بينيتيز يقود تشيلسي لنهائي الدوري الأوروبي وسط جماهير تطالب برحيله!

تخطى عقبة بازل ويواجه بنفيكا المتأهل على حساب فناربغشة

TT

صعد تشيلسي حامل لقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم إلى نهائي مسابقة الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) حيث سيواجه بنفيكا البرتغالي الذي تغلب على فناربغشة التركي 3 - 1 في لشبونة ليصعد للنهائي بالتفوق في مجموع مباراتي الذهاب والإياب 3 - 2. وحول تشيلسي تأخره بهدف إلى فوز 3 - 1 على بازل السويسري في إياب الدور قبل النهائي. وبهذه النتيجة يصعد تشيلسي - الذي ودع دوري الأبطال من مرحلة المجموعات - إلى النهائي بمجموع مباراتي الذهاب والإياب 5 - 2 لسابق فوزه بمباراة الذهاب 2 - 1.

وافتتح مهاجم منتخب مصر محمد صلاح التسجيل لبازل بطل سويسرا في الثواني الأخيرة من الشوط الأول بتسديدة متقنة. لكن تشيلسي الذي يدربه الإسباني رفائيل بينيتيز قدم عرضا قويا في الشوط الثاني وأحرز ثلاثة أهداف في تسع دقائق في مطلع الشوط عبر فرناندو توريس وفيكتور موزيس وديفيد لويس الذي سدد كرة متقنة من 25 مترا أنهت بشكل فعلي أي أمل لبازل في العودة إلى أجواء المباراة. وكاد فرانك لامبارد الذي يحتاج هدفا واحدا لمعادلة الرقم القياسي لهداف تشيلسي عبر العصور برصيد 202 هدف أن يهز الشباك لكن محاولته ارتطمت بالقائم في الدقيقة التاسعة. ولو فاز تشيلسي على بنفيكا في النهائي المقرر في أمستردام في وقت لاحق من مايو (أيار) الجاري فسيصبح أول ناد يحرز لقب كأس الأندية الأوروبية في العام التالي لفوزه بدوري أبطال أوروبا ورابع ناد يحرز الألقاب الثلاثة لبطولات الأندية الأوروبية الكبرى.

وبتأهل تشيلسي هذا، دخل مدربه الإسباني رفائيل بينيتيز مرحلة حاسمة من مسيرته التدريبية حيث يسعى في الأيام العشرة المقبلة إلى قيادة تشيلسي لإحراز لقب «يوروبا ليغ» للمرة الأولى في تاريخه، إضافة إلى ضمانه المشاركة في دوري أبطال أوروبا، المسابقة التي تنازل عن لقبها الفريق اللندني بخروجه من الدور الأول. ولم يكن أشد المتفائلين يتوقع بقاء بينيتيز في المنصب الذي تسلمه مؤقتا حتى نهاية الموسم خلفا للإيطالي روبرتو دي ماتيو، خصوصا أن جمهور الفريق اللندني طالب برحيله منذ البداية كونه كان المدرب السابق لليفربول. ويقام نهائي الدوري الأوروبي على ملعب «أمستردام أرينا» في 15 مايو (أيار) الحالي.

وقال بينيتيز: «نظرا إلى الظروف التي اختبرناها وإلى وصول لاعبين جدد والفريق الذي كان في مرحلة انتقالية، كان الوضع صعبا لكننا قمنا بعمل جيد». ولم يشفع التأهل إلى نهائي المسابقة الأوروبية لبينيتيز لأن جمهور النادي اللندني طالب من مدرجات ملعب «ستامفورد بريدج» بعودة المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو إلى الفريق، حيث رفعت لافتات كتب عليها «جوزيه عائد»، وذلك بعد التصريح الذي أدلى به الأخير إثر خروج ريال مدريد الإسباني من نصف نهائي دوري الأبطال في معرض رده على وجهته بعد تركه المحتمل للنادي الملكي الصيف المقبل، قائلا: «سأذهب إلى حيث يحبونني».

