الجزائر مرشحة لتجاوز جنوب أفريقيا.. ومواجهة ساخنة بين غانا والسنغال اليوم

ضعف الاستعداد يلقي بظلاله على منتخب غينيا الاستوائية مع انطلاق بطولة أمم أفريقيا

أوباميانغ مهاجم الغابون يحتفل بطريقة أكروباتية بهدفه الأول في مرمى بوركينا فاسو (أ.ف.ب) - براهيمي ورقة الجزائر المهمة في مواجهة
TT

يستهل المنتخب الجزائري سعيه لإحراز لقبه القاري الثاني وتأكيد تألقه في المونديال البرازيلي الصيف الماضي عندما يواجه نظيره الجنوب أفريقي اليوم ضمن منافسات المجموعة الثالثة لكأس أمم أفريقيا المقامة في غينيا الاستوائية، والتي تشهد لقاء آخر في المجموعة ذاتها بين غانا والسنغال. وكانت البطولة انطلقت بفوز الغابون على بوركينا فاسو 2/صفر، وتعادل غينيا الاستوائية مع الكونغو 1/1، ضمن المجموعة الأولى.

ويبدو منتخب الجزائر مرشحا للتتويج باللقب الثاني في تاريخه والأول منذ 25 عاما عندما ظفر به على أرضه، وذلك بالنظر إلى تألقه اللافت في المونديال وبلوغه الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخه، قبل أن يخرج بصعوبة بعد وقت إضافي 2/1 على يد ألمانيا التي توجت باللقب لاحقا. وخطا المنتخب الجزائري الخطوة الأولى في سعيه إلى التتويج باللقب القاري عندما كان أول المتأهلين إلى النهائيات، وهو مطالب بالخروج من مجموعة الموت لشق طريقه نحو الأدوار النهائية واللقب.

وتعيش الكرة الجزائرية أفضل أيامها، ففريق وفاق سطيف أحرز لقب مسابقة دوري أبطال أفريقيا، ونال لاعب الوسط الدولي ياسين براهيمي جائزة أفضل لاعب في القارة في استفتاء شبكة «بي بي سي» البريطانية، وهو يبلي حسنا في صفوف فريقه الجديد بورتو البرتغالي، وأسهم في بلوغه الدور ثمن النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا.

ويملك المنتخب الجزائر أكثر من نجم، بدءا من العرين الذي يحرسه رايس مبولحي، مرورا بخط الدفاع والمخضرمين مجيد بوقرة ورفيق حليش، وخط الوسط بقيادة براهيمي ونجم فالنسيا الإسباني سفيان فغولي، وصولا إلى خط الهجوم والقوة الضاربة المتمثلة في إسلام سليماني (سبورتنغ لشبونة البرتغالي) والعربي هلال سوداني (دينامو زغرب الكرواتي).

وعلى الرغم من أن منتخب بلاده المصنف 18 عالميا والأول في القارة السمراء يملك حظوظا كبيرة للمنافسة على اللقب، فإن رئيس الاتحاد الجزائري محمد روراوة فضل التواضع بقوله «هدفنا بلوغ دور الأربعة بسبب الظروف الاستثنائية لهذه البطولة التي نقلت إلى غينيا الاستوائية بعدما رفض المغرب استضافتها بسبب وباء الإيبولا». ويبدو أن روراوة استخلص العبر من نسخة عام 2010 في أنغولا عندما دخلها «ثعالب الصحراء» مرشحين فوق العادة لإحراز اللقب بعد تأهلهم التاريخي إلى المونديال على حساب منتخب مصر في الدور الفاصل، لكنه تلقى صفعة مدوية من الفراعنة الذين سحقوه برباعية نظيفة في ربع النهائي وتوجوا بعدها باللقب. وغابت الجزائر عن النهائيات عام 2012، قبل أن تحجز بطاقتها لنسخة 2013 في جنوب أفريقيا، لكنها خرجت بخفي حنين من الدور الأول، وبالتالي فإن مهمتها هذا العام تكمن أيضا في محو خيبة الأمل.

ويدخل المنتخب الجزائري نسخة غينيا الاستوائية في ظروف مشابهة لنسخة 2010 حين كان أيضا مرشحا قويا للقب قبل أن يخرج من ربع النهائي أمام مصر، وإن كانت المعنويات في النسخة الحالية أعلى بكثير. وطمأن براهيمي الجماهير الجزائرية بأنه ورفاقه سيكونون جاهزين للعرس القاري، وقال «اطمئنوا، سنكون مستعدين منذ المباراة الأولى أمام جنوب أفريقيا الاثنين».

ويقود الجزائر المدرب الفرنسي كريستيان غوركوف، الذي تسلم منتخبا جاهزا ورائعا من سلفه البوسني الأصل الفرنسي الجنسية وحيد خليلودزيتش الذي رفض تجديد عقده بعد قيادته الجزائر للإنجاز التاريخي في المونديال. وقال غوركوف «منذ تسلمي للمهمة شددت دائما على ضرورة فرض أسلوب لعبنا على المنتخبات المنافسة لنا، ولن نخرج عن هذه القاعدة في غينيا الاستوائية». وأضاف «فلسفتي هي نفسها.. فرض أسلوب اللعب على خصومنا في جميع المباريات التي سنخوضها، وبهذه الروح سأخوض كأس أمم أفريقيا».

