تلميحات ميسي عن رحيله تزلزل عرش برشلونة وتفتح شهية الكبار لضمه

«الساحر الصغير» رشح مورينهو للقب أفضل مدرب ورونالدو استبعده.. وبيكنباور محبط لعدم فوز نوير

بكلمات قليلة هز ميسي القلعة الكتالونية (رويترز)
TT

كشفت نتائج التصويت التي أعلنها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أول من أمس عن أن النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي ضم المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينهو لقائمته لأفضل 3 مدربين مرشحين لنيل جائزة أفضل مدرب عام 2014، بينما استبعده مواطنه كريستيانو رونالدو من القائمة الخاصة به.

واختار ميسي المدرب البرتغالي كثالث أفضل مدرب مرشح لحصد الجائزة بعد أليخاندرو سابيلا المدير الفني السابق لمنتخب الأرجنتين والذي وصل تحت قيادته إلى نهائي المونديال الماضي والإسباني بيب غوارديولا مدربه السابق في برشلونة والمدير الفني الحالي لفريق بايرن ميونيخ الألماني. وعلى نحو مغاير، استبعد رونالدو مواطنه ومدربه السابق في ريال مدريد من قائمة ترشيحاته. وجاء الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني الحالي لفريق ريال مدريد الإسباني في المركز الأول في قائمة رونالد لأفضل مدرب في العالم يليه الأرجنتيني دييغو سيميوني مدرب أتليتكو مدريد ثم يواخيم لوف المدير الفني الوطني للمنتخب الألماني حامل لقب بطل العالم.

وفيما يخص جائزة الكرة الذهبية، صوت ميسي لصالح كل من أنخيل دي ماريا وأندريس إنيستا وخافيير ماسكيرانو، فيما انحصرت اختيارات رونالدو في هذا الصدد بين 3 لاعبين من ريال مدريد، هم سيرخيو راموس وغاريث بيل وكريم بنزيمة. وشارك ميسي ورونالدو في التصويت لاختيار أفضل لاعب ومدرب لعام 2014 باعتبارهما قائدين لمنتخب بلديهما.

من جهة أخرى عبر الألمان الذين كانوا يأملون في اكتساح جوائز الكرة الذهبية لـ«فيفا» عن خيبة أملهم لحصول الحارس مانويل نوير الفائز بكأس العالم لكرة القدم على المركز الثالث في التصويت على نيل جائزة أفضل لاعب لعام 2014. وفاز البرتغالي كريستيانو رونالدو بالجائزة أول من أمس للعام الثاني على التوالي، والثالث إجمالا في تاريخه. وتفوق مهاجم ريال مدريد بشكل كاسح على منافسيه في التصويت وهما الأرجنتيني ليونيل ميسي الفائز بالجائزة 4 مرات والذي احتل المركز الثاني ونوير حارس بايرن ميونيخ الذي جاء ثالثا. وتألق نوير في نهائيات كأس العالم في البرازيل العام الماضي كما ساعد بايرن على تحقيق الثنائية المحلية ولم يدخل مرماه سوى 4 أهداف فقط في 17 مباراة بالدوري حتى الآن هذا الموسم.

وقال فرانز بكنباور الفائز مع ألمانيا بكأس العالم لاعبا ومدربا «لم تكن نتيجة عادلة». وتابع: «يبدو أن النجاح في عملية التصويت هذه يتوقف على عدد المشاركات أكثر من الإنجازات». وأضاف: «حراس المرمى في موقف صعب. الناس ترغب في مشاهدة الأهداف وليس الأشخاص الذين يمنعون دخول الأهداف». وكانت ألمانيا تأمل في الهيمنة على الجوائز بعدما نال يواكيم لوف مدرب منتخب الرجال جائزة أفضل مدرب، بينما حصل رالف كيلرمان مدرب فولفسبورغ على جائزة أفضل مدرب في كرة القدم للسيدات. وحصلت نادين كيسلر لاعبة وسط فولفسبورغ ومنتخب ألمانيا على جائزة أفضل لاعبة.

وأبلغ لوف الصحافيين: «أشعر بالإحباط لمانويل لأنه أظهر خلال كأس العالم قدرات مختلفة تماما في حراسة المرمى وهو أمر لم يحدث من قبل».

ونال نوير جائزة أفضل حارس لعام 2014 بعد عروضه المذهلة في كأس العالم والتي خرج خلالها في مرات كثيرة من منطقته للدفاع عن عرينه أكثر من أي حارس آخر. لكنه مع ذلك لم يحصل على مساندة كل زملائه في بايرن، حيث صوت المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي لصالح رونالدو.

