الفلسطينيون يشعرون بالفخر بعد المشاركة «التاريخية»

أحمد الحسن: هذه البداية فقط.. ومستقبلنا واعد

رغم الخروج من آسيا فإن الفلسطينيين ينظرون بتفاؤل لمستقبلهم الكروي (رويترز)
TT

أسدل المنتخب الفلسطيني الستار على مشاركته التاريخية في نهائيات كأس آسيا لكرة القدم بتلقيه هزيمة ثالثة لكن ذلك لم يحبط من عزيمة مدربه أحمد الحسن الذي تحدث عن بداية المشوار وليس نهايته بالنسبة لبلد يعاني الأمرين.

لم يتحدث الحسن بعد الخسارة الثالثة التي جاءت على يد العراق عن خيبة أو إحباط بل أشاد بلاعبيه بعدما أظهر المنتخب الذي حجز مقعده في نهائيات أستراليا 2015 بفضل تتويجه بطلا لكأس التحدي، تطورا في أدائه الدفاعي وصمد في وجه هجمات المنتخب العراقي الذي افتتح التسجيل في أوائل الشوط الثاني ثم انتظر حتى الدقيقة قبل الأخيرة ليؤكد فوزه، خصوصا إذا ما تمت المقارنة بالمباراتين الأوليين اللتين خسرهما رجال الحسن أمام اليابان صفر - 4 والأردن 1 - 5.

«كنا نعلم قبل المباراة أننا نملك فرصة ضئيلة جدا لبلوغ الدور الثاني»، هذا ما قاله الحسن بعد الجولة الثالثة الأخيرة التي شهدت تأهل اليابان والعراق إلى ربع النهائي على حساب المنتخبين الفلسطيني والأردني، مضيفا: «خضنا المباراة من دون أي ضغط هذه المرة».

وتحدث الحسن عن خوضه اللقاء بوجوه جديدة في التشكيلة الأساسية وخصوصا الحارس توفيق أبو حماد الذي قدم أداء لافتا، قائلا: «اعتقدنا أنها مناسبة لمنح الفرصة لوجوه جديدة. توفيق على سبيل المثال، إنه حارس مذهل. نحن نعلم ذلك جيدا ومستقبله واعد مع المنتخب. نتوقع أن يلعب دورا هاما في المستقبل مع المنتخب الفلسطيني».

وواصل «لقد قدمنا مباراة مختلفة اليوم (أمس) وحققنا نتيجة أفضل مقارنة مع المباراتين السابقتين ضد اليابان والأردن. أعتقد أن كل لاعبي فريقي قدموا أداء رائعا»، معتبرا أن اللاعبين سيستفيدون كثيرا من هذه المشاركة القارية إن كان على صعيد تطورهم أو من ناحية تحسن الكرة الفلسطينية.

وتابع: «هذه كانت المشاركة الأولى لفلسطين في البطولة وأعتقد أنها البداية بالنسبة للكرة الفلسطينية وليست النهاية».

وتحمل مشاركة المنتخب الفلسطيني في نهائيات البطولة القارية نكهة خاصة خصوصا في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون.

ويشعر الوسط الرياضي الفلسطيني بالفخر لوصول منتخبه لأول مرة في تاريخه إلى نهائيات كأس آسيا وقد حظي المنتخب باهتمام كبير في أستراليا كما أن المشاركة في هذا البلد حملت الكثير من المعاني الهامة بالنسبة للفلسطينيين لأن أستراليا من البلدان التي رفضت الاعتراف بدولة فلسطين.

والهدف من المشاركة في البطولة القارية بالنسبة لفلسطين أبعد من الرياضة بحد ذاتها، وهذا ما أشار إليه سابقا أمين عام الاتحاد المحلي للعبة عبد المجيد حجة بقوله: «رغم كل الظروف التي يسببها الاحتلال الإسرائيلي، وصلنا إلى أستراليا وهدفنا إثبات إنسانيتنا وتحقيق ما عجزت عنه السياسة».

ومثلما تشهده أروقة السياسة فيما يخص الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فإن وصول المنتخب الفلسطيني إلى أستراليا جاء في خضم صراع مماثل يجري بين الاتحادين الفلسطيني والإسرائيلي في أروقة الاتحاد الدولي لكرة القدم.

وطالب رئيس الاتحاد الفلسطيني أكثر من مرة الاتحاد الدولي بمعاقبة الاتحاد الإسرائيلي بسبب القيود التي تفرضها السلطات الإسرائيلية على حرية حركة الرياضيين الفلسطينيين.

حتى إن الحسن نفسه تحدث في هذه البطولة عشية مواجهة الأردن في الجولة الثانية عن أن فريقه جاء إلى كأس آسيا في أستراليا لتحقيق هدفين «الأول سياسي والثاني رياضي».

وقال الحسن: «هدفنا الأول سياسي وهو عزف النشيد الفلسطيني في أستراليا بالتحديد ولقد نجحنا في ذلك في المباراة الأولى، لأن شعبنا من حقه ممارسة الرياضة في ظل ممارسات القمع التي يتعرض لها من قبل الاحتلال الإسرائيلي».

ومن المؤكد أن الفلسطينيين الموجودين في أستراليا كانوا سعيدين برؤية علم بلدهم يرفرف في الملاعب وعلى المدرجات وبمشاهدة أبناء وطنهم يلعبون كرة القدم أمام أعينهم، آملين أن تتكرر هذه المشاهد عوضا عن الملاحقات التي يتعرضون إليها والمضايقات التي يختبرونها في الأراضي الفلسطينية والتي تحد من تطورهم كرياضيين.