إلى متى يا أخضر؟!

آسيويا.. رسوب فني وعناصري وإداري للمنتخب السعودي يفتح باب التساؤلات الكبيرة

الجاسم والدوسري في طريقهما إلى خارج الملعب بعد نهاية المباراة ويبدو الأوزبك يحتفلون بالتأهل إلى الدور الثاني (رويترز) - سالم الدوسري يتعثر في إحدى الهجمات الخضراء (أ.ف.ب)
TT

مرة أخرى، رفض المنتخب السعودي فرصة على طبق من ذهب لاستعادة جزء من هيبته المفقودة، وودع بطولة جديدة تاركا من خلفه آلاف التساؤلات والاستفهامات حول الواقع الأليم الذي تعيشه الكرة السعودية في السنوات الأخيرة، وما إذا كان على الشارع الرياضي في البلاد النظر بتفاؤل إلى المستقبل، في ظل الكبوات المتلاحقة التي لم تجدِ معها نفعا جميع الحلول الفنية والإدارية التي تمت الاستعانة بها، وفي ظل اتحاد كرة منتخب يملك المال والقرار دون أي تدخلات.

وبعد أسابيع من تفريطه بفرصة الحصول على لقب كأس الخليج التي أقيمت في الرياض، رغم وصوله إلى المباراة النهائية، ظل المشجع السعودي في انتظار هدية تعويض ثمينة من لاعبي الأخضر، من خلال مشاركتهم في نهائيات كأس آسيا 2015 (وهي البطولة التي سبق وحققها لـ3 مرات في تاريخه)، وعلق الكثيرون آمالهم على الحلول الفنية الوقتية التي كان أبرزها الاستعانة بالمدرب الروماني كوزمين المقبل من النادي الأهلي الإماراتي، لكن الإخفاق عاد من جديد ليضرب أحلام الكرة السعودية، وودع الأخضر البطولة على يد المنتخب الأوزبكي بنتيجة مؤلمة 3 - 1 رغم أنه كان يملك فرصتين للتأهل (الفوز أو التعادل)، وفضلا عن ذلك، لم يكن هناك أي لمحات أو حتى بقايا لعملاق آسيا الغائب على أرض الملعب، فظهرت جميع الخطوط في أسوأ حالاتها، وخصوصا خط الدفاع الذي ما زال عاجزا عن أبجديات التعامل مع الكرات العرضية، وفشل في مجاراة سرعة لاعبي الخصم، فضلا عن الظهور المخيب للحارس وليد عبد الله الذي افتقد للتمركز السليم بين الخشبات الـ3، وظل تائها وبعيدا كليا عن مستوياته التي عُرف بها من خلال البطولات المحلية.

وفي الوقت الذي كان متوقعا من الروماني كوزمين مدرب الأخضر اللعب بطريقة واقعية تنسجم مع أهداف المنتخب السعودي في هذه المباراة، وهو الذي يكفيه التعادل فقط لتجاوز هذه العقبة نحو الدور الثاني من البطولة، فاجأ الجميع بطريقة لعب هجومية 4 - 4 – 2، فدفع الأخضر الثمن غاليا وفي وقت مبكر (الدقيقة 2) عندما استقبلت شباكه أول أهداف المباراة ليصاب لاعبوه بالربكة ويفقدوا بوصلتهم طوال الدقائق الـ90 رغم تسجيلهم هدف التعادل في الدقيقة 60 من المواجهة.

وكان منتخب أوزبكستان بدد آمال الأخضر، ولحق بقافلة المتأهلين لدور الـ8، بعد أن رفع رصيده إلى 6 نقاط، لينفرد بالمركز الثاني بفارق 3 نقاط خلف المنتخب الصيني المتصدر، و3 نقاط أمام المنتخب السعودي الذي مُنِي بالهزيمة الثانية له في 3 مباريات بالمجموعة، ليودع البطولة من الدور الأول.

ويلتقي المنتخب الأوزبكي بهذا في دور الـ8 مع نظيره الكوري الجنوبي الذي تصدر المجموعة الأولى.

