه بلقبين مع نابولي في موسم واحد حيث توج بلقب كأس إيطاليا قبل شهور قليلة ثم فاز بلقب كأس السوبر، قال بينيتيز: «الفضل في هذا يعود للاعبين.. علينا أن نمنحهم الثقة وبالعمل يتحسن الأداء.. الجميع قدم أداء رائعا في المباراة بما في هذا جوناثان دي جوزمان الذي تراجع مستواه نسبيا في نهاية المباراة بسبب طبيعة مركزه». وقال بينيتيز: «عندما كنا نتحدث عن إمكانية تحقيق الانتصار، كان حديثنا منصبا على العمل لأنها مباراة واحدة فاصلة ولا مجال للتعويض.. كانت لدينا الثقة بالنفس حتى النهاية، والمنافس يستحق منا التقدير وكان يستحق الفوز أيضا بعد المباراة القوية التي قدمها».

وعن رأيه في إقدام المدرب ماسيميليانو أليغري المدير الفني ليوفنتوس على إخراج اللاعب المخضرم أندريا بيرلو في وسط الشوط الثاني، قال بينيتيز: «لا أتحدث باسم مدرب آخر لأن كل مدرب يكون مطالبا أحيانا باتخاذ قرار في ثانية واحدة.. يوفنتوس فريق متميز وأليغري من أفضل المدربين». وعما يمكن أن يقوله عن أداء النجم الكبير الأرجنتيني غونزالو هيغوين الذي أعاد فريقه للمباراة مرتين بعد تقدم يوفنتوس في المرتين وساهم بقدر فعال في فوز نابولي بلقب السوبر، قال بينيتيز: «الفضل في هذه النتيجة يعود للاعبين جميعهم بما في هذا اللاعبين الجالسين على مقاعد البدلاء ولا يعود الفضل لهيغوين فقط وإنما لعمل الجميع حتى صفارة النهاية. وعن طموحه القادم في إيطاليا بعد العودة بكأس السوبر، قال المدرب الإسباني: «لتحصل على شيء معين، يجب ألا تتوقف أبدا عن السعي والطموح.. سنحاول أن نبذل كل ما بوسعنا في الدوري الإيطالي».

من جانبه أعرب أليغري، الذي غاب عن المؤتمر الصحافي الذي عقد بعد المباراة، عن اعتقاده بأن فريقه فرط في لقب كأس السوبر الإيطالي بعد أن تقدم يوفنتوس مرتين وتعادل نابولي في المرتين. وقال أليغري، لقناة «راي سبورت» التلفزيونية أثناء خروجه من الملعب، «سنحت لنا 3 فرص خلال المباراة ولكننا أخطأنا فيها جميعا». وأخفق أليغري في الفوز بأول لقب له مع فريق السيدة العجوز وفشل مع الفريق في الانفراد بالرقم القياسي لعدد مرات الفوز بلقب السوبر الإيطالي، حيث يقتسم يوفنتوس الرقم القياسي مع ميلان برصيد 6 ألقاب لكل منهما.

وأوضح أليغري: «كل من الفريقين قدم مباراة مفتوحة. لسوء الحظ، استقبلت شباكنا هدفين قبل النهاية. وأهدرنا تصدينا لثلاث ركلات ترجيح». وأضاف: «عانينا في الشوط الأول ثم استقبلت شباكنا هدفا عندما خسرنا الكرة في وسط الملعب. ولهذا، كان يجب بالتأكيد أن نقدم ما هو أفضل من هذا.. بعد هدف التعادل لنابولي، قدمنا أداء أفضل ولم يكن هذا سهلا أمام فريق مثل نابولي. عانينا أيضا من بعض الإنهاك في هذه المرحلة من الموسم. كان يجب أن نكون أكثر إصرارا في الوقت الإضافي». وعن تغييره اللاعب أندريا بيرلو قبل أن ينجح نابولي في تسجيل هدف التعادل بالشوط الثاني من المباراة، قال أليغري: «أندريا بيرلو يجيد التعامل مع الكرة. ولكنني كنت أريد لاعبا يساهم أكثر في التغطية الدفاعية. ولسوء الحظ، استقبلت شباكنا هدف التعادل بعد تغيير بيرلو مباشرة». وأشار أليغري إلى أن فريقه أهدر فرصة إحراز كأس السوبر لكنه لا يزال في صدارة الدوري الإيطالي كما تأهل لدور الـ16 بدوري الأبطال.

