الاتحاد الأوروبي يسارع الخطى للاتفاق على مرشح يواجه بلاتر

تحرك حثيث داخل أروقة «يويفا» من أجل إحداث تغيير قيادات «الفيفا» قبل انتخابات الرئاسة مايو المقبل

الأمير علي بن الحسين يلقى قبول الأوروبيين لمواجهة بلاتر
TT

كشفت تقارير إعلامية إنجليزية عن أن هناك تحركا حثيثا داخل أروقة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) من أجل الاتفاق على اسم مرشح يتم الدفع به في مواجهة السويسري جوزيف بلاتر في انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) المقبلة.

وذكرت التقارير أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بات مقتنعا بأن الوقت قد حان لتغيير قيادات المنظمة العالمية التي تدير اللعبة، خاصة في ظل اتهامات الفساد التي طالت عددا من أعضاء اللجنة التنفيذية لـ«الفيفا» وانتقادات السياسات الديكتاتورية لبلاتر.

وأكد بلاتر رغبته في الترشح لرئاسة الاتحاد الدولي لفترة خامسة، في الانتخابات المزمع عقدها في شهر مايو (أيار) من العام المقبل، علما بأن الفرنسي غيروم شامبين النائب السابق لرئيس «الفيفا» هو الوحيد الذي أعلن ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة.

ويبدو أن أعضاء الاتحاد الأوروبي أصبحوا في عجلة من أمرهم لتحديد اسم يتم التوافق عليه قبل إغلاق باب الترشح لانتخابات رئاسة «الفيفا» في التاسع والعشرين من يناير (كانون الثاني) المقبل، وسط تردد اسم الأمير الأردني علي بن الحسين عضو اللجنة التنفيذية نائب رئيس «الفيفا» حاليا، وجيفري ويب (من جزر كايمن) رئيس اتحاد أميركا الشمالية والوسطى «الكونكاكاف».

ويرى رجال الاتحاد الأوروبي أن أزمة ملفات الترشح لبطولات كأس العالم 2018 و2022، التي أدت إلى استقالة مسؤول لجنة القيم بـ«الفيفا» الأميركي مايكل غارسيا، سيكون لها تأثير كبير على مستقبل انتخابات رئاسة «الفيفا» المقبلة.

ولم يؤذن للتقرير المثير للجدل، المكون من 400 صفحة، أن يرى النور حتى الآن، إلا أن «الفيفا» كشف النقاب عن مقتطفات مقتضبة منه تحت وطأة ضغوط بعض الشخصيات الكروية الدولية، لكن غارسيا، الذي كان يترأس فريق التحقيق الخاص، رفض الملخص المنشور واعتبره متناقضا مع الحقائق ليعلن استقالته.

وأثارت استقالة غارسيا الشكوك حول استقلالية الإجراءات القضائية في «الفيفا»، ومن ثم الحاجة إلى إعادة هيكلة المؤسسة العريقة التي بات يشوبها الفساد، خاصة بعد أن وضع مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) الكثير من قيادات «الفيفا» في قائمة المطلوبين لمسائلتهم.

وكان ولفغانغ نيرسباخ، رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم، صرح قبل أيام بأن هناك تشاورا يجري حاليا مع الأوروبيين حول المنافس المحتمل لبلاتر، ولكن لم يتم التوصل إلى شيء محدد حتى الآن.

وكشف نيرسباخ عن أن الاتحاد الألماني لديه تأثير محدود في دائرة صنع القرار داخل «الفيفا»، وقال: «يمكنني القول إن صوت الاتحاد الألماني له أهميته، ولكن بالنسبة للاقتراع في إطار الانتخابات له نفس ثقل نظيره الخاص بإمارة ليختنشتاين.. الكثيرون غفلوا عن هذا الأمر عندما طالبوا الاتحاد الألماني برفع صوته في مواجهة (الفيفا)».

ويعتقد بلاتر أنه مدعوم من 5 اتحادات قارية من الستة التي تنضوي تحت لواء «الفيفا»، إلا أن التطورات التي حدثت خلال الأيام القليلة الماضية إثر استقالة غارسيا ومطالبة الكثير من رموز اللعبة بالكشف عن التقرير الذي كتبه المحقق الأميركي، سيكون له تأثير كبير على مسار الانتخابات المقبلة.

من جهته، طالب ثيو زفانتسيغر عضو اللجنة التنفيذية لـ«الفيفا» الرئيس السابق لاتحاد الكرة الألماني، أمس، بضرورة الإسراع بنشر تقرير غارسيا وملابسات قضية اختيار روسيا وقطر لاستضافة بطولتي كأس العالم عامي 2018 و2022 حفاظا على المصداقية.

وحث زفانتسيغر، قاضي لجنة القيم في «الفيفا» هانز يواخيم إيكرت على القيام بنشر التقرير سريعا وكاملا وقال في تصريحات نقلتها عنه صحيفة «بيلد» الألمانية أمس: «إيكرت لديه المفتاح الآن.. من الضروري أن يتم دعم التحقيقات عن وجود شبهة خرق لائحة (الفيفا) الأخلاقية بشكل مكثف من أجل أن ينتهي هذا الإجراء في أسرع وقت ويتم الكشف عن التقرير الخاص بغارسيا».

ويرى الرئيس السابق للاتحاد الألماني أن الإعلان عن التقرير يجب أن يتم قبل اجتماع الجمعية العمومية لـ«الفيفا» في مايو المقبل، الذي من المقرر أن تجرى خلاله انتخابات رئيس الاتحاد الدولي.

ويحتاج الفائز بانتخابات الرئاسة لأغلبية النصف زائد واحد من بين الاتحادات الأعضاء في «الفيفا»، والبالغ عددها 209 اتحادات.

ومن المرجح أن ينشر تقرير غارسيا في أبريل (نيسان) من العام المقبل، إضافة إلى ظهور نتائج التحقيقات التي طالت 3 من مسؤولي «الفيفا»، وهو ما يراه البعض فرصة جيدة لبلاتر للتنحي وإعطاء الفرصة لعملية إصلاح شاملة في الاتحاد.

وعاد زفانتسيغر للتشديد على أهمية الضغط على قطر من خلال هذه التحقيقات للحيلولة دون حدوث انتهاك لحقوق العاملين في تشييد المنشآت الخاصة بالمونديال.