وأنهى المنتخب الأوزبكي الشوط الأول لصالحه بهدف سجله ساردور راشيدوف. وفي الشوط الثاني، سجل محمد السهلاوي هدف التعادل للمنتخب السعودي من ضربة جزاء في الدقيقة 60، ولكن البديل فوكهيد شودييف سجل هدف التقدم للمنتخب الأوزبكي في الدقيقة 71، قبل أن يضاعف راشيدوف محنة الأخضر ويسجل هدف الاطمئنان للمنتخب الأوزبكي في الدقيقة 79 ليكون الهدف الشخصي الثاني له في المباراة.

وكانت الدقائق التالية من الهدف الأوزبكي الأول شهدت محاولات من الأخضر لتعديل النتيجة، ولكنها افتقرت للفاعلية المطلوبة في مواجهة الدفاع الأوزبكي حيث تحطم معظمها خارج المنطقة.

ولم يختلف الحال في الربع ساعة الأخير من الشوط الأول حيث كثف المنتخب السعودي هجومه، ووصل في الكثير من الفرص إلى داخل منطقة الجزاء ولكنه افتقد للدقة والفاعلية في إنهاء هجماته أمام الدفاع الأوزبكي المنظم لينتهي الشوط بتقدم أوزبكستان 1 - صفر.

وأسفر الضغط السعودي عن ضربة جزاء في الدقيقة 59 عندما لعب عبد الله الزوري كرة عرضية من الناحية اليسرى ولكن فيتالي دينيزوف أسقط هزازي على بعد خطوتين من المرمى ليطلق الحكم صفارته معلنا عن ضربة جزاء ويشهر الإنذار في وجه دينيزوف.

وسدد السهلاوي ضربة الجزاء في زاوية صعبة للغاية على يمين الحارس الأوزبكي الذي حاول الوصول للكرة دون جدوى، ليكون هدف التعادل الثمين في الدقيقة 60.

ودفع الأخضر غاليا ثمن تراجعه للدفاع بعد الهدف حيث اهتزت شباكه بهدف التقدم 2 - 1 للمنتخب الأوزبكي في الدقيقة 71 إثر تمريرة عالية لعبها شافكات مولاجانوف من الناحية اليمنى، وارتقى لها البديل فوكهيد شودييف عاليا وسددها برأسه في الزاوية البعيدة على يسار الحارس السعودي ليحرز هدف التقدم بعد 5 دقائق فقط من نزوله.

وفي غمرة الهجوم السعودي بحثا عن هدف التعادل، استغل المنتخب الأوزبكي إحدى مرتداته السريعة الخطيرة وأحرز هدف الاطمئنان في الدقيقة 79 إثر تمريرة من الناحية اليسرى وصلت منها الكرة إلى راشيدوف المندفع أمام منطقة الجزاء، حيث سيطر اللاعب على الكرة وتقدم بها بهدوء، قبل أن يسددها في الشباك ليكون الهدف الثاني له والثالث لفريقه في المباراة.

وكانت الصين حققت إنجازا تاريخيا شخصيا، وأنهت الدور الأول من نهائيات كأس آسيا أستراليا 2015 بعلامة كاملة، للمرة الأولى في تاريخ مشاركاتها التي بدأت عام 1976. وذلك بعد فوزها على كوريا الشمالية 2 - 1 في كانبرا في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الثانية.

وكانت البداية الصينية صاروخية، إذ تمكن رجال بيران من افتتاح التسجيل قبل مرور دقيقة على صافرة البداية عبر سون كي الذي استفاد من خطأ فادح للمدافع جانغ سونغ هيوك الذي أخفق في اعتراض الكرة برأسه أو تمريرها للحارس، فخطفها لاعب الوسط الصيني ووضعها في الشباك.

وتوغل جيانغ جيبنغ في الجهة اليسرى، قبل أن يلعب كرة عرضية مرت من أمام الجميع ووصلت إلى سون كي الذي طار لها برأسه وأودعها الشباك (42) مسجلا هدف الثاني في اللقاء.

وفي بداية الشوط الثاني عادت الحياة لكوريا الشمالية التي انتظرت 23 عاما لتسجل هدفا في البطولة القارية، لكن يبدو أنها فكت العقدة وتمكنت من تقليص الفارق أمام الصين عندما لعب باك كوانغ ريونغ كرة عرضية من الجهة اليمنى إلى جونغ ايل غوان، الذي تلاعب بالدفاع قبل أن يسدد، فأبعدها المدافع عن خط المرمى لكنها ارتدت من ظهر غاو لين وتحولت إلى شباك بلاده (56).

