أتليتكو مدريد يتطلع للثأر وبرشلونة لتكرار فوزه

في قمة جولة الذهاب من دور الـ8 لبطولة كأس إسبانيا اليوم

توريس استعاد تألقه بعد العودة إلى أتليتكو (أ.ف.ب) - ميسي ونيمار وسواريز.. ثلاثية في الدوري يسعون لتكرارها في الكأس (رويترز)
TT

يحل أتليتكو مدريد بطل الدوري ضيفا على برشلونة وصيفه اليوم على استاد كامب نو في قمة جولة الذهاب من دور الثمانية لبطولة كأس إسبانيا في كرة القدم. وتكتسب المباراة أهمية مضاعفة وذلك لاعتبارات عدة، أولها أن أتليتكو مدريد لم يعد جسر عبور كما كان عليه سابقا بالنسبة إلى برشلونة وريال مدريد وذلك منذ وصول المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني بل تحول إلى منافس شرس على الألقاب المحلية والقارية على حد سواء.

كما أن أتليتكو نجح في إقصاء جاره ريال مدريد حامل اللقب من المسابقة بعد أن هزمه 2 - صفر في ذهاب ثمن النهائي على استاد فيسنتي كالديرون ثم انتزع منه تعادلا ممتازا 2 - 2 في الإياب على استاد سانتياغو برنابيه في مباراة سجل فيها لاعبه العائد فرناندو توريس الهدفين. ويملك الكرواتي ماريو ماندزوكيتش وزملاؤه سببا إضافيا لخوض المواجهة أمام برشلونة بندية إذ سيسعون إلى الثأر من الفريق الكتالوني الذي أسقطهم في الدوري 3 - 1 في المرحلة قبل الماضية على الملعب نفسه.

وعقد سيميوني أمس مؤتمرا صحافيا على هامش اللقاء المرتقب الذي سيجمع فريقه ببرشلونة، وطالب خلاله لاعبيه أن يبدأوا المباراة بشكل أفضل مما قاموا به قبل 10 أيام عندما سقطوا أمام الفريق الكتالوني بنتيجة 3 / 1 في مسابقة الدوري الإسباني.

وأضاف المدرب الأرجنتيني قائلا: «البداية لم تكن جيدة ولم نتمكن من اللعب بحماس وضغط كالمعتاد.. كان علينا أن نؤدي بشكل أفضل أمام فريق مثل برشلونة». وتابع: «نحن نواجه منافسا كبيرا.. في المباراة السابقة تمركز ميسي ونيمار في مواقع مختلفة بالقرب من منطقة المرمى.. لقد كانوا أكثر ثباتا وعانينا كثيرا في تحريك الكرة من أطراف الملعب.. سنسعى إلى البحث عن حلول بديلة حتى نؤدي بشكل أفضل من ذلك اليوم». وأكد سيميوني أن أتليتكو مدريد سيواجه برشلونة الذي يتمتع بأفضل حالاته في الفترة الأخيرة، وقال: «يوجد تغيير في طريقة الضغط.. يعملون بشكل جيد بعد افتقاد الكرة». وأضاف: «أقيم كثيرا مدى تحسنهم في النواحي الخططية عندما يفقدون الكرة. هذه مرحلة حاسمة بالنسبة لهم. رد الفعل السريع كما يفعلون عند افتقادهم للكرة لا يعطيك فرص كثيرة للتقدم. لا أحلل النتيجة المتوقعة للتصفيات ضدهم ولكن لأبرز أهمية كل دقيقة تمر في ملعبهم، بالنظر للمباراة الثانية». وأوضح: «سنحظى بـ90 دقيقة شاقة.. كل دقيقة ستكون لها أهميتها بالنسبة لمباراة العودة». وأشار سيميوني إلى أن مفتاح الفوز يكمن في استيعاب كيفية الهجوم واختيار الوقت المناسب للقيام به، وقال: «إذا فهمنا هذا الأمر سنحظى ببدائل كثيرة».

واستبعد سيميوني احتمالية رحيله عن الفريق في المستقبل القريب، كما أكد أنه يشعر بأنه شريك أساسي في التطور الذي شهده ناديه خلال الأعوام الماضية. وقال سيميوني: «أنا في المكان الذي أريد أن أكون فيه.. أقوم بتدريب لاعبين يتمتعون بالنهم.. لقد أعطوا لحياتي الرياضية معنى.. هذه الأمور لا يمكن التفاوض عليها.. أتليتكو ينتظره مستقبل مبهر ويتمتع بحاضر رائع.. أعتبر نفسي شريكا في التطور وأشعر بالالتزام تجاه هذا الفريق».

