الإمارات والعراق يحفظان ماء الوجه العربي في آسيا

الصدمة الكبرى كانت في خروج السعودية من الدور الأول

المشاركة العربية كانت مخيبة للآمال في آسيا 2015 (رويترز)
TT

لم يسبق للمنتخبات العربية أن عرفت خيبات في كأس آسيا لكرة القدم كتلك التي تعيشها في النسخة الحالية المقامة في أستراليا أو الأخيرة في قطر عام 2011.

واستبشر العرب خيرا بعد تأهل تسعة منتخبات من أصل 16 إلى النهائيات، فكان أن ودعت جميعها من الدور الأول باستثناء منتخبين هما الإمارات والعراق اللذان تأهلا عن مجموعتين تضم كل منهما ثلاثة منتخبات عربية، وبالتالي كان سيتأهل أحدها حكما إلى الدور التالي.

والأسوأ من ذلك أن هناك أربعة منتخبات عربية فقدت أملها حسابيا في التأهل بعد جولتين فقط من انطلاق الدور الأول، وهي الكويت وعمان بعد سقوطهما أمام أستراليا وكوريا الجنوبية في المجموعة الأولى، وقطر والبحرين بعد سقوطهما أمام الإمارات وإيران في الثالثة، كما أن جميع المنتخبات المودعة من الدور الأول كانت عربية باستثناء كوريا الشمالية.

وعن الخيبة العربية المتجددة قال المدرب الروماني كوزمين أولاريو «الفارق بين العرب والآخرين يكمن في القوة والتنظيم. هناك نوعية تقنية للاعبين العرب لكن التنظيم مفقود، بيد أنني معتقد أنهم سيتطورون قريبا». ورأى أولاريو المعار من الأهلي القطري أن الوقت لم يسعفه لتقديم المطلوب مع السعودية «كان من الصعب أن نقوم بعمل جيد في هذه الفترة القصيرة، فالمشكلات كانت حاضرة. اجتمعت برئيس الاتحاد السعودي أحمد عيد مطولا وبأعضاء الاتحاد، وقدمت لهم بعض المقترحات علها تساعدهم في عملية تطور المنتخب».

الجزائري جمال بلماضي مدرب قطر رأى أن الأخيرة دفعت الثمن بسبب كثرة المشاركات في فترة زمنية قصيرة، مضيفا «في عام واحد خضنا ثلاث بطولات، وهذا كثير بالنسبة لمنتخب وطني. فزنا ببطولتين وهذا ليس بالأمر السهل. كأس غرب آسيا على أرضنا وكأس الخليج خارج أرضنا في السعودية، والجميع يعلم مدى صعوبة الفوز هناك».

وتحدث بلماضي مجددا عن التشكيلة الشابة للمنتخب القطري، معتبرا أن لاعبيه في مرحلة التعلم، وأن الفوز بكأس الخليج الثانية والعشرين في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي جاء مبكرا على لاعبين بهذا العمر «بعضهم لم يلعب أكثر من ثلاث أو أربع مباريات مع المنتخب الوطني، واثنان منهم فقط شاركا في كأس آسيا 2011».

وقارن الإنجليزي راي ويلكينز مدرب الأردن بين منتخبات شرق آسيا وغربها، فاعتبر أن «دول الشرق تملك محترفين في أوروبا، وهناك امتلكوا القوة الجسدية واللعب البدني خلافا للاعبي غرب آسيا الذين يمتلكون النوعية الفنية والتقنية. انظروا ما حدث بين السعودية وأوزبكستان (3/1). كانت الأمور متكافئة حتى الدقيقة 60 تقريبا، بعدها هبط أداء المنتخب السعودي ولعب الأوزبكيون بقوة رهيبة».

مدرب البحرين مرجان عيد تسلم مهمته في نوفمبر خلفا للعراقي عدنان حمد الذي أعفي من منصبه بعد جولتين من الدور الأول لكأس الخليج، لكن رئيس الاتحاد الشيخ علي بن خليفة آل خليفة أكد الاحتفاظ بخدمات المدرب البالغ من العمر 50 عاما لما بعد نهائيات كأس آسيا.

الفرنسي بول لوغوين، مدرب عمان، شدد على أنه لم يكن من المفاجئ أن تحصل كوريا الجنوبية وأستراليا على أول مركزين في المجموعة الأولى «قمنا بكل جهد ممكن في مباراتين قويتين. حاولنا لكننا لم نتمكن من اللعب بذات المستوى أمام أستراليا، وسوف نحاول ما بوسعنا في المستقبل كي نتحسن».

من جهته، لام التونسي نبيل معلول، مدرب منتخب الكويت، الإصابات واعتبرها سبب عدم نجاحه في تحقيق أي فوز في البطولة القارية «أصيب العديد من لاعبينا، وهذا الأمر أثر على خط الهجوم، حيث لا يوجد معنا مهاجم صريح. المشكلة كانت واضحة تماما في المباراة أمام عمان (صفر/1)، حيث أهدرنا العديد من الفرص ولم نتمكن من تحقيق فوز كنا نستحقه».

وأوضح مدرب الكويت بخصوص تأهل كوريا الجنوبية وأستراليا «من المنطقي أن أفضل فريقين في المجموعة تأهلا، فهما من أفضل المنتخبات في قارة آسيا وقد تأهلا أكثر من مرة إلى كأس العالم. نحن بحاجة للعمل على الفريق كي تكون أمامه فرصة بالمنافسة في التصفيات المقبلة لكأس العالم».

أما المشاركة الفلسطينية فكانت تهدف بحسب مدرب المنتخب أحمد الحسن إلى شقين «الأول سياسي يكمن في عزف النشيد الوطني الفلسطيني في أستراليا، والثاني رياضي اكتسبت منه خبرة في مشاركة أولى في النهائيات».

الصدى الكبير كان لخروج السعودية، وانتهاء حلمها بإحراز لقبها الأول منذ 1996 والرابع في تاريخها (توجت به أعوام 1984 و1988 و1996 وخسرت النهائي أعوام 1992 و2000 و2007).

هداف المنتخب السابق ياسر القحطاني كتب «ما يحصل من نتائج سلبية للمنتخب السعودي يتحمله الاتحاد السعودي. ما بني على باطل فهو باطل. من المستحيل تحقيق نتائج إيجابية في ظل تخبط التخطيط. كثرة تغيير الإدارات والمدربين خلال ثلاث سنوات أمر يبين ويثبت أن السياسة الإدارية والتخطيط للمنتخب من قبل الاتحاد لم يكن صحيحا».

وودعت السعودية الدور الأول للمرة الثانية على التوالي والثالثة في آخر أربع مناسبات. وأشعلت خسارة أوزبكستان الأخيرة الغضب مجددا، فكتب صحيفة «الرياضية»: «تبريرات اللاعبين بحد ذاتها كانت مضحكة، فأسامة هوساوي يقول: (هزمنا الأوزبك بأجسامهم القوية ونحتاج أن نشتغل على أنفسنا أكثر)، وكأن المنتخب السعودي لم يهزم أوزبكستان بأجسامها القوية في عام 2000 بخمسة أهداف دون رد، وحتى وليد عبد الله ومحمد السهلاوي تحدثا بكل برودة، وهما يرميان الخسارة على الحظ وسوء الطالع وكأنهما مع زملائهما قدموا مباراة جيدة ولم يكونوا مجرد أشباح داخل الملعب».