الريال يتراجع 16 نقطة خلف برشلونة.. والجماهير تطالب بإقالة مورينهو

النادي الملكي يعيش أسوأ فتراته.. والفريق الكتالوني ينطلق نحو التتويج بطلا لإسبانيا

TT

أنهى برشلونة المتصدر عام 2012 بانتصار عاشر على التوالي، بعد فوزه على مضيفه بلد الوليد 1/3 في المرحلة السابعة عشرة من الدوري الإسباني لكرة القدم، في مباراة أدرك فيها أسطورته الأرجنتيني ليونيل ميسي الشباك مجددا.

وأعاد برشلونة، الذي حقق فوزه السادس عشر في 17 مباراة، الفارق إلى 9 نقاط مع أتليتكو مدريد أقرب منافسيه، و16 نقطة عن غريمه التقليدي ريال مدريد حامل اللقب الذي خسر أمام ملقة 3/2 في مباراة كان لها مردود سلبي على المدير الفني جوزيه مورينهو.

وإذا كان فوز برشلونة جعله يغرد وحده في الصدارة، فإن تعرض المارد الإسباني الآخر (الريال) لهزيمة جديدة يعني نهاية عام كئيب على النادي الملكي وجماهيره في ظل الكبوة الرياضية والمؤسسية الرهيبة التي يمر بها في الوقت الراهن. لكن ما وضع المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو في مأزق حقيقي هو وضعه حارس المرمى الأساسي إيكر كاسياس على مقاعد البدلاء خلال المباراة التي خسرها الفريق 3/2 أمام ملقة، وأثار هذا القرار موجة كبيرة من الاستياء والدهشة بين مشجعي الفريق.

وأوضح مورينهو عقب المباراة «كان قرارا خططيا تماما. المدرب رأى اللاعبين المدرجين تحت تصرفه وقرر أن الفريق الذي لعب هو أفضل تشكيل له في المباراة أمام ملقة. يمكنكم ابتكار ما تريدونه من تصورات. لكن القرار كان خططيا». وكرر مورينهو في هذه المباراة ما اعتاد عليه طيلة الموسم الحالي حتى الآن، حيث دأب في كل مباراة على ترك أحد الأعمدة الرئيسية للفريق على مقاعد البدلاء. وسبق لمورينهو أن وضع سيرجيو راموس على مقاعد البدلاء في لقاء مانشستر سيتي الإنجليزي بدوري أبطال أوروبا. لكنه لجأ إلى وضع كاسياس، أحد أبرز نجوم وصانعي أمجاد الريال، على مقاعد البدلاء مما جعل منتقديه يصفونه بالرجل الذي يريد أن يستعرض قدراته من خلال فرض قراره على أحد أساطير النادي.

وسبق لمورينهو أن أطاح بالأرجنتيني خورخي فالدانو، النجم السابق للفريق والمدير التنفيذي للريال، حيث رحل فالدانو عن النادي في 2011 بعد توتر علاقته بالمدرب البرتغالي الذي أراد الانفراد بمقاليد الأمور في الفريق على المستويين الإداري والفني. وقال فالدانو «لا أوافق على نقل الأمور التأديبية إلى التشكيل الأساسي للفريق. إذا حدث ذلك، فإن الفريق هو من يعاقب». كما استجاب بيريز رئيس النادي لمورينهو في تنحية الأسطورة الفرنسي زين الدين زيدان عن منصب مستشار رئيس النادي.

ولم تكن المغامرة جيدة هذه المرة لمورينهو حيث كان ملقة هو البادئ بالتسجيل في المباراة، بل إن الحارس أنطونيو آدان، الذي لعب بدلا من كاسياس، يتحمل أيضا مسؤولية الهدف الثالث الذي سجله روكي سانتا كروز. وجاء غياب كاسياس ليزيد فقط من الجدل والشائعات بشأن الأزمة المفترضة بين اللاعبين والجهاز الفني للفريق. وأشارت الصحف الإسبانية في الفترة الماضية إلى أن مجموعة من اللاعبين معظمهم من الإسبان تتمرد على الجهاز الفني هذا الموسم. وصرح لاعب ريال مدريد السابق غوتي، إلى إذاعة «كوبي» الإسبانية، قائلا «وضع كاسياس على مقاعد البدلاء يمثل صفعة من مورينهو للنادي وأحد أساطيره الحاليين».