وهكذا كانت 120 دقيقة و4 أهداف و18 ركلة ترجيح بمثابة رسالة جديدة إلى اللجنة التنفيذية بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بأهمية نقل بطولة كأس العالم 2022 المقررة في قطر إلى فصل الشتاء الخليجي. وإذا كان نابولي توج بلقب كأس السوبر الإيطالي بعد تغلبه على يوفنتوس في ماراثون ركلات الترجيح في مباراتهما على استاد «جاسم بن حمد» بنادي السد في العاصمة القطرية الدوحة ونال يوفنتوس إشادة وإعجاب الجميع على الأداء الراقي على مدار المباراة لكن الفائز الأكبر في هذه المباراة كان العاصمة القطرية الدوحة والمنظمين في قطر. وعلى مدار الأيام الستة التي سبقت المباراة، تبارى لاعبو ومسؤولو الفريقين في الإشادة بالاستقبال الحافل من الجماهير القطرية والمسؤولين، إضافة للبنية الأساسية الرائعة المتوافرة في الدوحة ومدى قدرة قطر على استضافة مونديال 2022 وإبهار العالم من خلال هذه البطولة.

لكن مباراة أول من أمس كانت أبلغ دليل وكانت نموذجا حيا على صدق اللاعبين وعلى ما يمكن أن تقدمه قطر للعالم في حالة استضافة المونديال في فصل الشتاء. وخلال العامين الماضي والحالي، كثر الحديث عن توقيت إقامة مونديال 2022 في قطر، حيث تمثل درجات الحرارة المرتقعة في فصل الصيف بمنطقة الخليج مصدر إزعاج للكثيرين وخصوصا للفرق الأوروبية للفارق الهائل بين درجات الحرارة في بلادها ودرجة الحرارة بمنطقة الخليج في منتصف العام والتي تصل لنحو 50 درجة مئوية. ولهذا، أثيرت الاقتراحات بنقل البطولة لفصل الشتاء وخصوصا لشهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) نظرا لدرجات الحرارة الرائعة في هذين الشهرين.

وأعلن الـ«فيفا» قبل أيام أن لجنته التنفيذية ستحسم الأمر بشأن توقيتات مونديال 2022 خلال اجتماعها المقرر في مارس (آذار) المقبل بمدينة زيوريخ السويسرية. وجاءت مباراة يوفنتوس ونابولي لتدفع مجددا في اتجاه نقل البطولة لفصل الشتاء وتدعم رأي المطالبين بهذا قبل أقل من 3 شهور على اجتماع تنفيذية الـ«فيفا». وأقيمت المباراة أول من أمس في طقس وأجواء كروية رائعة. وإلى جانب النجاح التنظيمي الهائل في تنظيم دخول الجماهير للمدرجات واستقبال الوفود الإعلامية والذي نال إشادة الجميع بمسؤولي الاتحاد القطري، أحرزت الدوحة نجاحا أكبر داخل المستطيل الأخضر دون أن يكون في صفوف الفريقين أي لاعب قطري.

ويتمثل النجاح في الأداء القوي الذي امتد من الفريقين على مدار أكثر من 120 دقيقة شهدت 4 أهداف بمذاق أرجنتيني، حيث تقدم النجم الأرجنتيني الخطير كارلوس تيفيز مرتين ليوفنتوس وتعادل مواطنه غونزالو هيغوين لنابولي في المرتين. والمثير أن هدف هيغوين الثاني جاء قبل نهاية الشوط الإضافي مباشرة مما يؤكد أن الفريقين لعبا بقوة حتى النهاية في هذا الطقس الجيد الذي أقيمت فيه المباراة.. وامتد الأداء القوي حتى إلى ركلات الترجيح التي شهدت 9 ركلات لكل فريق سجل منها يوفنتوس 5 ركلات مقابل 6 ركلات لنابولي الذي انتزع الكأس لنفسه. وأكدت المباراة على أن اللاعبين من مختلف الجنسيات يستطيعون الأداء في هذا الطقس أكثر من أي طقس آخر محتمل على مدار شهور العام في قطر مما يرجح نقل المونديال القطري لهذا التوقيت من العام.

ومثلما كان الحال قبل المباراة عندما أكد جانلويجي بوفون حارس مرمى يوفنتوس إعجابه وانبهاره بالاستقبال الحار من الجماهير والطقس والبنية الأساسية في قطر، أكد عدد من نجوم ومسؤولي الفريقين ترحيبهم بالعودة إلى الدوحة مجددا. بل إن الإسباني رافاييل بينيتيز المدير الفني لنابولي أكد أنه يرحب بإقامة معسكرات إعداد الفريق لاحقا في الدوحة مثلما يفعل بايرن ميونيخ الألماني في فترة توف الدوري الألماني (بوندسليغا) خلال عطلة الشتاء. وهكذا، ألقت مباراة السوبر الإيطالي بالكرة في ملعب اللجنة التنفيذية في الـ«فيفا» التي شهدت 120 دقيقة من الأداء الكروي الرائع وبات القرار أكثر سهولة لتحديد توقيت المونديال القطري.