أفضل نجوم كرة القدم الأفارقة يتدفقون على مالي استعدادا لانطلاق بطولة الأمم غدا

352 لاعبا يمثلون 16 منتخبا وتشكيلة الكاميرون والسنغال والمغرب جميعها من المحترفين

TT

يتدفق نجوم كرة القدم المحترفون من شتى بقاع الأرض على مالي استعدادا لانطلاق كأس الأمم الافريقية الثالثة والعشرين غدا وتستمر منافساتها حتى 10 فبراير (شباط) المقبل.

وسيشارك في البطولة 352 لاعبا يمثلون 16 منتخبا. وينتمي عدد غير قليل من لاعبي المنتخبات الافريقية الى عشرات من الاندية المختلفة المستوى في اربع من قارات العالم.

ومعظم اللاعبين المشاركين في النهائيات الافريقية المقبلة يلعبون لأندية خارج بلادهم، ويبرز تشكيل منتخبات الكاميرون والسنغال والمغرب التي تعتمد بكاملها على لاعبين خارج البلاد.

ويلعب 75 لاعبا من المشاركين في النهائيات في اندية فرنسية، مما يعني ان لكل دولة في النهائيات الافريقية فيما عدا مصر وجنوب افريقيا وزامبيا لاعبا على الاقل مع احد الاندية الفرنسية.

كما ينتمي الكثير من اللاعبين الى اندية المانية وايطالية وبلجيكية وانجليزية وهولندية اضافة الى فرق من البانيا ومالطا وجمهورية التشيك ايضا.

ويعتبر منتخب زامبيا هو صاحب النسبة الاكبر من اللاعبين المحليين، اذ ان ستة فقط من بين 22 لاعبا يقيمون في الخارج، كما ان معظم لاعبي منتخبات مصر والجزائر وتونس من اندية محلية ايضا.

وسيكون المهاجم المصري حسام حسن (35 عاما) الذي فاز في السابق بلقب عميد اللاعبين الدوليين الاكبر سنا اذا تقرر مشاركته خلال النهائيات لكن الفارق بينه وبين حارس المرمى التونسي المخضرم شكري الواعر ليس الا خمسة ايام فقط.

اما اصغر لاعب في النهائيات فهو مدافع توجو مامان جافارو الذي اتم عامه السادس عشر في اغسطس (اب) الماضي.

وتحمل مصر الرقم القياسي من حيث عدد المشاركات (17 مرة) في نهائيات كأس الامم الافريقية لكرة القدم وتخوضها للمرة الثامنة عشرة في مالي، بالاضافة الى الرقم القياسي في عدد الالقاب حيث توجت بطلة اربع مرات (57 و59 و86 و98)، مقابل لقب واحد للمغرب (76) وواحد للجزائر (90)، فيما لم تنعم تونس وليبيا بالتتويج.

وتعد نهائيات افريقيا الاختبار الصعب والحقيقي لمنتخبات الكاميرون ونيجيريا وجنوب افريقيا وتونس والسنغال المتأهله لكأس العالم.

ويبرز منتخب الكاميرون حامل اللقب والساعي الى الاحتفاظ به لضرب عصفورين بحجر واحد الاول معادلة الرقم القياسي في عدد الالقاب الموجود بحوزة مصر وغانا (4 لكل منها)، والثاني ان يصبح ثالث منتخب يحتفظ باللقب بعد مصر (57 و59) وغانا (63 و65).

واستعانت الكاميرون بخدمات المدرب الالماني وينفريد شايفر من أجل تحقيق أهدافها واعداد منتخب قوي يمثل القارة السمراء أحسن تمثيل في نهائيات مونديال .2002 وخدمت القرعة المنتخب الكاميروني ووضعته في المجموعة الثالثة الى جانب منتخبات ساحل العاج وتوغو والكونغو الديمقراطية، ولا يتوقع ان يواجه خطورة في الدور الاول.

في المقابل، تأمل نيجيريا وصيفة الدورة الثانية والعشرين في تعويض خيبة املها على أرضها وانتزاع اللقب الافريقي للمرة الثالثة بعد عامي 80 و94 وهي الفرصة الاخيرة لمخضرمي نيجيريا لانتزاع اللقب القاري، وهي تملك الامكانيات لتحقيقه بتواجد لاعبين محترفين من الطراز الرفيع امثال سيليستين بابايارو (تشيلسي الانجليزي) ونوانكوو كانو (ارسنال الانجليزي) وصنداي اوليسيه (بوروسيا دورتموند الالماني) وجاي جاي اوكوتشا (باريس سان جيرمان الفرنسي) وفيكتور اغالي (شالكه الالماني).

