ميسي يقود برشلونة لقلب الطاولة على ميلان وجلب السعادة للإسبان

غلاطة سراي يتعملق ويهزم شالكه في عقر داره ليضمن التأهل لربع نهائي دوري الأبطال

TT

قلب برشلونة الإسباني وغلاطة سراي التركي الطاولة على ميلان الإيطالي وشالكه الألماني عندما سحق الأول ضيفه برباعية نظيفة، وفاز الثاني على مضيفه (3 - 2) في إياب ثمن النهائي وتأهلا إلى ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا.

وكان برشلونة يحتاج لتحقيق فوز كبير على ضيفه الإيطالي بعدما خسر مباراة الذهاب (0 - 2) في ميلانو، ونجح الفريق الكاتالوني في تحقيق غايته بفضل أهداف لاعبيه ليونيل ميسي (هدفان)، وديفيد فيا، وجوردي ألبا.

وطغت السعادة على أرجاء إسبانيا بعد فوز برشلونة الساحق، حيث جاء في العنوان الرئيسي لصحيفة «موندو ديبورتيفو» الكاتالونية اليومية أمس: «ليلة تاريخية أخرى»، بينما اختارت صحيفة «سبورت» اليومية عنوان: «المجد في كامب نو».

وجاء فوز برشلونة المهم على صدر جميع الصحف الإسبانية سواء داخل إقليم كاتالونيا أو خارجه، ووصفت صحيفة «ماركا» المدريدية الفوز بأنه «انتصار شهير للكرة الإسبانية» وأعربت عن أملها أن تصبح إسبانيا الدولة الوحيدة التي تحظى بثلاثة ممثلين في دور الثمانية لدوري الأبطال هذا الموسم.

من جانبها، قارنت صحيفة «آس» بين فوز برشلونة أمس والفوز الذي حققه ديبورتيفو لا كورونا بالنتيجة نفسها أمام ميلان عام 2004 عندما كان الفريق الإيطالي هو حامل لقب دوري الأبطال.

وانتقدت الصحافة الإسبانية ميلان بشدة، حيث ذكرت محطة «راديو ماركا» الإذاعية أن الفريق الإيطالي «قدم أداء مثيرا للشفقة، وكاد يكون مثيرا للضحك بخط دفاع هزيل وفرصة وحيدة على مرمى برشلونة طوال المباراة».

وأكدت القناة الثالثة بالتلفزيون الإسباني أن فوز برشلونة كان «انتقاما» لهزيمة الفريق (0 - 4) أمام ميلان في نهائي دوري الأبطال عام 1994 بأثينا. وأشارت القناة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتمكن فيها أي فريق من تعويض هزيمته بهدفين نظيفين في مباراة الذهاب منذ تقديم بطولة دوري الأبطال في شكلها الحالي عام 1992.

من جانبها، أشادت محطة «راك - 1» الإذاعية بقرار الدفع بالمهاجم المخضرم ديفيد فيا في مركز رأس الحربة بدلا من الدفع به على الجناح الأيسر. وأجمعت وسائل الإعلام الإسبانية على أن فيا، الذي نادرا ما لعب ضمن التشكيل الأساسي منذ كسرت ساقه اليمنى في عام 2011، كان اختيارا جيدا بدلا من سيسك فابريغاس الذي لم يظهر بمستواه المعهود في الآونة الأخيرة.

واتخذ قرار الدفع بفيا بدلا من فابريغاس بين مدرب برشلونة تيتو فيلانوفا، الذي يتلقى العلاج من سرطان الحلق في نيويورك حاليا، وجوردي رورا القائم بأعمال مدرب الفريق.

وقال رورا: «أردنا أن نلعب برأس حربة متقدم هذه المرة حتى نبقي لاعبي قلب دفاعهم في الخلف ولإبعادهم عن ميسي، الذي لعب خلف خط الهجوم مباشرة».

وأضاف: «أشعر بالسعادة والاسترخاء والفخر الشديد باللاعبين.. كنا نعرف أن تعويض هزيمتنا بهدفين نظيفين لن يكون سهلا».

ونفى رورا أن يكون برشلونة وضع نفسه على رأس قائمة المرشحين لإحراز اللقب الأوروبي بهذا الفوز، وقال: «لا، لسنا المرشحين الأبرز. سنتعامل مع البطولة الخطوة تلو الأخرى. لم نكن بالغي السوء من قبل، ولسنا مثاليين حاليا».

كما أشاد بأفضل لاعب في العالم لهذا العام، ميسي، الذي رفع رصيده من الأهداف إلى 53 هدفا على مستوى جميع البطولات خلال موسم مذهل آخر مع برشلونة.

وقال رورا: «قالوا إنه لا يمر بأفضل لحظاته، ولكنه كان عنصر حسم من جديد، ونجح في إظهار كفاءته الكبيرة».

وأضاف رورا: «كنا على اتصال مستمر مع تيتو فيلانوفا. إنه سعيد بتأهلنا. تسير عملية العلاج بشكل جيد معه، وقريبا جدا سيعود للانضمام إلينا».

ويتوقع عودة فيلانوفا إلى برشلونة في الأسبوع الأخير من مارس (آذار)، وسيكون لديه الوقت الكافي لإعداد الفريق لدور الثمانية. وكان جميع لاعبي برشلونة أهدوا فوز الأمس إليه.

