كأس الأمم الأفريقية تنطلق غدا في غينيا الاستوائية بعد فاصل من الجدل و«دراما» الإيبولا

الجزائر وكوت ديفوار وغانا تتصدر قائمة المرشحين للتتويج باللقب في النسخة الـ30

لقطة من المباراة الودية الدولية بين المنتخبين التونسي والجزائري التي أقيمت الأحد الماضي استعدادا للبطولة الأفريقية (إ.ب.أ) - رجل يخضع للكشف عن فيروس إيبولا في مطار باتا بغينيا (رويترز)
TT

تتصدر منتخبات الجزائر وكوت ديفوار وغانا قائمة المرشحين للتتويج باللقب في النسخة الـ30 من بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم التي تنطلق فعالياتها غدا السبت في غينيا الاستوائية.

وكان مقررا أن تقام هذه النسخة في المغرب ولكن الاتحاد الأفريقي للعبة (كاف) رفض الاستجابة لمطالب المغرب بتأجيل البطولة خشية تفشي وباء الإيبولا عن طريق المشجعين الوافدين من الدول المصابة وقرر نقل البطولة لغينيا الاستوائية التي تستضيف البطولة للمرة الثانية في تاريخها بعدما استضافت النسخة الثامنة والعشرين قبل 3 سنوات بالتنظيم المشترك مع جارتها الغابون.

وفجر الطلب المغربي أزمة انتهت باختيار مضيف جديد منذ أسابيع قليلة. ولم تقنع مخاوف المغرب من انتقال فيروس الإيبولا مع المشجعين المسافرين إليه وتدمير صناعة السياحة المغربية الاتحاد الأفريقي للعبة فرفض الطلب وجرد البلد العربي من حق الاستضافة. والآن بدلا من أن تقام البطولة في بلد غني بالموارد سبق وكان أحد المتنافسين على استضافة نهائيات كأس العالم فإنها انتقلت لأحد أصغر بلدان غرب أفريقيا وأكثرها غموضا. وغينيا الاستوائية مستعمرة إسبانية سابقة عثر في أراضيها مؤخرا فقط على ثروات نفطية والآن تحظى بالتقدير لتدخلها من أجل إنقاذ أهم بطولات القارة. فهذا البلد كان الوحيد الذي عرض إقامة البطولة في أراضيه وأنقذ الاتحاد الأفريقي بالتالي من احتمال نقل تنظيمها إلى قطر. وهذه المرة ليس للبطولة مرشحين واضحين فالكل يعتقد أنه قادر على الخروج بطلا في نهاية الأسابيع الـ3.

وعندما تنطلق فعاليات البطولة، سيكون المنتخب الجزائري أقوى المرشحين للفوز باللقب كما يحظى الفريق الذي يتصدر المنتخبات الأفريقية في تصنيف الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) بنصيب الأسد من ترشيحات المراهنين. وقال أوغوستو بالاسيوس نجم منتخب بيرو سابقا، الذي يعمل بالتدريب حاليا في جوهانسبورغ: «المنتخب الجزائري ضغط على نظيره الألماني أكثر من أي منتخب آخر في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل».

وأوضح «إنه فريق متدين وملتزم للغاية. كما أنه فريق منظم ومتماسك للغاية. أرى المنتخب الجزائري هو الفريق المرشح في بطولة كأس الأمم الأفريقية».

وعبر المنتخب الجزائري التصفيات المؤهلة للبطولة تحت قيادة المدرب الفرنسي كريستيان غوركوف حيث حقق الفوز في 5 من المباريات الست التي خاضها في التصفيات وذلك بعد مشاركته الرائعة في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل. وتأهل المنتخب الجزائري للدور الثاني (دور الـ16) بالمونديال البرازيلي ولكنه اصطدم في الدور الثاني بنظيره الألماني الذي تغلب عليه وأكمل طريقه نحو منصة التتويج باللقب. ويبرز من نجوم المنتخب الجزائري اللاعب ياسين براهيمي، الذي اختير مؤخرا أفضل لاعب أفريقي في استفتاء هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) لعام 2014. وسجل براهيمي أول أهدافه الدولية خلال المباراة التي تغلب فيها فريقه على كوريا الجنوبية في افتتاح مسيرته بالمونديال البرازيلي منتصف عام 2014 كما سجل 6 أهداف لفريقه بورتو البرتغالي في 15 مباراة خاضها مع الفريق هذا الموسم. ويخوض المنتخب الجزائري فعاليات الدور الأول ببطولة كأس الأمم الأفريقي المقبلة من المجموعة الثالثة (مجموعة الموت) التي تضم معه منتخبات السنغال (الذي يتمتع بلياقة بدنية عالية) وغانا (الذي يتمتع بتنظيم جيد في صفوفه) وجنوب أفريقيا (الذي يتسم بالثقة العالية حيث حافظ على سجله خاليا من الهزائم على مدار آخر 11 مباراة خاضها).

