الخبير الكروي العربي عبد المجيد الشتالي: أطالب النجم السعودي التمياط بعدم الاحتراف في هولندا

مكان التمياط في فرنسا أو إسبانيا وعليه إثبات جدارته في المونديال * الجوهر مطالب بالتركيز على القائمة النهائية للمنتخب السعودي وكثرة التغييرات مضرة

TT

طالب الخبير الكروي العربي عبد المجيد الشتالي صانع العاب السعودية الاول نواف التمياط بعدم التسرع في اتخاذ قرار الاحتراف بفريق رودا الهولندي ابتداء من الموسم المقبل، مرجعا ذلك الى ان اجواء هذا الفريق لا تساعد اللاعب على النجاح في ظل ان المدينة التي يقطن بها الفريق الهولندي غير مناسبة بتاتا للاعب الخليجي ولن يستطيع من خلالها العيش يوما واحدا، بسبب انها مدينة لا تشتهر بكرة القدم بقدر شهرتها بوجود مناجم الماس وعمل اغلبية سكانها الذين لا يتجاوز عددهم الـ50 الفا في هذه المناجم.

وقال الشتالي في حديثه الخاص لـ«الشرق الأوسط»: حقيقة الاجواء المناخية ايضا هناك دائما ما تكون ممطرة ومصاحبة لعواصف ثلجية ولا يمكن للاعب الخليجي ان يتأقلم مع هذه الاجواء ولن يقدم العطاء المتوقع منه.

واشار المدرب التونسي الذي درب منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم (1978) بالارجنتين الى ان نصيحته للتمياط تأتي من واقع تجربة سبق ان خاضها وعاشها في مطلع السبعينات السابقة عندما التحق بالفريق ذاته اثناء دراسته في اوروبا خلال تلك الفترة.

واضاف: رودا الهولندي ذلك الفريق ليس من الفرق المشهورة او المعروفة على المستوى الاوروبي، واؤكد ان هذا الفريق لا يملك الامكانات لدفع المبالغ التي تحدثت عنها وسائل الاعلام السعودية خلال الاسابيع الثلاثة الماضية والتي تجاوزت الـ8 ملايين دولار اميركي، واعتقد جازما ان مسؤولي رودا لا يمكن لهم ان يتجاوزوا مبلغ المليون دولار فقط.

كما طالب الخبير العربي التمياط بعدم الندم والتأسف في حال ضياع فرصة الاحتراف في فريق رودا الهولندي مسترجعا قوله بان الفريق ليس من فرق المقدمة امثال اجاكس وفينورد وايندهوفن الهولندية، مبينا ان اللاعب لا يزال صغير السن والمستقبل امامه لاختيار الجهة المناسبة له للاحتراف في اوروبا.

وقال: التمياط لاعب يملك امكانات ومهارات فردية عالية يجيد من خلالها القتال داخل الملعب ومفيد جدا في وسط الميدان ويقوم بأدوار دفاعية وهجومية على اعلى مستوى يرغبه كل مدرب، واعتقد ان مثل هذه الصفات والمقومات يندر وجودها في كل لاعب لا سيما في المنطقة العربية.

ونصح المحلل الكروي الشتالي لاعب الهلال السعودي بالتريث والصبر في اتخاذ قرار احترافه اوروبيا في ظل وجود عروض احترافية متعددة من اوروبا وقال: اعتقد ان التمياط مطالب بالتركيز حاليا على ماذا سيقدمه مع منتخب بلاده في كأس العالم المقبلة وبعد ذلك يسعى الى الاحتراف في الفريق الذي يستحق الانتقال اليه.

واضاف: في المونديال المقبل ستتجه عيون السماسرة ومكاتب الانتقالات نحو اللاعبين البارزين عبر المنافسات ولذلك على التمياط المحافظة على نفسه من حيث اللياقة العالية والصحة البدنية لاجل تقديم مستوى واداء افضل يستطيع من خلاله لفت وجذب الانظار اليه كي يكون حاضرا في الدوري الاوروبي من الموسم المقبل.

وتابع الشتالي حديثه عن التمياط وقال: من خلال متابعتي للاعب في الاعوام الاخيرة اعتقد ان المكان المناسب له هو الاحتراف في الدوري الاسباني او الفرنسي لتوافق اساليب ومناهج كرة القدم المطبقة هناك مع الاداء الذي ينهجه اللاعب العربي.

وفيما يخص استعدادات المنتخب السعودي لكأس العالم يقول الشتالي الذي يعد من افضل مدربي العالم حسب تصنيف الاتحاد الاوروبي لكرة القدم له: اعتقد ان الشيء الايجابي هو البدء مبكرا في الاعداد كذلك لعب المنتخب السعودي عددا كبيرا من المباريات الودية القوية سواء في معسكره في السعودية او في ايطاليا، هذا الاعداد نقطة ايجابية وجيدة.

