الإمارات واليابان.. سباق ناري نحو نصف نهائي «الأمم الآسيوية»

إيران في اختبار العراق اليوم في دور الثمانية

فرحة كورية جنوبية بالثنائية في شباك أوزبكستان.. وفي الاطار تيم كاهيل ينطلق فرحا بهدفيه في الصين (أ.ف.ب)
TT

أكد المهاجم سون هيونغ نجوميته وقاد منتخب كوريا الجنوبية إلى نصف نهائي كأس آسيا 2015 لكرة القدم للمرة الرابعة في آخر خمس مناسبات، بتسجيله هدفي الفوز (2/صفر) في الوقت الإضافي أمام أوزبكستان أمس الخميس في ملبورن.

وتلتقي كوريا الجنوبية في نصف النهائي الاثنين المقبل في سيدني الفائز من مباراة إيران والعراق التي تقام غدا في كانبرا.

وفي بريزبن، قال نجم إيفرتون الإنجليزي السابق ونيويورك ريد بولز الأميركي الحالي تيم كاهيل كلمته، وحمل أستراليا المضيفة ووصيفة البطلة إلى الدور نصف النهائي للمرة الثانية على التوالي، وذلك بتسجيله ثنائية الفوز على الصين 2/صفر أمس الخميس. وستنتظر أستراليا الفائز من الإمارات واليابان اللتين ستتواجهان اليوم الجمعة في الدور ربع النهائي من البطولة.

* أستراليا × الصين أكد كاهيل رغم تقدمه في العمر (35 عاما) أنه ما زال يتمتع بالحس التهديفي الذي جعله يتربع على عرش أفضل هداف في تاريخ «سوكيروس»، حيث تواصل حلمه بإحراز اللقب الأول له في مشاركته الثالثة فقط، فيما انتهى مسعى الصين لإحراز اللقب للمرة الأولى عند حاجز الدور ربع النهائي الذي وصلته للمرة الأولى منذ 2004. لكنهم تمكنوا على أقله، وبعد شوط أول صعب للغاية، من تجنب الفخ الصيني في مهمة لم تكن بسهلة على الإطلاق في مواجهة رجال المدرب الفرنسي آلان بيران. ولم تكن بداية أستراليا مشجعة، إذ بدا رجال بوستيكوغلو مهزوزين، مما سمح للصينيين بتهديدهم بهجمات سريعة أربكت الدفاع وكادت تثمر عن هدف في الدقيقة 21 عن طريق جي شيانغ الذي وصلته الكرة من الجهة اليمنى فتلقفها مباشرة بجانب القائم الأيسر لمرمى مات راين.

وعانى «سوكيروس» في بناء هجماته والوصول إلى مرمى وانغ دالي حتى الدقيقة 29 عندما أطلق ليكي كرة صاروخية من حدود المنطقة تقريبا تألق الحارس الصيني في صدها، واتبعها صاحب الأرض بفرصة أخرى لترنت ساينسبوري الذي وصلته الكرة من ركلة حرة نفذها بريشيانو فحولها برأسه، لكن محاولة مدافع تسفوله الهولندي علت العارضة بقليل (36). ثم غابت الفرص مجددا حتى صافرة نهاية الشوط الأول، ثم استهلت أستراليا الشوط الثاني الذي شهد في بدايته خروج مي فانغ من الناحية الصينية ودخول جيانغ جيبنغ، بفرصة لكروز الذي أطلق كرة صاروخية من حدود المنطقة علت العارضة (47).

ثم جاء الفرج للأستراليين بعد ثوان وإثر ركلة ركنية شتتها الدفاع إلى خارج المنطقة، لكنها عادت إلى كاهيل الذي تلقفها أكروباتية خلفية رائعة على يمين وانغ دالي (49). وكاد الرد الصيني يأتي سريعا لولا تألق راين في صد تسديدة قوية من جانغ لينبنغ (59)، ثم انتقل الخطر إلى الجهة المقابلة عندما حضر ليكي الكرة لبريشيانو في مكان مثالي للتسجيل لكنه أطاح بها فوق العارضة (60) قبل أن يترك مكانه لجيمس ترويز (61).

