ارتفعت وتيرة الحركة في سوق انتقالات اللاعبين الصيفية على الساحة الأوروبية مع بدء الأندية برامج الإعداد للموسم المقبل، وزادت حمية الفرق الكبرى على اقتناص أبرز النجوم المتاحين للبيع لتقوية صفوفها.
ورغم أن سوق الانتقالات بدأت بسيطرة فرنسية عبر الناديين الأكثر ثراء، موناكو وباريس سان جيرمان بفوز الأول بصفقة المهاجم الكولومبي راداميل فالكاو من أتليتكو مدريد الإسباني، والثاني بصفقة المهاجم الدولي الأوروغوياني أدينسون كافاني من نابولي الإيطالي، إلا أن الأيام القادمة تنذر بأن البورصة ستشهد مضاربة كبيرة بين كثير من الأندية وبخاصة الإنجليزية والإسبانية على بعض الأسماء البارزة في السوق.
وكان نادي بايرن ميونيخ الألماني، بطل الدوري والكأس المحليين ودوري أبطال أوروبا لكرة القدم في الموسم الماضي، قد حسم صفقة ضم لاعب وسط برشلونة الإسباني تياغو الكانتارا مقابل 25 مليون يورو.
ووقع الكانتارا، 22 عاما، عقدا مدته أربع سنوات، لينضم للنادي الألماني الذي يشرف على تدريبه حاليا الإسباني جوزيب غوارديولا والذي أوصى بضم هذا اللاعب.
وأوضح بايرن ميونيخ أنه سيدفع 20 مليونا على أن يتم تسديد ما تبقى من ريع المباريات الودية بين الناديين، مشيرا إلى أن اللاعب الجديد سينضم إلى زملائه في الأيام القليلة المقبلة.
وقال الرئيس التنفيذي في النادي البافاري كارل هاينز رومينيغه: «تياغو الكانتارا هو الرغبة الكبيرة لمدربنا الجديد غوارديولا، ونحن سعداء بأننا أنجزنا هذا الانتقال الكبير. إنه لاعب رائع وأمامه آفاق كبيرة ستعزز موقع بايرن ميونيخ».
واختار الاتحاد الأوروبي الكانتارا قائد منتخب إسبانيا للشباب أفضل لاعب في بطولة أوروبا لهذه الفئة الشهر الماضي وكان صاحب ثلاثية من أهداف إسبانيا في مرمى إيطاليا (4 - 2) في المباراة النهائية.
وكان بايرن ميونيخ أنفق 37 مليون يورو من أجل ضم الدولي الألماني الشاب ماريو غوتسه من بروسيا دورتموند.
وشهدت إسبانيا ردود فعل مختلطة بشأن صفقة انتقال الكانترا إلى بايرن، حيث أشارت صحيفتا «آس» و«ماركا» الرياضيتان إلى أن برشلونة فقد أحد أبرز لاعبيه الواعدين.
وأوضحت «آس» أن برشلونة «فقد اللاعب الذي كان مرشحا لقيادة الفريق في المستقبل، وبثمن أقل من قيمته الحقيقية».
فيما ذكرت إذاعة «ماركا» الإسبانية أن إصرار غوارديولا على ضم تياغو إلى صفوف بايرن يجب النظر إليه في إطار صراعه مع ساندرو روسيل رئيس نادي برشلونة، حيث انتقده المدرب بشكل لاذع الأسبوع الماضي.
كما سادت ردود أفعال مختلطة في إقليم كتالونيا الإسباني بعد الإعلان عن هذه الصفقة. وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة «موندو ديبورتيفو» الإسبانية أن 57 في المائة من قراء الصحيفة يرون أنه كان يتعين على برشلونة الاحتفاظ باللاعب أو بيعه بسعر أعلى.
وانتقدت الصحيفة أندوني زوبيزاريتا، مدير الكرة في النادي لأنه قلص، قبل عام واحد، قيمة الشرط الجزائي في عقد اللاعب من 60 إلى 18 مليون يورو في حالة عدم مشاركته في 60 في المائة على الأقل من مباريات الفريق.