كما يحظى المنتخب الإيفواري بكثير من الترشيحات للمنافسة على اللقب بالنسخة المقبلة من كأس أفريقيا حيث يعتمد الفريق على تشكيلة رائعة من اللاعبين المتميزين منهم الشقيقان يايا وكولو توريه وشيخ تيوتي وويلفريد بوني وجيرفينهو. ويخوض المنتخب الإيفواري (الأفيال) بقيادة مديره الفني الفرنسي هيرفي رينار فعاليات الدور الأول للبطولة ضمن المجموعة الرابعة مع منتخبات الكاميرون وغينيا ومالي. ويحمل يايا توريه، الذي يلعب دورا مهما وجوهريا في أداء مانشستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي، شارة القيادة بالمنتخب الإيفواري بعد اعتزال زميله المهاجم ديدييه دروغبا اللعب الدولي. وقال بالاسيوس «المنتخب الإيفواري له سجل يشهد على عدم تقديم المستويات العالية واللائقة به في للبطولات الكبيرة. وتوريه عليه أن يقدم نفس المستوى الجيد الذي يقدمه في مانشستر سيتي، إذا أراد الفريق بلوغ الأدوار النهائية للبطولة».

كما يبرز المنتخب الغاني (النجوم السوداء)، الذي يخوض الدور الأول ضمن المجموعة الثالثة، بين المرشحين للمنافسة على اللقب ولكنه يواجه تحديا صعبا في مجموعة الموت أمام منتخبات الجزائر والسنغال وجنوب أفريقيا. واضطر أفرام غرانت المدير الفني للفريق إلى خوض البطولة من دون اثنين من أبرز نجومه وهما المدافع جيفري سكلوب والمهاجم عبد المجيد واريس بسبب الإصابة. كما ترك المدرب نجمين آخرين هما علي سولاي مونتاري وكيفن برينس بواتينغ نتيجة إيقافهما بسبب سوء السلوك خلال مشاركة الفريق في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل. وضمت قائمة الفريق كويسي أبياه مهاجم كريستال بالاس الإنجليزي بعدما سجل للفريق هدفا في مرمى البرتغال خلال المباراة الودية بين الفريقين الأسبوع الماضي. وتشهد النسخة الجديدة من البطولة المشاركة الأولى لكل من أبياه ودانيال أمارتي وبابا رحمن وفرانك أتشيلامبونغ وديفيد أكام. ويقود هذه المجموعة المهاجم المخضرم أسامواه جيان الذي يحمل شارة قائد الفريق في هذه البطولة.

أما منتخب بوركينا فاسو فهو الحصان الأسود للبطولة ويخوض النسخة الجديدة ضمن المجموعة الأولى التي تضم معه منتخبات غينيا الاستوائية والغابون والكونغو. وقال بالاسيوس «يبدو منتخب بوركينا فاسو خطيرا للغاية.. في النهاية، من الصعب للغاية التنبؤ بما ستسفر عنه هذه البطولة. سنتحدث مجددا بعد النهائي». ولم يسبق للسنغال وهي واحدة من أكثر فرق أفريقيا قوة الفوز باللقب القاري لكنها واحدة من المرشحين المهمين. وتعود جزر الرأس الأخضر للنهائيات بعد مفاجأة وصولها لدور الـ8 قبل عامين وهذه المرة فريقها أقوى وفرصه غير قليلة لتحقيق مفاجآت أكبر. وقد يكون اللقب هذه المرة من نصيب الكاميرون جارة البلد المضيف. فالفريق يمر بانتفاضة رائعة بعد خيبة الأمل الكبيرة في كأس العالم بالبرازيل.

كما رشح أسطورة كرة القدم النيجيري أوستين جاي جاي أوكوشا منتخبي الجزائر وكوت ديفوار ليكونا أقوى المرشحين للمنافسة على اللقب في هذه البطولة. وأحرز المنتخب النيجيري لقب النسخة الماضية ولكنه لم يتأهل إلى النسخة الجديدة في غينيا الاستوائية. وقال أوكوشا، في تصريحات إلى موقع «لو بوتور» الفرنسي الرياضي على الإنترنت، قائلا: «بالنسبة لي، أقوى المرشحين هم منتخبات الجزائر وغانا وتونس وكوت ديفوار.. ويرجح أن يتأهل المنتخب الجزائري إلى دور الـ8 للبطولة. أرى أن الفريق لديه الفرصة لإحراز لقب كأس أفريقيا». وأضاف: «رأينا كيف أدى الفريق بشكل جيد في كأس العالم وتأهل لدور الـ16 في إنجاز رائع. المنتخب الجزائري قدم مسيرة رائعة في التصفيات وهو ما يؤكد استمرارية تألق الفريق».

ويغيب المنتخب المغربي عن البطولة قسريا بعدما نقلت البطولة من أرضه لتقام في غينيا الاستوائية بعد رفض مطلب بلاده بتأجيل موعد البطولة. وتنطلق فعاليات البطولة غدا من مدينة باتا بلقاء منتخب غينيا الاستوائية مع نظيره الكونغولي في المباراة الافتتاحية للبطولة. وتقام المباراة النهائية على نفس الملعب في الثامن من فبراير (شباط) المقبل.