لكن طفت على السطح مجددا مشكلة المكافآت ورفض اللاعبون خوض مباراة ودية مع مصر وطالبوا بـ70 الف دولار، وهو العامل الذي تسعى منتخبات المجموعة الى استغلاله والاطاحة بـ«النسور الممتازة».

وستكون الجزائر ومدربها الدولي السابق رابح ماجر العقبة الثانية في طريق النيجيريين الى ربع النهائي، فضلا عن اصحاب الارض الذين سيبذلون كل ما في وسعهم لبلوغ اقصى مرحلة في النهائيات. وما تعاقدهم مع المدرب الفرنسي البولندي الاصل هنري كاسبرجاك سوى دليل على طموحهم الكبير والمشروع.

ولا تختلف حظوظ جنوب افريقيا عن الكاميرون ونيجيريا، فمنذ عودتها الى اجواء المنافسات الدولية بعد غياب سنوات عدة بسبب سياسة التمييز العنصري حققت جنوب افريقيا نتائج رائعة مكنتها من احراز اللقب القاري عام 1996 في جوهانسبرغ وبلوغ دور الاربعة عامي 98 في بوركينا فاسو و2000 في غانا ونيجيريا، وتأهلها الى نهائيات كأس العالم عام 1998 في فرنسا و2002 في كوريا الجنوبية واليابان معا.

وتواجه السنغال ظاهرة عام 2001 عندما حجزت بطاقتها للمرة الاولى الى نهائيات المونديال على حساب المغرب ومصر والجزائر رهانا جديدا يتمثل في فرض الذات وتأكيد نجوميتها قبل 5 أشهر من العرس العالمي، لكن المهمة لن تكون سهلة خصوصا وأنها ستواجه مرة جديدة الفراعنة الذين لن يدخروا جهدا للثأر واحباط معنويات السنغاليين الذين سيواجهون عقبة أخرى في الدور الاول تتمثل في المنتخب التونسي الساعي بدوره الى فرض الانسجام بين صفوفه قبل نهائيات كأس العالم باعتباره ممثل عرب افريقيا الوحيد في العرس العالمي. وتبدأ السنغال بقيادة نجومها المحترفين في فرنسا وفي مقدمتهم الحاجي ضيوف المرشح لنيل لقب أفضل لاعب في القارة السمراء للعام الماضي، النهائيات مرشحة فوق العادة لحجز بطاقتها الى الدور الثاني على الاقل بالنظر الى النتائج التي سجلتها في تصفيات المونديال.

ويبرز المنتخبان التونسي والمصري كمنافسين عنيدين للسنغاليين ومما لا شك فيه انهما لن يدعا الفرصة تمر دون وقف زحف «الاسود».

واستعانت تونس بخبرة الفرنسي هنري ميشيل الذي ترك بصماته واضحة في صفوف الكاميرون في مونديال 1994 والمغرب منذ 1997 وكان وراء جيلها الذهبي الذي ابلى البلاء الحسن في السنوات الاربع الاخيرة.

ويسعى المنتخب التونسي الى الاستفادة من برنامجه في الدور الاول لضمان بلوغه الدور الثاني مبكرا حيث سيلعب مباراته الاولى ضد منتخب زامبيا الاضعف في المجموعة، قبل ان يلتقي نظيره المصري الذي يعاني من العقدة المغاربية، وبعده سيلعب مع السنغال.

في المقابل، لم ترحم القرعة المنتخب المصري واوقعته في مواجهة السنغال في اولى المباريات، وبالتالي فان مسيرة الفراعنة في النهائيات رهينة بالنتيجة التي سيحققونها في المباراة الافتتاحية امام السنغال.

ويحلم المنتخب المصري باحراز اللقب للمرة الخامسة لينفرد به عن غانا التي تشاركه في عدد مرات الفوز باللقب ولكل اربع مرات، غير ان الجمهور المحلي لا يبدو مطمئنا على منتخب بلاده الذي لم يقدم خلال مبارياته التجريبية المستوى المطمئن.

من جانبه يسعى المنتخب المغربي الذي يشرف على تدريبه البرتغالي هومبرتو كويلهو الى تعويض اخفاق عدم التأهل الى المونديال باحراز اللقب الافريقي للمرة الثانية منذ عام .1976 لكن كويلهو في وضع لا يحسد عليه خصوصا بعد رفض صانع العاب المغرب مصطفى حجي المشاركة في النهائيات مبرراً ذلك بالجو غير المناسب داخل صفوف المنتخب.