إعصار الأخضر يضرب بلا رأفة

المنتخب السعودي أحيا آماله «الآسيوية» برباعية حارقة في شباك كوريا الشمالية

الكرة تعانق شباك الحارس الكوري الشمالي من قدم لاعب المنتخب السعودي نواف العابد (أ.ف.ب)
TT

بدد نجوم المنتخب السعودي، مخاوف الشارع الرياضي حول مصير الأخضر في النهائيات الآسيوية المقامة في أستراليا، وعادوا من الباب الكبير برباعية حارقة في شباك كوريا الشمالية وسط تألق كبير من كامل خطوط الفريق، وعلى الأخص نجما خط الهجوم محمد السهلاوي ونايف هزازي اللذان خرجا من عنق الزجاجة بعد حادثة المشاجرة بينهما في خضم الاستعدادات للمباراة، وسجلا 3 أهداف اثنين منهما للأول والآخر للثاني، فضلا عن الهدف الرابع للمتألق وصاحب جائزة أفضل لاعب في المباراة نواف العابد.

وحافظ المنتخب السعودي على فرصة التأهل عن المجموعة الثانية ورفع رصيده إلى 3 نقاط خلف المنتخب الصيني الذي خطف بطاقة التأهل الأولى بعد تجاوزه المنتخب الأوزبكي 2-1 محققا فوزه الثاني في الدور الأول.

وجاء الأخضر ثانيا بفارق الأهداف أمام أوزبكستان التي تملك في رصيدها 3 نقاط أيضا. فيما ودع المنتخب الكوري الشمالي المنافسات بعد خسارته الثانية.

ويلتقي الأخضر مع منتخب أوزبكستان في مباراته الثالثة والأخيرة بالمجموعة الثانية يوم الأحد المقبل وهو بحاجة إلى التعادل فقط من أجل التأهل، بينما تلتقي كوريا الشمالية مع الصين في مباراتها الثالثة بالمجموعة في اليوم نفسه.

وبدأت المباراة أمس بمستوى متقارب بين الفريقين حيث كانت أولى هجمات الشوط الأول من نصيب المنتخب الكوري الشمالي عندما لعب هيون جين سيم تسديدة رأسية قوية وسط تزاحم لاعبي الفريقين أمام منطقة الجزاء ولكن الحارس السعودي وليد عبد الله تصدى لها.

وأحرز ريانج هدف كوريا الشمالية في الدقيقة 11 بتسديدة مباشرة من متابعة جيدة من أمام المرمى بعد تصدي الحارس عبد الله لتسديدة من الجانب الأيمن من اللاعب باك كوانج ريونج بعد سلسلة من التمريرات القصيرة السريعة بين لاعبي كوريا على الطرف الأيمن للملعب وسط ارتباك مدافعي المنتخب السعودي.

واستمر ضغط المنتخب السعودي بحثا عن هدف التعادل حيث احتسبت ضربتان ركنيتان متتاليتان للفريق في الدقيقة 16 انتهت بكرة مرفوعة من الجانب الأيمن عن طريق اللاعب أسامة هوساوي استقبلها نايف هزازي بتسديدة رأسية مرت بجوار القائم الكوري الأيمن مباشرة.

وضاعت فرصة جيدة أخرى للمنتخب السعودي من ضربة ركنية في الدقيقة 31 عندما لعب محمد السهلاوي تسديدة خلفية عكسية بجوار القائم الأيسر لكوريا الشمالية.

وجاء تعادل المنتخب السعودي في الدقيقة 37 عن طريق هزازي بعد هجمة منظمة للأخضر حيث لعب السهلاوي تمريرة أرضية عرضية من الجانب الأيسر للملعب تسلمها العابد أمام المرمى قبل أن يمرر الكرة إلى هزازي الذي أودعها المرمى من الزاوية اليسرى الضيقة للحارس الكوري ري ميونج جوك.

وفي الدقيقة 42 لعب العابد تسديدة قوية على الجانب الأيسر للمرمى الكوري بعد تسلم رائع للكرة على صدره ولكن الحارس ري ميونج أخرج الكرة إلى ركنية ليضيع على الأخضر السعودي فرصة قوية للتقدم.

وجاءت أولى فرص الشوط الثاني الحقيقية في الدقيقة 51 عندما لعب حسن معاذ تمريرة عرضية على حدود منطقة الجزاء استقبلها السهلاوي بتسديدة رأسية مرت من فوق العارضة مباشرة.

ولم يلبث السهلاوي أن تقدم 2 - 1 للسعودية في الدقيقة 52 بعد سلسلة من التمريرات القصيرة أمام المرمى الكوري الشمالي لتصل الكرة إلى معاذ على الطرف الأيسر لمنطقة الجزاء الذي مررها أرضية إلى السهلاوي ليسجل هدف السعودية الثاني.

وأضاف السهلاوي الهدف الثالث للسعودية في الدقيقة 54 بعد ارتباك دفاعي في صفوف المنتخب الكوري عندما أرجع اللاعب هيون الكرة إلى زميله جانج سونج هياوك واستغل السهلاوي الارتباك بين جانج وحارس مرماه ري ميونج ليستخلص الكرة من بينهما ويودعها في المرمى الخالي مسجلا الهدف الثالث لبلاده.