من جانبه، بدأ برشلونة، حامل الرقم القياسي في عدد مرات التتويج بالكأس (26 لقبا) آخرها في 2012 يستعيد الثقة شيئا فشيئا بعد فترة انعدام وزن شهدت تعرضه لخسارة نادرة أمام ريال سوسييداد صفر - 1 في المرحلة السابعة عشرة من الدوري الإسباني (الليغا)، ثم إقالة المدير الرياضي اندوني زوبيزاريتا ورحيل مساعده اللاعب السابق كارليس بويول وإعلان رئيس النادي خوسيب ماريا بارتوميو إجراء انتخابات مبكرة في نهاية الموسم بسبب ما اعتبره أزمة يمر بها النادي. يضاف إلى كل ذلك المشكلة التي نشبت بين نجم الفريق الأول الأرجنتيني ليونيل ميسي والمدرب لويس أنريكي، والشائعات التي تحدثت عن إمكان رحيل «البرغوث» بنهاية الموسم الراهن.

برشلونة قادم من فوز كبير خارج ملعبه على ديبورتيفو لاكورونيا في الدوري حيث يشغل المركز الثاني برصيد 44 نقطة متخلفا بنقطة واحدة عن ريال مدريد المتصدر والذي يملك مباراة مؤجلة أمام إشبيلية. في الدور ثمن النهائي، لم يجد برشلونة صعوبة في الفوز على التشي 5 - صفر ذهابا و4 - صفر إيابا. أما أتليتكو مدريد حامل لقب الكأس في عشر مناسبات آخرها في 2013 فحقق فوزا صعبا على غرناطة الأخير 2 - صفر في الدوري حيث يحتل المركز الثالث برصيد 41 نقطة. ويلعب اليوم أيضا فياريال مع خيتافي وملقة مع أتلتيك بلباو، وغدا إسبانيول مع إشبيلية. وتقام جولة الإياب في 28 و29 يناير / (كانون الثاني) الحالي.

وكان بارتوميو رئيس برشلونة أكد أنه قام بالتبكير بموعد الانتخابات الرئاسية لإضفاء مزيد من الهدوء على الأجواء داخل النادي وإعطاء فرصة للمساهمين للاختيار. وقال بارتوميو في تصريحات نقلتها عنه صحيفة «إس» الإسبانية: «الهدف كان إضفاء مزيد من الهدوء على الأجواء وإعطاء الفرصة للمساهمين لكي يختاروا».

وأضاف: «أنا سعيد بالحالة العامة التي يتمتع بها النادي.. من الناحية الرياضية بمقدورنا الفوز بكل شيء.. بفضل الإعلان عن موعد الانتخابات خفت حدة التوتر وأصبح الفريق في مأمن.. هناك بعض اللاعبين الذين أعربوا عن موافقتهم على إجراء الانتخابات.. إنهم يشعرون بدعم أكبر الآن.. سنظل نساعد اللاعبين حتى النهاية.. لست نادما على اتخاذ مثل هذا القرار.. سيكون هناك عدة مرشحين وسأكون أنا أيضا من بينهم. واعترف بارتوميو بأن الفريق مر بعام عصيب عانت خلاله إدارة النادي كثيرا من أجل المساهمين»، وقال: «2014 كان عاما معقدا.. عانينا كثيرا ولكن الوضع الحالي رائع.. أرباح النادي ترتفع بشكل مضطرد، والمساهمون يشعرون بالرضا والسعادة».

وأشاد بارتوميو بالنجم ميسي قائلا: «علينا أن نرى كيف هو الآن.. لقد أصبح رائعا في كل الجوانب ولديه رغبة كبيرة في الفوز بكل شيء هذا العام.. لقد تقابلت معه وشعرت بسعادته.. إنه اللاعب رقم واحد في العالم حتى لو كان غيره هو من يفوز بالجوائز.. إنه طموح ويتطلع للفوز.. إنه يؤدي موسما رائعا.. هو القائد ويتصرف بهذا المنطق.. ميسي سيظل معنا لأعوام كثيرة.. لا يوجد هناك أي احتمال لبيعه ولا بيع أحد من زملائه.. عليهم أن يمنحوا كل الكرات الذهبية لميسي».