هجوم المنتخبات العربية الأربعة المغرب ومصر وتونس والجزائر أصيب بالعقم في الجولة الأولى

5 أهداف فقط حصيلة 8 مباريات في كأس أمم أفريقيا 2002 والكاميرون ونيجيريا والسنغال في الصدارة

TT

باماكو ـ أ.ف.ب: عجز مهاجمو منتخبات عرب افريقيا الاربعة المغرب والجزائر وتونس ومصر عن هز شباك خصومهم في الدور الاول من نهائيات كأس الامم الافريقية الثالثة والعشرين المقامة حاليا في مالي وتستمر حتى 10 فبراير (شباط) المقبل.

وفشلت المنتخبات الاربعة بالتالي في تحقيق الفوز، فانتزع المغرب نقطة ثمينة من غانا بتعادله معها سلبا (المجموعة الثانية)، وسقطت تونس في فخ التعادل السلبي أيضا امام زامبيا (المجموعة الرابعة)، وخسرت مصر امام السنغال صفر ـ 1 ضمن المجموعة ذاتها، والجزائر امام نيجيريا بالنتيجة ذاتها (المجموعة الاولى).

ولا يقتصر العقم الهجومي على المنتخبات العربية فقط بل على أغلب المنتخبات المشاركة في النهائيات لأن الجولة الاولى التي شملت 8 مباريات شهدت تسجيل 5 أهداف فقط مقابل 21 هدفا في الجولة الاولى من نهائيات الدورة الثانية والعشرين في غانا ونيجيريا.

وبالعودة الى نتائج المنتخبات العربية فهي لا تعكس المستوى الذي ظهرت به لأنها قدمت عروضا جيدة لكنها دفعت ثمن عدم هز شباك الخصوم غاليا خصوصا مصر وتونس والجزائر، فيما تعتبر نتيجة المغرب ايجابية بالنظر الى قوة غانا والفرص الخطيرة التي سنحت لمهاجميها فضلا عن انها احدى اصعب مباراتين في الدور الاول ضمن مجموعته لأنه سيلتقي جنوب افريقيا، المرشحة للمنافسة على اللقب، في الجولة الثالثة الاخيرة.

وتبقى تونس، ممثلة عرب افريقيا الوحيدة في المونديال، الخاسر الاكبر لانها فشلت في كسب ثلاث نقاط من أضعف منتخبات المجموعة زامبيا. وسيطرت تونس على أغلب مجريات المباراة وكانت الاقرب الى التسجيل لكن سوء الطالع لازم مهاجميها خصوصا زبير بية وعماد المهذبي الذي حرمه القائم من هدف رائع في الشوط الاول وحاتم الطرابلسي.

وأعرب مدرب تونس الفرنسي هنري ميشيل، الذي كان يخوض مباراته الرسمية الاولى على رأس الادارة الفنية للتونسيين، عن خيبة أمله للنتيجة، وقال «خسرنا أسهل ثلاث نقاط في المجموعة ووضعنا أنفسنا في مأزق، لأن المباراتين المتبقيتين أصعب بكثير». وأضاف: ضغطنا على مرمى فيري ديفيس حارس زامبيا أكثر من مرة لكننا لم نصب الهدف، هشمنا الحائط الدفاعي البشري للزامبيين في أكثر من مناسبة ومن مختلف الجهات لكن الكرة لم تعانق شباك حارسهم العملاق». واستدرك ميشيل قائلا «عموما المباريات الافتتاحية دائما تكون صعبة وغالبا ما تنتهي بالتعادل، كما أنه ليست هناك منتخبات ضعيفة في القارة السمراء وخصوصا المشاركة في النهائيات لأنها لم تحجز بطاقتها عبثا بل عن جدارة»، مضيفا «سنعيد ترتيب اوراقنا ونستعد لمباراتنا المقبلة ضد مصر».

وصب تعادل تونس وزامبيا في مصلحة المصريين الذين اصيبوا بخيبة أمل كبيرة بعد الخسارة امام السنغال بهدف سجله لامين دياتا في الدقائق الاخيرة. وعزز التعادل من حظوظ المصريين في المنافسة على اللقب وهم الذين وقعوا في «ورطة» بعد الخسارة امام السنغال بحسب قائدهم هاني رمزي الذي صرح بعد اللقاء «اننا في ورطة، لان ما ينتظرنا أصعب، وسنبذل قصارى جهدنا للتعويض في المباراتين المقبلتين».

وعزا مدرب مصر محمود الجوهري الخسارة الى الاخطاء التكتيكية التي ارتكبها اللاعبون خصوصا تراجعهم الى الدفاع في منتصف الشوط الثاني وهو الذي اعطى تعليماته بالهجوم.