وقال ليفاندوفسكي للصحافيين: «كان خطأ من جانبي التصويت لرونالدو. كنت سأصوت اليوم لصالح مانويل لكني اخترت رونالدو في أغسطس (آب). كنت سأصوت بشكل مختلف اليوم». لكن نوير خرج سعيدا من هذا الاحتفال رغم عدم حصوله على لقب أفضل لاعب في العالم.

وقال: «سأغادر هذا المبنى وابتسامة كبيرة ترتسم على وجهي. كان يوما رائعا بالنسبة لي وإنه لشرف لي أن أكون بين الثلاثة الأوائل».

وتابع: «2014 شهد الكثير من النجاحات وسيعلق بذاكرتي للأبد».

وبعيدا عن من حصد اللقب ومن لم يحصده كانت تصريحات ميسي في حفل توزيع الجوائز هي الأكثر إثارة، فبعد عام دون أي لقب وخسارة في نهائي كأس العالم لكرة القدم 2014 في البرازيل وتوترات مع مدربه لويس إنريكي وخطف البرتغالي كريستيانو رونالدو لجائزة الكرة الذهبية من أمامه، هز الأرجنتيني ليونيل ميسي عرش ناديه برشلونة الإسباني ببضع كلمات. وبالنسبة إلى مشجعي ومسؤولي النادي الكتالوني، رحيل الهداف الأرجنتيني أمر غير وارد وغير ممكن وممنوع لأن ميسي في برشلونة «أكثر من ناد وأكثر من لاعب». لكن هذه التأكيدات في ملعب «نو كامب» منذ أيام لا تلتقي مع التصريحات الأخيرة للنجم الأرجنتيني حول مستقبله في مقاطعة كتالونيا لا سيما أنه معروف بقلة الكلام.

وفاجأ ميسي الجميع قبيل توزيع جوائز الاتحاد الدولي (فيفا) في زيوريخ عندما صرح: «لا أعلم أين سأكون العام المقبل. لقد أكدت دائما أني أريد أن أنهي مسيرتي الاحترافية مع برشلونة قبل العودة إلى نيولز أولد بويز (نادي مدينة روزاريو مسقط رأسه)، لكن كل شيء قابل للتغيير في كرة القدم». واستدرك النجم الأرجنتيني الموقف بعيد حفل توزيع الجوائز مطمئنا: «إنها مجرد طريقة في الكلام.. لا أفكر في الرحيل على الإطلاق». وسبق أن استخدم ميسي هذه الطريقة لتكرار فكرته أو خطابه الرسمي بعد أن قام بذلك عقب الفوز الكبير على أتليتكو مدريد 3 - 1 الأحد عندما أكد أنه «لا نية له بترك ناديه»، واصفا بـ«الأكاذيب» ادعاءات بعض الصحف التي أشارت إلى وجود مفاوضات بين والده ووكيل أعماله مع تشيلسي ومانشستر سيتي الإنجليزيين. إضافة إلى تسريبات حول أن إدارة يونايتد بتوصية من المدير الفني الهولندي لويس فان غال، ستبذل كل جهدها لإتمام صفقة ضم ميسي.

ومن خلال الظلال التي تركها حول مستقبله، أفصح الأرجنتيني عما يدور في خاطره بعد عام قاس على الصعيد الشخصي توزعت فيه همومه بين الإصابات والضرائب المتراكمة وعدم الإنجازات الرياضية، حيث فشل في إحراز أي لقب وفي اعتلاء منصة التتويج في مونديال 2014. يضاف إلى كل ذلك الوضع الدقيق حاليا في برشلونة من خلال العلاقات المتوترة بينه وبين المدرب إنريكي والتي وصفتها الصحافة الكتالونية بـ«العاصفة إن لم تكن جليدية». وبدت علامات ذلك واضحة على وجه ميسي من خلال الابتسامة «المصطنعة» عندما استمع إلى المديح في الرسالة الموجهة إليه من إنريكي خلال حفل توزيع جوائز «فيفا». وكان ميسي استهجن وضعه من قبل المدرب على مقاعد الاحتياط في المباراة التي خسرها برشلونة أمام ريال سوسييداد صفر - 1 الأسبوع قبل الماضي، وسارع بعد ذلك إلى نفي ما تسرب عن مطالبته «بإقالة المدرب» قبل أن يعتذر في اليوم التالي عن الالتحاق بتدريبات الفريق بسبب آلام في المعدة، وهو ما رأى البعض فيه «اعتذارا دبلوماسيا».