أي مصير ينتظر «الهوت كوتور» في الألفية الثالثة بعد اعتزال لوران؟

TT

كثيرة التساؤلات التي أثيرت إثر اعتزال ايف سان لوران مهنة تصميم الازياء. هل بإعتزاله مهنة برع فيها لاربعين عاماً، يدق المسمار الاول في نعش الخياطة الراقية؟ هل اصبح عصر السرعة و«الفاست فود» (الوجبات السريعة) يلغي اي عراقة في اي مجال؟

في بداية شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، وقبيل اسبوع الخياطة الراقية لعروض ربيع - صيف 2002، وضمن مؤتمر صحافي، اعلن ايف سان لوران الجزائري القادم من وهران. اعتزاله لهذه المهنة التي أمضى فيها 40 عاماً.

وفي 22 يناير ومن مركز جورج بومبيدو وبحضور السيدة برناديت شيراك، كانت مجموعة «لا رتروسبكتيف» التي اختصرت تشكيلات سان لوران من عام 1962 ولغاية 2001 (طوال هذه السنوات، صنع المصمم البارع خزانة المرأة العصرية. وبمجموعاته طوال هذه السنوات طاف سان لوران من روسيا ليستوحي من فولكلورها وصولاً الى افريقيا والهند ليبتكر ازياء من تراثها). لكن التعريف الاجمل لإيف سان لوران هو: اذا كانت كوكو شانيل حرّرت المرأة فإيف سان لوران حرر الموضة. ففي عام 1966 ازاح لوران عبء الفساتين المكشكشة عن المرأة ليلبسها السموكينج.. لكن ابرز سؤال أثاره اعتزاله، هل لم يعد هناك من مستقبل للهوت كوتور، بعد ان غزت الالبسة الجاهزة الاسواق وسيطر الجينز والحذاء الرياضي؟ وفي عدد صحيفة «الفيغارو»، الصادر في اليوم الاول للعروض، كان العنوان الرئيسي في الصفحة الاولى «الهوت كوتور الى اين هي ذاهبة؟». وللإجابة عن هذا السؤال، كان لقاء مع أكبر «مستثمر» في عالم «الهوت كوتور» برنارد ارنو، مالك مجموعة LVMH المالكة لدور ديور وجيفنشي ولاكروا. وجوابه كان بسيطاً اذ قال: «وهل بموت ماتيس اختفت اللوحات الزيتية؟ الهوت كوتور، ستتابع في القرن الواحد والعشرين مع كبار المصممن امثال كارل لاجيرفيلد وجون غاليانو وكريستيان لاكروا وجان بول غوتييه... وكثر آخرين». والجدير ذكره، ان ارنو يملك قسم سان لوران للألبسة الجاهزة التي يتولى تصميمها توم فورد.

وفي يوم إعتزاله قال لوران اشعر بالفخر لأنني ابتكرت خزانة ملابس المرأة العصرية وشاركت في تحول عصري، واليوم بعدما دخلنا عصر التسويق على حساب الابداع أخلي الساحة».

وبهذا الخصوص قال بيار بيرج وهو شريك قديم للوران «بعد تقاعد هوبير دو جيفانشي، اصبح سان لوران يلعب كرة المضرب لوحده دون وجود شخص مقابله ليرد له الكرة، وهذه ابرز الاسباب التي سارعت باعتزاله». ومن المعروف ان ما يميز تصاميم الهوت كوتور انها جميعها تصنع بشكل حرفي ولا يتعدى عدد القطعة الواحدة، وهنا لا بد من ذكر ذاك الفستان ضمن مجموعة سان لوران لصيف 1988 الذي استغرق 700 ساعة عمل لتطريز رسمة مستوحاة من «Van Gogh» عبارة عن زهر الايريس ودوار الشمس. وعن مستقبل الخياطة الراقية يقول سان لوران: «المستقبل ليس لهذا الفن، وعندما قلت منذ سنوات ان الهوت كوتور لن تتخطى القرن العشرين لم اخطئ سوى بسنة».

اما تعليق رئيس فيديرالية الخياطة ديدييه غرمبش على هذا الموضوع فمقلق إذ قال «ما من شيء انتهى، شيئان فقط تغيرا: في حقبة الستينات، 75 في المائة من السيدات كن يرتدين ازياء حسب طلبهن، بالاضافة الى ان القوانين التي كانت في السابق تديم «الخياطة الراقية» لم تعد صالحة اليوم، لكن الخياطة الراقية تغيرت واصبحت اليد الحديدية للصناعة.