وأكد رورا أنه «لا يفضل أي فريق على آخر» بالنسبة لقرعة مباريات دور الثمانية التي ستجرى غدا.

ولكن في استطلاع للرأي أجرته مجلة «سبورت» بموقعها على الإنترنت، اختار 66% من المشاركين مواجهة ريال مدريد.

من جانبه، قال ديفيد فيا: «لطالما كانت الجماهير وراءنا.. لقد وثقوا بنا وعرفوا أننا نستطيع التأهل. وفي النهاية، نجحنا من أجلهم».

وأضاف فيا: «عندما يمر المرء بليلة كهذه، ينسى كل الأيام السيئة الأخرى، لا يهمنا حقا من سنواجه في دور الثمانية».

بينما وصف ألبا، صاحب الهدف الرابع، هذا الفوز بأنه «مهم بالنسبة لنا، عدنا إلى هذا الفريق الذي كنا عليه دوما، بالكثير من العمل الشاق والتكثيف في الأداء».

من ناحية أخرى، اعترف ماسيمو أمبروزيني، قائد الميلان، بأن فريقه لم يكن على المستوى المطلوب، «ونأمل أن تعلمنا هذه المباراة درسا للمستقبل».

ويدين الفريق الكاتالوني بتأهله إلى نجمه ميسي الذي سجل هدفين حاسمين في الشوط الأول سهلا مهمة فريقه في الشوط الثاني.

وتخطى ميسي رقم الهولندي رود فان نيستلروي في عدد الأهداف المسجلة في مسابقة دوري أبطال أوروبا، حيث رفع رصيده إلى 58 هدفا بفارق هدفين أمام مهاجم أيندهوفن الهولندي ومانشستر يونايتد الإنجليزي وريال مدريد الإسباني سابقا، وفض معه شراكة المركز الثاني على لائحة الهدافين منذ موسم 1992 - 1993.

وبات ميسي يتخلف بفارق 13 هدفا عن متصدر لائحة الهدافين نجم ريال مدريد سابقا والسد القطري حاليا راؤول غونزاليز صاحب 71 هدفا، وبفارق 18 هدفا عن اللاعب نفسه في لائحة هدافي المسابقات القارية.

وارتقى ميسي إلى المركز الثاني على لائحة هدافي المسابقة هذا الموسم برصيد 7 أهداف، بفارق هدف واحد خلف مهاجم ريال مدريد الدولي البرتغالي كريستيانو رونالدو المتصدر.

وهو الفوز السابع لبرشلونة على ميلان في 17 مباراة بين الفريقين مقابل 5 هزائم و5 تعادلات. يذكر أنها المرة السادسة التي يلتقي فيها العملاقان الإسباني والإيطالي في أقل من عامين، في مباراة كلاسيكية لاتينية بامتياز. والتقى الفريقان العريقان 16 مرة في المسابقة القارية العريقة، ويتفوق الفريق الكاتالوني بفارق ضئيل (6 انتصارات، 5 هزائم، 5 تعادلات)، كما أنه خسر مرة واحدة في آخر ثماني مباريات ضد ميلان (4 انتصارات، 3 تعادلات) وكان ذلك في مباراة الذهاب.

وفي المباراة الثانية على ملعب فيلتنز أرينا وأمام 52 ألف متفرج، حقق غلاطة سراي فوزه الثالث خارج قواعده في المسابقة هذا الموسم بالانتصار على شالكه (3-2) وحجز بطاقته إلى ربع النهائي للمرة الأولى منذ عام 2001.

وبدا أن شالكه الذي كان قد تعادل (1-1) مع مضيفه في لقاء الذهاب في طريقه لتحقيق فوز مريح على غلاطة سراي بعدما تقدم لاعب خط وسطه رومان نيوشتاتر بهدف مبكر في الدقيقة 18.

ولكن غلاطة سراي انتفض بشكل رائع وسجل هدفين متتاليين قبل نهاية الشوط عن طريق اللاعبين حميد التينتوب وإيدن يلمز في الدقيقتين 37 و42، لينهي الفريق الشوط الأول لصالحه ويحرج شالكه في عقر داره بعدما أصبح الفريق الألماني بحاجة لتسجيل هدفين آخرين على الأقل.

وفي الشوط الثاني، سجل البرازيلي ميشال باستوس هدف التعادل لشالكه في الدقيقة 63. وواصل الفريق الألمان ضغطه لأنه كان في حاجة إلى هدف الفوز لترجيح كفته، لكن من هجمة مرتدة في الدقيقة الخامسة الأخيرة من الوقت بدل الضائع، سجل أوميت بولوت هدف الفوز لغلاطة سراي ليضاعف من أحزان أصحاب الأرض.

وعقب اللقاء، أكد الهولندي ويسلي شنايدر، نجم غلاطة سراي، الذي أحرز لقب البطولة الأوروبية عام 2010 مع إنترميلان الإيطالي: «فوز مستحق لنا بكل تأكيد. أعتقد أن شالكه قدم أداء جيدا، ولكن مع روح الفريق التي لعبنا بها فقد كان فوزنا مستحقا».

من جانبه، أكد جوليان دراكسلر، لاعب خط وسط شالكه، أن الحظ لم يحالف فريقه، «لكن أداءنا في الشوط الأول لم يكن جيدا بما يكفي. نشعر بخيبة أمل كبيرة».