وأسفرت انطلاقة رائعة من المنتخب السعودي عن تسديدة قوية من نايف هزازي مرت بجوار القائم الكوري الأيمن مباشرة في الدقيقة 68 ولكن الرد الكوري جاء سريعا عندما مرت كرة سهلة من أمام المرمى السعودي.

وسنحت فرصة تهديفية كبيرة للمنتخب السعودي في الدقيقة التالية ولكن الكرة تاهت وسط لاعبي الفريقين داخل منطقة الجزاء الكورية حتى أنهاها سالم الدوسري بتسديدة قوية فوق العارضة.

وأضاع السهلاوي فرصة قوية لإضافة الهدف الرابع للسعودية عندما انفرد بالحارس الكوري ري ميونج في الدقيقة 70 قبل أن يسدد كرة أرضية مرت بجوار القائم الكوري الأيسر.

وأضاف العابد الهدف الرابع للسعودية في الدقيقة 77 من متابعة لضربة الجزاء التي سددها وتصدى لها الحارس الكوري ري ميونج. وكان حكم المباراة احتسب ضربة جزاء للمنتخب السعودي في الدقيقة 76 كما أشهر البطاقة الحمراء للاعب الكوري ري يونج جيك بسبب لمسة يد متعمدة أثناء محاولته إخراج الكرة من داخل مرمى فريقه.

وكانت الصين نجحت في قلب الطاولة على أوزبكستان والتأهل إلى الدور ربع النهائي للمرة الأولى منذ 2004 وذلك بعدما حولت تخلفها أمامها إلى فوز 2 - 1 2015.

واعتقد الجميع أن أوزبكستان في طريقها للفوز والاقتراب كثيرا من التأهل إلى ربع النهائي للمرة الرابعة على التوالي في مشاركتها السادسة فقط بعدما أنهت الشوط الأول متقدمة عبر عادل أحمدوف (22)، لكن الصين، وصيفة 1984 و2004 أدركت التعادل في بداية الشوط الثاني عبر وو شي (55) قبل أن يهدي سون كي الفوز بعد دقيقتين فقط على دخوله أرضية الملعب (68).

وما يزال الصينيون يتحسرون على ضياع الحلم على أرضهم عام 2004 حين وصلوا إلى المباراة النهائية قبل أن يخسروا أمام اليابان 1 - 3.

من جهتها تبحث الإمارات عن ضمان العبور إلى الدور الثاني من كأس آسيا 2015 لكرة القدم عندما تواجه البحرين في الجولة الثانية من المجموعة الثالثة اليوم الخميس في كانبرا وسيكون المنتخب القطري أمام مهمة صعبة عندما يتواجه مع نظيره الإيراني في سيدني ضمن الجولة الثانية في ذات المجموعة.

وستضمن الإمارات تأهلها إلى الدور ربع النهائي بحال فوزها على البحرين وعدم خسارة إيران أمام قطر.

وبرز في صفوف الإمارات صانع ألعاب العين عمر عبد الرحمن الذي دفع به المدرب مهدي علي منذ البداية بعدما ابتعد عن الملاعب منذ 23 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بسبب إصابته أمام السعودية في نصف نهائي خليجي 22 والتي خسرتها الإمارات 2 - 3. قبل أن تحتل المركز الثالث لاحقا بفوزها على عمان 1 - صفر.

من جهتها، قدمت البحرين عرضا مقبولا لم يجنبها خسارة واقعية أمام إيران صفر - 2.

وقاومت البحرين في الشوط الأول ووصلت أكثر من مرة إلى المرمى الإيراني، بيد أن لاعبي المدرب البرتغالي كارلوس كيروش هزوا الشباك في الوقت القاتل من كرة ثابتة ترجمها إحسان حجي صافي بشكل رائع، قبل أن ينحنوا مجددا من كرة ثابتة قبل ثلث ساعة على نهاية المباراة ترجمها مسعود شجاعي.

وكانت البحرين تمر في فترة رائعة بعد الإخفاق الأخير خلال منافسات بطولة «خليجي 22» في الرياض وخروجها فيها من الدور الأول، إذ حققت انتصارا كاسحا على السعودية وديا 4 - 1 قبل انطلاق البطولة.

ومن جهة ثانية سيكون مدرب قطر الجزائري جمال بلماضي أمام مهمة صعبة لإخراج لاعبيه من صدمة مباراتهما الأولى ضد الجار الإماراتي الذي اكتسحهم 4 - 1. ما جعل «العنابي»، المتوج في نوفمبر الماضي بطلا لكأس الخليج، مطالبا بالفوز على إيران المنتشية من الفوز على ممثلة الخليج الأخرى البحرين 2 - صفر. ومن المتوقع أن تغص مدرجات «ستاد سيدني» بمشجعي «تيم ميلي» الذين لعبوا دورا هاما جدا في لقاء البحرين في ملبورن، ما يزيد من صعوبة مهمة قطر التي ستجدد الموعد مع الأبطال السابقين بعد أن واجهتهم في النهائيات مرة واحدة سابقا عام 1988 في دور المجموعات وخرجت حينها إيران فائزة 2 - صفر في معقل «العنابي» الذي كان مستضيفا للبطولة.

وتتفوق إيران بشكل واضح على قطر في المواجهات المباشرة التي بلغ عددها 19 إذ تغلبت عليها في 11 مناسبة مقابل 3 هزائم فقط و5 تعادلات.