وقد اعتبر جمهور تشيلسي أن ما قاله مورينهو إشارة واضحة لعودته إلى «ستامفورد بريدج» رغم أنه لم يحصل أي شيء رسمي حتى الآن في هذا الخصوص. وحاول بينيتيز تجاهل الإحراج الذي طاله من جماهير تشيلسي - التي لعبت دورا في إيكال دي ماتيو مهمة المدرب الدائم للفريق بعد قيادته إلى لقب دوري الأبطال للمرة الأولى في تاريخه قبل أن يقال من منصبه - مؤكدا أن فريقه حقق النتائج المرجوة في الأسابيع الأخيرة. وأضاف مدرب فالنسيا وإنترميلان الإيطالي السابق: «نحن محترفون. منذ خسارتنا أمام سوانزي (في ذهاب نصف نهائي مسابقة كأس الرابطة في 9 يناير /كانون الثاني الماضي)، فزنا بتسع مباريات وتعادلنا في مباراتين من أصل 11 لقاء. قمنا بعمل جيد وآمل أن يقدر قسم كبير من الجمهور هذا الأمر».

ويأمل بينيتيز أن يرفع أسهمه تجاه الفرق الراغبة بالتعاقد معه الصيف المقبل من خلال قيادة تشيلسي لكي يصبح أول فريق يحرز لقب دوري الأبطال ثم يتبعه في الموسم التالي بلقب «يوروبا ليغ» (أو كأس الاتحاد الأوروبي سابقا)، إضافة لحسم المركز الثالث في الدوري المحلي والتأهل بالتالي مباشرة إلى دوري الأبطال الموسم المقبل. وسيكون بينيتيز ورجاله أمام اختبارين مصيريين في الأيام القليلة المقبلة إذ يحل تشيلسي ضيفا على مانشستر يونايتد المتوج باللقب غدا، ثم يتواجه الأربعاء مع جاره ومنافسه على دوري الأبطال توتنهام الساعي إلى تحقيق ثأره من فريق بينيتيز لأن الأخير حرمه من المشاركة في المسابقة الأوروبية الأم الموسم الماضي رغم احتلاله للمركز الرابع، وذلك لأنه حصل على البطاقة الإنجليزية الرابعة للبطولة القارية كونه حامل اللقب وليس بسبب مركزه في الدوري الذي لم يكن يخوله الدفاع عن لقبه.

ويمكن القول إن العمل الذي قام به بينيتيز مع تشيلسي لم يكن استثنائيا لأنه لم يستلم فريقا في أزمة بل وصل إليه نتيجة قرار مالك النادي الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش التخلي عن دي ماتيو بعد الخروج من الدور الأول لدوري أبطال أوروبا.

ووصل المدرب الإسباني إلى الفريق اللندني والأخير يحتل المركز الثالث في الدوري المحلي، وهو يتوجه لتركه في المركز ذاته، لكنه نجح على أقله في إكمال عقده وتجنب عدم الانضمام إلى لائحة ضحايا أبراموفيتش الذي اشتهر منذ وصوله إلى «ستامفورد بريدج» بإقالة المدرب تلو الآخر، وآخر ضحاياه بالطبع دي ماتيو الذي قاد تشيلسي إلى إنجاز تاريخي الموسم الماضي سعى إليه الملياردير الروسي طويلا وفشل بتحقيقه مع مدربين من طراز الإيطالي كلاوديو رانييري ومورينهو والبرازيلي لويز فيليبي سكولاري والإيطالي الآخر كارلو أنشيلوتي دون أن يجنبه ذلك التخلي عن خدماته عند أول تعثر له.

وبدأت ضحايا أبراموفيتش مع رانييري (أقيل من منصبه في مايو/أيار 2004) ثم مورينهو (رحل في سبتمبر/ أيلول 2007) والإسرائيلي إفرام غرانت (مايو 2008) وسكولاري (فبراير/شباط 2009) وأنشيلوتي (مايو 2011) والبرتغالي أندري فياش - بواش (آذار/مارس 2011)، علما بأن هناك مدربين تسلما الإشراف على الفريق مؤقتا خلال حقبة الروسي وهما الهولندي غوس هيدينك (من فبراير 2009 حتى مايو من العام ذاته) ودي ماتيو بالذات (من مارس 2012 حتى نهاية الموسم قبل أن يوقع بشكل نهائي).