يوفنتوس يكرر فوزه على سلتيك وينضم للثمانية الكبار في أوروبا

سان جيرمان نجا من فخ فالنسيا وقطف بطاقة التأهل لربع نهائي دوري الأبطال

TT

لحق يوفنتوس الإيطالي وباريس سان جيرمان الفرنسي ببروسيا دورتموند الألماني وريال مدريد الإسباني إلى الدور ربع النهائي، بعدما جدد الأول فوزه على ضيفه سلتيك الاسكوتلندي 2/صفر، وتعادل الثاني مع ضيفه فالنسيا الإسباني 1/1 في إياب الدور ثمن النهائي (الـ16) لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

وكان يوفنتوس حسم تأهله بنسبة كبيرة بفوزه على سلتيك بثلاثية نظيفة في عقر دار الأخير ذهابا، في حين كان باريس سان جيرمان في طريقه إلى العودة بفوز بثنائية نظيفة من ملعب ميستايا قبل أن يسجل الإسبان هدفا في الدقيقة الأخيرة قلصوا به النتيجة وأبقوا على آمالهم قائمة في مباراة الإياب قبل أن تتبخر.

ولحق الفريقان بريال مدريد وبروسيا دورتموند اللذين حجزا بطاقتيهما بفوز الأول على مضيفه مانشستر يونايتد الإنجليزي1/2 (1/1 ذهابا في سانتياغو بيرنابيو)، والثاني على ضيفه شاختار دونيتسك الأوكراني 3/صفر (2/2 ذهابا في دونيتسك).

في المباراة الأولى على ملعب «يوفنتوس ستاديوم» وأمام 35 ألف متفرج، واصل يوفنتوس سعيه نحو اللقب الثالث بعد عامي 1985 و1996 بفوز سهل بـ«واقعيته المعهودة» على سلتيك بثنائية نظيفة سجلها أليساندرو ماتري في الدقيقة 24 وفابيو كوالياريلا (65). وأشرك المدرب أنطونيو كونتي المهاجمين أليساندرو ماتري وفابيو كوالياريلا على حساب المونتينيغري ميركو فوسينيتش وسيباستيان جوفينكو، واستبعد أيضا عن التشكيلة كلا من السويسري ستيفان ليشتشتاينر وكلاوديو ماركيزيو خوفا من نيل أي منهما بطاقة صفراء تؤدي إلى حرمانه من المشاركة في ذهاب ربع النهائي، فيما زج بالتشيلي أرتورو فيدال كصانع ألعاب ثان إلى جانب أندريا بيرلو.

ووجد ماتري وفابيو كوالياريلا «الثنائي الاحتياطي» نفسهما أساسيين معا منذ الدقيقة الأولى بعد غياب دام عاما كاملا عن اللعب جنبا إلى جنب، لكنهما نجحا في وضع يوفنتوس بين «الثمانية الكبار» في أوروبا بعد غياب دام 7 سنوات، حيث لم يفلح الفريق الإيطالي في تحقيق هذا الإنجاز منذ عام 2006، تحت قيادة المدرب فابيو كابيللو.

وصرح ماتري عقب اللقاء «بدت وكأنها مباراة سهلة بالنسبة لنا، لكنها لم تكن كذلك. لو كانت شباكنا اهتزت بهدف مبكر لتحولت إلى ليلة عصيبة بالنسبة لنا». وأضاف «الهدف الرئيسي يظل درع الدوري الإيطالي، لكن في الوقت ذاته لدينا حلم المنافسة على اللقب الأوروبي. إنها بطولة غاية في الصعوبة، وأعتقد أن الإعلام الإيطالي يبالغ حينما يتحدث عن (ثنائية ممكنة)، ولكن يجب ألا نفقد التواضع ولا الشراسة، لا أحد يمزح في الملاعب الأوروبية». وأضاف «في كل مرة يتم استدعائي فيها أحاول تقديم كل ما لدي، إنها الطريقة الوحيدة لتضمن بها مستقبلك في يوفنتوس».

أما أنطونيو كونتي، الذي استطاع أن ينهض بيوفنتوس منذ أن تولى قيادته قبل 20 شهرا، وبعد أن نجح في حصد لقب الدوري الإيطالي الموسم الماضي، فإنه ما زال يسير بخطى واثقة نحو الاحتفاظ باللقب، وأيضا التقدم بواقعية في دوري الأبطال. ويدرك كونتي أن دوري الأبطال يختلف عن الدوري الإيطالي، حيث المنافسة مع صفوة الفرق وأعتاها بالقارة العجوز، ومع مرور ثماني مباريات منذ أن بدأ السباق من دون أن يخسر اليوفي لم يعد يتبقى سوى خمسة لقاءات لحصد اللقب. ويقول كونتي بعد المباراة أمام سلتيك «أكدت المباراة نضوج اليوفي، أداء لاعبينا كان متوازنا، حافظنا على الشباك من دون أن تهتز، والجماهير المذهلة. إننا نعيش مسيرة رائعة للغاية في دوري الأبطال ومن حقنا أن نعيش الحلم».

أما الحارس جيجي بوفون قائد اليوفي فقال «الآن نحن بين الثمانية الكبار في أوروبا، وهو هدف طيب تم تحقيقه، وللاستمرار للنهاية يتطلب الأمر حظا كبيرا. شاهدت مباراة مانشستر وريال مدريد، استحق الإنجليز الفوز لكن خطأ واحدا كان كافيا وتغيرت المباراة تماما. لقد واجهت الريال ثلاث مرات وفي المرات الثلاث أقصيناه، وبحسب قانون الأرقام من الأفضل مواجهته في المراحل المتقدمة أكثر. نعترف بأننا لسنا بين أقوى ثلاثة فرق، لكننا لدينا الخبرة ونلعب بروح الفريق وعلينا أن نعمل بجد ولا نخشى أحدا حتى نحصد المكافأة».

