بينيتيز يخرج مرفوع الرأس بقيادته تشيلسي للقب الدوري الأوروبي ويحرج الإدارة

بنفيكا عمق أحزانه بحسرة خسارة النهائي بعد 5 أيام مأساوية تخلى فيها عن الصدارة البرتغالية لمنافسه بورتو

TT

تجاوز المدرب الإسباني رافائيل بينيتيز جميع الصعوبات التي واجهته منذ أن تسلم الإشراف على تشيلسي الإنجليزي خلفا للإيطالي روبرتو دي ماتيو، وأسكت حتى جمهور الفريق اللندني الذي عارض منحه المنصب ولو مؤقتا، وذلك من خلال قيادة الـ«بلوز» للفوز بلقب مسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» لكرة القدم على حساب بنفيكا البرتغالي (2 - 1).

ووضع بينيتيز إدارة تشيلسي بقيادة مالك النادي رومان أبراموفيتش في حرج لأنهم لم يمنحوه الفرصة الكاملة لإثبات جدارته وقرروا الاستغناء عن خدماته بنهاية الموسم دون النظر فيما حققه من إنجازات.

وبات الفريق اللندني الذي تنازل عن لقب دوري الأبطال الذي توج به الموسم الماضي للمرة الأولى في تاريخه، أول فريق يتوج بالمسابقة القارية العريقة (أو كأس الأندية الأوروبية البطلة سابقا) ثم يتبعه في الموسم التالي بلقب الدوري الأوروبي (أو كأس الاتحاد الأوروبي سابقا). علما بأن بورتو البرتغالي توج بالمسابقتين في موسمين على التوالي لكن بترتيب مختلف (كأس الاتحاد الأوروبي عام 2003 ودوري الأبطال عام 2004 مع مورينهو).

كما أصبح تشيلسي الذي اكتفى محليا بالصراع على التأهل إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، بعد خروجه من الدور الأول لدوري الأبطال، رابع فريق فقط يتوج بالألقاب الأوروبية الثلاثة بعد يوفنتوس الإيطالي وأياكس أمستردام الهولندي وبايرن ميونيخ الألماني، إذ توج سابقا بكأس الكؤوس الأوروبية عامي 1971 على حساب ريال مدريد الإسباني و1998 على حساب شتوتغارت الألماني إضافة إلى دوري الأبطال العام الماضي على حساب بايرن ميونيخ الألماني، علما بأنه خسر نهائي دوري الأبطال 2008 أمام مواطنه مانشستر يونايتد بركلات الترجيح.

ونجح بينيتيز الذي خلف دي ماتيو بعقد مؤقت حتى نهاية الموسم الحالي في إضافة لقب قاري جديد إلى سجله بعد لقب المسابقة عام 2004 مع فريق بلاده الإسباني فالنسيا، ومسابقة دوري أبطال أوروبا عام 2005 مع ليفربول الإنجليزي، وأصبح ثاني مدرب يحقق لقب الدوري الأوروبي مرتين مع فريقين مختلفين بعد الإيطالي جوفاني تراباتوني.

وهو اللقب الأول لتشيلسي في المسابقة والحادي عشر للأندية الإنجليزية.

وقال بينيتيز بعد الفوز القاتل الذي حققه تشيلسي على بنفيكا في أمستردام بفضل رأسية المدافع الصربي برانيسلاف إيفانوفيتش في الدقيقة الثانية قبل الأخيرة من الوقت بدل الضائع: «أنا فخور بما حققناه».

وتابع بينيتيز الذي تنتهي مهمته هذا الصيف حيث من المرجح أن يعود المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو للإشراف على الفريق اللندني: «لم يكن الأمر سهلا، كنا نتحدث عنها (المباراة) طيلة الوقت، أنا سعيد وفخور جدا. كان الأداء رائعا في الشوط الثاني. واجهنا بعض المشكلات في الشوط الأول ضد فريق جيد جدا، أنا سعيد من أجل اللاعبين وكل من عمل على تحقيق ذلك، يستحقونه (اللقب) لأنهم عملوا بجهد كبير طيلة الموسم».

ويبدو أن بينيتيز كسب شيئا من مودة جمهور تشيلسي بعد هذا التتويج إذ صفق له خلال الاحتفالات بعد المباراة، وعلى الرغم من أن المدرب الإسباني لم ينتبه لتحية الجمهور، فإنه أكد أن اللقب يعتبر مؤشرا حقيقيا للفترة التي أمضاها في الفريق اللندني.

وأوضح بينيتيز: «إذا كان عليك الفوز من أجل الناس لكي يدركوا حجم العمل الذي تقوم به؟ حسنا، لقد فزنا.. آمل أن يقول الناس الآن بأننا لم نكن سيئين. يعتمد الأمر على رؤية كل فرد».

وأضاف: «لكن إذا قمت بتحليل كل شيء، لقد فزنا بيوروبا ليغ بمهاجم واحد في كل مباراة. تمكنا من إدارة اللاعبين الذين يملكون بطاقة صفراء (إنذار)، لم يكن في تصرفنا سوى 18 لاعبا. إذا قيمتم جميع الأمور التي واجهتنا، فتدركون كيف كان الوضع صعبا. أعتقد أننا قمنا بعمل جيد».