واضاف: لكن ما لفت انتباهي هو كثرة التغييرات للجوهر فهناك خروج للاعبين ودخول آخرين بدلا منهم رغم اقتراب البطولة التي لم يتبق عليها سوى 50 يوما تقريبا، في هذه الفترة لا بد للجوهر ان يحدد قائمته النهائية ويبدأ بتطبيق تكتيكاته التي لا بد ان يركز فيها على جميع الخطوط وليس الدفاع فقط هو لديه اسماء بارزة وخبيرة من الافضل ان يختارهم بدقة ولو سألت عن افضل من يمثل المنتخب السعودي لقلت طبعا في حراسة المرمى الدعيع وفي الدفاع لا بد ان يلعب الجوهر ليبرو متأخراً بجانب عبد الله سليمان واحمد خليل لانه سيواجه فرقا لديها مهاجمون اقوياء جدا وكي يترك الحرية اكثر للدوخي وعبد الغني للتقدم للمساندة الهجومية وهم افضل من يلعب في الاظهرة، وسط الميدان خميس العويران ونور والتمياط والجابر الذي يكون خلف رأس الحربة مباشرة والذي يفضل ان يكون الشيحان لانه هو الابرز والاسرع او طلال المشعل في حال تشافيه من الاصابة.

وعن مدى نجاح الجوهر في قيادة فريقه في منافسات كأس العالم في ظل وجود اسماء كبيرة في عالم التدريب في المجموعة ذاتها للمنتخب السعودي امثال رودي فولر مدرب المانيا وميك مكارثي من ايرلندا يقول الشتالي: في كأس العالم (78) في الارجنتين كنت اصغر مدرب في المسابقة ككل رغم ذلك حققت مع منتخب بلادي انجازا مشرفا حينما هزمنا الالمان (1 ـ 3) وتعادلنا امام المكسيك (1 ـ 1) وخسرنا بصعوبة امام بولندا (1 ـ 0)، الافضلية تأتي من عمله بالفريق فاذا نجح الفريق يحسب للجوهر بلا شك.

وتحول الشتالي في حديثه الى استعدادات منتخب بلاده لكأس العالم وهو الذي سبق ان قاده من عام 75 حتى 78 وحقق معه انجازات مشرفة وقال: النقطة الايجابية التي تحسب للمسؤولين عن المنتخب التونسي هي اقالة الفرنسي هنري ميشيل من التدريب فهو بات غير مفيد ولا يمكن ان ينجح مع الفريق قياسا مع فترة عمله السابقة وانا كنت انتقده منذ فترة طويلة وقلت انه ليس المدرب المناسب لتونس.

واضاف: الثنائي الجديد اللذان تولا التدريب وهما عمار السويح وخميس العديلي يعرفان عملهما جيدا وهما الانسب لهذا الموقع فلديهما تعمق كبير في كرة القدم ويعرفان جيدا امكانيات اللاعبين والفريق واظن ان اختيارهما كان صحيحا.

واستطرد قائلا: هذه الخطوة ستزيد الحماس لدى اللاعبين الذين من المؤكد اصابهم الاحباط اثناء اشراف ميشيل الذي لم يفدهم طوال مدة اشرافه، وعلى المدربين السويح والعديلي ان لا يعتمدا على الاسماء في الاختيار ولا يخافا من اتخاذ القرارات ويعتمدا على الاسماء الاكثر عطاء.

وقال: انا هنا لست بصدد توجيه نصائح للمدربين لمعرفتي وثقتي فيهما فهما مثل ابنائي وتلاميذي وفي نفس الوقت زميلاي اعرف جيدا بأنهما في الموقع المثالي.

وبسؤاله عن رأيه باستعدادات تونس لكأس العالم يقول المدرب التونسي السابق: لم يكن جيدا ابدا التحضير كان ضعيفا، المباريات الودية كانت كلها في تونس عدا سلوفينيا، الهجوم بدا واضحا ضعفه وعدم مقدرته على التسجيل اللاعبون يفتقدون للخبرة وللاسف النجوم انخفض مستواهم كثيرا مثل الزبير بيه والسليمي، اعتقد ان الاعتماد على التكتيك كثيرا هو افضل شيء لتونس التي لا يوجد بها نجوم حقيقيون ربما يقودون الفريق بمهاراتهم، وانا دائما اقول ان الفريق الذي يفتقد للاعبين المهرة لا بد عليه ان يعتمد على تطبيق تكتيك معين وهي ميزة موجودة في لاعبي تونس.