في المقابل، أكد نيل لينون، مدرب نادي سلتيك الاسكوتلندي، أن كفاءة فريق يوفنتوس حسمت مسألة تأهله لدور الثمانية على حساب فريقه. وقال لينون عقب اللقاء «إن الكفاءة هي ما يحسم الأمر في النهاية. كانت عملية صنع الهجمة جيدة لدينا، لكن اللمسة الأخيرة خذلتنا. لو كنا نجحنا في إدراك التعادل 1/1، من يدري ماذا كان يمكن أن يحدث؟». وأضاف «لكن بالنسبة لهذه الليلة، هل كانت نتيجة المباراة عادلة؟ يستطيع مستوى الأداء أن يجيب عن هذا السؤال».

من جانبه، قال جورغوس ساماراس، قائد سلتيك «حاولنا تطويقهم في منطقتهم وممارسة الضغوط عليهم. ونجحنا في خلق عدد من الفرص لكننا لم نحسن استغلالها».

وفي المباراة الثانية على ملعب بارك دي برانس، وأمام 43 ألف متفرج، حجز باريس سان جيرمان، بطل كأس الكؤوس عام 1996، بطاقته إلى الدور ربع النهائي للمسابقة القارية العريقة منذ 18 عاما، وتحديدا منذ عام 1995 عندما تأهل بصدارته المجموعة الثانية أمام بايرن ميونيخ الألماني، حيث كان وقتها يقام الدور ثمن النهائي بنظام المجموعات ويتأهل أول وثاني المجموعات الأربع إلى ربع النهائي، قبل أن يزيح برشلونة بتعادله معه 1/1 ذهابا في كامب نو وفوزه عليه 1/2 في بارك دي برانس ويبلغ دور الأربعة، حيث خسر أمام ميلان الإيطالي صفر/1 ذهابا في باريس وصفر/2 إيابا في ميلانو.

وسجل الأرجنتيني ايزيكييل لافيتزي في الدقيقة 66 هدف باريس سان جيرمان، والبرازيلي جوناس في الدقيقة 55 هدف فالنسيا. وعانى الفريق الفرنسي الأمرين في غياب هدافه الدولي السويدي زلاتان إبراهيموفيتش بسبب الإيقاف لطرده في مباراة الذهاب، ونجح في تحقيق الأهم بالتعادل الذي كان كافيا لإزاحة وصيف بطل عامي 2000 و2001. وهو التعادل الثالث لباريس سان جيرمان على أرضه في 8 مباريات أمام الأندية الإسبانية مقابل 5 انتصارات وخسارة واحدة كانت أمام ديبورتيفو لاكورونيا عام 2000.

وخاض الفريق الباريسي المباراة في غياب لاعب الوسط الإيطالي ماركو فيراتي بسبب الإيقاف أيضا، وجيريمي مينيز بسبب الإصابة. واحتفظ المدرب كارلو أنشيلوتي الذي أحرز اللقب القاري مع ميلان عامي 1989 و1990 كلاعب، قبل أن يقوده كمدرب إلى اللقب مرتين أيضا عامي 2003 و2007، بالنجم الإنجليزي ديفيد بيكام في مقاعد الاحتياط، وكان يأمل في إشراكه في الشوط الثاني، بيد أن التبديل الاضطراري الذي أجراه في الشوط الأول وهدف السبق للضيوف حالا دون ذلك.

في المقابل، غاب عن صفوف فالنسيا وصيف بطل عامي 2000 و2001 قطبا دفاعه الفرنسي عادل رامي والبرتغالي ريكاردو كوستا بسبب الإصابة، لكنه استعاد خدمات المدافع الفرنسي جيريمي ماتيو الذي غاب عن مباراة الذهاب بسبب الإصابة.

ولم يرق الشوط الأول إلى المستوى بسبب الحذر الشديد من الفريقين خصوصا باريس سان جيرمان الذي انتظر اندفاع الضيوف بحثا عن التسجيل للاعتماد على الهجمات المرتدة لكن دون جدوى، فغابت الفرص الحقيقية للتسجيل. وأنعش مدرب فالنسيا ارنستو فالفيردي خط الوسط مطلع الشوط الثاني بإشراكه الأرجنتيني إيفر بانيغا مكان القائد ديفيد البيلدا، فنجح فريقه في افتتاح التسجيل. وشعر أنشيلوتي بحراجة الموقف مباشرة بعد الهدف فعزز خط الهجوم بإشراكه كيفن غاميرو مكان موتا في الدقيقة 58، وكان الأول عند حسن ظنه لأنه صنع هدف التعادل بمجهود فردي رائع من وسط الملعب استغله لافيتزي ليهز شباك الضيوف. وعقب اللقاء أكد ارنستو فالفيردي مدرب فالنسيا أن فريقه سيودع دوري الأبطال برأس مرفوع بعدما ظل يكافح حتى النهاية أمام سان جيرمان. وقال فالفيردي «سنرحل برؤوس مرفوعة عاليا، لأن النتيجة ظلت مفتوحة حتى نهاية المباراة». واعترف فالفيردي بأن فريقه افتقد الحدة والوضوح في إنهاء الهجمات.