المهاجم المصري محمد اليماني المحترف ضمن صفوف فريق ستاندرد لياج البلجيكي، الذي تعرض في الفترة الاخيرة لحملة انتقادات شديدة لاتهامه بالتهرب من المشاركة مع المنتخب المصري اثناء بطولة الامم الافريقية الاخيرة، التي اقيمت في مالي وقبيل مغادرته بلجيكا للذهاب الى القاهرة، حيث سيخضع للتحقيق من جانب اتحاد الكرة المصري.
التقت به جريدة «الشرق الأوسط» لمعرفة ملابسات وظروف الواقعة. ودافع اللاعب عن نفسه وقال: انا مظلوم وبريء من هذه التهمة وسأحاول اثبات ذلك اثناء التحقيق الذي سيتم معي من جانب مسؤولي الاتحاد المصري لكرة القدم.
واضاف ان الواقعة بدأت منذ مباراة منتخب مصر ضد ناميبيا ضمن التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم المقبلة، واشركني الكابتن الجوهري في الدقائق العشر الاخيرة من المباراة، ثم ذهبت للمشاركة في مباراتنا ضد منتخب الجزائر، وجلست على دكة الاحتياط، ولم اشارك ولو بدقيقة واحدة وهذا الامر اثار استياء الجهاز الفني والاداري لنادي ستاندرد لياج وطلبوا مني عدم السفر مرة اخرى والبقاء مع النادي، حيث كنت وقتها لاعبا اساسيا في تشكيلة الفريق.
ولا اخفي عليك فقد كنت حزينا جدا لعدم مشاركتي مع المنتخب وطلب مني رئيس النادي ان يجتمع معي عقب عودتي مباشرة وقال لي بالحرف الواحد: «اذا اردت السفر للمشاركة مع منتخب بلادك، فلن تشارك بعد الآن مع الفريق الاول، وسنكتفي بالاستعانة بك في مباريات الناشئين بالنادي»، وكان الامر بالنسبة لي صدمة قوية لم اكن اتوقعها، وقد ذكرت هذا كله لاتحاد الكرة الدولي (الفيفا) عندما اتصلوا بي لسؤالي حول هذا الموضوع.
* هل صحيح انك قمت بتوقيع اقرار على نفسك امام رئيس النادي بعدم المشاركة مع منتخب مصر؟
ـ نعم، لقد فعلت ذلك من اجل المشاركة مع منتخب الشباب في بطولة افريقيا المؤهلة لكأس العالم التي اقيمت في اثيوبيا، وذلك بعد ان اشترط رئيس النادي للموافقة على مشاركتي مع منتخب الشباب الذي يقوده الكابتن شوقي غريب، بأن اقوم بالتوقيع على اقرار بعدم المشاركة بعد ذلك مع منتخب مصر، واذا حدث ذلك اقوم بدفع غرامة مالية كبيرة، وكنت مضطرا للموافقة على ذلك من اجل السفر، لأني احب هذا المنتخب ومديره الفني، ويكفي انني سألعب باسم مصر، وبالفعل سافرت واستطعنا ان نحقق نتائج ممتازة، وصعدنا لنهائيات كأس العالم بالارجنتين وحصلنا على المركز الثالث.
وعن الاسباب التي جعلت ادارة نادي ستاندرد لياج تتخذ مثل هذا الموقف يقول اليماني:
ـ الحقيقة ان سوء الحظ لعب دورا كبيرا، حيث انني كنت اعود الى بلجيكا في معظم الاحيان مصابا في اعقاب مشاركتي في معسكرات المنتخب الوطني، واذكر منها انني سافرت الى مصر للانضمام الى معسكر المنتخب استعدادا لمباراة كينيا وعدت الى بلجيكا باصابة في العضلة الخلفية ابعدتني عن اللعب لمدة شهرين، وقال لي المدير الفني للفريق البلجيكي بالحرف الواحد: «اذا تكررت الامور بهذه الطريقة، فلن يستفيد منك الفريق»، اضف الى ذلك الاصابة التي لحقت بي بعد الحادث الذي تعرضت له في مصر اثناء سفري بالسيارة من القاهرة الى الاسماعيلية. وابعدتني فترة طويلة عن الملاعب.
* من الذي تكفل بمصاريف علاجك طوال هذه الفترة؟
ـ بصراحة تكاليف علاجي في مصر كلها كانت على حساب اتحاد الكرة المصري، ولم يساهم الفريق البلجيكي بأي شيء، على الرغم من ان قوانين التأمين الصحي في بلجيكا تلزم النادي بالمساهمة في نفقات العلاج، وانا انتهزها فرصة لأشكر اتحاد الكرة وكل الاشخاص الذين وقفوا بجانبي اثناء هذه الفترة.
* وماذا عن الخطوة المقبلة؟
ـ سوف اسافر الى مصر يوم الاحد المقبل، وسيكون هناك تحقيق معي في اتحاد الكرة بعد وصولي بيومين او ثلاثة، وسوف ادافع عن نفسي وسأثبت براءتي لأني فعلا مظلوم ولو كنت اخطأت لقلتها صراحة.
* هناك مصادر تتوقع فرض غرامة مالية كبيرة عليك، هل ستقوم بدفع الغرامة؟
ـ لقد دفعت 400 الف فرنك بلجيكي لادارة النادي البلجيكي وكانت الشرط الجزائي في حالة مطالبتي بالعودة للعب ضمن صفوف المنتخب، وانا مستعد لدفع اي غرامة اخرى في سبيل الا يتم حرماني من شرف تمثيل بلادي، ويكفي ان اقول لك انني اعاني بسبب تصريحاتي التي قلتها للصحافيين في بلجيكا عقب عودتي من كأس العالم واعلنت فيها تمسكي باللعب لمنتخب بلادي، وكانت النتيجة هي عدم اشراكي في مباراة الفريق إلا لدقائق معدودة، وهذا الامر يسبب لي الما نفسيا لا يوصف، فأنا ما زلت لاعبا صغير السن واتمنى ان احقق الكثير من الانجازات ولن يتحقق ذلك من خلال جلوسي على دكة الاحتياط او مجرد مشاركتي لدقائق معدودة.