وفي الوقت الذي كان فيه الجميع ينتظر خوض المصريين المباراة دون مركب نقص خصوصا انهم المنتخب الوحيد الذي تغلب على السنغال العام الماضي عندما فازوا عليها 1 ـ صفر في القاهرة في اياب تصفيات المونديال، بدا الفراعنة متخوفين من «الاسود المضيافة» وهو لقب السنغاليين.

واستغلت السنغال تراجع الفراعنة الى الدفاع ونزلت بكل ثقلها على مرمى عصام الحضري ونجحت في تسجيل هدف ردت به الاعتبار لنفسها ووضعت قدما في الدور الثاني خصوصا انها تلعب مباراة سهلة نسبيا ضد زامبيا في الجولة الثانية والفوز سيؤهلها مباشرة الى ربع النهائي.

وطالب المدير الفني لمصر محمود الجوهري لاعبيه بنسيان مباراة السنغال والتفكير كما لو حضروا الى مالي لخوض مباراتين فقط ضد تونس وزامبيا، مشددا على ضرورة كسب نقاط المباراتين لحجز بطاقة الى ربع النهائي.

واوضح ان شغله الشاغل حاليا رفع معنويات اللاعبين واعدادهم جيدا لمباراة الدربي ضد تونس. وتعملقت الجزائر ومدربها الدولي السابق رابح ماجر في مواجهتها لنيجيريا لكنها خرجت خالية الوفاض بعد الخسارة بهدف نظيف سجله جوليوس اغاهوا في أصعب فترات المباراة الدقيقة 42، وهو ما اعترف به ماجر بالقول «استقبلت شباكنا هدفا في وقت قاتل يصعب فيه التعويض مباشرة».

واضاف «حاولنا في الشوط الثاني وسنحت لنا مجموعة من الفرص لكن دون نتيجة». وانتقد ماجر حكم المباراة فيليكس تانجاواريما (زيمبابوي) لانه «الغى هدفا صحيحا لنسيم اكرور بداعي التسلل (67) فضلا عن منحه اخطاء خيالية للنيجيريين وعدم احتسابه لاخطاء ارتكبت بحقنا».

ويحق للمنتخب المغربي ان يهنأ بالنقطة التي انتزعها من غانا لانه وقف ندا امامها بل هدد مرماها في اكثر من مرة وكان قاب قوسين أو أدنى من التسجيل عبر عبد الجليل حدا (كاماتشو) وهشام الزروالي.

ولعب المنتخب المغربي بتشكيلة شابة معززة بالمخضرمين القائد نور الدين النيبت ويوسف شيبو وكاماتشو وصلاح الدين بصير. واعتبر النيبت النتيجة منطقية ووعد بتقديم الافضل في المباراتين المقبلتين.

وقال «ان تلعب بمجموعة شابة وتحقق التعادل امام غانا الساعية الى احراز لقبها القاري الخامس نتيجة ايجابية وانجاز في حد ذاته، سنكون أفضل مستقبلا». ويتعين على المنتخبات العربية تدارك الموقف في الجولة الثانية لان الخطأ ممنوع عليها وأي تعثر سيساوي خروجها خالية الوفاض من الدورة.

وحذت الكاميرون حاملة اللقب حذو نيجيريا والسنغال وحققت الاهم بتغلبها على الكونغو الديمقراطية 1 ـ صفر.

ويذكر ان الجولة الاولى شهدت ثلاثة انتصارات بنتيجة واحدة 1 ـ صفر وخمسة تعادلات بينها 4 سلبية وتعادلاً ايجابياً 1 ـ 1 بين مالي وليبيريا. وجاء فوز الكاميرون بشق النفس لأن الكونغو الديمقراطية ونجمها البوروندي الاصل شعباني نوندا شاكست طيلة المباراة وكانت الاقرب الى التسجيل في اكثر من مناسبة. وحققت بوركينا فاسو مفاجأة من العيار الثقيل بتعادلها مع جنوب افريقيا المرشحة فوق العادة لتصدر المجموعة الثانية.

وتستأنف مباريات الجولة الثانية غدا فتلعب غانا مع جنوب افريقيا (المجموعة الثانية) ومالي مع نيجيريا (الاولى)، ثم تستكمل الجمعة بلقاءات مصر مع تونس (الرابعة) والكاميرون مع ساحل العاج (الثالثة) والجزائر مع ليبيريا (الاولى)، على أن تختتم السبت المقبل بلقاءات بوركينا فاسو مع المغرب (الثانية) والكونغو الديمقراطية مع توغو (الثالثة) والسنغال مع زامبيا (الرابعة).