بينما ذكر ميشيل سالغادو، مدافع الريال السابق، على حسابه الشخصي على «تويتر»: «يا لها من مفاجأة.. إيكر (كاسياس) على مقاعد البدلاء. مزيد من التوتر في المشهد».

وبعد نجاح الريال في حسم لقب الدوري الإسباني الموسم الماضي برقم قياسي جديد في عدد النقاط التي حصدها (100 نقطة) ليصبح أعلى رصيد من النقاط يحرزه أي فريق في موسم واحد بالدوري الإسباني، سقط الفريق بشدة في الموسم الحالي، وخرج منطقيا من دائرة المنافسة على اللقب بعد 17 مرحلة فقط من الموسم الحالي. ولاقى قرار استبعاد كاسياس، الذي يحرس مرمى النادي الملكي بشكل أساسي منذ عام 2000، تفسيرا محددا من الصحافيين والجماهير، حيث رأوا أن مورينهو يحاول تحريض رئيس الريال بيريز على إقالته.

وذكرت محطة «كادينا سير» الإذاعية أن بيريز على الأرجح يرغب في رحيل مورينهو، لكنه لن يستطيع دفع 40 مليون يورو (52.8 مليون دولار) للاستغناء عن مورينهو ومساعديه الستة. وربما يشعر بيريز بالأسف لتجديد عقد مورينيو ومساعديه، قبل ستة أشهر فقط، حتى عام 2016، ومنحه سلطات أكثر من المدربين السابقين. وذكرت محطة راديو «كادينا سير» أمس أنه «إذا رحل البرتغالي سيكون هناك فراغ هائل في النادي. لن يكون هناك مدرب، لن يكون هناك مساعدون، ولا بنية تحتية، أو حتى فلسفة». وأوضح مورينهو «إنني لا أفكر في الاستقالة، ولا أشعر بالقلق بشأن وظيفتي».

لكن استطلاعا للرأي لصحيفة ماركا أمس أظهر أن 82 في المائة من القراء يعتقدون بضرورة إقالة المدرب فورا. وقبل ستة أشهر اكتسب مورينهو شعبية واسعة بين الجماهير عقب الفوز بلقب الليجا، حيث اعتبره الكثيرون الرجل القادر على وضع حد لهيمنة برشلونة على الألقاب المحلية والدولية. لكن الكثيرين من مشجعي ريال مدريد الآن يرغبون بوضوح في نهاية عهد مورينهو بعد عامين ونصف العام من العمل داخل النادي الملكي.

وفي الوقت الذي يشعر فيه جمهور الريال بالحزن والتعاسة، كان برشلونة يحتفل بالفوز على مضيفه بلد الوليد 1/3، بعد قليل من إعلان النادي مغادرة مدربه تيتو فيلانوفا المستشفى حيث خضع لجراحة لإزالة ورم سرطاني.

وحقق برشلونة فوزه السادس على التوالي على بلد الوليد الذي لم يذق طعم الانتصار على النادي الكتالوني منذ 20 أكتوبر (تشرين الأول) 2002 حين تغلب عليه 1/2. وواصل برشلونة بهذا الفوز التقدم بخطى ثابتة نحو منصة التتويج، حيث رفع رصيده إلى 49 نقطة في الصدارة بفارق تسع نقاط أمام أقرب منافسيه، أتليتكو مدريد.

وتقدم برشلونة بهدف قبل دقيقتين من نهاية الشوط الأول سجله تشافي هيرنانديز إثر تمريرة عرضية أمام المرمى. وفي الشوط الثاني أضاف النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الهدف الثاني لبرشلونة في الدقيقة 59، وعزز ميسي رقمه القياسي الجديد من حيث عدد الأهداف المسجلة في عام واحد إلى 91 هدفا، وفي الوقت ذاته صدارته لترتيب هدافي الدوري هذا الموسم برصيد 26 هدفا وبفارق 9 أهداف عن أقرب ملاحقيه الكولومبي راداميل فالكاو (أتليتكو مدريد).

ورد بلد الوليد بهدف للاعب خافيير جيرا رودريغيز في الدقيقة 89. وقبل ثوان من إطلاق الحكم صافرة نهاية المباراة، اختتم كريستيان تيلو التسجيل بالهدف الثالث لبرشلونة.