وعن مدى تفاؤله للمنتخب التونسي والسعودي في تحقيق نتائج مشرفة بكأس العالم يقول الشتالي الذي بدأ حياته الكروية والتدريبية مع فريقه النجم الساحلي مرورا بالوحدة السعودي عام 84 والعين الاماراتي عام 80 وفاز معه بدرع الدوري هناك: لن اقول انا متفائل ولكن دائما اقول ان كل شيء ممكن في كرة القدم ليس لي الحق بان اقول ان تونس والسعودية افضل من الغير فهما تلعبان بمجموعتين صعبتين جدا ومع فرق لها سمعتها ولكن متى ما كان الحضور داخل الملعب موجودا ولياقة وحماسا عاليا مع الخطة المثالية ربما يكون هناك عمل جيد من قبلهما.

واضاف: اتمنى التركيز اكثر على المباراة الاولى فالفوز او التعادل على الاقل هو المطلوب اما الخسارة فهي ستكون محبطة للفريق.

وتحدث بشكل عام عن كأس العالم المقبلة فقال: ربما تكون الارجنتين وفرنسا هما اكثر المنتخبات حظوظا في كسب كأسها فهما الافضل على الساحة حاليا.

واضاف: على الجماهير ان لا تبحث عن المتعة في هذه البطولة فالمهارات والفنيات اختفت في كرة القدم حاليا وحل بدلا عنها القوة والتكتيك المناسب للفوز اي الواقعية فقط، لا اعتقد بانه ستكون هناك اساليب فنية وتكتيكات جديدة فالفرق العالمية بدأت معروفة بتطبيقها لخطة (2 ـ 5 ـ 3) تتحول في الميدان حسب مجريات المباراة خاصة في حال وجود لاعبين مهرة لا يحتاجون توجيهات مدرب.

واستطرد قائلا: الكرة في السابق افضل بكثير من ناحية المتعة التي اختفت من كأس العالم 94 والتي كانت تعتمد فيها البرازيل البطلة على الثنائي روماريو وبيبيتو والباقي على القوة و(98) كانت الواقعية والقوة اكثر في المنتخب البطل فرنسا. انا متأكد باننا لن نشاهد لقطات فنية ولن نشاهد متعة كبيرة فقط قوة وسرعة والتسرع يعني قلة الدقة.

وتطرق الشتالي الى احداث 11 سبتمبر (ايلول) وعن مدى تأثيرها في كأس العالم المقبلة فقال: لا اعتقد بانها ستؤثر لسبب بسيط لانها ستقام خارج اوروبا واميركا اللتين يكثر فيهما العرب والمسلمون عكس كوريا واليابان.

واضاف: اليوم الفيفا اخذ حذره مما يحدث ويعرف ما سيحدث في حال وجود مثل هذه المشاكل من مشاغبات جماهيرية، قيام كأس العالم في هذا المكان سيكون من اسباب نجاحها.

وبسؤاله عما يحدث في فلسطين وحول الطرق التي من الممكن ان يخدم بها الرياضيون العرب اخوانهم هناك يقول الشتالي: مع الاسف لا يمكن للرياضيين العرب ان يعملوا شيئا ايجابيا لفلسطين، الامور اكبر من ذلك فالفيفا يرى بان الرياضة لا دخل لها بالسياسة بل على العكس هو حريص على توثيق علاقات الشعوب المختلفة في هذا المجال وعن طريقه.

واضاف: فقط الاحتجاج للفيفا والمنظمة العالمية للرياضة هو كل شيء والباقي اعتقد بان السياسيين العرب هم المسؤولون عنه والذي لا اعرف ما هي فائدة وجودهم في الامم المتحدة منذ ما يقارب الـ50 سنة لم تكن وراءها اي فائدة تستحق الذكر.

ويكمل الشتالي حديثه عن فلسطين وما يحدث فيها وبغضب شديد: نحن لسنا مرتاحين لما يحدث لاخواننا في فلسطين وانا استغرب من وصف (شارون) بالحيوانات والتي هي افضل منه بلا شك انا لدي في بيتي العصافير والقطط حتى الكلاب هي اشرف منه بكثير جدا.

وكشف الشتالي المولود في سوسة التونسية عام 1939 عن موقف له مع الاعلام الاسرائيلي بكأس العالم 78 في الارجنتين وقال: تألق منتخب تونس بقيادتي تدريبيا هناك وفي الفندق بعد فوزنا على المانيا (1 ـ 3) طلبوني وهم مجموعة اعلامية متنوعة من اسرائيل من اجل عمل مقابلات صحافية وتلفزيونية واذاعية ساعتها رفضت وبشدة وقلت لهم عندما تخرجون من فلسطين وتكون القدس عاصمتها نكون على استعداد ان نأتي في دياركم ونقيم علاقات متنوعة معكم، وسط محاولاتهم ذهبت وانا انظر اليهم بتعجب شديد من جراءتهم من طلبهم لي في ظل ما يعملون في اخواننا الفلسطينيين.