وواصل الأستراليون انتفاضتهم وكانوا قريبين جدا من هدف ثان لكاهيل الذي وصلته الكرة على الجهة اليسرى فالتف على نفسه وسددها، لكن الحارس الصيني تألق في وجه لاعب نيويورك ريد بولز الأميركي (62) الذي لم ينتظر طويلا ليعوض هذه الفرصة بهدف رائع آخر جاء من كرة رأسية إثر تمريرة عرضية من ديفيدسون (65)، مسجلا هدفه الثالث في النهائيات الحالية.

وحاول الصينيون العودة إلى اللقاء، وكانوا قريبين من تقليص الفارق، لولا تألق راين في وجه تسديدة جيانغ جيبنغ ثم المتابعة الرأسية لوو لي (71).

* كوريا الجنوبية × أوزبكستان كانت أوزبكستان الأفضل في أول ربع ساعة والأقرب إلى التسجيل، قبل أن تتسلم كوريا زمام المبادرة في الربع الثاني، ثم تكافئها اللعب وصولا إلى صافرة نهاية شوط أول كان إيقاعه سريعا وشهد بعض الجمل التكتيكية الجميلة من الطرفين مع أفضلية كورية بالاستحواذ. وفي الشوط الثاني ارتفعت درجة الإثارة على الرغم من سلبية النتيجة، قبل أن يحسم هيونغ مين (22 عاما) لاعب باير ليفركوزن الألماني المباراة برأسية في نهاية الشوط الإضافي الأول وتسديدة صاروخية في نهاية الثاني.

* الإمارات × اليابان سيكون «ستاديوم أستراليا» في سيدني اليوم الجمعة مسرحا لأبرز مواجهات الدور ربع النهائي من كأس آسيا «أستراليا 2015»، وذلك عندما يستضيف مباراة اليابان، الباحثة عن لقبها الثاني على التوالي والخامس في تاريخها، مع الإمارات التي خطفت الأضواء بفضل مهارات لاعبيها الشبان.

وكما كان متوقعا قبل انطلاق نهائيات النسخة السادسة عشرة من البطولة القارية، لم تجد اليابان صعوبة كبرى في حسم بطاقتها إلى الدور ربع النهائي عن المجموعة الرابعة، بعد تحقيقها ثلاثة انتصارات على فلسطين (4/صفر) والعراق بطل 2007 (1/صفر) والأردن (2/صفر).

أما بالنسبة لمنتخب الإمارات، فقد كان المفاجأة السارة في نهائيات أستراليا بعد أن قدم أجمل العروض حتى الآن، والتي بدأها بفوز كبير على قطر في المجموعة الثالثة (1/4) ثم على البحرين (1/2)، قبل أن يتنازل عن الصدارة لمصلحة إيران بسبب هدف سجله «تيم ميلي» في الوقت بدل الضائع.

ومن المؤكد أن المنتخب الياباني ومدربه المكسيكي خافيير أغيري يحسبان لعمر عبد الرحمن وعلي مبخوت ورفاقهما ألف حساب في هذه المواجهة التي ستضع خبرة وألقاب «الساموراي الأزرق» على المحك ضمن مسعاه لإحراز اللقب الثاني على التوالي والخامس في تاريخه (رقم قياسي).

ومن المؤكد أن المنتخب الياباني سيكون المرشح الأوفر حظا على الورق لبلوغ نصف النهائي للمرة الخامسة على التوالي والسادسة من أصل 8 مشاركات في النهائيات بسبب خبرة لاعبيه واعتيادهم على التعامل مع الضغوط بسبب وجود عدد كبير منهم في أبرز الأندية الأوروبية، بدءا من الحارس إيجي كاواشيما (ستاندر لياغ البلجيكي) مرورا بيوتو ناغاتومو (إنتر ميلان الإيطالي) وغوتوكو ساكاي (شتوتغارت الألماني) ومايا يوشيدا (ساوثهامبتون الإنجليزي) وهيروشي كيوتاكي (هانوفر الألماني) وماكوتو هاسيبي وتاكاشي إينوي (إينتراخت فرانكفورت الألماني) وصولا إلى كاغاوا (دورتموند) وهوندا (ميلان) وشينجي أوكازاكي (ماينتس الألماني).