وذكرت الصحيفة: «كانت هذه القيمة المنخفضة للشرط الجزائي هي ما سمحت لبايرن من خطف تياغو من برشلونة».
كما انتقدت الصحيفة غوارديولا للمرة الأولى منذ رحيله عن تدريب برشلونة في 2012 وأشارت إلى وجود تضارب في المصالح لأن من أصر على تخفيض قيمة الشرط الجزائي في عقد اللاعب هو بيري غوارديولا شقيق المدرب الشهير ووكيل أعمال اللاعب.
وعلى النقيض، أشارت صحيفة «سبورت» الإسبانية إلى «الانقسام الهائل في وجهات النظر والآراء بشأن تياغو... حيث يرى كثيرون أن اللاعب يحظى بتقدير مبالغ فيه».
وحاولت «سبورت» الظهور بشكل إيجابي وذكرت أن «رحيل تياغو سيفتح الطريق أمام سيرخي روبرتو» في إشارة إلى هذا اللاعب الآخر المتميز في مركز لاعب خط الوسط.
وما اتفقت عليه وسائل الإعلام الكتالونية بالفعل هو ضرورة استغلال المكاسب المالية التي حصل عليها برشلونة من انتقال تياغو في التعاقد مع لاعب قلب دفاع.
ويبحث برشلونة حاليا عن مدافع جديد متميز ليحل مكان كارلوس بويول قائد الفريق الذي أفسدت الإصابة مسيرته في السنوات الثلاث الماضية.
وتعاقد لاعب خط الوسط الأرجنتيني الدولي خافيير ماسكيرانو مع برشلونة في 2010 قادما من ليفربول الإنجليزي ولكنه شارك في خط الدفاع وأدى بشكل جيد في مركزه الجديد رغم عدم تخصصه في اللعب بهذا المركز.
كما تعاقد برشلونة في 2012 مع لاعب الوسط الكاميروني أليكس سونغ من فريق آرسنال الإنجليزي ولكن اللاعب لم ينجح في اللعب بخط الدفاع.
كما لم يظهر البرازيلي أدريانو كوريا بشكل جيد في خط الدفاع وما زال الشاب مارك بارترا يفتقد للخبرة.
ويأتي تياغو سيلفا قائد المنتخب البرازيلي في مقدمة اللاعبين الذين يضعهم برشلونة في حساباته ولكن ناديه باريس سان جيرمان الفرنسي يرفض التفريط فيه.
كما يأتي البرازيلي الآخر ديفيد لويز مدافع تشيلسي الإنجليزي ضمن البدائل المطروحة والتي تضم أيضا البرازيلي ماركينوس لاعب روما الإيطالي والدنماركي دانيال آغر مدافع ليفربول والذي كان على وشك الانضمام لبرشلونة في الصيف الماضي.
وفي إنجلترا وبعد فوز بايرن بصفقة الكانترا الذي كان مطلوبا في مانشستر يونايتد، حول بطل الدوري الإنجليزي وجهته إلى نجم برشلونة الآخر، سيسك فابريغاس، لأن المدير الفني الجديد ليونايتد ديفيد مويز أعرب عن حاجته لصانع ألعاب متميز يحل مكان سكولز المعتزل.
ورغم أن فابريغاس أعرب في أكثر من مناسبة أنه باق مع برشلونة ولن يتركه، إلا أن إغراءات يونايتد المالية وأيضا ضمان مكان أساسي له بالفريق على عكس ما يواجه في فريقه الكتالوني من منافسه للعب بعض الدقائق أو في مركز غير مركزه، قد يكون له عامل في إقناعه بالعودة للدوري الإنجليزي.
وكان فابريغاس، 26 عاما، قد سبق وأن دافع عن قميص آرسنال لمدة ثماني سنوات كاملة قبل انتقاله إلى برشلونة منذ عامين، ولذلك إذا وافق على الانضمام لمانشستر يونايتد فلن يشعر بغربة كبيرة.
وذكرت صحيفة (ذي إندبندنت) البريطانية أن يونايتد رصد 40 مليون يورو للحصول على خدمات فابريغاس، لكن هناك عائقا يتمثل في إدراج نادي آرسنال شرطا يجعل له الأولوية في حالة إقدام برشلونة على بيعه.