من المؤكد، أن اشد المتفائلين لم يكن يتوقع بقاء بينيتيز حتى نهاية عقده، خصوصا أن جمهور الفريق اللندني طالب برحيله منذ البداية كونه كان المدرب السابق لليفربول.

وكان بينيتيز صرح بعد تأهل تشيلسي إلى نهائي المسابقة القارية على حساب بازل السويسري (3 - 1 إيابا و2 - 1 ذهابا): «نظرا إلى الظروف التي اختبرناها وإلى وصول لاعبين جدد والفريق الذي كان في مرحلة انتقالية، كان الوضع صعبا لكننا قمنا بعمل جيد».

ولم يكن التأهل إلى نهائي المسابقة الأوروبية كافيا بالنسبة لجمهور تشيلسي من أجل «استلطاف» بينيتيز لأنه طالب من مدرجات ملعب «ستامفورد بريدج» بعودة المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو إلى الفريق، حيث رفعت في إياب نصف النهائي أمام بال لافتات كتب عليها «جوزيه عائد»، وذلك بعد التصريح الذي أدلى به الأخير إثر خروج ريال مدريد الإسباني من نصف نهائي دوري الأبطال في معرض رده على وجهته بعد تركه المحتمل للنادي الملكي الصيف المقبل، قائلا: «سأذهب إلى حيث يحبونني».

وقد اعتبر جمهور تشيلسي أن ما قاله مورينهو إشارة واضحة لعودته إلى «ستامفورد بريدج» رغم أنه لم يحصل أي شيء رسمي حتى الآن في هذا الخصوص.

ومن المؤكد أن بينيتيز الذي ضمن أيضا لتشيلسي المشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، رفع أسهمه تجاه الفرق الراغبة بالتعاقد معه الصيف المقبل من خلال قيادة الفريق اللندني إلى اللقب القاري، لكن يمكن القول إن العمل الذي قام به مدرب فالنسيا وليفربول وإنترميلان الإيطالي السابق مع تشيلسي لم يكن استثنائيا لأنه لم يستلم فريقا في أزمة بل وصل إليه نتيجة قرار مالك النادي الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش التخلي عن دي ماتيو بعد الخروج من الدور الأول لدوري أبطال أوروبا.

ووصل المدرب الإسباني إلى الفريق اللندني والأخير يحتل المركز الثالث في الدوري المحلي، وهو يتوجه لتركه في المركز ذاته، لكنه نجح على اقله في إكمال عقده وتجنب عدم الانضمام إلى لائحة ضحايا أبراموفيتش الذي اشتهر منذ وصوله إلى «ستامفورد بريدج» بإقالة المدرب تلو الآخر، وآخر ضحاياه بالطبع دي ماتيو الذي قاد الفريق إلى إنجاز تاريخي الموسم الماضي سعى إليه الملياردير الروسي طويلا وفشل في تحقيقه مع مدربين من طراز الإيطالي كلاوديو رانييري ومورينهو والبرازيلي لويز فيليبي سكولاري والإيطالي الآخر كارلو أنشيلوتي دون أن يجنبه ذلك التخلي عن خدماته عند أول تعثر له.

وجاء فوز تشيلسي بلقب الدوري الأوروبي إنقاذا لموسمه حيث خرج من المنافسة على جميع الألقاب المحلية.

ويدين تشيلسي باللقب إلى مهاجمه الإسباني المغضوب عليه من الجماهير فرناندو توريس الذي افتتح التسجيل، والمدافع الصربي إيفانوفيتش صاحب الهدف القاتل في الوقت بدل الضائع.

ولم يظهر الفريق اللندني الذي غاب عن صفوفه قائده جون تيري ونجمه البلجيكي إيدين هازار بسبب الإصابة، بمستوى جيد خصوصا في الشوط الأول حيث كادت شباكه تهتز أكثر من مرة، لكن أداءه تحسن نسبيا في الشوط الثاني وعرف لاعبوه بفضل خبرتهم الكبيرة قاريا في اقتناص هدفي الفوز.

في المقابل، تعرض بنفيكا لأقسى 5 أيام مأساوية حيث خسر أمام غريمه التقليدي بورتو 1 - 2 وفي الوقت بدل الضائع أيضا بالجولة قبل الأخيرة من الدوري المحلي فتنازل عن الصدارة لمصلحة الأخير بفارق نقطة واحدة، ثم عاد وخسر بالنتيجة ذاتها أمام تشيلسي وفشل في تكرار إنجازه على ملعب أمستردام عندما توج بلقب دوري أبطال أوروبا عام 1962 على حساب ريال مدريد.

وهي المواجهة الثانية بين تشيلسي وبنفيكا اللذين اصطدم مسارهما الموسم الماضي في الدور ربع النهائي من مسابقة دوري الأبطال، وخرج الفريق اللندني فائزا ذهابا 1 - صفر وإيابا 2 - 1 في طريقه للتخلص من برشلونة الإسباني في نصف النهائي والفوز باللقب على حساب بايرن ميونيخ الألماني.