لكن مهمة الجزائريين لن تكون سهلة في المجموعة ككل وفي المباراة الأولى تحديدا، لأن جنوب أفريقيا، بطلة 1996 ووصيفة عام 1998، تسعى بدورها إلى تحقيق نتائج جيدة خصوصا أنها حجزت بطاقتها بعد أن تصدرت تصفيات مجموعتها التي ضمت نيجيريا حاملة اللقب والكونغو والسودان. وتسعى جنوب أفريقيا إلى تعويض خيبة أملها على أرضها قبل عامين عندما خرجت من الدور ربع النهائي، وهي تخوض النهائيات بمجموعة أغلب عناصرها من الدوري المحلي حيث يوجد 5 محترفين في أوروبا فقط، بينهم 3 في بلجيكا واثنان في إنجلترا.

وفي مباراة ثانية لا تخلو من صعوبة، تسعى كل من غانا والسنغال إلى بداية جيدة. وتخوض غانا النهائيات بتشكيلة أغلب عناصرها من الشباب، بعدما تم استبعاد الأقطاب سولي علي مونتاري ومايكل إيسيان وكيفن برنس بواتنغ، وغاب نجم يوفنتوس الإيطالي كوادو أسامواه بسبب الإصابة.

كما تبحث السنغال، وصيفة نسخة عام 2002، عن تخطي الدور الأول للمرة الأولى منذ 2006. وتملك السنغال منتخبا واعدا تقوده الترسانة المحترفة في القارة العجوز وتحديدا الدوري الإنجليزي، الرباعي ساديو ماني (ساوثهامبتون) وبابيس ديمبا سيسيه (نيوكاسل) ومامي بيرام ضيوف (ستوك سيتي) وشيخو كوياتيه (وستهام يونايتد الإنجليزي) إلى جانب باب كولي ديوب (ليفانتي الإسباني) وإدريسا غانا غييه (ليل الفرنسي) والفريد ندياي (ريال بيتيس الإسباني) وساليف سانيه (هانوفر الألماني) ودامي ندوي (لوكوموتيف موسكو الروسي) وهنري سايفيه (بوردو الفرنسي) وموسى ساو (فنربخشة التركي).

وكانت البطولة افتتحت بمواجهة بين غينيا الاستوائية والكونغو انتهت بالتعادل 1/1 على ملعب «استاديو باتا» في العاصمة باتا ضمن الجولة الأولى من منافسات المجموعة الأولى، التي شهدت انتصار منتخب الغابون على نظيره البوركيني 2/صفر. وتصدرت الغابون المجموعة برصيد 3 نقاط بفارق نقطتين أمام غينيا الاستوائية والكونغو، فيما تحتل بوركينا فاسو المركز الأخير من دون رصيد.

في اللقاء الأول، أخفقت غينيا الاستوائية في الحفاظ على تقدمها لتتعادل 1/1 مع الكونغو في لقاء بدا واضحا فيه تأثير نقص الاستعدادات وتغيير المدرب في اللحظات الأخيرة على الدولة المضيفة. واستعدت غينيا الاستوائية لشهرين فقط بعدما حالفها الحظ بالمشاركة في البطولة كدولة منظمة بدلا من المغرب، لكنها فرطت في تقدمها بعد 16 دقيقة فقط من البداية عن طريق القائد إيميليو نسوي بعدما أحرز المهاجم تييفي بيفوما هدفا للكونغو قبل النهاية، ليحرمها من بداية احتفالية لنهائيات كأس الأمم الأفريقية.

وتعقدت استعدادات غينيا الاستوائية للبطولة بعد إقالة المدرب إندوني جويكوتشيا اللاعب الدولي الإسباني السابق بعد عامين في منصبه، ليتولى استيبان بيكر المولود في الأرجنتين المسؤولية بعدما انتقل من تدريب منتخب السيدات للإشراف على فريق الرجال. ولم يتح للمدرب الجديد سوى أسبوعين فقط لتجهيز الفريق ركز خلالهما على الخطط أكثر من رفع مستوى اللياقة البدنية الذي يحتاج إليه الفريق بشدة نظرا لوجود العديد من اللاعبين من مسابقات للدوري الأقل شأنا. وقال بيكر «كان أمامي 15 يوما فقط لتجهيز الفريق، وهناك الكثير من اللاعبين الجدد وصغار السن. كان الأمر صعبا ولم يكن أمامنا ما يكفي من الوقت للعمل على الجانب البدني، لا تزال أمامنا فرصة لتحقيق نتائج طيبة».

وفي المباراة الثانية، جددت الغابون بقيادة مدربها البرتغالي جورج كوستا تفوقها على بوركينا فاسو، بعدما كانت تغلبت عليها بالنتيجة ذاتها ذهابا في التصفيات في ليبرفيل (تعادلا إيابا في واغادوغو)، ووجهت لها صفعة قوية في بداية البطولة التي يسعى من خلالها رجال المدرب البلجيكي بول بوت إلى تكرار إنجاز النسخة الأخيرة عندما بلغوا المباراة النهائية وخسروا بصعوبة صفر/1 أمام نيجيريا الغائب الأكبر عن النسخة الحالية إلى جانب مصر حاملة الرقم القياسي في عدد الألقاب (7) والمغرب الذي كان مقررا أن يستضيفها قبل أن يطلب تأجيلها بسبب وباء الإيبولا ومن ثم استبعد من الاتحاد الأفريقي الذي وجد ضالته في غينيا الاستوائية بعد رفض دول عديدة الاستضافة.

وكان المنتخب البوركيني صاحب الأفضلية أغلب فترات المباراة، وتفنن مهاجموه في إهدار الفرص، فيما كان مهاجمو الغابون أكثر فعالية أمام المرمى وسجلوا هدفين، الأول عبر مهاجم بروسيا دورتموند الألماني أوباميانغ في الدقيقة (19)، وأضاف مهاجم الوداد البيضاوي المغربي إيفونا الهدف الثاني بضربة رأسية في الدقيقة (72).