قطر تنافس الاتحاد الأوروبي ببطولة لفرق النخبة تفوق دوري الأبطال

البطولة تضم 24 فريقا.. منها أشهر 16 ناديا في أوروبا.. ويحصل كل مشارك على 200 مليون يورو

TT

تعتزم قطر إقامة دوري سوبر لكرة قدم يضم 24 ناديا من عمالقة الأندية العالمية، على أن تضم البطولة أربعة أندية إنجليزية يحصل كل منها على مبالغ مالية ضخمة تصل إلى 175 مليون جنيه إسترليني (200 مليون يورو).

وتشير التقارير إلى أن المسابقة، التي يطلق عليها اسم «دوري الأحلام»، ستنطلق بداية من عام 2015 في قطر وبعض البلدان الخليجية. ويسعى المنظمون لإغراء أندية إنجليزية عملاقة مثل مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وآرسنال وتشيلسي للمشاركة في تلك البطولة، إضافة إلى فرق القمة في بطولات الدوري الإسباني والإيطالي والألماني، ما يعني أنها ستغير خارطة الساحرة المستديرة في العالم في حال إقامتها.

وأشارت صحف بريطانية أمس إلى أن تنظيم مثل هذه المسابقة سيكون بمثابة تهديد حقيقي لبطولة دوري أبطال أوروبا التي يبلغ إجمالي قيمة الجوائز السنوية بها 595 مليون جنيه إسترليني.

وتعد هذه البطولة بمثابة تغير حقيقي في موازين القوى بالبطولات العالمية، نظرا للمبالغ المالية الضخمة التي ستحصل عليها الأندية المشاركة فيها، إضافة إلى جوائز للفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى. ويذكر أن نادي تشيلسي الإنجليزي حصل على 47.3 مليون جنيه إسترليني عندما حصد لقب دوري أبطال أوروبا العام الماضي، وهو ما يعني أن المقابل الذي سيحصل عليه أي نادٍ نظير المشاركة في «دوري الأحلام» سيصل إلى أربعة أضعاف المقابل المادي الذي سيحصل عليه الحاصل على لقب البطولة الأقوى في القارة العجوز.

وسوف يتم الإعلان عن التفاصيل الرسمية لتلك البطولة الشهر المقبل، وتشير التقارير إلى أنها سوف تضم أربعة أندية إنجليزية ضمن 16 فريقا من أهم فرق أوروبا، سيشاركون في البطولة بشكل «دائم»، في حين ستتنافس ثمانية أندية عالمية أخرى على باقي المقاعد. وسوف تقام البطولة كل عامين خلال فصل الصيف في قطر وبعض البلدان الخليجية المجاورة مثل البحرين والإمارات. ولم يعلق الدوري الإنجليزي الممتاز أو الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أو رابطة الأندية الأوروبية على هذه التقارير.

وعلى الرغم من أنه لا يزال من غير المرجح أن يتهاوى النظام الحالي لبطولات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، فإن الأموال الخيالية التي تقدمها تلك البطولة للمشاركين بها قد تؤدي إلى ذلك في نهاية المطاف، ويتعين على المراقبين من الأوروبيين وبخاصة الإنجليز عدم نسيان أنه كان ينظر إلى قطر على أنها بعيدة كل البعد عن المنافسة على استضافة كأس العالم 2022، ولكنها فازت بذلك الشرف في النهاية. وإذا ما أقيمت هذه البطولة – التي تعد أحدث محاولات لقطر للهيمنة على عالم الساحرة المستديرة – فإنها ستكون بمثابة تهديد مباشر لدوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية، كما تمثل تهديدا واضحا للاتحادين الدولي والأوروبي لكرة القدم. والآن بات على الجميع انتظار رد فعل الأندية الإنجليزية إن كانت ستشارك في تلك البطولة، خصوصا بعد أن أشارت التقارير إلى أن «دوري الأحلام» سوف يدفع نحو 175 مليون جنيه إسترليني للأندية العملاقة مثل برشلونة الإسباني ومانشستر يونايتد الإنجليزي.

ومن المتوقع أن يواجه المشروع القطري بحرب ضارية من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، الذي سبق أن عارض فكرة رابطة الأندية الأوروبية الكبرى في إطلاق «دوري سوبر» ليحل محل بطولتي دوري أبطال أوروبا وكأس الاتحاد الأوروبي للعبة الشعبية.

وكان ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي قد حذر روابط الأندية من الخروج عن الشرعية والالتزام بقوانين اليويفا وبطولاته، رافضا الاعتراف بأي مسابقة تقام خارج هذا الإطار.

ويبحث الاتحاد الأوروبي مشروعا لدمج بطولتي دوري الأبطال والدوري الأوروبي في بطولة واحدة بتوسيع دائرة المشاركة وأيضا رفع سقف الجوائز، لكن الأندية الكبرى ترفض هذا الاتجاه لأنها ستكون مطالبة بالاشتراك في مباريات أكثر من البرنامج الذي تلتزم به سنويا.

وقال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي: «بلاتيني يرحب دائما بالمناقشة والنظر في طرق تطوير بطولات الاتحاد الأوروبي، لكنه يملك فلسفته ومعتقداته الخاصة إزاء اللعبة، وأحد هذه المعتقدات أنه يعارض تماما فكرة إقامة دوري سوبر أو أي بطولة أخرى خارج إطار قوانين اليويفا».