من جانب آخر، يتصارع منتخبا الإمارات وإيران على صدارة المجموعة الثالثة اليوم الاثنين في بريزبن ضمن الجولة الثالثة الأخيرة من الدور الأول من كأس آسيا 2015 لكرة القدم، فيما يحتضن «ستاديوم أستراليا» في سيدني مواجهة «شرفية» بين قطر والبحرين في الجولة الثالثة الأخيرة من المجموعة ذاتها.

وفقد المنتخبان الخليجيان الأمل في بلوغ الدور ربع النهائي بعد أن خسرا مباراتيهما الأوليين في النهائيات، قطر أمام الإمارات (1 - 4) وإيران (صفر - 1)، والبحرين أمام إيران (صفر - 2)، والإمارات (1 - 2).

وستكون المباراة مرتقبة بين فريقين حققا 6 نقاط من مباراتين، فالإمارات تغلبت على قطر 4 - 1 والبحرين 2 - 1. وإيران على البحرين 2 - صفر وقطر 1 - صفر، وبالتالي ستتصدر الإمارات بحال فوزها وتعادلها، إذ تتقدم بفارق الأهداف، فيما سينتزع الإيرانيون الصدارة بحال فوزهم فقط.

وسيكون لصدارة المجموعة أهمية كبيرة لتفادي منتخب اليابان حامل اللقب والمرشح القوي لصدارة المجموعة الرابعة.

وتقدم الإمارات أداء جميلا في النسخة الحالية، فحققت فوزين افتتاحيين في البطولة القارية، علما بأنها سجلت في مباراة قطر 4 أهداف، أي أكثر مما سجلته في مبارياتها الثماني الأخيرة في النهائيات.

وتألق في صفوفها صانع الألعاب المميز عمر عبد الرحمن، والمهاجمان علي مبخوت (3 أهداف)، الذي سجل أسرع هدف في تاريخ النهائيات بعد 14 ثانية على بداية مباراة البحرين، وأحمد خليل (هدفان).

وكان منتخب الإمارات أنهى بفوزه الأول على قطر سلسلة 3 مباريات دون فوز في نهائيات كأس آسيا، بعد فوزها الآخر في البطولة ضد منتخب قطر أيضا في 2007.

وفي الطرف المقابل، حجز المنتخب الإيراني مقعده في الدور ربع النهائي للمرة السادسة على التوالي برغم الصعوبات التي يواجهها بسبب العقوبات الاقتصادية على بلاده.

مشاركة إيران في كأس آسيا عام 1996 في الإمارات شكلت منعطفا مهما لها، لأنها تركت فيها بصمة واضحة، حيث لمع في صفوفها أكثر من نجم انطلقوا بعد ذلك إلى عالم الاحتراف الخارجي، ومنهم العملاق علي دائي، ومهدي مهداوي، وخوداداد عزيزي، وكريم باقري، الذين قطفوا ثمرة تفاهمهم ونجاحهم وقادوا منتخبهم إلى نهائيات كأس العالم مرتين عامي 1998 في فرنسا و2006 في ألمانيا، كما برز اسم علي كريمي الذي حمل ألوان بايرن ميونيخ الألماني.

ويلتقي منتخبا قطر والبحرين في مدينة سيدني، بعد أن فقد المنتخبان الأمل في بلوغ الدور ربع النهائي، بعد أن خسرا أول مباراتين في النهائيات، وستكون مباراة اليوم بهدف توديع البطولة بطريقة إيجابية.

ودخل المنتخب القطري كأس آسيا وهو متوج بكأس «خليجي 22» في الرياض، لكنه فشل في بلوغ الدور ربع النهائي للمرة الثالثة، بعد نسختي لبنان 2000 و2011 على أرضه، أما المنتخب البحريني فقدم أداء جيدا في أولى مباراتيه، لكنه لم يتمكن من الخروج بالنقاط الـ3، وودع الدور الأول للمرة الثالثة على التوالي، وبالتالي لم يستطيع تكرار إنجاز 2004، حين تخطى دور المجموعات للمرة الأولى، وواصل طريقه حتى نصف النهائي، قبل أن يخسر أمام اليابان.