وسيحاول مدرب «الأبيض» مهدي علي التعامل مع هذا الواقع وتجاوزه من أجل الالتزام بالتعهد الذي أطلقه قبل عامين بقيادة بلاده إلى الدور نصف النهائي. ويعول علي على التجانس الكبير في صفوف فريقه كون معظم أعضائه من لاعبين تدرجوا على يده بالذات، بعدما قاد منتخب الشباب للفوز بكأس آسيا للشباب عام 2008 في الدمام والتأهل إلى ربع نهائي مونديال 2009 تحت 21 سنة في مصر، ثم قاد الأولمبي للفوز بلقب البطولة الخليجية الأولى للمنتخبات تحت 23 سنة عام 2010 في الدوحة وفضية آسياد غوانغجو عام 2010 والتأهل إلى أولمبياد لندن 2012.

* إيران × العراق ستجمع مواجهة إيران والعراق في ربع نهائي كأس آسيا لكرة القدم بطلين سابقين وجارين لدودين عملا بصمت في الدور الأول ويبحثان عن لعب دور الحصان الأسود في النهائيات. وفي ظل الأضواء الإعلامية المركزة على أستراليا المضيفة واليابان حاملة اللقب أربع مرات وحتى كوريا الجنوبية التي تملك جالية كبيرة في أوقيانوسيا، تحتضن كانبرا العاصمة السياسية في أستراليا مواجهة إيران حاملة اللقب ثلاث مرات بين 1968 و1976 والعراق بطل نسخة 2007.

العراق حجز معقده في الدور ربع النهائي للمرة السادسة على التوالي، وذلك بفوزه على نظيره الفلسطيني 2/صفر الثلاثاء في كانبرا بهدفي المخضرم يونس محمود وأحمد ياسين، وتخطى دور المجموعات للمرة السابعة في مشاركاته الثماني التي بدأها عام 1972 حين خرج من الدور الأول للمرة الوحيدة قبل أن يحل رابعا عام 1976.

رجال المدرب راضي شنيشل نجحوا في تحقيق فوزهم الثاني، بعد ذلك الذي حققوه في الجولة الأولى على الأردن (1/صفر) بهدف ياسر قاسم، ورافقوا اليابان حاملة اللقب إلى ربع النهائي بعدما احتلوا الوصافة لخسارتهم أمام الساموراي الأزرق بهدف وحيد. وفي المجمل، التقى الفريقان 20 مرة، فخرج الإيراني فائزا 12 مرة مقابل 4 للعراق و4 تعادلات.

وسيعول شنيشل مجددا على قائده يونس محمود الذي كان صاحب الهدف الأول في مباراة فلسطين والسابع في مشاركته الرابعة في النهائيات (هدف في 2004 و4 في 2007 وهدف في 2011 وهدف في 2015) ليصبح خامس أفضل مسجل في العرس الكروي القاري مشاركة مع الإيرانيين بيتهاش فاريبا وحسين كالاني والكوري الجنوبي شوي سون هو والكويتي فيصل الدخيل، لكنه لا يزال بعيدا عن صاحب الرقم القياسي الإيراني الآخر علي دائي.

أما منتخب إيران، فيعول المدرب البرتغالي كارلوس كيروش على نخبة من المحترفين في أوروبا وإقليميا أبرزهم قائد الوسط المخضرم جواد نيكونام وزميله إنترانيك تيموريان، بالإضافة إلى الجناح السريع اشكان ديجاغاه، ولاعب الوسط القادر على الاختراق مسعود سجاعي، والمهاجم الصاعد بقوة سردار ازمون صاحب أحد أجمل أهداف البطولة حتى الآن.

وعلق كيروش على مباراة ربع النهائي «الآن لدينا فريق جاهز من الناحيتين التكتيكية والذهنية، إذ اكتسب الشبان الخبرة ولعبوا جيدا في مباريات الدور الأول».