ويحاول مانشستر يونايتد منذ عدة أشهر للحصول على لاعب وسط متميز وقد يكون الكرواتي لوكا مودريتش لاعب ريال مدريد الإسباني وتوتنهام السابق أحد البدائل المطروحة إلى جانب غاريث بال جناح توتنهام والقادر على اللعب في أكثر من مركز.
وفي إنجلترا أيضا عاد نادي آرسنال لتقديم عرض إلى نظيره ومنافسه الشمالي ليفربول لأجل ضم مهاجم الأخير الدولي الأوروغوياني لويس سواريز.
وكشفت الصحف البريطانية أمس أن آرسنال رفع عرضه من 30 مليون جنيه إسترليني إلى 35 مليون لكن إدارة ليفربول ما زالت ترى أنه لا يرتقي إلى مستوى توقعاتها.
وذكرت بعض وسائل الإعلام المحلية الشهر الماضي أن ليفربول لن يفكر في التخلي عن سواريز مقابل أقل من 50 مليون جنيه إسترليني، مما يجعل عرض آرسنال بعيدا كل البعد عن طموحات فريق المدرب الآيرلندي الشمالي برندن رودجرز.
ويبدو أن آرسنال يسعى من خلال العرض الذي قدمه لليفربول للعمل على محورين، إما الفوز بمهاجم ريال مدريد الأرجنتيني غونزالو هيغواين، أو ضم سواريز حتى لا ينتهي به الأمر وهو خارج السباق على مهاجم متميز يعوض رحيل فان بيرسي المنضم ليونايتد العام الماضي. وفي ظل اهتمام ريال مدريد بسواريز أيضا، فإن العرض الذي قدمه آرسنال للحصول على خدمات الأخير قد يهدف على الأرجح إلى دفع النادي الملكي للاستعجال في عملية شرائه للهداف الأوروغوياني والتخلي للنادي اللندني عن هيغواين.
ويبدو أن سواريز، الذي لم يكمل الموسم مع ليفربول بسبب إيقافه، مستعد للبحث عن تحد آخر بعيدا عن الدوري الممتاز، وهو قال مؤخرا بهذا الصدد: «لا أعلم متى سأرحل أو إذا كنت سأبقى. من الواضح أن النادي يريدني أن أبقى، لكني تحدثت مع المدرب وهو يعلم ماذا أريد».
وقد تشهد الأيام القليلة المقبلة حركة انتقالات تبادلية بانضمام هيغواين إلى ليفربول وسواريز إلى الريال. فرغم إعلانه بشكل واضح عن انتهاء مسيرته مع ريال مدريد، ما زال هيغواين عالقا في ريال مدريد رغم بدء تدريبات الفريق استعدادا للموسم الجديد.
وحرص هيغواين على التدريب بشكل منفرد على مدار الأسبوعين الماضيين قبل الانضمام لتدريبات الفريق أمس تحت قيادة مديره الفني الجديد الإيطالي كارلو أنشيلوتي وانتظارا لفرصة انتقاله إلى ناد آخر في الفترة المقبلة.
وقال هيغواين في نهاية الموسم الماضي: «أشعر بأن مسيرتي مع الفريق انتهت وأنني أريد تغيير الأجواء» ليكون إعلانا منه عن رغبته في الرحيل عن الفريق بعد سبع سنوات قضاها مع الريال.
من جهته أكد الفرنسي أرسين فينغر، المدير الفني لنادي آرسنال رغبته في تجديد عقده مع الفريق، وذلك بعد سلسلة من المحادثات أجراها مع إيفان جازيديس الرئيس التنفيذي للنادي.
وقال فينغر: «لقد اقتنعت بالبقاء لمدة أطول. المحادثات بيننا تسير بشكل جيد ولا توجد مشكلات». وينتهي عقد فينغر في نهاية الموسم المقبل وهو يتولى تدريب الفريق منذ عام 1996.
وبعد اعتزال سير أليكس فيرغسون، المدير الفني السابق لمانشستر يونايتد فإن فينغر أصبح أقدم مدرب حالي في الدوري الإنجليزي الممتاز.